بعد إعلان توصلها إلى اتفاق يقضي باندماج قوات سوريا الديمقراطية (قسد) ضمن مؤسسات الدولة، توصلت الحكومة السورية إلى اتفاق مع أهالي ووجهاء السويداء التي تقطنها أغلبية درزية.

وكانت وكالة الأنباء السورية أعلنت أن الرئيس السوري أحمد الشرع استضاف وجهاء وناشطين من محافظة السويداء ذات الأغلبية الدرزية. فيما كشفت مصادر أن الاتفاق يفضي إلى إدماج المحافظة ضمن مؤسسات الدولة، وإلحاق الأجهزة الأمنية فيها بوزارة الداخلية السورية.

وحول تفاصيل اتفاق حكومة دمشق مع السويداء، قال المتحدث باسم حركة "رجال الكرامة"، باسم أبو فخر إنهم "تفاجؤوا بوجود اتفاق بين حكومة دمشق ووجهاء من السويداء"، مشيرا إلى أن العلم السوري كان قد رفع في المحافظة منذ سقوط نظام الرئيس المخلوع بشار الأسد.

وأوضح أنهم "تفاجؤوا بأخبار منتشرة على وسائل التواصل الاجتماعي تفيد بالتوصل إلى اتفاق أو معاهدة جديدة"، وقال إن "وفدا ضم مجموعة من النشطاء السياسيين والثقافيين التقوا أمس بالرئيس السوري أحمد الشرع وتحدثوا في أوضاع عامة"، مؤكدا أن الوفد لم يمثل كافة وجهاء المحافظة.

ومع إلحاح مقدم برنامج "مسار الأحداث" محمد كريشان على ضرورة توضيح ما يقصده من كلمة " تفاجأنا"، باعتبار أن التقارير الإعلامية تتحدث عن أن أبرز الفصائل الموقعة على الاتفاق هي "حركة "رجال الكرامة" و"لواء الجبل"، و" أحرار الجبل"، قال أبو فخر إن بداية التفاهمات بين الدروز في السويداء والإدارة السورية الجديدة بدأت منذ بداية سقوط نظام بشار، لكنه استدرك قائلا إن الاتفاق الذي أعلن عنه أمس عمره أكثر من شهر، وما جرى هو تعزيزه.

إعلان

ويذكر أن حركة "رجال الكرامة" أعلنت في بيان سابق أنها وقعت اتفاقا مع الحكومة يقضي بتشكيل جهاز أمني تابع للحكومة على أن تكون عناصره من أبناء السويداء.

وتبنى الكاتب والباحث السياسي، حسن الدغيم -في حديثه لبرنامج "مسار الأحداث"- نفس رأي أبو فخر، مؤكدا أن اللقاءات بين أهالي السويداء وحكومة دمشق بدأت منذ سقوط النظام المخلوع، وما جرى أمس هو تعزيزات لتفاهمات تقضي بأن السويداء هي جزء من الأرض والدولة السورية، مشيرا إلى أن قضية إدماج المحافظة ومؤسساتها وتشكيلاتها العسكرية والثورية والإدارية يستلزم فترة زمنية.

تهديدات إسرائيل


ومن جهة أخرى، وبالتزامن مع إعلان الحكومة عن التوصل لتفاهمات مع "قسد" ومع وجهاء محافظة السويداء، صعد مسؤولو الاحتلال الإسرائيلي من تهديداتهم لسوريا، حيث صرح وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس خلال جولة قام بها في جبل الشيخ إنّ "الجيش الإسرائيلي يستعد للبقاء في سوريا لفترة غير محدودة". وأضاف قائلا: "سنحافظ على المنطقة الآمنة وعلى جبل الشيخ، وسنضمن أن تكون المنطقة الآمنة في جنوب سوريا منزوعة السلاح".

ووجه كاتس رسالة مباشرة للرئيس السوري قائلا "عندما يفتح لشرع عينيه كل صباح في قصر الرئاسة في دمشق سيرى الجيش الإسرائيلي يراقبه من أعالي جبل الشيخ وسيتذكر أننا هنا".

