جدة - أكد الأمير محمد بن سلمان ولي العهد رئيس مجلس الوزراء السعودي، الاثنين، حرص بلاده ودعمها جميع المساعي والجهود الدولية الرامية لحل الأزمة الأوكرانية، والوصول إلى السلام، وفقا لـ(واس).

جاء ذلك بعد استقباله في الديوان الملكي بقصر السلام في جدة، الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، حيث ناقشا خلال جلسة مباحثات رسمية آخر المستجدات وتطورات الأزمة الأوكرانية، واستعرضا أوجه العلاقات الثنائية بين البلدين.

بدوره، عبّر الرئيس زيلينسكي عن الشكر والتقدير للجهود التي تبذلها السعودية، منوهاً بدورها المحوري في منطقة الشرق الأوسط والعالم.

وأبدى الأمير محمد بن سلمان منذ الأيام الأولى للأزمة الأوكرانية استعداد بلاده للقيام بمساعيها الحميدة للإسهام عبر الحوار في الوصول إلى حل يفضي لسلام دائم، وذلك انطلاقاً من مكانتها وما تحظى به من تقدير دولي، واستمراراً لمبادراتها الإنسانية.

كان الرئيس الأوكراني قد وصل في وقت سابق الاثنين، إلى جدة، في زيارة هي الرابعة للمملكة منذ اندلاع الحرب الروسية - الأوكرانية فبراير (شباط) 2022.

واستقبله في مطار الملك عبد العزيز الدولي، الأمير سعود بن مشعل نائب أمير منطقة مكة المكرمة، والدكتور ماجد القصبي وزير التجارة (الوزير المرافق)، واللواء صالح الجابري مدير شرطة المنطقة، والمهندس علي القرني نائب أمين محافظة جدة، ومحمد البركة سفير السعودية لدى أوكرانيا، وأناتولي بيترينكو سفير أوكرانيا لدى المملكة، وأحمد بن ظافر مدير عام مكتب المراسم الملكية بالمنطقة.

ويبقى مسؤولون أوكرانيون في جدة بعد مغادرة زيلينسكي، الثلاثاء، لإجراء محادثات مقررة مع أميركا في إطار استمرار جهود السعودية لتحقيق سلام دائم في العالم، حيث يُتوقع أن تسهم زيارة الرئيس الأوكراني في الدفع نحو مرحلة جديدة تعزز فرص تحقيق السلام بين موسكو وكييف.

وقبل أن تحط طائرته في جدة بأربع وعشرين ساعة، قال زيلينسكي، إن كييف «مهتمة أكثر بالسلام»، مسلَّطاً الضوء على التزام بلاده «حواراً بنّاءً» مع الجانب الأميركي.

وبالتوازي مع وصول الوفد الأوكراني، وصل وفد أميركي برئاسة وزير الخارجية ماركو روبيو، الذي قالت وزارته في بيان إنه سيقضي الأيام ما بين 10 و12 مارس (آذار) 2025 في جدة، وسيلتقي قيادات سعودية، ويُجري محادثات مع مسؤولين أوكرانيين، ليستبق بذلك زيارة مرتقبة للرئيس الأميركي دونالد ترمب، للمملكة بعد أسابيع.

بدورها، رحبت السعودية، الجمعة، باستضافة اللقاء المقرّر بين الولايات المتحدة وأوكرانيا، مؤكّدةً، في بيانٍ لوزارة خارجيتها، استمرارها في بذل الجهود لتحقيق سلام دائم لإنهاء الأزمة الأوكرانية، وذكّرت بأنها تواصل منذ 3 سنوات تلك الجهود عبر استضافة كثير من الاجتماعات بهذا الخصوص.

كانت جدة قد احتضنت في أغسطس (آب) 2023 اجتماعاً لمستشاري الأمن الوطني وممثلين لأكثر من 40 دولة ومنظمة دولية؛ بما فيها الأمم المتحدة حول الأزمة الأوكرانية، برئاسة مساعد العيبان مستشار الأمن الوطني السعودي. واتفق المشاركون على مواصلة التشاور الدولي، وتبادل الآراء بما يسهم في بناء أرضية مشتركة تمهد الطريق للسلام، وثمّنت أوكرانيا استضافته.

