نووي السعودية يثير ضجة لدى الاحتلال.. خبراء يحذرون من مغبة موافقة تل أبيب
تاريخ النشر: 23rd, August 2023 GMT
لا زالت تصريحات وزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلي رون ديرمر حول النووي السعودي تثير زوبعة في دولة الاحتلال.
وكان ديرمر صرح في مقابلة مع شبكة "في.بي.اس" في نهاية الأسبوع بأن تل أبيب لن تعارض بالضرورة برنامجا نوويا مدنيا في السعودية.
أضاف ديرمر أنه إذا لم تحصل السعودية على ما تريد في المجال النووي من الإدارة الأمريكية فهي يمكن أن تحصل عليه من دولة أخرى، مثلا من الصين أو فرنسا.
صحيفة "هآرتس" حشدت في تقرير مطول لها آراء خبراء نوويون حذروا صراحة من الصفقة حتى لو كان ثمنها التطبيع بين الرياض وتل أبيب.
نقلت عن روبرت اينهورن، الذي شغل في السابق منصب مستشار خاص لمنع انتشار السلاح النووي في وزارة الخارجية الأمريكية، وهو الآن يعمل كباحث كبير في معهد "بروكينغز" في واشنطن، قوله إن تخصيب اليورانيوم في السعودية هو "مخاطرة كبيرة جدا".
يضيف: "يمكنني تخيل سيناريو تساعد فيه الولايات المتحدة على تطوير مخزون اليورانيوم الموجود لدى السعودية وتساعد في عملية تخصيب اليورانيوم السعودي خارج حدود المملكة، وبعد ذلك تعيد المادة إلى منشأة نووية على أراضي السعودية التي ستبنى من قبل شركة أمريكية وتكون خاضعة للرقابة".
ويستدرك: سيكون من الخطأ تزويد السعودية بتكنولوجيا تمكن من تخصيب اليورانيوم أو دعم ذلك على صعيد السياسة.. نية ابن سلمان واضحة وقد قالها بشكل صريح إذا امتلكت إيران قنبلة نووية فستسعى السعودية لذلك".
حتى لو وافقت تل أبيب على النووي السعودي فإن اينهورن يحث مجلس الشيوخ الأمريكي على عدم المصادقة على أي اتفاق مع السعودية. وقال: "الولايات المتحدة يجب عليها التصميم في اتفاق كهذا على رقابة متشددة، تشمل رقابة الوكالة الدولية للطاقة النووية"، وأوضح: "أنا أشك في أن ابن سلمان سيوافق على أمر كهذا".
كما نقلت الصحيفة عن إريك بروور، الذي شغل في السابق منصب المسؤول عن منع انتشار السلاح النووي في مجلس الأمن القومي الأمريكي، قوله إن "دعم تل أبيب للتعاون بين السعودية والولايات المتحدة في الموضوع النووي سيساعد في تمرير أي اتفاق كهذا في الكونغرس، ولكن تفاصيل الاتفاق مهمة جدا. هناك فرق كبير بين اتفاق يعطي الضوء الأخضر لتخصيب سعودي بدعم أمريكي وبين اتفاق يلبي "المعيار الذهبي" الدولي، الذي في إطاره سيكون على السعودية التنازل عن إمكانية التخصيب على أراضيها".
بروور يعتقد مثل اينهورن بأنه رغم أنه يوجد لأمريكا مصلحة في تزويد السعودية بتكنولوجيا نووية مدنية، إلا أنه يجب أن يكون في كل اتفاق بنودا قوية تمنع انتقال السعودية إلى برنامج له طابع عسكري.
ايلي لفيتا، الذي شغل في السابق نائب مدير عام لجنة الطاقة النووية في "إسرائيل"، نشر في هذا الأسبوع مقالا في موقع "ذي هيل" الأمريكي، توسل فيه لإدارة بايدن كي تعيد فحص مقاربتها للاتفاق مدار الحديث.
في السياق النووي حذر لفيتا من أن "تحويل تكنولوجيا التخصيب للسعودية سيقوض بشكل كبير تعهد أمريكا بمنع انتشار السلاح النووي". وحسب قوله فإن هذه الخطوة ستؤدي بالدول التي وافقت في السابق على القيود الأمريكية حول برامجها النووية مثل الإمارات وكوريا الجنوبية، إلى الإسراع في المطالبة بموافقة مشابهة من الولايات المتحدة. "الولايات المتحدة ستثبت هنا سابقة خطيرة إذا وافقت على هذا الطلب".
في دولة الاحتلال الجهة الكبيرة الوحيدة التي صرحت حتى الآن علنا ضد تخصيب اليورانيوم في السعودية هو رئيس المعارضة يئير لبيد، الذي قال لأعضاء في الكونغرس الأمريكي الذين زاروا الاحتلال قبل أسبوعين بأنه يعارض ذلك. مع ذلك، في جهاز الأمن هناك قلق كبير من هذه الاحتمالية. رؤساء الجهاز لم يصرحوا علنا حتى الآن بهذا الشأن، لكنه يجب عليهم فعل ذلك لاحقا إذا تقدمت الاتصالات مع السعودية نحو اتفاق يشمل إنجازات مهمة للمملكة في المجال النووي.
