في ظل الأزمات المتفاقمة على الصعيدين السياسي والاقتصادي والاجتماعي، يبقى تشكيل حكومة جديدة أحد أكبر التحديات التي يواجهها النظام القائم في إيران في ظل التطورات الأخيرة واستقالة نائب الرئيس ورفض الأسماء التي تم طرحها لشغل المناصب الحكومية.

ما تشهده إيران من اضطرابات داخل الرئاسة الإيرانية شكل محور اهتمام الإعلام والمحللين السياسيين والجمهور على حد سواء.

وبالنظر إلى الوضع الراهن، يمكن أن يمثل تشكيل حكومة جديدة فرصة لإصلاح السياسات وتحسين الظروف، ولكن التحديات التي تواجه هذا التشكيل تظل كبيرة. 

وتعرض الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان، إلى سيل من الانتقادات الحادة على خلفية القائمة التي تقدم بها للبرلمان لشغل حقائب وزارية هامة. وحيث يرى أن سياسة النظام السابق لم تتغير وأن الرئاسة الجديدة التي كان يحلم الشعب الإيراني بالتغيير على يدها سيتحول إلى كابوس جديد وهو ما أفصحت عنه استقالة نائب الرئيس الإيراني للشؤون الاستراتيجية، محمد جواد ظريف، قبل أيام.

تغيير نهج الحكم 

تناولت صحيفة "هم‌میهن" في مقال بعنوان "التحول المدروس في نهج الحكم" موضوع التغيرات في أسلوب الإدارة عند تشكيل الحكومة الجديدة. قدمت الصحيفة تحليلاً للظروف الراهنة في البلاد التي أجبرت الحكومة على إعادة النظر في سياساتها وأسلوبها. 

ووفقاً للصحيفة، فإن هذا التحول في النهج يأتي نتيجة الضغوط الداخلية والخارجية التي دفعت البلاد نحو أزمات متعددة؛ وتشير التغييرات في تشكيل الحكومة وأسلوب عملها الجديد إلى مدى وعي الحكومة بهذه الأزمات واتخاذها للقرارات اللازمة لمعالجتها.

تشدد الصحيفة على أن التحول في النهج يبدو ضرورياً ولا مفر منه، ولكن نجاح هذا التحول يعتمد بشكل كبير على كيفية اختيار أعضاء الحكومة الجديدة وتنفيذ هذه التغييرات. فالمحللون يرون أن تشكيل حكومة جديدة لوحده لن يكون كافياً لتحسين الأوضاع إذا لم يحدث تغيير جوهري في هيكل السلطة والسياسات الكبرى.

تصاعد المخاوف 

في جزء آخر من تقريرها، ناقشت صحيفة "هم‌میهن" في مقال بعنوان تصاعد المخاوف مع اقتراب الإعلان عن التشكيلة الوزارية" القلق العام حول عملية اختيار أعضاء الحكومة الجديدة. وبرزت هذه المخاوف بشكل رئيسي من غياب الشفافية في اختيار الوزراء وسجل أداء المرشحين في المناصب السابقة.

وذكرت الصحيفة أن العديد من المحللين وحتى بعض أعضاء البرلمان يخشون أن الحكومة الجديدة قد لا تلبي تطلعات الشعب، وربما تزيد من تعقيد الأزمات بدلاً من حلها. موضحة أن مسألة أهلية المرشحين أثارت المخاوف من أن عدم التعاون أو غياب التناسق بينهم يعيق فعالية الحكومة الجديدة ويزيد من حدة الأزمات الحالية.

معضلة الوفاق

في تحليل آخر، بعنوان "الحكومة الرابعة عشرة ومعضلة الوفاق"  ناقشت صحيفة "آرمان ملی" التحديات التي تواجه تشكيل الحكومة الجديدة، مع التركيز على مسألة الوفاق الوطني. وطرحت الصحيفة تساؤلاً حول قدرة الحكومة الجديدة على تحقيق التوافق بين القوى السياسية والاجتماعية في ظل الظروف الحالية، مشيراً إلى أن الوفاق الوطني بات ضرورة ملحة.

تطرقت الصحيفة إلى التحديات التي تتضمن الخلافات السياسية وتضارب المصالح بين الفصائل المختلفة، إلى جانب الضغوط الخارجية. وأشارت الصحيفة إلى أهمية دور القيادة في تحقيق الوفاق الوطني وتوجيه مسار الحكومة، محذرة من أن عدم تحقيق هذا الوفاق قد يعرقل تنفيذ السياسات وإدارة البلاد.

