قالت صحيفة هآرتس الإسرائيلية ، مساء الثلاثاء 11 مارس 2025 ، إن الجيش الإسرائيلي يواصل  استعداداته للبقاء طويل الأمد داخل الأراضي السورية، حيث حدد مناطق أمنية جديدة وواسعة، وقرر منع انتشار القوات العسكرية التابعة للنظام السوري الجديد فيها.

وبحسب هآرتس، أصدرت القيادة السياسية في إسرائيل توجيهات صارمة بمنع أي تموضع عسكري للقوات السورية حتى عمق 65 كيلومترًا من الحدود.

كما يستعد الجيش الإسرائيلي لإنشاء مواقع عسكرية إضافية داخل المنطقة العازلة في الأراضي السورية.

أفادت الصحيفة بأن إسرائيل تفرض سيطرة فعلية على منطقة تمتد من السياج الحدودي إلى عمق 5 كيلومترات شرقا داخل الأراضي السورية، حيث تنتشر ثلاث فرق عسكرية إسرائيلية تعمل بشكل علني لمنع أي محاولات "تسلل".

ويمنع الجيش دخول المدنيين السوريين إلى هذه المنطقة، باستثناء أهالي المنطقة المقيمين فيها. أما المنطقة الممتدة حتى 15 كيلومترًا من الحدود فقد تم تصنيفها كـ"منطقة أمنية"، حيث يحظر الجيش الإسرائيلي دخول القوات السورية إليها.

كما لفتت "هآرتس" إلى أن إسرائيل لن تسمح للنظام السوري بنقل أي أسلحة بعيدة المدى، مثل قاذفات الصواريخ أو أنظمة أسلحة متقدمة، إلى المنطقة الواقعة ضمن نطاق 65 كيلومترًا من الحدود، والتي تمتد حتى الطريق الواصل بين العاصمة دمشق ومدينة السويداء.

وكان رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو ، قد صرح الشهر الماضي بأن إسرائيل "لن تسمح لقوات النظام الجديد في سورية بالتحرك جنوب دمشق"، مشيرا إلى أن هذه المنطقة ستكون منزوعة السلاح.

وذكرت الصحيفة أن جيش الاحتلال الإسرائيلي يعتزم السماح للقوات الشرطية في سورية بالدخول إلى المناطق التي تبعد أكثر من 15 كيلومترًا عن الحدود مع الجولان السوري والمناطق التي تحتلها إسرائيل.

وفي سياق آخر، ذكرت "هآرتس" أن الجيش الإسرائيلي قرر إنشاء وحدة تنسيق وارتباط تابعة لمنسق أعمال الحكومة في المناطق المحتلة، بهدف إقامة علاقات مع سكان القرى الدرزية في سورية القريبة من الحدود.

واعتبارًا من يوم الأحد المقبل 16 آذار/ مارس الجاري، ستسمح إسرائيل بدخول سكان هذه القرى للعمل داخل الجولان السوري المحتل، حيث سيحصل المئات منهم على تصاريح للعمل في قطاعي البناء والزراعة.

وأضاف التقرير أن الجيش الإسرائيلي يعمل أيضًا على تحسين البنية التحتية في القرى الدرزية الحدودية داخل سورية، بما في ذلك إصلاح شبكات المياه وتحسين الخدمات الطبية. كما يعتزم الجيش السماح مستقبلاً بتنظيم لقاءات بين العائلات الدرزية في سورية وإسرائيل.

ووفقًا للصحيفة، فإن حوالي 40 ألف مدني سوري يعيشون حاليًا في المناطق التي يسيطر عليها الجيش الإسرائيلي في سورية، من بينهم 25 ألفًا في الجولان و15 ألفًا في سفوح جبل الشيخ، معظمهم من الدروز الذين تحاول إسرائيل تعزيز العلاقة معهم بمسعى لتقسيم المجتمع السوري.

المصدر : وكالة سوا اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد المزيد من الأخبار الإسرائيلية لبنان - شهيدان بقصف إسرائيلي مفاوضات غزة - الكشف عن تفاصيل مقترح ويتكوف إسرائيل ترفع حالة التأهب في صفوف قواتها الجوية الأكثر قراءة حماس تعلن ترحيبها بالخطة العربية لإعمار غزة مصطفى : عملية إعادة إعمار غزة ستتم وفق منظومة حوكمة تفاصيل اجتماع الرئيس عباس بنظيره المصري في القاهرة تفاصيل الخطة العربية لإعادة إعمار غزة في 5 سنوات عاجل

جميع الحقوق محفوظة لوكالة سوا الإخبارية @ 2025

المصدر: وكالة سوا الإخبارية

كلمات دلالية: الجیش الإسرائیلی کیلومتر ا من الحدود فی سوریة

إقرأ أيضاً:

دلالات تقديم قسد تنازلات للحكومة السورية

شهدت العلاقات بين قوات سوريا الديمقراطية ودمشق تطورات إيجابية متلاحقة منذ مطلع شهر أبريل/نيسان الجاري، حيث تم التوصل إلى اتفاق مع الحكومة  السورية، مطلع الشهر المذكور، يتضمن انسحاب قسد من الأحياء المتمركزة فيها ضمن مدينة حلب منذ عام 2013، وهي الأشرفية والشيخ مقصود والهلك، مع إجراء عملية تبادل للأسرى، وتم بالفعل تنفيذ مرحلتين من الاتفاق.

