جزيرة مجهولة تتحول إلي وجهة للأثرياء للعيش للأبد
تاريخ النشر: 12th, March 2025 GMT
لندن
تحولت جزيرة “رواتان” وهي جزيرة غير معروفة في الكاريبي والتي تقع على بعد 40 ميلا من الساحل الشمالي لهندوراس إلى وجهة للأثرياء الذين يسعون إلى “العيش للأبد”، وذلك بفضل غياب القوانين التي تنظم العلاجات الجينية التجريبية فيها.
وبحسب صحيفة الديلي ميل البريطانية، تحتضن الجزيرة مدينة خاصة تسمى “بروسبيرا”، تتميز بعدم وجود قوانين أو ضوابط تنظيمية تحكم الممارسات الطبية المتطورة وغير المعتمدة رسميا في هذا المكان.
ومكنت تلك الميزة الشركات والمستشفيات في هذه المنطقة من تقديم علاجات أو تقنيات طبية حديثة ومبتكرة دون الحاجة إلى الحصول على موافقة من هيئات تنظيمية (مثل إدارة الغذاء والدواء الأمريكية FDA). وهذا يعني أن هذه الممارسات قد تكون غير مثبتة علميا بالكامل أو لم تخضع لاختبارات صارمة لتأكيد سلامتها وفعاليتها.
وتقدم Minicircle، وهي شركة ناشئة في مجال التكنولوجيا الحيوية مسجلة في ولاية ديلاوير، موجودة في بروسبيرا، علاجا جينيا يعتمد على بروتين فوليستاتين (Follistatin)، والذي تم اختباره من قبل عالم البيولوجيا التطبيقية براين جونسون.
ويتضمن هذا العلاج، والذي لم تتم الموافقة عليه من قبل إدارة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA) وهو غير قانوني في الولايات المتحدة، يكلف حاليا 25 ألف دولار، حقنا بسيطا بجزيئات الحمض النووي التي تحفز الجسم على إصلاح نفسه، ويقال إن آثاره تدوم من عام إلى عامين.
وتفتخر Minicircle، بأنها واحدة من الرواد في مجال التحسين الجيني البشري، وعلى الرغم من أن الشركة أكملت فقط المرحلة الأولى من التجارب السريرية لعلاج الفوليستاتين، إلا أنها تدعي أن العلاج أظهر “نتائج واعدة”.
ويعرف الفوليستاتين أيضا بالبروتين الرابط للأكتيفين، وهو بروتين يساعد على تنظيم التمثيل الغذائي ويلعب دورا في وظائف الجسم المختلفة، بما في ذلك نمو العضلات، صحة العظام، والجهاز التناسلي.
وفي الدراسات التي أجريت على الحيوانات، وجد أن العلاج الجيني بالفوليستاتين يزيد من عمر الفئران بنسبة 32.5%، لكن Minicircle تصف العلاج بأنه “مدروس جيدا، وآمن، وفعال بشكل استثنائي”.
وخضع أحد الأشخاص يدعي براين جونسون، والذي ينفق ملايين الدولارات في محاولة لإبطاء الشيخوخة، حيث ظهر في فيديوهات ترويجية على مواقع التواصل الاجتماعي بوصفه الرجل الذي يحاول مقاومة الموت، لعلاج الفوليستاتين في أوائل عام 2024 وأعرب عن إعجابه بالنتائج.
وظهر جونسون في فيديو تم تصويره خلال زيارته لعيادة Minicircle، وهو يحقن بجين ينتج الفوليستاتين في معدته وأردافه، وبعد ستة أشهر من العلاج، أظهرت الاختبارات أن سرعة شيخوخته انخفضت إلى 0.64.
ووفقا لـ Minicircle، فإن العلاج الجيني بالفوليستاتين يزيد من الكتلة العضلية، ويقلل الدهون، ويقلل الالتهابات، ويطيل التيلوميرات (أجزاء من الحمض النووي ترتبط بالشيخوخة)، ويعكس بشكل كبير تسارع العمر الجيني.
ومع ذلك، يحمل العلاج الجيني مخاطر محتملة، مثل التسبب في السرطان بسبب طفرات الخلايا الجذعية الدموية، لكن جونسون يؤكد أن علاج Minicircle فريد من نوعه لأنه قابل للعكس في حالة حدوث أي مشاكل، حيث يمكن إيقاف نشاط الجينات المحقونة باستخدام مضاد حيوي يسمى تتراسيكلين.
