صحيفة الاتحاد:
2025-04-12@09:18:47 GMT

على قائمة اليونسكو.. «الصّقارة» إرث عريق

تاريخ النشر: 12th, March 2025 GMT

لكبيرة التونسي (أبوظبي) 
«الصقارة»، إرث عريق تتوارثه الأجيال في الإمارات، رياضة تقليدية تعتمد على اصطياد الطريدة بوساطة طائر جارح مدرّب، حيث يتم إطلاق الصقر لاصطياد طريدته في بيئتها الطبيعية، ومع مرور الوقت عمل الصقارون على تعزيز علاقاتهم بالطيور وأساليب تدريبها، مما أدى إلى ظهور لغة خاصة بين الصقر والصقار، وبروز أدب شعبي تمثل في الشعر والأمثال والأغاني والقصص والحكايات، كما تطورت أدوات «الصقارة» المصنوعة يدوياً.


تقاليد وطقوس
انتشرت «الصقارة» في المجتمعات كتراث ثقافي غير مادي، وممارسة اجتماعية ترفيهية، ووسيلة للتواصل مع الطبيعة، ومع أنها كانت في الأصل وسيلة للحصول على الغذاء، إلا أنها أصبحت بمرور الزمن تحمل الكثير من الدلالات والقيم والمعاني الاجتماعية، فقد أصبحت رمزاً من رموز الصداقة والمشاركة والتعبير عن الحرية، إذ يمتلك الصقارون مجموعة خاصة من التقاليد والطقوس ذات الطابع الثقافي على الرغم من أنهم يأتون من بيئات اجتماعية مختلفة، ويحرصون على نقل هذه الرياضة التراثية إلى أبنائهم وأحفادهم وفئات المجتمع الشابة.

تراث ثقافي 
قال سعيد علي المناعي، مستشار تراثي بهيئة أبوظبي للتراث، إن «الصقارة» تراث إنساني حي تتوارثه الأجيال، مارسه الأجداد وحافظ عليه الأبناء وانتقل إلى الأحفاد، لترتبط بالذاكرة الجمعية لأهل الإمارات، كرياضة اجتماعية ترفيهية تجذب الكبار والصغار.
وأكد المناعي، أن «الصقارة» تعد إحدى أقدم العلاقات التي تربط الإنسان بالطير، وتعود ممارستها إلى آلاف السنين، وأن هذه الرياضة التراثية تميز الصقارين وتعزز لديهم القيم الثقافية المبنية على المشاركة والتعاون والدعم المتبادل، وتتجلى هذه الروابط في الصداقة والمشاركة المتساوية في المهام والتكاليف والمسؤوليات أثناء رحلة الصيد للمجموعات والذين يستغرقون من أسبوع إلى ثلاثة أسابيع في ممارسة هذه الرياضة التراثية، والتي تتخللها جلسات السمر حول مواقد النيران المشتعلة في المخيمات التي يقيمونها في مناطق الصيد، وتتبادل الأحاديث والنوادر التي عاشوها خلال رحلتهم اليومية في تتبع طرائدهم، وتغرس هذه الرياضة في ممارسيها فضائل الصبر وقوة الإرادة والأخوة، وهي قيم مهمة في حاضرنا كما كانت من قبل على مر الأجيال.
رمز حضاري
وأشار المناعي إلى أن نشاط «الصقارة» من الرموز الحضارية المهمة في دولة الإمارات العربية المتحدة والعالم، تتوارثها الأجيال للتعريف بالثقافة المحلية ودورها في تحقيق التواصل بين دول العالم، ووجدت في البداية لتوفير الغذاء، حيث كان يُقال «من جاور صاحب الطير ما يجوع»، لأنه كان من المتعارف عليه أن صاحب الطير يوفر الأكل من الطرائد لمرافقيه.