وفي 12 أبريل/نيسان الحالي، توصلت الحكومة السورية وقسد إلى اتفاق جديد برعاية التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة، يتضمن انسحاب قوات قسد وكل الفصائل المنتسبة لوزارة الدفاع المنتشرة في محيط منطقة سد تشرين بريف حلب.

كما تضمن انتشار الأمن الداخلي السوري العام في المنطقة إلى جانب قوات الأمن التابعة لقسد وتسمى بالأسايش، مع تولي لجنة مشتركة الإشراف على المنطقة، ليضع هذا الاتفاق حدا لمواجهات طاحنة شهدتها هذه الجبهة منذ سقوط نظام الأسد أواخر عام 2024.

يأتي ذلك بينما بدأت أعمال اللجنة الوطنية المتخصصة بمتابعة تنفيذ الاتفاق على دمج قسد في المؤسسات الحكومية السورية، والذي تم توقيع إطاره العام بين الرئيس أحمد الشرع وقائد قسد مظلوم عبدي، مطلع مارس/آذار الماضي.

وتجدر بهذا الصدد الإشارة إلى السياقات والدوافع التي أثرت على قرار قسد، ودفعتها لتقديم تنازلات جديدة لحكومة دمشق، وتخليها عن الخيار العسكري والاكتفاء بالحديث عن اللامركزية ضمن إطار سوريا الموحدة.

عدة قوافل عسكرية أميركية غادرت سوريا مؤخرا باتجاه العراق (رويترز-أرشيفية) إعادة انتشار القوات الأميركية

تجري القوات الأميركية منذ أواخر مارس/آذار الماضي عملية إعادة انتشار في المنطقة، تتضمن تقليص قدراتها العسكرية في الجزيرة السورية ونقلها باتجاه العراق إلى قاعدتي عين الأسد والحرير في الأنبار وأربيل.

إعلان

وأكدت مصادر ميدانية في المنطقة لموقع الجزيرة نت أن 5 قوافل عسكرية أميركية على الأقل غادرت سوريا باتجاه الأراضي العراقية، وتحمل معها عتادا عسكريا وتحصينات أسمنتية، حيث تم إخراج أسلحة دفاعية للمرة الأولى من المنطقة.

وبحسب المصادر، فإن القوافل غادرت من حقل العمر النفطي، وحقل كونيكو للغاز في دير الزور، وقاعدتي تل البيدر وخراب الجير في الحسكة.

وتتزامن عملية إعادة انتشار القوات الأميركية مع التهديدات التي أطلقها الرئيس الأميركي دونالد ترامب باتجاه إيران، وهذا ما يفسر تركيز القوات في العراق، ونقل عتاد عسكري إلى قاعدة في المحيط الهندي يتضمن قاذفات إستراتيجية من طراز بي 2.

وتشير المفاوضات بين إدارة ترامب وإيران في سلطنة عمان، التي وصفتها وسائل إعلام أميركية بأنها حاسمة، إلى أن أولوية واشنطن في المرحلة الحالية هي الملف الإيراني.

تصاعد التأثير التركي

أدلى قائد قسد، مظلوم عبدي، بتصريحات عقب توقيع اتفاقية سد تشرين، أكد فيها أن الاتفاق ساهم في تجنب شروط تركية مسبقة، وأشار إلى أن أنقرة باتت تستخدم لغة أكثر اعتدالا في بياناتها، مما يوحي بأن قسد تحاول تجنب الضغوطات السياسية والعسكرية التي تمارسها تركيا.

وبعيد توقيع الاتفاق الأولي بين قسد ودمشق مطلع مارس/آذار الماضي، أكد مسؤولون أتراك أن أنقرة ستبقى تراقب تنفيذ الاتفاق، كما استمرت الهجمات المدفعية والصاروخية التركية على مواقع قسد قرب منطقة سد تشرين.

وتعزز الموقف التركي في الملف السوري إثر التصريحات التي أطلقها الرئيس الأميركي دونالد ترامب خلال استقباله رئيس الحكومة الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في البيت الأبيض خلال الأسبوع الثاني من أبريل/نيسان الجاري، حيث طلب من نتنياهو حل المشاكل مع الرئيس التركي والتصرف بعقلانية تجاه تركيا.

تتجسد أهمية موقف ترامب بأنه جاء عقب تصعيد إسرائيلي تمثل بغارات جوية على قواعد في حماة وحمص قام خبراء أتراك باستكشافها تمهيدا لإقامة قواعد عسكرية بالتنسيق مع الحكومة السورية.

إعلان

وتتزايد المؤشرات على تنامي الدور التركي في سوريا، مما ينعكس سلبا على نفوذ قسد، فقد أكد نوح يلماز نائب وزير الخارجية التركي في تصريحات جديدة قرب انطلاق آلية تنسيق إقليمي أعلن عنها سابقا، وتضم تركيا والعراق وسوريا ولبنان والأردن، مشيرا إلى أن مركز التنسيق سيكون في سوريا.