وتقدم تلك العيادة بالإضافة إلى العلاج الجيني، تقدم العيادة في بروسبيرا علاجات بالخلايا الجذعية، والتي تعد أحدث تقنيات الطب التجديدي، وهي علاجات، تستخدم لإصلاح الأنسجة التالفة، تحدث ثورة في مجالات علاج السرطان وأمراض المناعة الذاتية والاضطرابات العصبية.
وتعد تكلفة العلاج بالخلايا الجذعية مرتفعة جدا، حيث تصل إلى 20 ألف دولار لكل جلسة، ما يحد من قدرة معظم الناس على الخضوع لها أكثر من مرتين أو ثلاث مرات في السنة.
المصدر: صحيفة صدى
كلمات دلالية: العلاج بالخلايا الجذعية الكاريبي العلاج الجینی
إقرأ أيضاً:
عندما تتحول “التسريبات” إلى عبث إعلامي!
#سواليف
عندما تتحول ” #التسريبات ” إلى #عبث_إعلامي!
بقلم: أ.د. محمد تركي بني سلامة
يا لهذا الزمان الذي صار فيه الإعلام وسيلة للتكهن والتنجيم، لا لنقل الحقيقة وتحري الموضوعية! فقد قرأنا مؤخراً خبراً غريب الأطوار، مشوش التفاصيل، مثقل بالتناقضات والتأويلات والتسريبات ،مجهولة المصدر ، ليظهر بان هناك من يسعى لخلط الاوراق ،والايحاء بأن مؤسسات الدولة تدار بالارتجال والمجاملات ، لا وفق المؤسسات والقانون ، حتى ليخيل للقارئ أنه يطالع سيناريو خيال سياسي لا يمتّ للواقع بصلة.
يتحدث الخبر عن “توافق” على التجديد لبعض رؤساء الجامعات، وتغيير ثلاثة منهم على الأكثر، وكأن مصير مؤسسات التعليم العالي يُدار خلف الأبواب المغلقة أو في صالونات المجاملات، وليس وفق تقييم علمي، وقرارات مؤسسية. ثم فجأة، يطل علينا التناقض الأول: “مجلس التعليم العالي أقر نموذج التقييم”، لكن الغريب في الأمر أن البيانات المعتمدة في التقييم – بحسب الخبر ذاته – لا يمكن الوصول إليها إلا من خلال رؤساء الجامعات أنفسهم! بالله عليكم، هل أصبح التقييم عملية يقوم بها المسؤول عن تقييم نفسه؟ أي منطق هذا؟ وهل يعقل أن يصبح الخصم والحكم هو الشخص ذاته؟!
مقالات ذات صلة الأمين العام للمنظمة العالمية للتحكيم الدولي والرقمي يحاضر عن “التحكيم الرياضي” في الجامعة الأردنية 2025/04/10وماذا عن مجالس الأمناء، التي حدد لها القانون دوراً جوهرياً في تقييم رؤساء الجامعات؟ هل جرى اختزالها إلى ديكور شكلي يُرفع في المناسبات ويُطوى عند الجد؟ أم أنها باتت مجرد أسماء تُذيل بها القرارات دون أن يكون لها رأي أو سلطة فعلية؟ وكذلك الحال بخصوص دور مجلس التعليم العالي الذي يضم خيرة عقول الدولة الاردنية . هذا الاستهتار بهذه المجالس لا يُمكن المرور عليه مرور الكرام، فهو يضرب في صميم القانون والمؤسسات وهيبة الدولة.