وتجاوز اهتمام الرياض بحل الأزمة الأوكرانية الجهود السياسية إلى الإنسانية، حيث وجَّهت القيادة السعودية بتقديم حزمة مساعدات لأوكرانيا بقيمة 410 مليون دولار، منها مواد إغاثية بـ100 مليون دولار عبر «مركز الملك سلمان للإغاثة»، وتمويل مشتقات نفطية بـ300 مليون دولار كمنحة من الصندوق السعودي للتنمية.

Your browser does not support the video tag.

المصدر: شبكة الأمة برس

كلمات دلالية: الأزمة الأوکرانیة فی جدة

إقرأ أيضاً:

عبر الوسيط العُماني.. 3 ملفات ساخنة على أجندة "مفاوضات مسقط" بين إيران وأمريكا

 

المحادثات تهدف للتوصل لحل بشأن "نووي إيران" وسط توتر بالشرق الأوسط

◄ شكوك إيران إزاء احتمالات التوصل لاتفاق.. وقلق من تهديدات ترامب العسكرية

◄ تخصيب إيران المتزايد لليورانيوم مستمر رغم العقوبات الأمريكية

 

الرؤية- غرفة الأخبار

بدأت إيران والولايات المتحدة اليوم السبت محادثات رفيعة المستوى في سلطنة عُمان بهدف إطلاق مفاوضات جديدة بشأن البرنامج النووي الإيراني الذي يشهد تقدمًا سريعًا، فيما يهدد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بعمل عسكري إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق.

ويرأس وزير الخارجية عباس عراقجي الوفد الإيراني، بينما يتولى مبعوث الرئيس الأمريكي إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف إدارة المحادثات من الجانب الأمريكي.

وقال إسماعيل بقائي المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية على منصة إكس "بدأت محادثات غير مباشرة بين إيران والولايات المتحدة بوساطة وزير الخارجية العُماني" معالي السيد بدر بن حمد البوسعيدي. وأضاف أن كل وفد لديه غرفة منفصلة وسيتبادلان الرسائل عبر الوسيط العُماني.

وقال مصدر عُماني لرويترز اليوم السبت إن المحادثات بين إيران والولايات المتحدة تركز على تهدئة التوتر في المنطقة وتبادل السجناء والتوصل إلى اتفاقات محدودة لتخفيف العقوبات على إيران مقابل كبح البرنامج النووي الإيراني.

وتتوسط سلطنة عُمان بين القوى الغربية وإيران منذ فترة طويلة، وسبق أن توسطت في إطلاق سراح عدد من المواطنين الأجانب ومزدوجي الجنسية المحتجزين لدى الجمهورية الإسلامية.

وتتعامل طهران مع المحادثات بحذر وتشك في إمكانية أن تؤدي إلى اتفاق، كما إنها متشككة تجاه ترامب الذي هدد مرارا بقصف إيران إذا لم توقف برنامج التخصيب المتزايد لليورانيوم.

وفي حين تحدث كل جانب عن فرص تحقيق بعض التقدم، فإن الهوة بينهما لا تزال متسعة بشأن الخلاف المستمر منذ أكثر من عقدين، كما لم يتفقا على ما إذا كانت المحادثات ستكون مباشرة كما يطالب ترامب، أو غير مباشرة كما تريد إيران.

وقبيل انطلاق المحادثات، وهي الأولى بين إيران وإدارة ترامب بما في ذلك خلال ولايته الأولى بين عامي 2017 و2021، اجتمع عراقجي مع معالي السيد بدر بن حمد البوسعيدي وزير الخارجية في مسقط.

وذكرت وسائل إعلام رسمية إيرانية أنه "في إطار المحادثات غير المباشرة بين إيران والولايات المتحدة، قدم عراقجي لنظيره العُماني النقاط والمواقف الرئيسية لطهران لنقلها إلى الجانب الأمريكي".

ومن شأن ظهور مؤشرات على أي تقدم، أن تساعد في تهدئة التوتر في المنطقة المشتعلة منذ عام 2023 مع اندلاع الحرب في غزة والأعمال القتالية بين إسرائيل وجماعة حزب الله في لبنان وتبادل إطلاق الصواريخ بين إيران وإسرائيل وهجمات الحوثيين على السفن في البحر الأحمر والإطاحة بالنظام في سوريا.