ومن المتوقع أن تركز الآلية الإقليمية الجديدة على منع عودة ظهور تنظيم الدولة، وإدماج الجيش السوري ضمن مكافحة الإرهاب، مما يعني تقديم بديل للولايات المتحدة عن تنظيم قسد، حيث دافعت واشنطن طيلة السنوات الماضية عن دعهما لقسد بأن هذا الدعم موجه لمكافحة الإرهاب ولمواجهة خطر تنظيم الدولة.

ضعف موقف العمال الكردستاني

طرأت خلال الأشهر الأخيرة متغيرات على موقف حزب العمال الكردستاني الذي تحدثت تقارير عديدة في وقت سابق عن دوره بتعطيل التفاهم بين قائد قسد مظلوم عبدي وحكومة دمشق، خاصة أن الحزب لديه تنظيمات تنشط في مناطق سيطرة قسد وأبرزها شبيبة الثورة وقوات تحرير عفرين.

وأشار معهد واشنطن للدراسات ضمن تقرير أصدره في فبراير/شباط الماضي أن تركيا نجحت في المرحلة الأولى من العمليات ضد حزب العمال الكردستاني، والتي تضمنت إضعافه عبر العمليات الأمنية والهجمات بالطائرات المسيرة، بالإضافة إلى العمليات الأخرى شمال العراق.

وسلط التقرير الضوء أيضا على نجاح المرحلة الثانية من إضعاف الحزب، حيث تمت إعادته إلى طاولة المفاوضات وهو في موقف ضعيف، وحاليا يتم التفاوض على تفكيكه من خلال وساطة سياسيين أكراد بالإشارة إلى دور قيادات الحزب الديمقراطي الكردستاني في العراق بزعامة آل بارزاني.

وفي أواخر فبراير/شباط الماضي، دعا عبد الله أوجلان الزعيم المؤسس لحزب العمال لإلقاء السلاح، وحل الحزب، مشيرا إلى أن الأسباب التي أدت لتأسيسه لم تعد موجودة.

من ناحية أخرى، فإن الضغوطات التي تتعرض لها إيران من أجل تقليص نفوذها وخاصة في العراق، تؤثر على موقف العمال الكردستاني، فقد وفر حلفاء إيران في العراق للحزب الدعم في السنوات السابقة من خلال إدماج بعض التشكيلات المرتبطة به ضمن الحشد الشعبي المدعوم إيرانيا، والحديث هنا عن وحدات حماية سنجار، كما تؤكد التقارير التركية أن طهران تدعم العمال الكردستاني بالتجهيزات العسكرية وخاصة الطائرات المسيرة.

إعلان

وفي الوقت الراهن، تمارس إدارة ترامب ضغوطات قوية على الحكومة العراقية من أجل حل الفصائل المسلحة التي تنشط خارج نطاق مؤسسات الدولة، وإنجاز الدمج الحقيقي لفصائل الحشد الشعبي الذي يعد هيئة حكومية إلا أن الفصائل المنضوية تحتها تحتفظ ببنيتها التنظيمية المستقلة. بالإضافة إلى ذلك، جاء إنهاء الإعفاء الأميركي الممنوح للعراق بخصوص استيراد الغاز من إيران لحرمان الأخيرة من موارد مالية، وإضعاف حضورها في المشهد العراقي.

تراجع موقف حزب العمال الكردستاني، ينعكس فيما يبدو، على المنطقة عموما وليس سوريا فقط، حيث تتقدم المباحثات بين حزب المساواة وديمقراطية الشعوب الكردي التركي والحكومة التركية، فقد استضاف الرئيس التركي أردوغان في أبريل/نيسان الجاري وفدا من الحزب الكردي في القصر الرئاسي في سياق استكمال مسار السلام بعد دعوة أوجلان لإلقاء السلاح.

مقالات مشابهة

  • تصاعد الاحتجاج ضد حرب غزة يربك الجيش الإسرائيلي ويضغط على حكومة نتنياهو
  • دلالات تقديم قسد تنازلات للحكومة السورية
  • عاجل| الجيش الإسرائيلي: دوي صفارات الإنذار في عدة مناطق في إسرائيل جراء مقذوف أطلق من اليمن
  • ‏تسجيل هزة ارضية بقوة 3,1 درجة قرب الحدود العراقية-السورية-التركية
  • بالاتفاق مع قسد.. الجيش السوري يدخل منطقة سد تشرين في ريف حلب
  • كسرت الصمت: تدمير ممنهج في غزة بأوامر من الجيش الإسرائيلي
  • ‏الجيش الإسرائيلي يعلن إصابة جندي بجرو ح خطيرة خلال "نشاط عملياتي" قرب الحدود اللبنانية
  • قرب الحدود مع لبنان.. إصابة خطيرة لأحد جنود الجيش الإسرائيلي!
  • الجيش الإسرائيلي يلغي رحلات لإسرائيليين إلى داخل سوريا بسبب تقييم أمني
  • اتساع رقعة رافضي الحرب داخل الجيش الإسرائيلي