أخبار ذات صلة «الأولمبياد الخاص» يدشن مشواره في الألعاب العالمية بتورين زينة رمضان روحانية وبهجة

محطات عدة
وأورد المناعي أن تسجيل «الصقارة» في «اليونسكو» جاء بعد عدة محطات، من جمع معلومات وحضور ورش على مستوى الإمارات، والتقاء بالصقارين، كما قامت الإمارات بإنتاج أفلام تمهيدية ضمن خطة طويلة الأمد للحفاظ على رياضة الصيد بالصقور، وتم تأسيس العديد من الجهات المعنية بهذه الرياضة كنوادي الصيد بالصقور والمراكز الخاصة بهذه الرياضة، ومستشفى الصقور، وتقديراً لهذه الرياضة وهذا الموروث الإنساني الأصيل تم تصميم «متحف زايد الوطني» على شكل جناح الصقر، كما أن الصقر كان حاضراً في الطوابع البريدية منذ عام 1965.
قيم نبيلة
ولفت المناعي إلى أن الصقارة أو ما يعرف محلياً بالقنص «الصيد بالصقور»، رياضة مارسها العرب منذ القِدم، وتعكس العديد من العادات والتقاليد والصور المجتمعية، وترسخ القيم النبيلة كالشجاعة والحفاظ على الطبيعة، وقد مارسها البدو لاسيما في صحراء دولة الإمارات وشبه الجزيرة العربية باعتبارها أحد أشكال الصيد المهمة في أرض شحيحة بالموارد الطبيعية، إلا أن دور الصقارة في المجتمع قد تغير مع الزمن، فأصبحت اليوم من أهم الرياضات التقليدية التي يتم الاحتفاء بها في مختلف المناسبات والفعاليات، خاصة خلال احتفالات العيد الوطني لدولة الإمارات العربية المتحدة، كما تظهر أهمية الصقارة في الأدب والموسيقى والشعر والغناء.
مبادرة ناجحة
أشار سعيد علي المناعي، مستشار تراثي بهيئة أبوظبي للتراث، إلى أن عراقة رياضة الصيد بالصقور في الإمارات، كانت وراء المبادرة الناجحة التي تبنتها الإمارات وبلجيكا وجمهورية التشيك وفرنسا وكوريا الجنوبية ومنغوليا والمغرب وقطر والمملكة العربية السعودية وإسبانيا وسوريا، والتي أسفرت عن تسجيل الصقارة في القائمة التمثيلية للتراث الثقافي غير المادي للبشرية باليونسكو عام 2010.

المصدر: صحيفة الاتحاد

كلمات دلالية: اليونسكو الصقارة الإمارات الشعر الصید بالصقور هذه الریاضة

إقرأ أيضاً:

استكمالًا لموسم الحصاد .. جهاز حماية وتنمية البحيرات يواصل أعمال الصيد لهذا العام في عدد من المواقع الإنتاجية المختلفة

يواصل جهاز حماية وتنمية البحيرات أعمال الصيد بمختلف المواقع الإنتاجية على مستوى الجمهورية ، في خطوة جادة وحاسمة نحو دعم وتنمية قطاع الاستزراع السمكي ، باعتباره من القطاعات البارزة التي تسهم في تحقيق الأمن الغذائي ، وتوفر فرص عمل لشباب الصيادين.

إصابة 15 عاملا .. أسماء مصابي حادث انقلاب سيارة عمال البحيرةحبس عامل زراعي 4 أيام على ذمة التحقيقات لإنهاء حياة زوجته بالبحيرة



وفي هذا السياق ، أعلن الجهاز عن استكمال أعمال الصيد لهذا العام ، على مدار الأسبوع الجاري ، في عدد من المواقع الإنتاجية المختلفة التابعة للجهاز على مستوى الجمهورية ، وهى كلًا من مزرعة برسيق السمكية ، ومحطة تحضين الأسماك بأبو الشقاف بالبحيرة.

صرح اللواء أ.ح الحسين فرحات المدير التنفيذي للجهاز أن جهاز حماية وتنمية البحيرات يواصل تفعيل آليات استراتيجيته لرفع كفاءة وتطوير المزارع والمفرخات السمكية ، على النحو الذي يحقق أفضل معدلات الإنتاج السمكي ، لاسيما في ظل دعم الدولة المصرية لقطاع الثروة السمكية والاهتمام الكبير الذي يوليه فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسى رئيس الجمهورية بملف الاستزراع السمكي.

