احتجاج في السويداء هو الاكبر منذ عودة التظاهرات ضد الاسد
تاريخ النشر: 23rd, August 2023 GMT
يواصل اهالي السويداء لليوم السابع على التوالي تظاهراتهم ضد النظام السوري احتجاجا على الوضع المعيشي السيء والجوع المتزامنه مع ارتفاع الاسعار والغلاء حيث شهدت المدينة اكبر تظاهرة للنظام منذ اندلاع تلك الاحتجاجات
وقالت مصادر سورية ان المئات تجمعو اليوم الأربعاء، في ساحة الكرامة وسط مدينة السويداء في احتجاجات مناهضة للحكومة السورية ووصفو التظاهرة بانها الاكبر منذ اندلاع الاحتجاجات حيث توافد أبناء الريف للمشاركة مع المحتجين في المدينة.
ويبدو ان المحتجين قد كسروا حاجز الخوف عندما رفعو خطابات كبيرة وأهمها “إسقاط النظام”، وتطبيق القرار 2245، للوصول إلى دولة العدالة والمواطنة، وطالب المتظاهرون بإطلاق سراح المعتقلين وفق ما نقل موقع نورث برس عن احد المحتجين
واستمر الإضراب في معظم قرى وبلدات السويداء، بإغلاق الدوائر الحكومية والمحلات التجارية والطرق الرئيسة المؤدية للمدينة فيما اغلقت مقار حزب البعث الاشتراكي الحاكم بامر من الاجهزة الامنية خوفا من احراقها
وكان “شيخ عقل” طائفة الموحدون الدروز الشيخ حمود الحناوي زار بلدة لقريا للمشاركة في احتجاجاتها لتأييد الاحتجاجات. واكد على “حق المواطن بأن يطالب بصوت جريء”. وأنه “لا تراجع عن الوقفات للوصل لحل حاسم فالصبر حدود” كما ورد في البيان.
وأشار الحناوي إلى ضرورة الثبات على موقف الكرامة والحرص على آدابها والحفاظ على مؤسسات الدولة محذرا من خطر المخدرات، وقال: “المخدرات لا تبني وطناً ولا بارك الله فيها ولا بمن يصنعها أو يتاجر بها أو يتعاطى هذا السم”.
وتشهد السويداء “عصياناً مدنياً” واحتجاجات مناهضة للحكومة منذ أيام في تأكيد من قبل السكان على الاستمرار في موقفهم الثابت والمطالب بالحرية والكرامة وامتدت التظاهرات الى مدن وقرى وارياف سورية عدة اندلعت بعد ان رفع الرئيس السوري رواتب الموظفين والمتقاعدين رافقه رفع الاسعار باكثر من الضعفين بالاضافة الى ربفع الدعم عنن المحروقات والمواد الاساسية
المصدر: البوابة
كلمات دلالية: التشابه الوصف التاريخ
إقرأ أيضاً:
الفن كوسيلة للاحتجاج.. أداة فعّالة للتعبير عن الغضب وتغيير الواقع
على مر العصور، كان الفن وسيلةً قوية للتعبير عن الأفكار والمشاعر، ولكنه تجاوز هذا الدور التقليدي ليصبح سلاحًا مؤثرًا في الحركات الاجتماعية والسياسية. الفن لم يعد مقتصرًا على الجماليات أو التعبير الفردي فقط، بل أصبح أداة احتجاج تحمل رسائل حادة، مثيرة للجدل، وتلعب دورًا محوريًا في تغيير الواقع. من الرسومات الجدارية إلى العروض المسرحية، ومن الموسيقى إلى الأفلام الوثائقية، استُخدم الفن كسلاح سلمي في مواجهة القمع، الظلم الاجتماعي، والتمييز.
الفن والاحتجاج الاجتماعي: كيف يُحدث الفرق؟الفن قادر على تجاوز الحواجز اللغوية والثقافية ليخاطب الجماهير بشكل مباشر وعاطفي. في حين أن الكلمات المكتوبة أو الخطابات قد تكون محدودة بتأثيرها، فإن الفن يستطيع اختراق النفوس وإثارة التساؤلات بشكل يصعب تجاهله. على سبيل المثال، عندما تكون هناك رقابة على وسائل الإعلام أو قيود على حرية التعبير، يظهر الفن في المساحات العامة، كالجدران أو الشوارع، ليحمل صرخات المحتجين.