وربما يؤدي عدم إحراز تقدم يذكر خلال المحادثات إلى تفاقم المخاوف من اندلاع حرب أوسع نطاقا في منطقة تُصدّر نسبة كبيرة من نفط العالم. وحذرت طهران الدول المجاورة التي تضم قواعد أمريكية من أنها ستواجه "عواقب وخيمة" إذا شاركت في أي هجوم عسكري أمريكي على إيران.

وقال عراقجي للتلفزيون الإيراني "هناك فرصة للتوصل إلى تفاهم أوَّلي بشأن المزيد من المفاوضات إذا خاض الطرف الآخر (الولايات المتحدة) المحادثات على أساس التكافؤ". كما قال إن من السابق لأوانه التعليق على مدة المحادثات.

وأضاف عراقجي "هذا هو الاجتماع الأول، وسيتم خلاله توضيح العديد من القضايا الأساسية والأولية، بما في ذلك ما إذا كانت هناك إرادة كافية لدى الجانبين، وعندها سنتخذ قرارا بشأن الجدول الزمني".

وقال مسؤول إيراني لرويترز إن الزعيم الأعلى آية الله علي خامنئي، صاحب القول الفصل في القضايا الرئيسية للدولة في هيكل السلطة المعقد في إيران، منح عراقجي "الصلاحيات الكاملة" في المحادثات. وأضاف المسؤول الذي طلب عدم الكشف عن هويته بسبب حساسية الأمر "مدة المحادثات، التي ستقتصر على القضية النووية، ستعتمد على جدية الجانب الأمريكي وحسن نيته".

وترفض إيران التفاوض حول قدراتها الدفاعية مثل برنامجها الصاروخي.

وتقول إيران دائما إن برنامجها النووي مخصص لأغراض مدنية بحتة، لكن دولا غربية وإسرائيل تعتقد أنها تحاول سرا تطوير الوسائل اللازمة لصنع قنبلة ذرية. بينما تقول هذه الدول إن تخصيب إيران لليورانيوم، وهو مصدر للوقود النووي، تجاوز بكثير متطلبات البرنامج المدني وينتج مخزونات بمستوى من النقاء الانشطاري قريب من ذلك المطلوب في الرؤوس الحربية.

وكان ترامب، الذي أعاد فرض سياسة "أقصى الضغوط" على طهران منذ فبراير، قد انسحب من الاتفاق النووي المبرم عام 2015 بين إيران وست قوى عالمية في عام 2018 خلال فترة رئاسته الأولى للولايات المتحدة، وأعاد فرض عقوبات صارمة على الجمهورية الإسلامية.

ومنذ ذلك الحين، حقق البرنامج النووي الإيراني قفزة إلى الأمام تضمنت تخصيب اليورانيوم إلى درجة نقاء 60 بالمئة، وهي خطوة فنية من المستويات اللازمة لصنع القنبلة.

وقال وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو يوم الخميس إنه يأمل أن تؤدي المحادثات إلى السلام، وأضاف "كنا واضحين للغاية بشأن أن إيران لن تمتلك سلاحا نوويا أبدا، وأعتقد أن هذا هو ما أدى إلى هذا الاجتماع".

مقالات مشابهة

  • زيلينسكي: نحقق في ملابسات إسقاط المقاتلة "إف-16" الأوكرانية
  • لافروف يبحث في تركيا جهود إنهاء الأزمة الأوكرانية
  • عبر الوسيط العُماني.. 3 ملفات ساخنة على أجندة "مفاوضات مسقط" بين إيران وأمريكا
  • السعودية: ندعم مساعي الوسطاء لوقف إطلاق النار بغزة ونرفض استخدام المساعدات الإنسانية أداة حرب
  • السعودية: ندعم مساعي الوسطاء لوقف النار بغزة ونرفض استخدام المساعدات الإنسانية كأداة للحرب
  • بوتين يبحث مع مبعوث الرئيس الأميركي تسوية في أوكرانيا
  • الرئيس الأوكراني: مئات الصينيين يقاتلون لصالح روسيا
  • أمريكا: تريد مد تسوية الأزمة الأوكرانية لستة أشهر أو عام
  • الرئيس الأرميني يلقي محاضرة عن السلام في أكاديمية أنور قرقاش
  • «مصطفى بكري»: الرئيس السيسي طالب القيادة الأمريكية باتخاذ موقف حاسم لحل الأزمة الفلسطينية.