من العثمانيين إلى طالبان.. تاريخ طويل يجمع تركيا وأفغانستان
تاريخ النشر: 12th, March 2025 GMT
تشهد العلاقات بين تركيا وحكومة تصريف الأعمال -التي تقودها حركة طالبان في أفغانستان– تطورا ملحوظا، إذ تزداد المؤشرات على تعزيز التعاون بين الطرفين في مختلف المجالات.
ويعتبر تسليم السفارة الأفغانية في أنقرة وقنصلية أفغانستان في إسطنبول لممثلي حركة طالبان من آخر مؤشرات تنامي العلاقات بين كابل وأنقرة.
وفي حين قطعت العديد من الدول أو خفضت علاقاتها الدبلوماسية مع أفغانستان بعد أن استعادت طالبان السيطرة على البلاد في 15 أغسطس/آب 2021، لم تغلق أنقرة سفارتها في كابل، مما يجعلها من الدول القليلة التي حافظت على علاقات دبلوماسية مباشرة مع أفغانستان.
وتعد تركيا هي العضو الوحيد في حلف شمال الأطلسي (الناتو) الذي يتمتع بحضور دبلوماسي نشط في كابل.
تعود جذور العلاقات بين كابل وأنقرة إلى عهد الدولة العثمانية، وأما العلاقات الحديثة بين البلدين فترجع إلى بدايات القرن الـ20، وكانت تركيا من أوائل الدول التي أقامت علاقات دبلوماسية مع أفغانستان بعد استقلالها عن بريطانيا في 1919.
وقد شهدت هذه العلاقات تطورا مستمرا قائما على الاحترام المتبادل والتعاون في مجالات متعددة، مثل التعليم والبنية التحتية.
وفي عهد الملك أمان الله خان (1919- 1929)، اتسمت العلاقات بين الطرفين بالدفء والانفتاح في مختلف المجالات. ولأول مرة، أرسل الشاه عددا من الطلاب إلى تركيا للدراسة.
وعلى الرغم من شكوكهم تجاه الأجانب، فقد استعان الأفغان بالمدربين الأتراك لتطوير جيشهم، وتبنت القوات الأفغانية أساليب التدريب على غرار الجيش التركي.
إعلانبيد أن هذه العلاقات فترت بعد انقلاب 17 يوليو/تموز 1973 الذي أطاح بالملك محمد ظاهر شاه الذي كان يميل للغرب، ليحل محله نظام محمد داود الذي اقترب من الكتلة الشرقية.
ويشير بعض الخبراء إلى أن العلاقة بين تركيا وأفغانستان تستند إلى إرث مشترك بين مؤسس الجمهورية التركية مصطفى كمال أتاتورك وملك أفغانستان في عشرينيات القرن الماضي أمان الله خان، الذي كان معجبا بسياسات وأفكار أتاتورك.
ويقول ألبر كيسكين، وهو زميل في مؤسسة كارنيغي للسلام الدولي، لـ"صوت أميركا": "هذا الإرث الإيجابي لم ينقطع أبدا على مر السنين".
خلال الغزو السوفياتي لأفغانستان (1979-1989)، تبنّت تركيا موقفا داعما للمجاهدين الأفغان، حيث استقبلت عددا من اللاجئين وقدّمت لهم مساعدات إنسانية وتعليمية، كما فتحت أبوابها لبعض قادة المقاومة الأفغانية الذين تصدوا للنظام الشيوعي المدعوم من موسكو، من بينهم زعيم الحزب الإسلامي قلب الدين حكمتيار وزعيم الجمعية الإسلامية برهان الدين رباني.
وبعد أحداث 11 سبتمبر/أيلول 2001، شاركت تركيا ضمن قوات الناتو في أفغانستان، إلا أنها حافظت على موقف متوازن، حيث لم تشارك في العمليات القتالية ضد طالبان، بل ركزت على عمليات حفظ السلام والتطوير، مما جعلها طرفا مقبولا نسبيا لدى مختلف الأطراف الأفغانية.
ويوضح ألبر كيسكين أن تركيا حرصت طوال هذه الفترة على ضمان عدم انخراط قواتها في أي حرب نشطة ضد الشعب الأفغاني، ويعتقد أن هذا أمر يدركه نظام طالبان الحالي في أفغانستان أيضا.