وحسب الدغيم، فإن التهديدات الإسرائيلية كانت في كل مكان وزمان، لكن حدتها زادت مع سقوط نظام بشار الأسد، وأضاف "إسرائيل تحاول خلق عبء جديد على القيادة السورية الجديدة من خلال العزف على وتر الأقليات"، مشددا على أن الدروز تحميهم الدولة السورية ولا يحتاجون إلى من يأتي من الخارج ليحميهم خاصة إذا كانت إسرائيل.

وتابع أن "الانتهاكات والاعتداءات والتصريحات الإسرائيلية تهدف إلى خلق واقع فوضوي مستمر في سوريا"، مشيرا إلى أن مبدأ الثورة السورية هو الحفاظ على وحدة سوريا أرضا وشعبا.

إعلان

وتأتي التهديدات الإسرائيلية التي جاءت هذه المرة على لسان وزير الدفاع في سياق الغضب والحقد اللذين تكنهما إسرائيل لسوريا، كما قال الأكاديمي والخبير بالشؤون الإسرائيلية، د. مهند مصطفى، حيث قال إن الهدف الإستراتيجي لإسرائيل هو أن تمنع سوريا من تحقيق نهضتها واستقرارها ووحدتها.

واستدل مصطفى في كلامه بالاعتداءات الإسرائيلية على سوريا منذ اليوم الأول لسقوط نظام الأسد، من خلال اجتياح القرى السورية والادعاء بأنها حامية الدروز.

ووفق المتحدث نفسه، فقد تفاجأت إسرائيل بما حدث في سوريا من تفاهمات بين القيادة الجديدة والأكراد والدروز، ولذلك تقوم بتهديدات واعتداءات، معتبرا أن إسرائيل هي التحدي الأساسي أمام القيادة السورية.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات رمضان سقوط نظام سوریا من

إقرأ أيضاً:

إسرائيل تعلن قصف مقار عسكرية جنوبي سوريا

أعلن الجيش الإسرائيلي صباح الثلاثاء، أنه قصف مقرات عسكرية ومواقع بها أسلحة جنوبي سوريا خلال الليل.

وذكر الجيش الإسرائيلي أنه استهدف أيضا أجهزة رادار ومراقبة تستخدم في عمليات التقييم الاستخباراتي الجوي في المنطقة الجنوبية من البلاد.

ولم ترد تقارير على الفور عن وقوع خسائر بشرية.

وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن المقاتلات الحربية الإسرائيلية شنت عدة ضربات جوية استهدفت مواقع عسكرية لقوات نظام الأسد، في منطقة قطنا بالعاصمة دمشق.

ومنذ مطلع عام 2025، أحصى المرصد 23 مرة استهدفت فيها إسرائيل الأراضي السورية، 21 منها جوية و2 برية، وأسفرت الضربات عن إصابة وتدمير نحو 22 هدفا ما بين ومستودعات للأسلحة والذخائر ومقرات ومراكز وآليات.

ومنذ سقوط نظام الأسد في ديسمبر من العام الماضي، شنت إسرائيل على سوريا غارات عدة دمرت خلالها معظم قدرات الجيش السوري.

كما تقدمت القوات الإسرائيلية عدة كيلومترات في المنطقة العازلة بين البلدين، واستقرت على جبل الشيخ المطل على دمشق.

مقالات مشابهة

  • محلل سياسي: حديث إسرائيل عن تقسيم جنوب سوريا لمناطق أمنية احتلال رسمي
  • قيادي درزي يتحدث عن تفاصيل اتفاق دمج السويداء في مؤسسات الدولة
  • أنباء عن اتفاق يقضي بدمج السويداء ضمن مؤسسات الدولة في سوريا
  • الحكومة السورية تبرم اتفاقا مع أهالي السويداء لدمج المحافظة بمؤسسات الدولة
  • أنباء عن اتفاق يقضي بدمج محافظة السويداء ضمن مؤسسات الدولة في سوريا
  • عاجل | مصادر خاصة للجزيرة: الحكومة السورية تعقد اتفاقا مع أهالي ووجهاء السويداء بدمج كامل المحافظة ضمن مؤسسات الدولة
  • إسرائيل تستهدف مواقع أسلحة جنوب سوريا
  • إسرائيل تعلن قصف مقار عسكرية جنوبي سوريا
  • محللون: اتفاق الشرع مع قسد يزيد قوة سوريا ويعزز فرص نجاحها