أوكرانيا توافق على وقف النار 30 يوماً مقابل التزام روسيا.. وواشنطن تُعيد فتح صنابير الدعم العسكري (بيان مشترك)
تاريخ النشر: 11th, March 2025 GMT
كشفت وزارة الخارجية الأمريكية، الثلاثاء، عن اتفاقٍ مع كييف يقضي بوقف إطلاق النار لمدة 30 يوماً في حال التزمت روسيا بالهدوء، وذلك في إطار مُبادرة دولية لاحتواء الأزمة بين البلدين. وجاء الإعلان ضمن بيانٍ أمريكي-أوكراني مشترك أكّد بدء مفاوضات سلام فورية لتحقيق "اتفاقية شاملة" تُنهي الحرب التي اندلعت منذ عامين.
وأضاف البيان أن واشنطن ستُرفع فوراً التجميد عن تبادل المعلومات الاستخباراتية مع كييف، إلى جانب استئناف تقديم المساعدات الأمنية، بما في ذلك الدعم العسكري والتدريبات، بعد أشهر من التجميد بسبب خلافات داخلية في الكونغرس الأمريكي. كما تضمن الاتفاق بنداً يُلزم روسيا بإعادة الأطفال الأوكرانيين الموجودين على أراضيها، تحت إشراف آلية دولية تشرف عليها الأمم المتحدة.
وأشار البيان إلى أن المفاوضات المقبلة ستركّز على إبرام اتفاقية للكشف عن الموارد المعدنية في المناطق المتنازع عليها، كمقدمة لبناء الثقة بين الطرفين، مع التأكيد على أن وقف إطلاق النار هو "خطوة أولى" نحو تسوية دائمة تشمل ضمانات أمنية لأوكرانيا، وآليات مراقبة دولية لالتزامات روسيا، وإعادة إعمار المناطق المدمرة بتمويل غربي وأممي.
من جانبه قال وزير الخارجية الأميركي إن أوكرانيا اتخذت اليوم خطوات ملموسة باتجاه السلام. ودعا روسيا الموافقة على المقترح الأوكراني بهدنة مؤقتة.
ولم يحدد البيان موقف روسيا الرسمي من المبادرة، لكن مصادر دبلوماسية غربية أفادت بأن موسكو "تلقّت ضغوطاً مكثفة" للالتزام بالهدنة، مع تحذيرات من فرض عقوبات اقتصادية قاسية في حال انتهاكها. من جهة أخرى، رأى محللون أن قبول كييف بالمفاوضات يأتي في سياق الضغوط الميدانية المتمثلة في الخسائر المتتالية، والانقسامات الغربية حول استمرار الدعم العسكري.
يُعتبر هذا الاتفاق تحولاً مفاجئاً في الموقف الأوكراني الذي ظلّ لشهورٍ يرفض أي مفاوضات دون انسحاب روسي كامل، مما يفتح نافذة أملٍ جديدة لإنهاء الصراع، لكن تساؤلاتٍ كبيرة تظلّ مطروحة حول جدية الأطراف في تنفيذ بنوده، وقدرته على الصمود أمام تعقيدات الملفات العالقة، لا سيّما في ظلّ غياب ضمانات واضحة من الجانب الروسي.
المصدر: وكالة خبر للأنباء
إقرأ أيضاً:
أوكرانيا تدعم هدنة لـ 30 يوماً مع روسيا
عبدالله أبوضيف (جدة، القاهرة)
أخبار ذات صلةأعلنت الولايات المتحدة وأوكرانيا، في بيان مشترك، أن كييف مستعدة لقبول اقتراح أميركي بهدنة لمدنة 30 يوماً «إذا وافقت روسيا»، وذلك خلال محادثات أميركية أوكرانية استضافتها مدينة جدة السعودية، أمس.
وجاء في البيان المشترك أن أوكرانيا أعربت عن استعدادها لقبول الاقتراح الأميركي بفرض وقف فوري ومؤقت لإطلاق النار لمدة 30 يوماً، يمكن تمديده باتفاق متبادل بين الأطراف، ويخضع ذلك لموافقة وتنفيذ متزامن من قبل روسيا، وأضافا أن الولايات المتحدة ستبلغ روسيا بأن المعاملة بالمثل من الجانب الروسي هي المفتاح لتحقيق السلام.
وأضافت واشنطن وكييف أن الوفود اتفقت على تسمية فرق التفاوض الخاصة بهم، والبدء فوراً في مفاوضات تهدف إلى تحقيق سلام دائم يضمن الأمن طويل الأمد لأوكرانيا.