أزمة الحكم

وتحت عنوان "الخروج من أزمة الحكم متعدد الأوجه"، تناولت صحيفة "جهان صنعت" التحديات التي تواجه نظام الحكم في إدارة الأزمات الحالية. حددت الصحيفة ثلاث أزمات رئيسية يجب على الحكومة التعامل معها: الأزمة الاقتصادية، الأزمة الاجتماعية، والأزمة السياسية. وأكدت الصحيفة أن تشكيل حكومة قوية وفعالة قادر على مواجهة هذه الأزمات بشكل متزامن هو أمر بالغ الأهمية.

كما شددت الصحيفة على ضرورة إجراء إصلاحات جوهرية في الهيكل الاقتصادي، وتحسين الوضع الاجتماعي، وتحقيق الاستقرار السياسي من أجل تجاوز هذه الأزمات، محذرة من أن الفشل في إدارة هذه التحديات قد يؤدي إلى تعميق الأزمة في البلاد.

وفي تحليل آخر بعنوان "العام الحاسم لحكومة الربيع"، ناقشت صحيفة "جهان صنعت" آفاق الحكومة الجديدة. وذكرت الصحيفة أن اختيار أعضاء الحكومة المناسبين سيكون له تأثير كبير على نجاح الحكومة. ويرى كاتب التحليل أن العام الأول من عمر الحكومة الجديدة سيكون حاسماً ومصيرياً، حيث سيساهم في بناء الثقة العامة وتحسين وضع البلاد إذا ما اتخذت الحكومة قرارات ذكية وخططاً دقيقة لمعالجة القضايا الرئيسية.

خيارات متاحة 

بدورها ناقشت صحيفة "دنیای اقتصاد" في مقالتين بعنوان "حكومة ائتلافية أم وفاق وطني؟" الخيارات المتاحة أمام الحكومة في تشكيل الحكومة الجديدة. وتناولت تحليلات نشرتها الصحيفة الفوائد والمخاطر لكل من الخيارين، مع التأكيد على أن تحقيق الوفاق الوطني بات ضرورة في الظروف الحالية.

وأشارت الصحيفة إلى أن حكومة وفاق وطني قد تكون أكثر قدرة على تحقيق الأهداف المرجوة، في حين أن حكومة ائتلافية قد تواجه تحديات كبيرة في حال غياب التنسيق بين أعضائها، مما قد يجعلها جزءاً من المشكلة بدلاً من حلها.

في تحليل بعنوان "هل ينبغي التفاؤل بالحكومة الرابعة عشرة؟" ناقشت صحيفة "آرمان امروز" التوقعات والمخاوف المرتبطة بتقديم الحكومة الجديدة. وتناولت الصحيفة الآمال في اختيار وزراء قادرين على معالجة الأزمات وتحقيق التغيير المطلوب، ولكنها أيضاً أشارت إلى المخاوف من اختيار أشخاص غير مؤهلين، مما قد يؤدي إلى تفاقم الأزمات.

ويعد تشكيل حكومة جديدة في إيران، بالنظر إلى الظروف الراهنة، تحدياً كبيراً ومصيرياً. وتطرقت الصحف ووسائل الإعلام المختلفة إلى التحديات العديدة التي تواجه الحكومة الجديدة، من تغيير نهج الحكم إلى اختيار أعضاء الحكومة. وكل هذه المسائل تؤثر بشكل كبير على مستقبل البلاد. وفي النهاية، يبقى تحقيق الوفاق الوطني والانسجام في الحكومة الجديدة من القضايا الأساسية التي يجب أن تحظى بالاهتمام لضمان نجاح الحكومة المقبلة.

المصدر: نيوزيمن

كلمات دلالية: تشکیل حکومة جدیدة الحکومة الجدیدة التحدیات التی تشکیل الحکومة الوفاق الوطنی التی تواجه

إقرأ أيضاً:

مدبولي يتفقد العلمين الجديدة.. «إكسترا نيوز»: إنجازات متسارعة نحو مستقبل الأجيال القادمة

قال عوض الغنام، مراسل "إكسترا نيوز"، خلال تغطيته المباشرة من مدينة العلمين الجديدة، إن رئيس الوزراء بدأ جولة تفقدية موسعة في المدينة، شملت عددًا من المواقع والقطاعات الحيوية.

رئيس الوزراء يتفقد الأبراج الشاطئية فى العلمين الجديدةرئيس الوزراء يتفقد مشروع مزارين بالعلمين الجديدة للوقوف على نسب التنفيذ

 وأوضح الغنام أن الجولة تأتي في إطار متابعة تكليفات القيادة السياسية بتذليل العقبات أمام الاستثمار والاطلاع على نسب الإنجاز في مشروعات البنية التحتية والتنموية، بحضور عدد من الوزراء، أبرزهم وزير الإسكان.

