مشكلة الحكومة أنها غير متمكنة من استعادة قرار الحرب والسلم
تاريخ النشر: 12th, March 2025 GMT
على رغم كل ما يواجهه لبنان، ومعه حكومة لا يزال عودها طريًا، من تحدّيات داخلية معطوفة على مخاطر خارجية جنوبًا وشرقًا وشمالًا، فإن ما يدعو بعض المتفائلين إلى التمسّك بخيوط واهية من أمل لا يزال ممكنًا، أقّله نظريًا، بالنسبة إلى إمكانية قدرة اللبنانيين على التغلب على الواقع بما فيه من أسباب كثيرة تدعو إلى الإحباط واليأس والقنوط هو ما يُعقد من آمال على ما لدى رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون من إرادة إنقاذية حقيقية.
هذه الارادة تبدأ بورشة إصلاحية لأكثر من خلل سياسي ومجتمعي واقتصادي ومالي من شأنها أن تنقل لبنان واللبنانيين من ضفة الانهيار إلى ضفة التعافي، ولكن من دون أن يعني ذلك أن ما يتطلع إليه رئيس البلاد الملقاة على منكبيه العريضين كل هذه المسؤولية سيتحقق بين ليلة وضحاها. فما ، يتعرّض له هذا البلد الصغير المحيطة به مشاكل ومخاطر أكبر من قدراته الذاتية سيكون لها حتمًا تأثيرات مباشرة على وحدته، أرضًا وشعبًا.
وهنا يحضرني قول الموفد الرئاسي الفرنسي جان أيف لودريان، الذي أعرب عن مخاوفه في إحدى زيارته للبنان، وقبل التوصّل إلى توافق على انتخاب رئيس للجمهورية، على مستقبل لبنان السياسي. فكلام لودريان، وهو السياسي المخضرم والمحنّك، لم يفهمه كثيرون من اللبنانيين على حقيقته، ولكنهم بدأوا يكتشفون بعضًا من خيوط هذه اللعبة بعدما بدأ تجميع "البازيل" الإقليمي، وبعدما تبيّن أن هذه اللعبة هي أكبر من لبنان، وبعدما اتضح أيضًا أن بعض اللبنانيين متورطون في شكل أو في آخر بهذه اللعبة، التي تمتد من طهران إلى فلسطين المحتلة بجزئيها المنفصلين عن بعضهما البعض جغرافيًا بعد إنهاك القطاع وبدء مخطط تقطيع أوصال الضفة الغربية، مرورًا بالعراق وسوريا فلبنان.
فالتحديات التي تواجه لبنان في شكل أساسي قد تتخطّى الإطار الداخلي عندما تهيأ للبعض، عن قصد أو عن غير قصد، بأن السلطة اللبنانية الجديدة قادرة على نقل هذا "اللبنان" من حال إلى أخرى من دون أن يكون لهذا الانتقال أثمان عليها أن تدفعها هذه السلطة، عاجلًا أم آجلًا، خصوصًا أن امتلاكها لقرار السلم والحرب لم يصبح مضمونًا بعد. فالخروقات الإسرائيلية المتزايدة والمتصاعدة يومًا بعد يوم، وبالأخص استهدافها بعض المناطق اللبنانية الواقعة شمال الليطاني، والتي تدّعي تل أبيب بأنها مخازن أسلحة لـ "حزب الله" قد يعيد الحرب من حيث لا أحد يدري إلى بداياتها، مع الإشارة إلى أن القيادة السياسية في "الحزب"، سواء عبر الاطلالات المتكررة لأمينه العام الشيخ نعيم قاسم أو لعدد من قيادييه، مصرة على التأكيد أن "المقاومة الإسلامية" لا تزال قوية. وهذا التأكيد معطوف على ما أدلى به مؤخرًا المرشد الروحي للجمهورية الإسلامية الامام علي خامنئي بالنسبة إلى قوة المقاومة في لبنان، وهذا ما يؤشرّ إلى أن قرار الحرب والسلم لا يزال خارج متناول السلطة اللبنانية، التي تمّثلها حكومة لغير هذا الزمن.
