مفكر روسي مقرب من بوتين يدعو لإحياء الإمبراطورية الروسية.. هاجم غورباتشوف؟
تاريخ النشر: 23rd, August 2023 GMT
قال الفيلسوف والمفكر الروسي ألكسندر دوغين الثلاثاء، إن الحرب في أوكرانيا أول عمل حاسم لإعادة الإمبراطورية الروسية، وتصحيح الجرائم التي ارتكبها غورباتشوف ويلتسين في تسعينيات وثمانينيات القرن الماضي.
وأوضح دوغين في منشور على تطبيق "التليغرام"، أن الهجمات بالطائرات المسيرة على العاصمة موسكو وبريانسك وجزيرة القرم مظهر من مظاهر الحرب الواضحة.
وأضاف أن على الروس العودة لجذور هذه الحرب، التي تدخل بشكل متزايد في مفردات حياة الشعب، بما في ذلك في العاصمة.
وأوضح دوغين أن أسباب الحرب تلتقي مع إعادة الهيكلة "البيريسترويكا" التي أطلقها الرئيس السوفيتي ميخائيل غورباتشوف، والإصلاحات الليبرالية التي أقرها الرئيس الروسي بوريس يلتسين في التسعينات، وهو ما يمكن اعتباره أفظع جريمة تاريخية ارتكبت بحق روسيا.
وتابع، أن النخبة التي نشأت على أنقاض الاتحاد السوفيتي، لم تكن النخبة الأفضل، وإنما كان الأمر استيلاء ناجحا على السلطة من فلول حزب منحط ووحشي في تحالف مع مثقفين يعانون من "الروسوفوبيا" (رهاب الروس)، وعملاء المخابرات الغربية وعناصر الجريمة المنظمة، بحسب قوله.
وأردف، أن الك النخبة دمرت الإمبراطورية الروسية وشكلت مجموعة كاملة من الدول الفاشلة Failed States المعادية لروسيا.
ولم يكتف هؤلاء بذلك، بل حولوا روسيا نفسها إلى مستعمرة للغرب، وتبنّوا بالكامل أيديولوجية العدو الجيوسياسي، وخضعوا لاستسلام حضاري، وفق دوغين.
وأشار دوغين إلى أن تلك النخب بشكل عام لا تزال على حالها، على الرغم من العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا.
ولفت إلى ضرورة إدانة الدولة بوضوح، وبشكل علني خطوات غورباتشوف ويلتسين، وشركائهما المباشرين، لكي يبدأ التحول الحقيقي، ليس بالعودة إلى الاتحاد السوفيتي، بل نحو إحياء الإمبراطورية.
وأكد دوغين أن غياب إرادة استعادة الإمبراطورية، وإقامة حضارة روسية ذات سيادة بالتركيز على العملية العسكرية في أوكرانيا وأهدافها، سيظل منطق الحرب غير مقبول وغير مفهوم وغير قابل للتحقيق، كما ستظل أسباب مقتل الروس على الجبهات، والهجوم على موسكو غير واضحة.
واستدرك أنه في الوقت الذي انهارت فيه روسيا أواخر التسعينات بسبب هذه النخب، وعندما هاجم العدو موسكو "بالمتطرفين الإسلاميين"، كان الرد هو بوتين، حيث قمع بشدة مسار تفكك روسيا، وانتصر في حرب الشيشان الثانية، وحافظ على روسيا ووحدتها.
وبحسب الفيلسوف الروسي، "كان هذا ولا يزال عملا بطوليا حقا، وبفضله أصبح بإمكاننا اليوم أن نفخر بالعلم الروسي، الذي كان الوطنيون على الأرجح يخجلونه في التسعينات".
ويرى دوغين أنه بعد توجيه الضربة الأولى للنخب الليبرالية في التسعينات، حينها تحولت إلى معارضة شرسة، ثم هربت جزئيا من البلاد، إلا أن أغلبية هذه النخب تكيفت مع بوتين وتحصنت، بينما استمرت في الترويج لقيم العدو الجيوسياسي المتمثل في الغرب، وباتت تعرقل التحول الوطني بشدة.
وتابع، "بعد أن عزز بوتين روسيا ومنع انهيارها، وواجه عواقب انهيار الاتحاد السوفيتي، حلّ عام 2008 بعملية إرغام جورجيا على السلام، ثم عام 2014 الذي شهد عودة القرم إلى روسيا، وأخيرا العملية العسكرية في أوكرانيا".
وأضاف، "وفي كل مرحلة من هذه المراحل، كانت النخب الليبرالية وجميعها من نفس القناعات التي دمرت الاتحاد السوفيتي تهرب إلى الغرب، ثم هربت المجموعة الأكبر من هؤلاء بعد بداية العملية الروسية في أوكرانيا".
وأكد دوغين أن الحرب في أوكرانيا أول عمل حاسم لبعث الإمبراطورية الروسية، بمعنى القضاء على العواقب الكارثية لعام 1991، وحقيقة أن جمهوريات الاتحاد السوفيتي السابق ودول المعسكر الاشتراكي السابق تشارك بنشاط في التحالف الغربي، وهذا دليل مباشر على جرائم غورباتشوف ويلتسين.
وبين أن الخطوة التالية بعد العملية العسكرية في أوكرانيا هي إدانة جذرية وواضحة وصريحة لأحداث الثمانينات والتسعينات بالإضافة للتغيير الحاسم للنخب في روسيا.