أحد أبرز الأمثلة هو فن الجرافيتي، الذي وُلد في أزقة المدن ليصبح صوت المهمّشين. في سبعينيات القرن الماضي، استخدمت حركات الحقوق المدنية في الولايات المتحدة الفن لتسليط الضوء على قضايا العنصرية والتهميش. كان الفنانون السود، مثل كيث هارينغ وجان ميشيل باسكيات، يعبرون عن غضبهم من العنصرية من خلال رسومات تحمل رموزًا ومعاني عميقة.
الفن ضد الأنظمة القمعيةفي أماكن أخرى من العالم، واجه الفنانون أنظمة قمعية باستخدام أدوات بسيطة ولكن ذات أثر كبير. في أمريكا اللاتينية خلال فترة الديكتاتوريات العسكرية في السبعينيات والثمانينيات، ظهرت حركات فنية قوية مثل "فن المناديل البيضاء" في الأرجنتين، حيث كانت أمهات المفقودين يرتدين مناديل بيضاء ويعبرن عن معاناتهن برسائل فنية صامتة في الساحات العامة. كانت تلك المناديل رمزًا للمقاومة السلمية ضد اختفاء أبنائهن على يد الأنظمة القمعية.
وفي العالم العربي، شكّل الربيع العربي لحظة فارقة في استخدام الفن كوسيلة احتجاجية. فقد انتشرت الأغاني الثورية، مثل أغنية "إرحل" التونسية التي غناها المطرب الشاب حمادة بن عمر (الجنرال)، والتي أصبحت صوت الاحتجاجات في الشوارع. كما لعب فن الشارع دورًا محوريًا، حيث امتلأت الجدران برسومات تعبر عن الغضب والأمل في نفس الوقت، مثل رسومات الفنان المصري المعروف باسم "علاء عوض" التي أصبحت رمزًا للاحتجاج ضد الفساد.
الأفلام والمسرح: سلاح سلمي ذو تأثير عميقلم يقتصر الاحتجاج الفني على الشوارع، بل امتد إلى المسرح والسينما. في جنوب إفريقيا، خلال نظام الفصل العنصري، استخدم الكاتب المسرحي أثول فوغارد المسرح لتعرية الظلم الاجتماعي من خلال عروض تفاعل معها الجمهور بقوة. كما لعبت الأفلام الوثائقية دورًا كبيرًا، مثل فيلم "13th" للمخرجة آفا دوفيرناي، الذي يسلط الضوء على العنصرية الممنهجة في النظام القانوني الأمريكي.
الجدل حول الفن الاحتجاجي: حرية تعبير أم تهديد للنظام؟
رغم قوة الفن كوسيلة احتجاج، فإنه يثير الجدل حول حدود حرية التعبير. هناك من يرى أن هذا النوع من الفن يشعل التوترات الاجتماعية أو يهدد استقرار الأنظمة. في المقابل، يجادل المدافعون بأن الفن الاحتجاجي هو جزء من الحق الإنساني في التعبير، ويعتبرونه شكلًا سلميًا وضروريًا لمواجهة الظلم.
في الوقت الذي يحاول فيه بعض الأنظمة قمع الفنانين أو تجريم أعمالهم، يظهر التاريخ أن القمع غالبًا ما يزيد من إصرار الفنانين على الإبداع والتعبير. وهكذا، يبقى الفن أداة احتجاج لا يمكن إيقافها، وجسرًا يربط بين الأجيال والمجتمعات، حاملًا صوت المهمشين ودعوات التغيير.
في النهاية، يبقى السؤال: هل سيظل الفن وسيلة سلمية للتعبير عن القضايا العادلة، أم أنه سيتحول إلى ساحة مواجهة مع القوى المسيطرة؟ الإجابة على هذا السؤال متروكة للجماهير، وللفنانين أنفسهم، الذين أثبتوا مرارًا أن أصواتهم لا يمكن إسكاتها.