وكان حري بأن يكون التوجه لقيام سلطة سياسية متكاملة المواصفات، التي كان من المفترض أن تواكب ما يتعرّض له لبنان من مشاكل وما يواجهه من تحدّيات خارجية وداخلية تمامًا كالسلطة التي تشكّلت من الأقطاب السياسيين في المراحل المفصلية في تاريخ لبنان. فانتخاب الرئيس عون لم يكن قرارًا لبنانيًا صرفًا، وإن بدا أن لنواب الأمة، من يمينهم إلى يسارهم، حرية الاختيار، كان يُفترض أن تواكبه حكومة سياسية بمعناها الحصري، أي بمعنى إمكانية امتلاكها حرية الحركة في اتخاذ القرارات المصيرية المتعلقة مباشرة بما يحيط لبنان من أزمات خارجية كبيرة تفرض انتقالًا طبيعيًا لقرار الحرب والسلم من يد "حزب الله" إلى سلطة سياسية ممثلة بالقوى السياسية القادرة على اتخاذ القرارات المناسبة لتحصين لبنان واللبنانيين من أي خطر خارجي، أقّله من خلال معادلات جديدة سبق أن حدّدها رئيس الجمهورية في خطاب القسم وفي كلمته في القمة العربية الطارئة في القاهرة.
فهذا المستوى من الخطاب السياسي العالي السقف من حيث تحديد الخيارات اللبنانية الخارجية لا تتطابق مواصفاته مع ما نشهده من تجاذبات سياسية لا تزال تذكّر اللبنانيين بحقبة من الحياة السياسية، التي كان فيها الخلاف في الرأي بين المسؤولين هو سيد الـ "موقف" وسيد الـ "قرار"، وبالأخص في ما يتعلق باعتماد سياسة محايدة بالنسبة إلى الصراعات الإقليمية، التي لم يجنِ منها لبنان سوى الويلات والدمار والخراب وانقسام اللبنانيين بين يمين وشمال.
المصدر: لبنان24 مواضيع ذات صلة جعجع: لاستعادة قرار الحرب والسلم Lebanon 24 جعجع: لاستعادة قرار الحرب والسلم 12/03/2025 09:01:39 12/03/2025 09:01:39 Lebanon 24 Lebanon 24 وزيرة الاستيطان الإسرائيلية: الانتصار في الحرب أهم من استعادة الرهائن Lebanon 24 وزيرة الاستيطان الإسرائيلية: الانتصار في الحرب أهم من استعادة الرهائن
12/03/2025 09:01:39 12/03/2025 09:01:39 Lebanon 24 Lebanon 24 الشيخ حكمت الهجري: الحكومة السورية المؤقتة وعدت أنها لن تستأثر بسلطة ولا بقرار Lebanon 24 الشيخ حكمت الهجري: الحكومة السورية المؤقتة وعدت أنها لن تستأثر بسلطة ولا بقرار
12/03/2025 09:01:39 12/03/2025 09:01:39 Lebanon 24 Lebanon 24 السنيورة: ما أدلت به المسؤولة الأميركية قد أضاف إلى مشكلات لبنان مشكلةً جديدة Lebanon 24 السنيورة: ما أدلت به المسؤولة الأميركية قد أضاف إلى مشكلات لبنان مشكلةً جديدة
12/03/2025 09:01:39 12/03/2025 09:01:39 Lebanon 24 Lebanon 24 لبنان خاص مقالات لبنان24 قد يعجبك أيضاً
طريق المطار تغيرت.. قرار سياسي "بدّل معالمها"
Lebanon 24 طريق المطار تغيرت.. قرار سياسي "بدّل معالمها"
02:45 | 2025-03-12 12/03/2025 02:45:00 Lebanon 24 Lebanon 24 خوض المعارك البلدية "لجس النبض"
Lebanon 24 خوض المعارك البلدية "لجس النبض"
02:30 | 2025-03-12 12/03/2025 02:30:00 Lebanon 24 Lebanon 24 باسيل يتحضّر لإطلاق "هُوية المعارضة"
Lebanon 24 باسيل يتحضّر لإطلاق "هُوية المعارضة"
02:15 | 2025-03-12 12/03/2025 02:15:00 Lebanon 24 Lebanon 24 جلسة مجلس الوزراء غدا اختبار عملي للتعيينات.. إجتماع موسّع في دارة ميقاتي بطرابلس الجمعة
Lebanon 24 جلسة مجلس الوزراء غدا اختبار عملي للتعيينات.. إجتماع موسّع في دارة ميقاتي بطرابلس الجمعة
02:00 | 2025-03-12 12/03/2025 02:00:00 Lebanon 24 Lebanon 24 خدم في المارينز ومن أصول لبنانية.. ترامب يعين سفيرا جديدا لأميركا في تونس
Lebanon 24 خدم في المارينز ومن أصول لبنانية.. ترامب يعين سفيرا جديدا لأميركا في تونس
00:06 | 2025-03-12 12/03/2025 12:06:24 Lebanon 24 Lebanon 24 الأكثر قراءة
الحرارة ستنخفض 21 درجة بقاعاً.. لا تفرحوا كثيرا بالطقس الربيعي استعدوا لـ "غدر" آذار
Lebanon 24 الحرارة ستنخفض 21 درجة بقاعاً.. لا تفرحوا كثيرا بالطقس الربيعي استعدوا لـ "غدر" آذار
04:31 | 2025-03-11 11/03/2025 04:31:24 Lebanon 24 Lebanon 24 بالصورة... وفاة ممثلة في حادث سير مروّع وإصابة 3 من زميلاتها!