وبحسب وزارة الدفاع التركية، فإن إحدى المهام الأخيرة للجنود الأتراك في أفغانستان كانت تقديم الخدمات التشغيلية والأمنية في مطار كابل، وقد سحبت تركيا قواتها من أفغانستان قبل الموعد النهائي الذي حددته حركة طالبان لانسحاب القوات الأجنبية في أغسطس/آب 2021.
فتحت أنقرة قنوات اتصال مع حركة طالبان في وقت مبكر، وأسهمت بشكل فعّال في الجهود الدبلوماسية المتعلقة بأفغانستان.
إعلانووفقا لما صرّح به الكاتب والمحلل السياسي التركي البر تان، لموقع الجزيرة نت، فإن تركيا أبدت استعدادها لاستضافة محادثات السلام بين حركة طالبان والحكومة الأفغانية السابقة برئاسة أشرف غني مستغلة علاقاتها الجيدة مع جميع الأطراف الأفغانية.
وقبل أن تسيطر طالبان على أفغانستان، كانت تركيا قد أعلنت عن رغبتها في التعاون في توفير الأمن وإدارة مطار كابل، لكن الحركة صرحت في حينها أنها لن تسمح بوجود قوات أجنبية في أفغانستان.
ويرى مايكل كوغلمن، الباحث المتخصص في شؤون جنوب آسيا بمركز ويلسون، أن تركيا، رغم كونها جزءا من قوات الناتو في أفغانستان، نجحت في الحفاظ على علاقات مميزة مع الأطراف الأفغانية، هذه العلاقات مكنتها من التفاوض لتولي إدارة مطار كابل.
وبعد سيطرة طالبان على كابل في أغسطس/آب 2021، اتخذت تركيا نهجا براغماتيا في التعامل مع الحكومة الجديدة، حيث لم تعترف بها رسميا، لكنها أبقت على قنوات التواصل مفتوحة واستمرت في التعامل مع القيادات الجديدة في كابل.
وقد شهدت الفترة الأخيرة تقاربا واضحا، إذ تمت عدة لقاءات بين مسؤولين أتراك وقيادات طالبان، وتم التباحث في قضايا التعاون الاقتصادي والدبلوماسي وقام وزراء في حكومة تصريف الأعمال الأفغانية، مثل وزير الخارجية أمير خان متقي ووزير الأوقاف نور محمد ثاقب، بزيارة تركيا والتقوا مع مسؤولين أتراك.
وتستمر الوفود التركية من مختلف المجالات الأكاديمية والاقتصادية في زيارة أفغانستان بشكل دوري، حيث تلعب البلد الأوروبي دورا بارزا في تقديم المساعدات الإنسانية عبر الهيئات الإغاثية التابعة لها.
وغالبا ما تكون المنظمات التركية في طليعة الجهات المبادرة لتقديم الدعم خلال الأزمات، كما حدث في زلزال ولاية هرات عام 2023، وفيضانات ولاية بغلان عام 2024.
وتدير تركيا العديد من المشاريع الإغاثية والتنموية من خلال مؤسسات مثل وكالة التعاون والتنسيق التركية (تيكا) والهلال الأحمر التركي، مما يعزز حضورها الإنساني في البلاد.
إعلانوبما أن طالبان سيطرت على بلد أنهكته الحروب وعانى من عدم الاستقرار لسنوات طويلة، تواجه الحكومة العديد من النواقص والتحديات في المجالات الاقتصادية والتعليمية والفنية والهيكلية والعسكرية والأمنية. ومن وجهة نظر بعض قيادات الحركة، تُعد تركيا من الدول القادرة على المساهمة في سد هذه الثغرات.
وتشمل المكاسب، التي تحققها طالبان من التعاون مع تركيا، تلبية الاحتياجات الاقتصادية، وسد النواقص الفنية، وتدريب الكوادر العسكرية والفنية، والمساهمة في إعادة إعمار أفغانستان، والحصول على اعتراف دولي بحكومتها.