ثم نأتي إلى التناقض الأعجب: “التقييم مضيعة للوقت ويسبب البلبلة”! من أين جاء هذا الاستنتاج العجيب ؟ هل استقى معلوماته من فنجان قهوة ام من مسح علمي؟ من لجنة مختصة؟ من تقرير رقابي؟ لا شيء من هذا. مجرد رأي عابر، قُدِّم وكأنه حقيقة مطلقة. بالله عليكم، هل نعيش في دولة مؤسسات أم في سوق للتكهنات والتخمينات؟ التقييم المؤسسي ليس ترفاً، بل ضرورة حتمية لتصويب المسار ومحاسبة المقصّرين، فهل باتت المحاسبة اليوم “بلبلة” بنظر البعض؟
أما الطامة الكبرى، فتأتي في الفقرة التي تتحدث عن أن “الملف الآن بيد رئيس الوزراء وهو مطلع على كل صغيرة وكبيرة”، وكأن المؤسسات الأخرى قد أُزيحت جانباً، أو أن وزير التربية والتعليم والتعليم العالي لا علاقة له برئيس الوزراء! هل المطلع هو رئيس الحكومة أم جهات “مجهولة” لا نعلم عنها؟ وهل أصبحت الدولة تدار عبر نوافذ خلفية لا نعلم من يفتحها ولا لمن تُفتح؟ هذا تضليل لا يسيء فقط للحكومة، بل يهز ثقة المواطنين في مؤسساتهم.
ولم يكن من الكفاية زرع الشكوك حول آلية التقييم، حتى طُعّمت القصة بشائعة تعديل وزاري مزعومة، يُساق فيها اسم معالي الدكتور عزمي محافظة، وكأن أداءه المُشرف في إدارة ملفي التربية والتعليم العالي قد أزعج البعض ممن لا تعجبهم الكفاءات. فالرجل يحظى بثقة القيادة والشعب، ويقود باقتدار اكبر الوزرات في البلاد ، ويعمل بجد وهدوء، فلماذا هذا التوقيت في إطلاق الشائعات؟ وهل أصبح النجاح مبرراً للاستهداف؟
شائعة التعديل الوزاري الذي حاول ناشر الخبر ربطها بطريقة مفضوحة باداء وزير التربية والتعليم والتعليم العالي هي محاولة مكشوفة لتشويه صورته وارباك المشهد ، رغم ان اداء الوزير يشهد له القاصي والداني واي محاوله لتشويه هذه الصورة ليست سوى اضغاث احلام ، او ربما لا نعرف “لعل دولة جعفر حسان أسر لناشر الخبر بهذه المعلومة حصريا “.
والمفارقة الأخيرة التي أضحكت الحليم، هي الحديث عن إمكانية دخول بعض رؤساء الجامعات إلى التعديل الوزاري، وكأن إخفاقهم في إدارة جامعاتهم هو تذكرة عبور إلى المناصب الوزارية! بالله عليكم، هل هذا منطق إدارة دولة، أم مكافآت على الأداء المتواضع؟ وهل أصبح الفشل في الإدارة سبباً للترقية لا للمساءلة؟
ايها السادة ،لا بد أن نُطلق صرخة حقيقية في وجه هذا العبث الإعلامي الذي لا يسيء فقط للمعلومة، بل يعبث بعقول الناس ويُضعف ثقتهم في مؤسسات الدولة. الإعلام مسؤولية، لا سوق للمزادات، ولا منبر لتصفية الحسابات أو بث الإشاعات. أما أن يتحول إلى منبر لترويج القصص المفبركة، ونقل تسريبات “ليلية” مشكوك في صحتها، فتلك جريمة أخلاقية ومهنية بحق الإعلام ذاته.
في النهاية ، عندما يصبح الاعلام وسيلة لنشر الشائعات وتغذية الفوضى ، بدل ان يكون منبرا للحقيقة والمهنية، فان ذلك يشكل اساءة جسيمة ليس فقط للرسالة الاعلامية بل لمؤسسات الدولة وللثقة فيها، فاننا نتسائل من المستفيد من هذا الضجيج الاعلامي واين ميثاق الشرف الصحفي من كل هذا العبث ؟
كفى عبثا واحترموا عقول الناس .
كفى تضليلاً… فالدولة تُدار بالمؤسسات، لا بالتكهنات.
وفي الختام، نقف أمام هذا العبث الإعلامي المؤسف الذي يعبث بعقول الناس ويُشكك في مؤسساتنا الوطنية، لنؤكد أن الأردن سيبقى، بإذن الله، عصيًّا على محاولات التشويه والتشكيك، حصنًا منيعًا بقيادته الهاشمية الحكيمة، وبمؤسساته التي تُدار بالقانون والعقل لا بالظنون والتسريبات. إننا ندعو الله أن يحفظ الأردن وقيادته، وجامعاته الوطنية، من عبث العابثين، ومن الأجندات الخفية والمصالح الضيقة، وأن يبقى وطننا شامخًا، ومؤسساته منارات علم وحق وخدمة للبلاد والعباد.