وخلال مداخلته على شاشة "إكسترا نيوز"، أشار عوض الغنام إلى أن رئيس الوزراء استهل زيارته بعقد اجتماع مع قيادات المدينة لمتابعة سير العمل وتقديم الدعم للمستثمرين، ثم توجه إلى أولى المحطات الميدانية، حيث تفقد عددًا من القطاعات السكنية والتجارية والسياحية، بالإضافة إلى مشروع محور النقل، والذي يشمل إنشاء أحد أكبر الكباري التي تتقاطع مع مسار القطار الكهربائي السريع المتجه نحو مدينة مرسى مطروح.

وأكد الغنام أن مدينة العلمين الجديدة تُعد نموذجًا متكاملًا لمدن الجيل الرابع، إذ بُنيت على أسس علمية حديثة تتماشى مع متطلبات العصر وتطلعات الأجيال القادمة. 

وأشار إلى أن المدينة ليست مجرد مشروع سكني، بل هي رأس حربة في خطة الدولة المصرية لتطوير كامل الساحل الشمالي الغربي، الممتد لمسافة 500 كيلومتر حتى الحدود الليبية، وبعمق يصل إلى 280 كيلومترًا داخل الصحراء الغربية.

وتابع الغنام: "هذه الخطة الكبرى تتكامل مع مشروع قومي ضخم، يتمثل في إنشاء نهر صناعي في قلب الصحراء الغربية، وهو من المشاريع الاستراتيجية التي تنفذها الدولة في إطار رؤيتها التنموية الشاملة".

وأضاف أن هذا المشروع يُعد الثالث ضمن المشروعات القومية الكبرى بعد تنمية محور قناة السويس والمثلث الذهبي، ويستهدف استيعاب نحو 34 مليون نسمة بحلول عام 2052، مع توفير أكثر من 10 ملايين فرصة عمل مستقبلية.

وأوضح المراسل أن زيارة رئيس الوزراء تشمل أيضًا متابعة الأعمال المتعلقة بالنسق الحضاري والتعليم والمنشآت الطبية والخدمية، وهو ما يُبرز حجم الإنجاز الذي يتحقق في زمن قياسي.

وأكد أن المدينة تشهد طفرة عمرانية مبهرة، لافتًا إلى أن الأبراج التي تم الانتهاء منها حاليًا تُعد الأعلى على مستوى جنوب البحر المتوسط، في مقدمتها البرج الذي سيزوره رئيس الوزراء لاحقًا، والذي يُعد الأعلى في المنطقة بالكامل.

واختتم الغنام حديثه بالتأكيد على أن هذه الجولة تأتي في توقيت بالغ الأهمية، وتُجسد إرادة الدولة المصرية في بناء مستقبل قوي ومستدام رغم التحديات الاقتصادية الإقليمية والعالمية، مشيرًا إلى أن مدينة العلمين الجديدة تُمثل نافذة أمل حقيقية للأجيال القادمة ومشروعًا قوميًا من الطراز الأول.

مقالات مشابهة

  • متحدث الحكومة: توفير التمويل للأعمال الدرامية التي تعزز القيم الأسرية والوطنية
  • أحمد موسي: كلمة أبو العينين بمجلس النواب اليوم كشفت التحديات التي تواجه الدولة
  • توجيه رئاسي.. الحكومة تصيغ مستقبل الإعلام والدراما في 10 سنوات
  • الخارجية الإيرانية: واشنطن هي التي حرمت مواطنيها من الاستثمار في #إيران عبر وضع قوانين معقدة
  • «تجارية الدقهلية» تبحث تقديم حزمة تسهيلات لإنهاء النزاعات الضريبية التي تواجه التجار
  • لماذا اليمن في المرتبة الخامسة عالميًا من حيث المخاطر التي تواجه عمل المنظمات الإنسانية؟
  • المزوغي: من الضروري تشكيل حكومة كفاءات ومشروع وطني موحد
  • رئيس الوزراء: الحكومة نجحت في مواجهة مختلف الأزمات الداخلية أو الخارجية
  • السوداني لمسرور بارزاني: الحكومة نجحت بمواجهة مختلف الأزمات سواء الداخلية أو الخارجية
  • مدبولي يتفقد العلمين الجديدة.. «إكسترا نيوز»: إنجازات متسارعة نحو مستقبل الأجيال القادمة