ويرى المراقبون أن تركيا توظف خطابا دينيا معتدلا في علاقاتها مع طالبان، وتسعى لتعزيز نفوذها من خلال القواسم المشتركة في الهوية الإسلامية، خاصة أن غالبية السكان في كلا البلدين يتبعون المذهب الحنفي في الفقه وهناك طرق صوفية مشتركة لها أتباع في كل من أفغانستان وتركيا مثل الطريقة النقشبندية.
وفي خطوة قد تعكس الاعتراف الضمني بحكومة طالبان، سلمت تركيا أخيرا القنصلية الأفغانية في إسطنبول والسفارة الأفغانية في أنقرة لممثلي الحركة، مما يعكس تزايد مستوى التعاون الدبلوماسي بين البلدين.
ومن ناحية أخرى، تعد تركيا من الدول التي تستضيف عددا من الشخصيات المعارضة لحركة طالبان، سواء من القيادات أو النشطاء السياسيين الذين لجؤوا بعد سقوط الحكومة الأفغانية السابقة إلى تركيا مثل زعيم حزب الدعوة الإسلامية في أفغانستان عبد رب الرسول سياف، والمشير عبد الرشيد دوستم نائب رئيس الجمهورية السابق، ووزير الخارجية الأسبق صلاح الدين رباني نجل الرئيس الأفغاني السابق برهان الدين رباني.
وتتعامل أنقرة بحذر مع هذه القضية، حيث لا تريد توتير علاقتها مع حكومة تصريف الأعمال في كابل، ولكنها تبقي حبال التواصل ممدودة مع مختلف الشخصيات السياسية والفصائل الأفغانية.
تواصل الشركات التركية عملها في أفغانستان، لا سيما في مجالات البنية التحتية والصحة والتعليم. كما أن المؤسسات التعليمية التركية، مثل شبكة مدارس "معارف"، لا تزال تعمل في البلاد ولديها 46 مدرسة في مختلف مناطق أفغانستان، مما يعكس استمرار الدور التركي في القطاع التعليمي.
وتقدم تركيا منحا دراسية للطلاب الأفغان، فبحسب تصريحات للسفير الأفغاني السابق في أنقرة أمير محمد رامين للجزيرة نت، فإن هناك أكثر من 7 آلاف طالب وطالبة من أفغانستان يدرسون في مختلف الجامعات التركية.
ويقول بعض المحللين إن تركيا تمارس دبلوماسية عامة نشطة في أفغانستان من أجل زيادة شعبيتها داخليا.
إعلانوفي هذا السياق، قال هارون ستاين، مدير الأبحاث في معهد السياسة الخارجية لصوت أميركا، "تحب أنقرة أن ترى نفسها كفاعل عالمي، ولذلك فإن مشاركة مؤسساتها ومنظماتها التعليمية في أفغانستان تعد مؤشرا سياسيا داخليا جيدا لإظهار أن لديها سياسة خارجية نشطة".
ومن المشاريع الكبيرة، التي نفذتها الشركات التركية في أفغانستان، إنجاز المرحلة الثانية من مشروع سد كاجاكي الكهرومائي في ولاية هلمند من قبل شركة "77 كونستركشن" التركية التي استثمرت في هذا المشروع ما يقارب 160 مليون دولار.
وحضر حفل افتتاح السد عدد من كبار المسؤولين في حركة طالبان وحكومة تصريف الأعمال، ومن بينهم عبد الغني برادر وعبد السلام حنفي، نائبا رئيس الوزراء، وأيضا السفير التركي في كابل جهاد إرجيناي الذي قال في كلمته أثناء الحفل: "على الرغم من أن سد كاجاكي يعد استثمارا مهما في العلاقات الاقتصادية بين بلادنا وأفغانستان، فإن علاقاتنا أكثر تنوعا وعمقا".
في إطار سعيها لتوسيع نفوذها الإقليمي، تعمل تركيا على تعزيز حضورها في وسط آسيا وجنوبها، مستندة إلى الموقع الإستراتيجي لأفغانستان التي تربط بين المنطقتين. ويتيح التعاون مع حكومة طالبان لأنقرة فرصة لتعزيز دورها في التوازنات الإقليمية، خاصة وسط تنافسها مع إيران وروسيا.
