من المعروف أن سكان جميع دول العالم هم خليط من قوميات وأعراق مختلفة ومتنوعة، ولذا فخلال قرون طويلة ذابت قوميات عديدة في اليمن، مشكلة خليط سكاني متميز من اليمانيين الأصليين، وممن أستقر به المقام من المهاجرين إليه من دول كثيرة كأفريقيا وآسيا، ومن العرب وتركيا وغيرهم، مكونين هوية يمانية فردية وعظيمة.
فقط بعض الأُسر اليمنية من ذوي الأصول الفارسية وجزء من الأُسر الهاشمية المكاوية من رفضت الانصهار في هويتنا اليمانية، برغم القرون الطويلة التي قضوها في اليمن.
وزد على ذلك، ومن لحظة أن وطأت أقدامهم أرض اليمن عبر الطاغية يحيى الرسي؛ الملقب كذبا بالهادي عام 283 هجرية، ظلوا يشنون ويشعلون حروبا عنصرية متتالية ضد مناطق اليمن وشعبه الكريم، بها دمروا حضارته ونهبوا خيراته وشردوا أهله. وظلوا أما متربصون ومتآمرون في حالات الهزيمة، أو جزارين طغاة إن تمكنوا من الحكم.
وخلال قرون طويلة من الزمن لم يتمكن اليمانيون من إقناع أو إجبار تلك الجاليات الفارسية والهاشمية بالذوبان معهم في هوية يمانية واحدة، بل ظلوا يجلدون اليمنيين بهويتهم الإيمانية الفارسية، ويمارسون عليهم أشد أنواع العنصرية وأخطرها وأكثرها دموية على وجه الأرض، باسم النسب الهاشمي والاصطفاء والآل والحسين والأشتر، وغيرها من الذرائع والمبررات.
وبما أننا فشلنا بنزع أغلال العنصرية من ثقافتهم وترسبات الطائفية من رؤوسهم، فنحن اليوم نخوض معركة تنويرية مصيرية في الاتجاه المعاكس، غايتها نزع تقديس السلالية من رأس المواطن اليمني، وتطهير ثقافته وتصويب قناعاته من التبعية الدونية للزيدية الإمامية الهاشمية الفارسية. ووجدنا أن هذه الطريقة أسهل بكثير من إضاعة الوقت في محاولة ميؤوس من نجاحها لإقناع تلك الأُسر السلالية بترك عقائدها العنصرية، والتبرؤ من الأكاذيب الفارسية، فهذه النزعة ستظل معشعشة في رؤوسهم حتى يوم القيامة.
ولذا نجد أن أقصر الطرق لإنقاذ اليمن من كارثية حروب الأئمة الهاشميين المزمنة هو اقناع اليمني أنه السيد على أرضه، وليس رعويًا عند من يدعي أنه سيد هاشمي من مكة، أو ديلمي من أرض الديلم ببلاد فارس. ووجدنا أن من الخير لنا وأسهل أن نقنع أهلنا اليمنيين، كآل الرزامي أنهم سادة على أرضهم، وأنهم من يستحق الفخر والاعتزاز بهويتهم اليمانية بدلًا عن التعبد والخضوع للهوية الفارسية، والتبعية الذليلة لطغاة الهاشمية السياسية، على أن نقنع عبدالملك برم الدين أنه يمنيا مثلنا، لا يزيد ولا ينقص.
المصدر: المشهد اليمني
إقرأ أيضاً:
عدن تغرق في الظلام بعد توقف محطة “بترومسيلة”.. ومناشدات لإنقاذ القطاع من الانهيار
يمن مونيتور/ قسم الأخبار
أعلنت المؤسسة العامة للكهرباء في العاصمة اليمنية المؤقتة عدن توقف محطة الرئيس بترومسيلة عن العمل عند الساعة التاسعة من مساء اليوم، بسبب نفاد كميات وقود النفط الخام المُشغّلة للمحطة، مما يزيد من معاناة المواطنين في هذا الصيف.
وأكدت المؤسسة في بيان رسمي أن هذا التوقف خارج عن إرادتها، مشيرة إلى أن قيادتها تعمل بالتنسيق مع شركة بترومسيلة منذ أيام لتأمين الحد الأدنى من التشغيل، إلا أن عدم تدفق الوقود من منشأة صافر النفطية بشكل منتظم أدى إلى تعطيل المحطة بالكامل.
وكشفت المؤسسة أن الانقطاعات المتزايدة للتيار الكهربائي في الأيام الأخيرة تعود إلى شح الوقود بأنواعه (الديزل، المازوت، النفط الخام)، مما تسبب في توقف عدة محطات أخرى، بينما تعمل المحطات المتبقية بـطاقة محدودة، مما يهدد بانهيار النظام الكهربائي في العاصمة.
وفي ظل هذا الوضع الطارئ، ناشدت المؤسسة مجلس القيادة الرئاسي ورئاسة الحكومة بالتدخل العاجل لتأمين الوقود وإعادة تشغيل المحطات، محذرة من تداعيات الاستمرار في عدم توفير كميات كافية من المشتقات النفطية.
يأتي هذا التصريح في وقت يشهد فيه سكان عدن معاناة يومية بسبب انقطاع الكهرباء لفترات طويلة، مما يؤثر على الخدمات الأساسية والحياة اليومية.
محافظ مأرب يوجه بزيادة كمية الوقود المخصص لكهرباء عدن لتغطية العجز بعد موجه الاحتجاجات.. رئيس الوزراء اليمني يعلن عن حلول إسعافية لكهرباء عدن