انشغلت الفاعليات الشمالية ورؤساء البلديات بموضوع النازحين السوريين، بعد الاحداث التي وقعت في مدن وبلدات الساحل السوري.
فقد عقد محافظ عكار عماد لبكي اجتماعاً امس مع رؤساء بلديات سهل عكار، في منزل رئيس الاتحاد محمد حسين في بلدة الحيصة.
وخلال الاجتماع وضع لبكي خطة للتعامل مع الموقف، لجهة اجراء الاتصالات ببعض الجهات المانحة لتأمين المساعدات وتأمين مراكز ايواء للنازحين.
وكتبت دوللي بشعلاني في" الديار": نزوح سوري جديد تشهده المعابر الحدودية اللبنانية بسبب المجازر الحاصلة في سوريا، وصل عدده الى أكثر من 10 آلاف نازح، رغم الحديث عن أنّ المعارك قد انتهت هناك. الأمر الذي سيكون له تداعيات إضافية على لبنان، إذا ما استمرّ الوضع على هذا المنوال، في الوقت الذي تسعى فيه حكومة الرئيس نوّاف سلام الى تحقيق "الإصلاح والإنقاذ"، والى إعادة النازحين السوريين الذين يتخطّى عددهم المليوني نازح الى بلادهم، بهدف البدء بتنفيذ الإصلاحات المطلوبة منها داخلياً وخارجياً.
ويبدو أنّ النزوح السوري الجديد سيؤدّي الى تداعيات معقّدة على الصعيدين السياسي والإنساني في لبنان، على ما ترى مصادر سياسية مطلعة، تشمل النقاط الآتية:
1ـ الضغط على البنية التحتية: لبنان يعاني من أزمة إقتصادية ومالية فعلية، لم تعمل الحكومة الجديدة بعد على وضع خطة شاملة لإخراجه منها. في حين أنّ النزوح السوري المستمر يؤدّي اليوم الى المزيد من الأعباء على المدارس والمستشفيات والقاعات التي تستضيفهم، كما على الخدمات العامة الأساسية، لا سيما في مناطق الشمال وعكّار التي تستقبل أعداداً كبيرة من النازحين. كما يؤثّر سلباً على العائلات اللبنانية التي تستضيف النازحين، وهي تعاني من وضع إقتصادي صعب.
2ـ التأثير على الإقتصاد اللبناني المنهار أساساً: النزوح الجديد يُسبّب ضغطاً إضافياً على الأسواق اللبنانية، بما في ذلك سوق العمل. وهناك قلق من زيادة معدلات البطالة في المناطق التي يستقرّون فيها مثل السماقية والريحانية والحيصة والمسعودية وتلّ بيرة وتلّ حميرة وتلّ عباس الشرقي وحكر الضاهري وبربارة وعين الزيت والعريضة وجبل محسن وسواها، بسبب منافسة النازحين السوريين مع اللبنانيين على وظائف منخفضة الأجر. كما أن تكاليف دعم النازحين الجدد تُمثّل عبئاً إضافياً جديداً على الحكومة اللبنانية، التي تنكب حالياً على دراسة الموازنة العامّة للعام 2026.
3ـ الإستقطاب السياسي والاجتماعي: يمكن أن يثير النزوح الجديد توترات داخل المجتمع اللبناني بين الذين يساندون النازحين السوريين، ويدافعون عن حقوقهم الإنسانية، والذين يعارضون هذا النزوح. وكانوا يأملون بأن تقوم الحكومة الحالية بإعادة النازحين الى بلادهم في أسرع وقت ممكن، لكي يرتاحوا على الصعيد المعيشي والإجتماعي بعد سنوات من المعاناة. ولهذا يعتبر هؤلاء بأنّ النزوح الجديد، من شأنه أن يُشكّل تهديداً للهوية الوطنية وللأمن الداخلي. وهذه الانقسامات قد تتفاقم بالتالي، وتؤثر على الاستقرار السياسي الداخلي.