في الولايات المتحدة في المقابل فإن الانتقاد يأتي أيضا من جهات دعمت في السابق رئيس الحكومة نتنياهو في نضاله ضد اتفاق نووي مع إيران. مثال بارز على ذلك هو معهد الدفاع عن الديمقراطية في واشنطن، وهو منظمة اتخذت خطا نقديا جدا ضد الإدارة الأمريكية على خلفية الاتفاق الإيراني في العقد الماضي، وهو الآن يعارض أيضا الاتصالات الجارية بين الإدارة الأمريكية والنظام في إيران.
مارك دفوفيتش، مدير المعهد أشار في محادثة مع الصحيفة بأنه يوجد الآن على الأقل 18 دولة في العالم لديها برنامج نووي مدني بدون تخصيب اليورانيوم في أراضيها. لا يوجد أي سبب في أن لا تنضم السعودية إلى هذا النادي". ودعا الإدارة الأمريكية إلى اتخاذ خط متشدد أكثر تجاه إيران بالشكل، الذي حسب رأيه، سيقلل دافعية السعودية لتطوير قدرة نووية.
القلق من سيناريو سباق تسلح نووي في الشرق الأوسط تم طرحه أيضا داخل المنظومة في دولة الاحتلال. اثنان من رؤساء مجلس الأمن القومي السابقين، اللذين تم تعيينهما في منصبيهما في فترة نتنياهو، يعقوب نيغل ومئير بن شبات، نشرا أيضا مقالات حذرا فيها من تخصيب اليورانيوم في السعودية. بن شبات حذر من أن "انضمام السعودية إلى النادي النووي سيوسع انتشار النووي في المنطقة، ودول أخرى سترغب أيضا في امتلاك قدرات تخصيب اليورانيوم على أراضيها".
السفير الأمريكي السابق لدى الاحتلال، دان كيرتسر، نشر مقالا حول هذا الموضوع، هو وأرون ديفيد ميلر، الذي كان مستشار شؤون الشرق الأوسط في عدة إدارات أمريكية. الاثنان عبرا عن دعم متحفظ من اتفاق سعودي – أمريكي – إسرائيلي، لكنهما أوضحا بأن الإدارة الأمريكية يجب أن تصمم على موقف متشدد في الموضوع النووي. "يجب المطالبة بأن تفي السعودية بطلبات قوية لمنع تطوير سلاح نووي، وأن تتعهد بقبول رقابة أمريكية ودولية".
حسب أقوالهما فإنه "حتى لو وافقت الرياض على هذه الطلبات فإنه يجب على الولايات المتحدة أن تمد خطا احمر في كل ما يتعلق بتخصيب اليورانيوم واستكمال دائرة الوقود على أراضي السعودية. الالتزام الأمريكي بمنع انتشار السلاح النووي يجب أن يتغلب على أي اعتبارات أخرى".
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات النووي السعودية التطبيع امريكا السعودية نووي تطبيع سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الإدارة الأمریکیة الولایات المتحدة فی السعودیة فی السابق نووی فی تل أبیب
إقرأ أيضاً:
واكتمل «الحلم النووي» .. تركيب مصيدة المفاعل للأربع وحدات بالضبعة .. الوزراء: تنويع مصادر الطاقة لتطبيق رؤية 2030.. خبراء: استخدام تكنولوجيا آمنة لها استخدامات علاجية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
فصل جديد لتنويع مصادر الطاقة الجديدة والمتجددة في مصر ما بين الطاقة الشمسية ومزارع الرياح ومحطات الطاقة الكهربية التي تعمل بالغاز الطبيعي وصولاً للانتهاء من تركيب مصيدة المفاعل للوحدات النووية الأربعة لإنتاج الطاقة النووية ، وهنا يرحب الخبراء بالخطوات أنه تخدم رؤية مصر 2030 للوصول إلى 42% من الطاقة النظيفة والعدول عن طاقة الوقود الإحفوروي ما يحقق التنمية المستدامة ، وأضافوا: أن الأربع محطات تزيد قرابة 8 آلاف ميجاوات كهرباء يمكن إضافتها على الشبكات ومن ثم تستخدم في إنتاج الهيدروجين الأخضر أو الأمونيا الخضراء تمهيدًا لتصديرها لدول الاتحاد الأوروبي أو تزيد فرص الربط الكهربائي مع دول الجوار.
