تناولنا سابقاً المزايا التي ستعود على الغرب وأمريكا جراء انسحاب ترامب من المعادلة الروسية الأوكرانية، ومن ثم سعيه لتحقيق المصالحة وإنهاء الحرب، وهو توجه حميد في مسألة المصالحة، لكن ذلك قد يحمل مخاطر كبيرة للغرب، كما ذكر بعض المراقبين الغربيين.
فالنتيجة المباشرة هي إضعاف أوكرانيا وتقوية روسيا، فالمجهود الحربى الأوكراني يعتمد بشكل كبير على الإمدادات العسكرية الغربية، لا سيما أنظمة الدفاع الجوي المتقدمة، والذخيرة، والدعم الاستخباراتي، وبدون استمرار المساعدات، قد تجد أوكرانيا صعوبة في الحفاظ على دفاعاتها، ما يزيد من احتمال تحقيق روسيا مكاسب عسكرية.النتيجة الأكثر خطورة وتأثيراً على المدى البعيد هي تقويض الناتو الذي يعتبر حجر الزاوية في أمن الغرب منذ الحرب العالمية الثانية، وهو هدف بعيد لدى ترامب، لأن لدى الرئيس الأمريكي الحالي تاريخ من التشكيك في أهمية الناتو، حتى أنه اقترح أن الولايات المتحدة قد لا تدافع عن الدول الأعضاء التي لا تفي بالتزاماتها المالية.
أظن أن ضعف الناتو وإعلان الرغبة الأمريكية في الانسحاب منه ومن أي نزاع آخر عالمي، قد يدفع بعض الأنظمة الأخرى للتوسع، ومنها تحديداً الصين، التي قد تتخذ خطوات أكثر عدوانية تجاه تايوان أو في بحر الصين الجنوبي، وفي المقابل قد تبدأ دول أخرى، مثل اليابان وكوريا الجنوبية، في التشكيك في مدى موثوقية الولايات المتحدة كشريك أمني، وهذا ما يدفعها إلى البحث عن ترتيبات أمنية بديلة.
فقد يؤدي انسحاب الولايات المتحدة من الصراع إلى إعادة تشكيل التحالفات العالمية. فقد تعزز روسيا علاقاتها مع الصين وإيران ودول أخرى.
الجانب الإيجابي من هذا الانسحاب الأمريكي -إذا ثبت نجاحه وصدقه- قد يمثل نقطة تحول في نهج واشنطن تجاه السياسة الخارجية لعقود قادمة، ونتمنى أن ينسحب ذلك بالتأكيد على الصراع العربي الإسرائيلي، بدلاً من الانحياز المطلق لتل أبيب!.
أعتقد أن ترامب يؤمن بتعبير المؤرخ اليوناني القديم ثوسيديدس، الذي ذكر أن «الأقوياء يفعلون ما بوسعهم، والضعفاء يعانون ما يجب عليهم أن يتحملوه» ويريد تقليص وجوده في الخارج، وهذا له أضرار، ولكن في المقابل له مزايا، ذكرناها اليوم وأمس، ولكن هل سيؤدي ذلك إلى إنقاذ الغرب أم إلى انهيار النظام الذي ضمن استقراره لعقود والذي كان يقوم على الحماية والتعاون مع أمريكا؟
هذا هو السؤال الذي قد نرى إجابة له خلال مدة رئاسة ترامب، وقد تستمر تداعياتها إلى ما بعد ترامب.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: وقف الأب رمضان 2025 عام المجتمع اتفاق غزة إيران وإسرائيل صناع الأمل غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية ترامب
إقرأ أيضاً:
تاكر كارلسون: الولايات المتحدة دمرت أوكرانيا بسبب الرغبة في محاربة روسيا
الولايات المتحدة – صرح الصحفي الأمريكي تاكر كارلسون بأن الولايات المتحدة كانت ترغب في محاربة روسيا ودمرت أوكرانيا.
وقال كارلسون في حوار مع الصحفي كريس كوومو: “دمرنا أوكرانيا لأننا نرغب في محاربة روسيا. والمشكلة تتمثل في سعي السياسة الخارجية الأمريكية للحرب مع روسيا”.
واعتبر كارلسون أن ذلك “لا يتجاوب مع مصالحنا كأمة”.
وأشار إلى أن هناك أشخاصا “يكرهون روسيا” في الولايات المتحدة، مضيفا أن “كل ما حققناه هو تدمير البلاد (أوكرانيا) وهذا أمر رهيب”.
المصدر: نوفوستي
Previous خروج غريب لرئيس الوزراء الكندي ترودو من البرلمان (صورة) Next صفارات الإنذار وانفجارات في مختلف أنحاء أوكرانيا Related Postsليبية يومية شاملة
جميع الحقوق محفوظة 2022© الرئيسية محلي فيديو المرصد عربي الشرق الأوسط المغرب العربي الخليج العربي دولي رياضة محليات عربي دولي إقتصاد عربي دولي صحة متابعات محلية صحتك بالدنيا العالم منوعات منوعات ليبية الفن وأهله علوم وتكنولوجيا Type to search or hit ESC to close See all results