4ـ التحديات الإنسانية: يُواجه النازحون السوريون ظروفاً إنسانية صعبة، إذ فرّوا من القتل من دون أن يحملوا معهم أيّاً من مقتناتهم، على ما يقولون، الأمر الذي يجعل إقامتهم في المخيمات القائمة حالياً غير ممكن، كونها مزدحمة أساساً. كما أنّ حصولهم على المواد الغذائية والدواء يعتمد على البلديات والمساعدات الفردية من قبل العائلات التي تستضيفهم. أمّا الذين لا يجدون المأوى والمأكل والدواء فوضعهم سيء جدّاً. وقد تتفاقم هذه الأوضاع مع تزايد أعداد النازحين خلال المرحلة المقبلة، إذا لم تجد الدولة حلّاً لهم.
5ـ الضغط على العلاقات اللبنانية - السورية: إنّ التصعيد العسكري في سوريا يؤدي إلى تدهور العلاقات بين البلدين، مع وجود قلق من أن تتخذ الحكومة اللبنانية إجراءات جديدة ضد النازحين السوريين، مثل ترحيلهم أو فرض قيود جديدة على دخولهم.
على الحكومة اللبنانية، على ما تلفت المصادر، أن تُطالب منظمات الأمم المتحدة والجمعيات المعنية، ولا سيما المفوضية العليا لشؤون اللاجئين، بالمبادرة الى الإهتمام بأوضاع النازحين الجدد. علماً بأنّ لبنان يريد حلّاً عاجلاً لأوضاعهم إذ لا يُمكنه تحمّل أعباء إضافية باستضافة عدد كبير منهم (مع الحديث عن أنّ عدد العلويين السوريين يصل الى ثلاثة ملايين شخص)، سيما وأنّهم يدخلون الى لبنان عبر المعابر غير الشرعية وليس بالطرق القانونية، على ما يُفترض.
ولا بدّ بالتالي من الضغط على المنظمات المعنية للقيام بواجباتها الإنسانية، فهي مجبرة على تكثيف جهودها لتلبية إحتياجات هؤلاء النازحين، الى حين إيجاد الحلّ الجذري لأوضاعهم. علماً بأنّ هذا الأمر يُشكّل تحدياً إضافياً في ظلّ تراجع الدعم الدولي، بسبب الأزمات العالمية وعدم إيفاء المانحين بوعودهم. فهل يستجيب المجتمع الدولي الذي يتفرّج اليوم على ما يحصل من نزوح سوري جديد عبر المعابر الحدودية، لتخفيف حدّة الأزمة، والعبء الإضافي على لبنان؟!
مواضيع ذات صلة نازحون علويون في عكار Lebanon 24 نازحون علويون في عكار
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: النازحین السوریین فی لبنان على ما
إقرأ أيضاً:
اللبكي يكشف عن عدد العائلات التي نزحت من سوريا إلى عكار.. ولا خطر أمنيًا حتى الساعة
تناول محافظ عكار عماد اللبكي في حديث إلى "الوكالة الوطنية للاعلام" موضوع النزوح من سوريا الى البلدات العكارية، وشرح أن "الأزمة الأخيرة التي حصلت منذ نحو عشرة أيام وما قبل، حصدت نزوحًا كثيفًا إلى سهل عكار وإلى جزء من منطقة الدريب، وغالبية النازحين من العلويين وقسم منهم لبنانيون، قطعوا من معابر غير شرعية ، وسكنوا في القرى العلوية في الجوامع والمنازل".