Lebanon 24 بالصورة... وفاة ممثلة في حادث سير مروّع وإصابة 3 من زميلاتها!
06:59 | 2025-03-11 11/03/2025 06:59:00 Lebanon 24 Lebanon 24 للمرة الخامسة... فنانة تُفاجئ الجميع بخبر زواجها
Lebanon 24 للمرة الخامسة... فنانة تُفاجئ الجميع بخبر زواجها
06:09 | 2025-03-11 11/03/2025 06:09:57 Lebanon 24 Lebanon 24 هذه هوية المُستهدف في الغارة على جنوب لبنان اليوم
Lebanon 24 هذه هوية المُستهدف في الغارة على جنوب لبنان اليوم
08:55 | 2025-03-11 11/03/2025 08:55:41 Lebanon 24 Lebanon 24 أصيب بسكتة قلبية.. النجم الشهير ابن 43 عاما عُثر عليه ميتا داخل منزله (صورة)
Lebanon 24 أصيب بسكتة قلبية.. النجم الشهير ابن 43 عاما عُثر عليه ميتا داخل منزله (صورة)
03:57 | 2025-03-11 11/03/2025 03:57:13 Lebanon 24 Lebanon 24 أخبارنا عبر بريدك الالكتروني بريد إلكتروني غير صالح إشترك عن الكاتب
اندريه قصاص Andre Kassas أيضاً في لبنان
02:45 | 2025-03-12 طريق المطار تغيرت.. قرار سياسي "بدّل معالمها" 02:30 | 2025-03-12 خوض المعارك البلدية "لجس النبض" 02:15 | 2025-03-12 باسيل يتحضّر لإطلاق "هُوية المعارضة" 02:00 | 2025-03-12 جلسة مجلس الوزراء غدا اختبار عملي للتعيينات.. إجتماع موسّع في دارة ميقاتي بطرابلس الجمعة 00:06 | 2025-03-12 خدم في المارينز ومن أصول لبنانية.. ترامب يعين سفيرا جديدا لأميركا في تونس 23:42 | 2025-03-11 لا تعيينات إدارية في القريب العاجل.. فيديو "جابتلي المرض".. حسام حبيب يخرج عن صمته ويكشف تفاصيل خلافاته مع شيرين عبد الوهاب شاهدوا الفيديو
Lebanon 24 "جابتلي المرض".. حسام حبيب يخرج عن صمته ويكشف تفاصيل خلافاته مع شيرين عبد الوهاب شاهدوا الفيديو
00:20 | 2025-03-12 12/03/2025 09:01:39 Lebanon 24 Lebanon 24 دعما لإيلون ماسك.. هذا ما سيشتريه ترامب (فيديو)
Lebanon 24 دعما لإيلون ماسك.. هذا ما سيشتريه ترامب (فيديو)
16:27 | 2025-03-11 12/03/2025 09:01:39 Lebanon 24 Lebanon 24 "خرابة بيوت وفاتنة ست اليأس".. هكذا وصف رامز جلال ضيفته الجميلة (فيديو)
Lebanon 24 "خرابة بيوت وفاتنة ست اليأس".. هكذا وصف رامز جلال ضيفته الجميلة (فيديو)
01:12 | 2025-03-11 12/03/2025 09:01:39 Lebanon 24 Lebanon 24
Download our application
مباشر الأبرز لبنان خاص إقتصاد رمضانيات عربي-دولي فنون ومشاهير متفرقات
Download our application
Follow Us
Download our application
بريد إلكتروني غير صالح Softimpact
Privacy policy من نحن لإعلاناتكم للاتصال بالموقع Privacy policy جميع الحقوق محفوظة © Lebanon24
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: قرار الحرب والسلم قرار ا
إقرأ أيضاً:
13 نيسان 1975 - 2025 ... كي لا ننسى