إن الحضور التركي في أفغانستان، التي تضم مجموعات عرقية مثل الأوزبك والتركمان والتي لها امتداد عرقي وثقافي وتاريخي مع سكان دول آسيا الوسطى، من شأنه أن يسهل وجود ونفوذ تركيا في هذه البلدان، التي تشترك معها في الكثير من حيث الدين واللغة والتاريخ.
وفي هذا الصدد لا يمكن التغاضي عن المصالح الاقتصادية، لأن أفغانستان تمتلك ثروات طبيعية هائلة (مثل الليثيوم والمعادن النادرة)، لكنها تفتقر إلى القدرات التقنية لاستغلالها. وبفضل شركاتها في البناء والطاقة، ترى تركيا فرصا كبيرة للاستثمار والتجارة في أفغانستان ولديها اهتمام خاص بقطاع التعدين والبنية التحتية ومشاريع الطاقة والنقل.
إعلانوتنصح تركيا حركة طالبان بتشكيل حكومة شاملة وضمان تعليم الفتيات تحت حكمها، كما تؤكد أنقرة مرارا على أهمية الاستقرار في أفغانستان لمنع تدفق المزيد من اللاجئين إلى تركيا.
وبحسب تقرير لقسم اللغة التركية في إذاعة "بي بي سي" وفق البيانات الصادرة عن إدارة الهجرة التركية، بلغ عدد اللاجئين الأفغان غير القانونيين الذين تم احتجازهم في تركيا 42 ألفا و674 شخصا حتى سبتمبر/أيلول 2024، وتأمل أنقرة في تقليل تدفق اللاجئين الأفغان عبر دعم استقرار أفغانستان، مما قد يتحقق بالتعاون مع طالبان في مشاريع إعادة الإعمار.
بالنظر إلى موقعها الجيوسياسي كعضو في الناتو، تسعى تركيا للعب دور الجسر بين الغرب وطالبان، مما يعزز مكانتها الدبلوماسية ويتيح لها توسيع نفوذها على الساحة الدولية.
وفي الوقت ذاته، تعمل أنقرة على ضمان استقرار أفغانستان لتفادي تحولها إلى بؤرة لعدم الاستقرار الإقليمي، إذ تولي أهمية كبيرة لاحتواء خطر الجماعات المتشددة التي قد تستغل الفراغ الأمني لتعزيز نفوذها.
وفي المقابل، تحتاج حكومة تصريف الأعمال بقيادة طالبان إلى استثمارات أجنبية لإنعاش اقتصاد أفغانستان المنهار، وتمثل تركيا شريكا محتملا بفضل خبرتها في البنية التحتية والتجارة.
كما تسعى طالبان للاعتراف بحكومتها وكسب الشرعية الدولية ويمكن لتركيا، كدولة مسلمة ذات وزن دبلوماسي، مساعدة طالبان في تحسين صورتها وتخفيف العزلة الدولية.
ويعتقد الأكاديمي الأفغاني محمد مصعب أن هناك مجموعة من العوامل التي تسهم في تعزيز حضور تركيا وتأثيرها في أفغانستان. من أبرزها: القواسم الدينية والثقافية المشتركة بين البلدين، إلى جانب النظرة الإيجابية التي يحملها الشعب الأفغاني تجاه تركيا. كما يلعب النفوذ الناعم التركي دورا مهما، مدعوما بعلاقات أنقرة الوطيدة مع الفاعلين المحليين والشخصيات المؤثرة.
إعلانإضافة إلى ذلك، يشير مصعب إلى التعاون الوثيق بين تركيا وكل من قطر وباكستان، وهما من أبرز الأطراف المؤثرة على حركة طالبان، فضلا عن الدعم الأميركي والأوروبي لأنقرة.
وتبرز أيضا عوامل أخرى، مثل اعتراف طالبان بقدرات تركيا في المجالات الفنية والإدارية والاقتصادية، والطابع الإسلامي والسني لحكومة الرئيس رجب طيب أردوغان، وحاجة الحركة الماسة للحصول على اعتراف دولي. وجميع هذه المقومات تهيئ تركيا لتكون لاعبا مهما ومؤثرا في المشهد الأفغاني.