وتعهدت الولايات المتحدة بمناقشة هذه المقترحات المحددة مع ممثلين عن روسيا، بينما شدد الوفد الأوكراني على ضرورة إشراك الشركاء الأوروبيين في عملية السلام.
وناقشت الوفود المشاركة في محادثات جدة أهمية جهود الإغاثة الإنسانية كجزء من عملية السلام، لا سيما خلال وقف إطلاق النار المذكور، بما في ذلك تبادل أسرى الحرب، والإفراج عن المحتجزين المدنيين، وإعادة الأطفال الأوكرانيين الذين تم نقلهم قسراً، وفق البيان.
وجاء في البيان المشترك، أن الولايات المتحدة سترفع على الفور التجميد عن تبادل المعلومات الاستخباراتية، واستئناف تقديم المساعدات الأمنية لكييف، كما اتفق رئيسا البلدين الأميركي دونالد ترامب والأوكراني فولوديمير زيلينسكي على إبرام اتفاق شامل في أقرب وقت ممكن لتطوير الموارد المعدنية الحيوية في أوكرانيا بهدف توسيع الاقتصاد الأوكراني، وضمان ازدهاره وأمنه على المدى الطويل.
وفي أول رد فعل، أعلن الرئيس الأميركي أمس أنه سيتحدث على الأرجح مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين هذا الأسبوع بعدما أيدت أوكرانيا المقترح الأميركي، مشيرا إلى أن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي سيكون موضع ترحيب في البيت الأبيض.
بدوره، قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في كلمته اليومية عبر وسائل التواصل الاجتماعي «يتعين على الولايات المتحدة إقناع روسيا بقبول المقترح»، مضيفاً أن أوكرانيا تنظر إلى اقتراح الهدنة بشكل إيجابي.
من جانبه، قال وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو إن على روسيا أن تقرر ما إذا كانت ستقبل وقف إطلاق النار مع أوكرانيا، التي قال إنها مستعدة للمفاوضات.
وقال روبيو للصحافيين بعد محادثات جدة «سننقل هذا العرض الآن إلى الروس ونأمل أن يوافقوا على السلام، الكرة الآن في ملعبهم».
وذكر مستشار الأمن القومي مايك والتز أن الوفد الأوكراني أوضح بشكل جلي أنهم يتشاركون في رؤية الرئيس ترامب للسلام، وهم عازمون على إنهاء القتال، ووضع حد للمأساة التي تستنزف البشر، والثروات الوطنية.
ولفت إلى أن الأوكرانيين اتخذوا خطوات ملموسة وقدموا مقترحات عملية، حيث لم يقتصر الأمر على قبولهم لاقتراحنا بوقف كامل لإطلاق النار.
من جانبها، أرجعت مرح البقاعي، رئيس منصة البيت الأبيض من واشنطن، نجاح مفاوضات جدة لأسباب عدة، أبرزها أن هذه الجولة أتاحت للولايات المتحدة وأوكرانيا تصحيح بعض الأخطاء التي وقعت في المرحلة الأولى من المحادثات، ومن بينها محاولات للوصول إلى اتفاق دون تنسيق كافٍ بين الطرفين، حيث افترض البعض أن المهلة الزمنية التي وُضعت للفريق الأوكراني، والتي بلغت 24 ساعة، كانت كافية، لكن تبيّن لاحقاً أنها لم تكن كذلك.
وأضافت لـ«الاتحاد» أن هذه المباحثات دارت بشكل مباشر حول اتفاق السلام بين روسيا وأوكرانيا، خاصة بعد التصريحات التي صدرت في البيت الأبيض، حيث قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب لنظيره الأوكراني إنه عندما يكون جاهزاً للسلام، يمكنه العودة إلى طاولة المفاوضات. ويبدو أن زيلينسكي قد كان مستعداً للوصول لاتفاق ينهي النزاع.
من جهته، قال المحلل السياسي الأوكراني إيفان أس في تصريحات لـ«الاتحاد» إن اجتماعات جدة خطوة على طريق نهاية الصراع الأوكراني الروسي، مشيراً إلى أن كييف ترى أن السلام العادل لا يقتصر فقط على استعادة جميع الأراضي التي تسيطر عليها روسيا منذ 2014، بل يشمل أيضاً محاسبة المسؤولين عن الجرائم وتعويض الأضرار.