لو أردنا أن نعود بالذاكرة خمسين سنة إلى الوراء لكي نستعيد بعضًا من مشاهد ذاك الأحد، وفي الأحياء الداخلية الضيقة لمنطقة عير الرمانة، لأكتشف كل منا، نحن المسمّون "جيل الحرب"، أن البداية كان مخطّطًا لها أن توصل البلاد إلى ما وصلت إليه من حروب متواصلة بدأت بـ "حادثة بوسطة" بعد اغتيال أول شهيد في هذه الحروب هو جوزف أبو عاصي، وهو خارج من كنيسة قريبة جدًّا من موقع حادثة "البوسطة". الصدفة لم يكن لها مكان في هذه الحادثة، بل يمكن القول، وبعد خمسين سنة، إن الذين أرسلوا هذه "البوسطة"، وفيها نساء ورجال من مخيمات صبرا وشاتيلا، لكي تعبر منطقة كانت "تغلي" على أثر استشهاد أبو عاصي، كانوا يدركون أن ردّة فعل أهالي عين الرمانة ستؤدي إلى ما أدّت إليه فكانت بداية الحرب، التي لم تنتهِ إلاّ بعدما أسكت اتفاق الطائف مدفعها، التي كانت بين الفلسطينيين والأحزاب المسيحية، وعلى رأسهم حزب الكتائب اللبنانية، لتتحوّل بعد ذلك إلى حرب أهلية بين أبناء الوطن الواحد بعدما ناصر فريق من اللبنانيين القضية الفلسطينية ضد فريق آخر من اللبنانيين، مع ما رافق ذلك من دعوات لعزل الكتائب.ففي الذكرى الخمسين لـ 13 نيسان (1975 – 2025) أجيال كاملة طوتها الأيام، منها ما كان حلوًا، وهي تُعدّ على الأصابع لقلّتها، ومنها ما كان مرًّا، وهي أكثر من أن تُعدّ أو تُحصى.
خمسون سنة، أي نصف قرن، ليست قليلة. من لا يزال على قيد الحياة اليوم كان في ذاك اليوم في مقتبل العمر، ونحن منهم. فلم نرَ من هذه الحياة سوى المتاريس وخطوط تماس وقذائف، وانفجارات، ورعب ومآسٍ. أمّا الذين رحلوا فعاشوا فترة من الزمن الجميل قبل هذا التاريخ وقبل أن يخطفوا منا أحلامنا.
صحيح أن الوقوف على الأطلال لم يعد يجدي ، وبالتالي لم يعد البكاء والنحيب يجديان نفعًا، لأن ما تركته هذه الحرب من آثار سلبية خطيرة في وجدان المواطن اللبناني، وقطّعت أوصال الوطن وحولته الى "دويلات" لا تزل تتناحر حتى يومنا هذا، وإن بأشكال مختلفة، بفعل الانقسامات السياسية التي توحي بين الحين والآخر بأن لا شيء تغيّر، وبأن لا أحد مستعدّ للتنازل عن الذهنية التي أدّت إلى اندلاع شرارة الحرب، التي يجمع كثيرون على أنها كانت كارثية ومأسوية وعبثية، مع ما يرافق الممارسة السياسية من تخطٍّ للخطوط الحمر والتوازنات القائمة حتى داخل البيئة الواحدة، لأن 13 نيسان لم يكن التاريخ الوحيد في سلسلة حروب لا تزال مفاعيلها مؤثرة في الحياة السياسية الراهنة، القائمة على إلغاء الآخر وممارسة سياسة "العزل"، التي أصبحت مفرداتها متحكّمة في تفاصيل هذه السياسة.
فما أشبه اليوم بالأمس، مع أن الجميع يطلقون شعار "تنذكر وما تنعاد"، حيث إن الخطوط التي رسمتها بعض الدول كانت تستخدم اللبنانيين وقودًا لحروبها البديلة، تنفيذًا لأجندات خاصة بها، مع تبدّل الظروف وبعض الأسماء، فيما إسرائيل هي هي اليوم والأمس، وهي لا تنفك تهدّد لبنان يوميًا، وتخرق سيادته، جوًّا وبحرًا وبرًّا، وهي مستمرة في مخططاتها العدوانية، فيما نحن لاهون عنها بخصوماتنا الفردية والجماعية وبتركيب كل واحد منّا دويلته، ولو على حساب الدولة المركزية. مع كل 13 نيسان ومنذ خمسين سنة نقول "تنذكر ولا تنعاد"، مع ما يعنيه ذلك بأنه علينا أن نتذكّر، ولكن علينا أيضًا أن نعمل لكي لا "تنعاد ".