ويضيف مصعب أن طالبان "ترى في تركيا حليفا يمكنه الحد من نفوذ إيران في أفغانستان، خاصة مع وجود توترات مع طهران حول المياه والقضايا الحدودية". ويختم قائلا: "إن تعميق العلاقات بين البلدين تخدم مصالحهما، وينعكس إيجابا على المستويين الإقليمي والدولي".
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات رمضان حکومة تصریف الأعمال العلاقات بین فی أفغانستان الأفغانیة فی حرکة طالبان بین البلدین بین ترکیا طالبان فی الترکی فی ترکیا من من الدول فی مختلف فی أنقرة فی کابل
إقرأ أيضاً:
مصادر عربي21: تركيا مطلعة وتشعر بارتياح إزاء اتفاق قسد ودمشق.. تفاصيل مهمة
كشف مصدر خاص لـ"عربي21"، الثلاثاء، اطلاع تركيا على وثيقة الاتفاق الموقع بين قوات سوريا الديمقراطية "قسد" والدولة السورية، لافتا إلى أن أنقرة تشعر بالارتياح لهذا التطور.
ومنذ سقوط نظام بشار الأسد في سوريا أواخر العام الماضي، دأب المسؤولون الأتراك على التلويح بعملية عسكرية ضد "قسد" شمالي شرق سوريا، لكن خطاب زعيم حزب العمال الكردستاني المسجون في تركيا عبد الله أوجلان الداعي إلى حل التنظيم وإلقاء السلاح فتح الباب أمام العملية السياسية.
وكان حزب المساواة وديمقراطية الشعوب "ديم" المناصر للأكراد في تركيا كشف عن إرسال أوجلان ثلاث رسائل قبل خطابه "التاريخي" واحدة منها إلى "قسد"، التي تعتبرها انقرة امتدادا لحزب العمال الكردستاني المدرج على قوائم الإرهاب لديها.
ومساء الاثنين، وقع الرئيس السوري أحمد الشرع وقائد قوات سوريا الديمقراطية "قسد" مظلوم عبدي على اتفاق دمج الأخير في مؤسسات الدولة، وذلك ضمن مساعي دمشق لحل كافة الفصائل المسلحة وبسط سيطرتها على كافة التراب الوطني.
قبل ذلك بساعات، قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في كلمة له عقب اجتماع للحكومة في العاصمة أنقرة إن الشرع ينتهج سياسة شاملة منذ سقوط نظام المخلوع بشار الأسد في أواخر العام الماضي دون الوقوع في "فخ الانتقام"، مشيرا إلى أنه "إذا استمرت هذه القوة في التزايد، فستفسد المكائد ضد سوريا".
وشدد على أن أنقرة لن تسمح بإعادة رسم الخرائط في سوريا، موضحا أن "من ينظر إلى سوريا ولا يرى فيها إلا الطوائف والمذاهب والأعراق فهو حبيس التعصب الأعمى"، بحسب وكالة الأناضول.
وقال باحث في الشؤون السورية، طلب عدم الكشف عن هويته، إن التطورات في تركيا بخصوص إمكانية إلقاء حزب العمال الكردستاني سلاحه ساهمت في دفع "قسد" لتوقيع الاتفاق مع دمشق.
في سياق متصل، كشف مصدر آخر لـ"عربي21" إن الولايات المتحدة أخبرت حلفائها الأكراد أنها ستنسحب من سوريا.
وتعد قوات سوريا الديمقراطية التي تشكل وحدات حماية الشعب الكردية عمودها الفقري، حليفا رئيسيا للولايات المتحدة في محاربة تنظيم الدولة الإسلامية.
كما تحظى هذه القوات التي تسيطر على مساحات شاسعة من شمال شرقي سوريا، بدعم عسكري من واشنطن.
وكان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان دعا في تصريحات أدلى بها في كانون الثاني /يناير الماضي، الجميع إلى رفع أيديهم عن سوريا، في إشارة إلى القوات الأمريكي في سوريا.
وشدد أردوغان على قدرة بلاده على "سحق" التنظيمات "الإرهابية" في سوريا، بما في ذلك تنظيم الدولة الإسلامية والمقاتلون الأكراد، الذين تراهم أنقرة خطرا على أمنها القومي.