كيف نساعد أطفالنا على حفظ القرآن؟ الداعية أحمد النفيسي يجيب
تاريخ النشر: 12th, March 2025 GMT
وخلال الحلقة، قال الداعية الكويتي أحمد النفيسي إن علاقته بوالديه كان لها تأثير كبير على شخصيته حيث حرصت أمه على صداقته وكان أبوه يستمع إليه ولا يصده في الحديث خصوصا لو كان بين الناس.
وفي حين يحرص الناس على عدم عقوق الأبناء للآباء، فإن كثيرين يتجاهلون مسألة عقوق الآباء للأبناء، والتي وصفها الإمام الراحل محمد الغزالي بقوله إن بعض الأبناء جواهر لكن الآباء حدادون، كما يقول النفيسي.
وإلى جانب الوالدين، يقول النفيسي إن جدته كانت سببا رئيسيا في حفظه للقرآن الكريم لأنها غضبت منه جدا عندما عرفت أنه لا يحفظ من القرآن إلا جزءا واحدا وهو في سن العاشرة، وأخبرته بأنها كانت تحفظ نصف كتاب الله وهي في مثل سنه. وبعد هذه الواقعة، بدأ النفيسي حفظ القرآن وهو في سن الـ11 حتى أتمَّه وهو في الـ17.
ومن هنا، يشير النفيسي إلى أهمية فترة الطفولة في ربط الأبناء بالقرآن من خلال المعاملة الرحيمة والتحفيز وليس بالقوة والعنف، مستدلا بقوله تعالى "الرحمن، علَّم القرآن".
الرحمة بالأطفاليقول النفسي إن الله ربط تعليم القرآن في هذه الآية بصفة الرحمة وليس بالقوة أو الجبروت، مشيرا إلى أن والديه كانا رحيمين به جدا وهما يدفعانه إلى حفظ القرآن.
إعلانودعا الشيخ الآباء إلى عدم زجر الأبناء وهم يحفظون أو يقرؤون بصوت عال في البيت، وأن يوفروا لهم ما استطاعوا من الأمور التي يريدون الاستعانة بها على الحفظ وتجويد القرآن.
كما دعا إلى تحبيب الأطفال في القرّاء والمؤثرين الذين يقدمون مادة طيبة مفيدة تربط الطفل بدينه وكتابه، وقال إن هذا الأمر يمثل تحديا كبيرا في ظل ما نعيشه من زحام المؤثرين.
في المقابل، قال النفيسي إن على المؤثرين أيضا من قراء وحفّاظ ألا يتجاهلوا الصغار المبهورين بهم وأن يتواصلوا معهم ما استطاعوا لكي يعززوا تأثيرهم الطيب فيهم.
كيف تعزز علاقتك بالقرآن؟ويرى النفيسي أن الإنسان إذا أراد تعزيز علاقته بالقرآن فإن عليه تعظيم ما عظمه الله عز وجل، وقال إن هذا التعظيم يكون من خلال فهمه لما ورد في كتابه ومعرفة معاني أسماء الله وصفاته وتفسيراتها.
ويضيف: "مع فهم القرآن، يجب على الإنسان أن يكون مؤمنا لا مسلما فقط وذلك من خلال تصديق كل ما ورد عن الله ورسوله وعدم الشك فيه".
والأمر الثالث الذي يعزز علاقة الإنسان بالقرآن يتمثل برأي النفيسي في استحضار اليوم الآخر في النفس بشكل دائم وفهم حقيقة هذا اليوم لأن هذا الأمر يجعل الإنسان أكثر فهما وإحساسا بكلام الله.
ولو لم يكن الإنسان حافظا لكتاب، فعليه مداومة قراءته لأن أهل القرآن -كما يقول النفيسي- هم الذين يقرؤونه ويعملون به وليسوا الحفاظ فقط، لأن التلاوة تعني العمل بالقرآن أيضا وليس حفظه فقط.
ولا يجب أن تكون قراءة القرآن أو الاستماع إليه مجرد روتين في حياة الإنسان وإنما يجب الحرص على فهم كلام الله وتدبره والعمل به لأن هذا الأصل في علاقة الإنسان بالكتاب الكريم.
11/3/2025المصدر: الجزيرة
إقرأ أيضاً:
الدكتور علي جمعة يجيب على سؤال طالبة حول الفرق بين روح الإنسان والحيوان
رد الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية السابق وعضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، عن سؤال من طالبة عبر برنامج "نور الدين والدنيا" المذاع على "الأولى المصرية"، وكان السؤال يخص الفرق بين روح الإنسان وروح الحيوان، وكيفية تصرف الإنسان في حالة مرور حيوان أمامه أثناء القيادة.
وأوضح الدكتور علي جمعة، أن الإنسان إذا تسبب في أذى لحيوان عن عمد وعدوان، فإن ذلك يعتبر ذنبًا كبيرًا،مؤكداً أن الإسلام يحث على الرحمة والرفق بالحيوانات،مشيراً إلى أنة في كثير من الأحيان، إذا مر إنسان أمام سائق السيارة، فإن الهدف يكون إنقاذه حتى لو كان ذلك سيؤدي إلى تلف السيارة، لأن الإنسان أغلى وأثمن من أي شيء آخر.
إنقاذ الحيوان في حالة وجود خطر على الإنسانوفيما يتعلق بالوضع الذي يظهر فيه حيوان أمام السيارة، أكد الدكتور علي جمعة أنه يجب على السائق محاولة إنقاذ الحيوان قدر الإمكان.
ولكنه أشار إلى أنه في حال كان إنقاذ الحيوان سيؤدي إلى تهديد حياة الإنسان، فالأولوية تكون لإنقاذ حياة الإنسان أولًا، باعتبار أن قتل الإنسان في هذا الموقف أشد حرمة.
الرحمة بالحيوان وأولوية الإنسان في المواقف الطارئةوأضاف أنه في الحالات الطارئة، يجب على الإنسان أن يتصرف بحكمة، وأن يضع مصلحة حياة الإنسان في المقام الأول دون أن يُنكر واجب الرحمة بالحيوانات.