وذكر الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، إنه في بداية هذا العام كانت القيادة السياسية شاهدة على تحقيق «الصبة» الخرسانية الأولى للوحدة النووية الرابعة، بمشاركة الرئيس عبدالفتاح السيسي، والرئيس الروسي فلاديمير بوتين، من خلال الفيديو كونفراس. جاء ذلك خلال كلمته أمام الاحتفال السنوي الرابع ليوم الطاقة النووية، "شرفت بالحضور من أرض موقع محطة الضبعة النووية، واليوم يكتمل تركيب مصيدة المفاعل للوحدات النووية الأربع بمحطة الضبعة".
وأضاف رئيس الوزراء : لعل أزمة الطاقة التي يشهدها العالم حاليًا تؤكد صحة رؤية مصر واستراتيجيتها بشأن الطاقة وتنويع مصادرها، وأن مؤسساتها لديها القدرة على استقراء مستقبل الطاقة في العالم، بما يعزز مكانتها عالمياً ونفوذها الإقليمي والدولي، حيث تُعطي رؤية مصر 2030 أهمية لمواجهة الآثار المترتبة على التغيرات المناخية، من خلال وجود نظام بيئي متكامل ومستدام يعزز المرونة والقدرة على مواجهة المخاطر الطبيعية.
بدوره يقول الدكتور وحيد إمام، رئيس الاتحاد النوعي للبيئة: الانتهاء من تركيب مصيدة المفاعل للوحدات النووية للأربع محطات خطوة هامة خاصة أن التكنولوجيا المستخدمة آمنة جدا، وهناك كافة احتياطات الأمان يضمن عدم تسرب أي إشعاع عن طريق"الصبة" والتشغيل عبر كوادر مؤهلى لتشغيل الـ ـ4 مفاعلات بقدرات كهربائية تعادل السد العالي للواحد منها.
ويضيف"إمام": عن تشغيل الـ4 وحدات النووية بالضبعة بما يعادل 8 آلاف ميجاوات يضاف 58 ألف التي تنتجهم مصر عبر محطاتها ليكون إجمالي مصر لــ64 ألف ميجاوات الذي يساهم في تنفيذ خطة ورؤية مصر 2030 لنحو 42% من الطاقة الجديدة والمتجددة علاوة عن تشغيل مشروعات الطاقة الشمسية والرياح. علاوة عن الطاقة المنتحة من المحطات النووية بالضبعة طاقة نظيفة يمكن اضافتها للشبكة التي يمكن استغلالها في الربط الكهربائي مع دول الجوار أو انتاج الهيدروجين الأخضر والأمونيا الخضراء تمهيدًا لتصديرها إلى أوروبا وزدياة حاصلات التصدير .
وذكر"رئيس الوزراء"، الطاقة النووية واستخداماتها السلمية تلعب دوراً محورياً في تنفيذ أهداف التنمية المستدامة، وتُعتبر من أهم مكونات توفير الطاقة والمياه اللازمتين لضمان التنمية المستدامة في مصر، كما تُعد إحدى الركائز الأساسية لتحقيق الاستدامة البيئية، حيث إنها طاقة نظيفة لا ينشأ عنها أي انبعاثات كربونية وتسهم بصورة فاعلة في التغلب على ظاهرة الاحتباس الحراري والحد من ظاهرة التغير المناخي تلك المشكلة التي تؤرق العالم كله حالياً. وأشار إلى أن مشروع المحطة النووية بالضبعة يقع في قلب الأبعاد الثلاثة للتنمية المستدامة؛ بدءاً من جودة حياة المواطن المصري وانتهاءً بالوصول بالدولة المصرية للمكانة الريادية، لافتا إلى أن محطة الضبعة النووية بجانب كونها مشروعاً لتوليد الكهرباء فهي أساس لتحقيق رؤية الدولة للتنمية المستدامة وأهدافها ومختلف أبعادها.
بدوره يقول الدكتور مجدي علام، خبير البيئة العالمي: التوسع في استخدام الطاقة الجديدة والمتجددة تمثل إضافة للدولة وخاصة أن الطاقة النووية هي جزء رئيسي منها علاوة عن الطاقة الشمسية أيضًا حيث يشكلون جناحي الطاقة على مستوي العالم، علاوة عن أهميتها في التوسع في علاج الأمراض وزيادة فرص الشفاء عن طريق تخصيب اليورانيم ضمن الاستخدمات السلمية للطاقة النووية. وتتم عن طريق عدم مراحل ولها ثلاث دوائر عبر احتياطات شديدة للتأثيرات عليها.
ويضيف" علام": الطاقة النووية انتشر بشكل كبير مثل الصين والهند وأكثر من 22 دولة لديها الطاقة النووية الهامة في العلاج مثل الطب النووي والعلاج المغناطيسي والإشعاعي وكل ذلك يساهم في زيادة الفرص العلاجية علاوة عن وأن الطاقة الننوية تتيح 10 أضعاف طاقة الفحم والوقود الإحفوري بدون أي انبعاثات كربونية . وهي تشكل أيضًا نقلة نوعية للدول التي استخدمتها.