وأضاف أن الروس اليوم في الصفحة التالية من التاريخ حيث تواصل "الإمبراطورية" الهجوم، إلا أن “العدو" ما زال يقاوم بوحشية، ويسعى إلى الضرب بقوة أكبر.
وفي الوقت نفسه، يتخلف وعي النخب بمرضية عما يحدث، ويحاولون بكل ما لديهم من قوة تأخير الصحوة وتعتيم الخطوط الواضحة للصورة التاريخية الجديدة، بحسب المفكر الروسي.
وختم دوغين بالقول إن كل يوم من أيام الحرب، وكل ضربة أو مجرد قضمة من "العدو"، وكل إنجاز نحققه، وكل تضحية تقربنا بلا هوادة من لحظة الصحوة، ومن ثم لحظة الحكم، ولحظة الإمبراطورية.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات دوغين روسيا الاتحاد السوفيتي بوتين روسيا الاتحاد السوفيتي بوتين حرب اوكرانيا دوغين سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الاتحاد السوفیتی العملیة العسکریة فی أوکرانیا
إقرأ أيضاً:
بوتين يعلن عزم روسيا مواصلة برنامج صواريخ «أوريشنيك» فرط الصوتية في مواجهة تهديدات أوكرانيا
أكدت روسيا في خطوة تصعيدية جديدة عزمها على الاستمرار في برنامج تطوير صواريخها الباليستية فرط الصوتية «أوريشنيك».
وقد أصدر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين تعليمات لتوسيع إنتاج هذه الصواريخ ومواصلة إجراء الاختبارات القتالية لها، وذلك في رد مباشر على استخدام أوكرانيا صواريخ غربية مثل «أتاكمز الأمريكية» و**«ستورم شادو» البريطانية** لضرب أهداف داخل الأراضي الروسية، حسب ما أوردته وكالة رويترز.
تحذيرات بوتين للعالم الغربيخلال اجتماع عبر التليفزيون مع القادة العسكريين، شدد بوتين على أهمية صواريخ «أوريشنيك» في الاستراتيجية الدفاعية الروسية، مؤكدًا أن الاختبارات القادمة ستُجرى في ظروف قتالية لتقييم الأداء الفعلي للصواريخ في مواجهة التهديدات الأمنية المتزايدة.
وقال بوتين إن روسيا استخدمت صواريخ «أوريشنيك» مؤخرًا في هجوم على منشأة عسكرية أوكرانية، مشيرًا إلى قدرة هذه الصواريخ على استهداف المنشآت العسكرية الغربية في حال استخدام أسلحة غربية ضد موسكو.
كما حمّل الدول الغربية المسؤولية عن تصعيد الحرب في أوكرانيا، موضحًا أن دعم الغرب كييف بأسلحة بعيدة المدى يشكل تهديدًا قد يؤدي إلى نزاع أوسع.
الضربة على دنيبرو ورسائل موسكوأفادت التقارير أن الضربة الأخيرة على مدينة دنيبرو في أوكرانيا تم تنفيذها باستخدام صواريخ أوريشنيك برؤوس حربية تقليدية.
ومع ذلك، أكدت روسيا أن هذه الصواريخ تتمتع بقدرة على حمل رؤوس نووية إذا استدعت الظروف ذلك، ما يعكس جاهزيتها لاستخدام أسلحة أكثر فتكًا في المستقبل إذا تطلب الأمر.
قدرات صواريخ أوريشنيكحسب صحيفة ديلي ميل البريطانية، تعد صواريخ «أوريشنيك» متطورة للغاية مقارنة بالصواريخ الروسية التقليدية. على الرغم من أن سرعتها ليست بنفس مستوى صواريخ «يارس 24» العابرة للقارات، التي يمكن أن تصل سرعتها إلى 19،000 ميل في الساعة، إلا أن أوريشنيك يتمتع بعدد من القدرات المتقدمة:
سرعة تفوق الصوت بـ10 مرات، أي ما يعادل نحو 12،000 كيلومتر/الساعة.مدى يصل إلى 5،000 كيلومتر، ما يجعله قادرًا على الوصول إلى معظم أوروبا.قدرة على حمل رؤوس نووية وفقًا لتحليلات عسكرية روسية.قدرات الصاروخ على ضرب الأهداف الأوروبيةتشير التقديرات العسكرية إلى أن صواريخ أوريشنيك قادرة على الوصول إلى أهداف رئيسية في أوروبا خلال دقائق قليلة:
برلين (2،317 كيلومترا): 11-12 دقيقة.روما (2،688 كيلومترا): 13-14 دقيقة.باريس (3،138 كيلومترا): 15-16 دقيقة.بروكسل (2،545 كيلومترا): 14-15 دقيقة.لندن (3،170 كيلومترا): 16-17 دقيقة.رسالة موسكويبعث استخدام صواريخ «أوريشنيك» رسالة قوية من موسكو حول استعدادها لتوسيع نطاق استخدامها للصواريخ المتطورة في الردع العسكري أو الهجوم.
ويظل السؤال الأهم: كيف سيواجه الغرب هذا التصعيد، وهل سيتمكن من تفادي الانزلاق نحو مواجهة أوسع قد تهدد الأمن الأوروبي والعالمي؟