أضاف: "علت صرخة رؤساء البلديات الذين راجعوني واتصلت بدوري بالأمم المتحدة والجمعيات والصليب الأحمر وغرفة ادارة الكوارث . وفي ما يلي تقرير الصليب الاحمر بالتعاون مع رؤساء البلديات:
غرفة إدارة الكوارث في عكار إحصاء العائلات النازحة من سوريا . لغاية تاريخ 9-3-2025 الساعة 7 مساء. (المعلومات من رؤساء البلديات والمخاتير وناشطين ) تلبيرة:
عدد العائلات 248
عدد الأفراد 1200
مكان السكن: 4 قاعات - بيوت
تلحميره:
عدد العائلات:35 عائلة لبنانية /140عائلة سورية
عدد الأفراد: 875
مكان السكن: قاعة للتعزية-بيوت
المسعودية:
عدد العائلات:500
عدد الأفراد:1500
مكان السكن: المدرسة القديمة-قاعة الجامع-مستودعات-بيوت
العبودية:
عدد العائلات:74
عدد الأفراد: 332
مكان السكن : بيوت
السماقية:
عدد العائلات :87
عدد الأفراد:399
مكان السكن: بيوت
حكر الضاهري:
عدد العائلات:30
عدد الأفراد:180
مكان السكن:بيوت
العريضة:
عدد العائلات:
لبناني 5
سوري 3
عدد الأفراد 35
الحيصه:
عددالعائلات :157
عدد الأفراد:761
مكان السكن :بيوت +قاعة
ضهر القنبر:
عدد العائلات: 20
عدد الأفراد:100
مكان السكن :بيوت
تلعباس الشرقي:
عدد العائلات:77
عدد الأفراد:300
مكان السكن:بيوت
الريحانية:
عدد العائلات:50
عدد الأفراد:196
مكان السكن:قاعة -مزرعة مهجورة-بيوت
عين الزيت:
عدد العائلات:23
عدد الأفراد:75
مكان السكن :بيوت
الحوشب:
عدد العائلات:12
عدد الأفراد:60
مكان السكن :بيوت
الدغلة:
عدد العائلات:8
عدد الأفراد:38
مكان السكن :بيوت
البربارة:
عدد العائلات :7
عدد الأفراد 27
المجموع :
عائلات : 1476
(من ضمنها 40 عائلة لبنانية و 1184 عائلة سورية)
أفراد : 6078
تابع: "هناك تقرير آخر من الجمعيات كما اننا سنطلب من البلديات تقريرًا مفصّلًا وواضحًا ، أصبحنا حوالى 6 آلاف شخص و40 عائلة لبنانية وسألتقي بالبلدات العلوية يوم الثلثاء".
أضاف: "اجتمعت يوم السبت الفائت بغرفة ادارة الكوارث وقمنا بزيارة ميدانية لبلدات تلبيرة والمسعودية وضهر القنبر والريحانية، وتحدثنا مع رؤساء البلديات وطلبنا منهم جداول بالأشخاص المتواجدين في مناطقهم اسمية أو عددية، إلا أن غالبية الأشخاص يخافون من وضع أسمائهم لأنهم هربوا من وضع معيّن وأتوا الى وضع معيّن".
وقال: "الوضع الأمني مستتب حتى إشعار آخر ، ليس هناك خطر لأنه كما علمنا من رؤساء البلديات فإن غالبية النازحين هربوا خوفًا على أرواحهم. يوم الثلثاء بعد الظهر سأترأس اجتماعا في السهل لاتحاد بلديات السهل وسوف أجمع عددًا من البلديات التي فيها علويون متل بلدة عين الزيت والريحانية والدبابية وغيرها، أو احتمال ان يكون الاجتماع في مكتبي في مركز المحافظة". تابع: "بدءًا من يوم غد سنتعاون مع NFCR ، UNDP ، الصليب الأحمر، WFP للمساعدة، في الانتظار سنبدأ بتوزيع فرش وبطانيات وطعام، ومن يوم الثلثاء وما بعد سنكمل توزيع المياه ومواد التنظيف على النازحين".
ختم: "منذ يومين خفّت نسبة النزوح وأصبح لدينا تقريبا 6 آلاف شخص في بلدات: تلبيرة - تلحميرة - المسعودية - العبودية - السماقية - حكر الضاهري - العريضة - الحيصة - ضهر القنبر - تلعباس الشرقي - الريحانية - عين الزيت - الحوشب - الدغلة - بربارة .