لا شك في أن الحرب اندلعت عند تقاطع عوامل إقليمية ودولية باتت معروفة، وإن لم تُكتب كل التفاصيل في كتاب تاريخ واحد، وهي التي أشعلت فتيل الانفجار ومدّته بالوقود للاستمرار، ولكن وبعد مرور خمسين سنة على "حادثة البوسطة" يبقى السؤال جائزًا ومطروحًا بقوة: هل كانت الحرب يا ترى لتندلع لو لم يكن اللبنانيون مهيأين لها. قد يقول البعض أنه من المهم جدًّا أن الحرب الأهلية قد انتهت وأنها أصبحت وراءنا، مع أن البعض الآخر يطرح أكثر من سؤال ويرسم أكثر من علامة استفهام ويضعها في خانة جميع الذين هم اليوم في السلطة، ومن بين هذه الأسئلة:
- هل انتهت عقلية الحرب الأهلية مع ما يصحبها من ممارسات تبدو غير بعيدة في المنطق عن ممارسات الحرب؟
- قياسًا إلى ما يشهده اللبنانيون على مدار الساعة فإن التساؤل عن الحرب الباردة كبديل عن ضائع يبقى مشروعًا وجائزًا.
- هل انتهى منطق تخوين بعضنا البعض وتبادل الاتهامات حول مسؤولية ما آلت إليه أوضاعنا من تدهور اقتصادي ومالي؟
- هل انتهى الاصطفاف الطائفي والمذهبي، وحلّت مكانهما المواطنة أو بوادر الدولة المدنية؟
-هل انتهى الشعور لدى البعض بالغلبة والاستقواء بالخارج، أيًّا كان هذا الخارج؟
- هل تحققت المشاركة الفعلية والتوازن الحقيقي بين جميع المكونات السياسية؟
- هل توافقنا على تحديد المفاهيم المشتركة حول علاقات لبنان الخارجية؟
- هل بلغنا مرحلة من النضوج السياسي، الذي يسمح لنا بالتسامح والتضامن وقبول الآخر والاعتراف به؟
-هل تحققت المصالحة الوطنية الحقيقية الشاملة؟
-هل وصل المواطن العادي إلى حقه بالعيش في بلد مستقر وآمن؟
-هل استشهد من استشهد في انفجار المرفأ حتى يضيع حقهم في دهاليز الخلافات السياسية وتغييب دور القضاء العادل؟
-هل استفدنا حقًّا من "ثورة 17 تشرين"؟
- هل سيتمّ تسليم سلاح "حزب الله" إلى الدولة اللبنانية، وهل سيتمكّن الجيش من بسط سلطة الدولة على كل شبر من الأراضي اللبنانية؟
هذه الأسئلة وغيرها الكثير تحضر في هذه الذكرى، التي يجب أن تبقى مجرد ذكرى وعبرة لمن يعتبر، فلا تذهب دماء اللبنانيين، في أي موقع كانوا، سدى وهباء، ولكي لا نعود بالحاضر إلى الوراء خمسين سنة.
خمسون سنة طويت من حياتنا ومرّت كأنها "متل مبارح". لا شيء تغيّر باستثناء الشيب الذي غطّى مفارق شعر رؤوس جميع الذين شاركوا في هذه الحروب بشكل أو بآخر.
ونسأل مع السائلين: هل حان الوقت لطي صفحة الماضي غير المأسوف عليه، وهل سنتخّلى عن ذهنية الاستقواء بالخارج، وهل سيتصالح اللبنانيون بعد تنقية ذاكرتهم الجماعية عبر مصارحة جدّية ومن دون أحكام مسبقة وخلفيات ونيات مبيتة؟
المصدر: خاص لبنان24 مواضيع ذات صلة رسالة من مخيبر الى رئيسي الجمهورية والحكومة تتعلق بذكرى ١٣ نيسان ١٩٧٥ الخمسينية Lebanon 24 رسالة من مخيبر الى رئيسي الجمهورية والحكومة تتعلق بذكرى ١٣ نيسان ١٩٧٥ الخمسينية