كما هنأ فرحات جميع العاملين القائمين على عمليات الصيد وفرز الأسماك بكافة المزارع والمفرخات السمكية ، مثمنًا العمل المتواصل والجهود المخلصة المبذولة من أجل إنجاح هذا الموسم ، وتمنى موسم صيد ملئ بالخير الوفير من أجود أنواع الأسماك.

يُذكر أنه كان قد تم استكمال أعمال الصيد في مختلفة المواقع الإنتاجية على مدار الأسبوع ، حيث واصلت مزرعة برسيق للاستزراع السمكي بالبحيرة ، أعمال الصيد بها ، وذلك بحضور المهندس شعبان أبو السعيد مدير مزرعة برسيق السمكية ، والمهندس قناوي محمد بالمنطقة الغربية بالإسكندرية  ، والمهندسة أمل عبد الحليم بالإدارة العامة للمزارع ، وكلًا من الأستاذ محمد فؤاد ، والأستاذ عبد العزيز جمال بإدارة الأمن.

وقد صرح المهندس شعبان أبو السعيد مدير مزرعة برسيق السمكية ، أن موسم الصيد الحالي بالمزرعة يستهدف إجمالي إنتاج ٥٧٥ طن تقريبًا من مختلف أنواع الأسماك (البلطي ، والبوري ، والطوباره ، والبياض) ، كما بلغ حجم الإنتاج هذا الأسبوع حوالي ٣٨ طن من حوضين سمكيين مساحتهما ١١ فدان ، موضحًا أنه من المتوقع أن ينتهي موسم الصيد بمزرعة برسيق بنهاية شهر مايو المقبل.

كما توالت جهود الجهاز في حصاد الإنتاج السمكي بمحطة تحضين الأسماك بأبو الشقاف بمحافظة البحيرة ، وذلك بحضور الدكتور محمد عادل مدير عام الإدارة العامة للمفرخات والزريعة ، والمهندس محمود سالم مدير المحطة ، والمهندس مصطفى عبد العزيز بالإدارة العامة للمفرخات والزريعة ، والمهندس أحمد سعد بالإدارة العامة للحوكمة والمراجعة الداخلية ، والأستاذ محمد قاسم بإدارة الأمن.
 

 كافة المعايير البيطرية


وقد أكد المهندس محمود سالم مدير محطة أبو الشقاف ، التزام المحطة بتطبيق كافة المعايير البيطرية والصحية لضمان جودة وسلامة الأسماك الموجودة بها.

مقالات مشابهة

  • استكمالًا لموسم الحصاد .. جهاز حماية وتنمية البحيرات يواصل أعمال الصيد لهذا العام
  • تنمية البحيرات يواصل أعمال الصيد في عدد من المواقع الإنتاجية المختلفة - (تفاصيل)
  • استكمالًا لموسم الحصاد .. جهاز حماية وتنمية البحيرات يواصل أعمال الصيد لهذا العام في عدد من المواقع الإنتاجية المختلفة
  • اكتشاف جديد يسخّر قوة الجهاز المناعي لمحاربة الأمراض
  • الهنود يتصدرون قائمة أعضاء غرف الإمارات
  • المستثمرون الهنود يتصدرون قائمة أعضاء الغرف التجارية في الإمارات
  • حمدان بن محمد: دولة الإمارات حريصة على المساهمة في النهوض بمسيرة الرياضة العالمية عبر شراكات حقيقية مُثمرة
  • الموافقة على المقاسات.. ضوابط تصميم وتعديل مراكب الصيد بالقانون
  • حمدان بن محمد: الإمارات حريصة على النهوض بمسيرة الرياضة العالمية عبر شراكات حقيقية مُثمرة
  • مثلث الصيد والعمائر الغامضة في البادية.. تحير المستكشفين في الزرقاء الأردنية