لا زالت تصريحات وزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلي رون ديرمر حول النووي السعودي تثير زوبعة في دولة الاحتلال.

وكان ديرمر صرح في مقابلة مع شبكة "في.بي.اس" في نهاية الأسبوع  بأن تل أبيب لن تعارض بالضرورة برنامجا نوويا مدنيا في السعودية.

أضاف ديرمر أنه إذا لم تحصل السعودية على ما تريد في المجال النووي من الإدارة الأمريكية فهي يمكن أن تحصل عليه من دولة أخرى، مثلا من الصين أو فرنسا.



صحيفة "هآرتس" حشدت في تقرير مطول لها آراء خبراء نوويون حذروا صراحة من الصفقة حتى لو كان ثمنها التطبيع بين الرياض وتل أبيب.

    نقلت عن روبرت اينهورن، الذي شغل في السابق منصب مستشار خاص لمنع انتشار السلاح النووي في وزارة الخارجية الأمريكية، وهو الآن يعمل كباحث كبير في معهد "بروكينغز" في واشنطن، قوله إن تخصيب اليورانيوم في السعودية هو "مخاطرة كبيرة جدا".

يضيف: "يمكنني تخيل سيناريو تساعد فيه الولايات المتحدة على تطوير مخزون اليورانيوم الموجود لدى السعودية وتساعد في عملية تخصيب اليورانيوم السعودي خارج حدود المملكة، وبعد ذلك تعيد المادة إلى منشأة نووية على أراضي السعودية التي ستبنى من قبل شركة أمريكية وتكون خاضعة للرقابة".

ويستدرك: سيكون من الخطأ تزويد السعودية بتكنولوجيا تمكن من تخصيب اليورانيوم أو دعم ذلك على صعيد السياسة.. نية ابن سلمان واضحة وقد قالها بشكل صريح إذا امتلكت إيران قنبلة نووية فستسعى السعودية لذلك".


 حتى لو وافقت تل أبيب على النووي السعودي فإن اينهورن يحث مجلس الشيوخ الأمريكي على عدم المصادقة على أي اتفاق مع السعودية. وقال: "الولايات المتحدة يجب عليها التصميم في اتفاق كهذا على رقابة متشددة، تشمل رقابة الوكالة الدولية للطاقة النووية"، وأوضح: "أنا أشك في أن ابن سلمان سيوافق على أمر كهذا".

كما نقلت الصحيفة عن إريك بروور، الذي شغل في السابق منصب المسؤول عن منع انتشار السلاح النووي في مجلس الأمن القومي الأمريكي، قوله إن "دعم تل أبيب للتعاون بين السعودية والولايات المتحدة في الموضوع النووي سيساعد في تمرير أي اتفاق كهذا في الكونغرس، ولكن تفاصيل الاتفاق مهمة جدا. هناك فرق كبير بين اتفاق يعطي الضوء الأخضر لتخصيب سعودي بدعم أمريكي وبين اتفاق يلبي "المعيار الذهبي" الدولي، الذي في إطاره سيكون على السعودية التنازل عن إمكانية التخصيب على أراضيها".

بروور يعتقد مثل اينهورن بأنه رغم أنه يوجد لأمريكا مصلحة في تزويد السعودية بتكنولوجيا نووية مدنية، إلا أنه يجب أن يكون في كل اتفاق بنودا قوية تمنع انتقال السعودية إلى برنامج له طابع عسكري.

ايلي لفيتا، الذي شغل في السابق نائب مدير عام لجنة الطاقة النووية في "إسرائيل"، نشر في هذا الأسبوع مقالا في موقع "ذي هيل" الأمريكي، توسل فيه لإدارة بايدن كي تعيد فحص مقاربتها للاتفاق مدار الحديث.

في السياق النووي حذر لفيتا من أن "تحويل تكنولوجيا التخصيب للسعودية سيقوض بشكل كبير تعهد أمريكا بمنع انتشار السلاح النووي". وحسب قوله فإن هذه الخطوة ستؤدي بالدول التي وافقت في السابق على القيود الأمريكية حول برامجها النووية مثل الإمارات وكوريا الجنوبية، إلى الإسراع في المطالبة بموافقة مشابهة من الولايات المتحدة. "الولايات المتحدة ستثبت هنا سابقة خطيرة إذا وافقت على هذا الطلب".

 في دولة الاحتلال الجهة الكبيرة الوحيدة التي صرحت حتى الآن علنا ضد تخصيب اليورانيوم في السعودية هو رئيس المعارضة يئير لبيد، الذي قال لأعضاء في الكونغرس الأمريكي الذين زاروا الاحتلال قبل أسبوعين بأنه يعارض ذلك. مع ذلك، في جهاز الأمن هناك قلق كبير من هذه الاحتمالية. رؤساء الجهاز لم يصرحوا علنا حتى الآن بهذا الشأن، لكنه يجب عليهم فعل ذلك لاحقا إذا تقدمت الاتصالات مع السعودية نحو اتفاق يشمل إنجازات مهمة للمملكة في المجال النووي.

في الولايات المتحدة في المقابل فإن الانتقاد يأتي أيضا من جهات دعمت في السابق رئيس الحكومة نتنياهو في نضاله ضد اتفاق نووي مع إيران. مثال بارز على ذلك هو معهد الدفاع عن الديمقراطية في واشنطن، وهو منظمة اتخذت خطا نقديا جدا ضد الإدارة الأمريكية على خلفية الاتفاق الإيراني في العقد الماضي، وهو الآن يعارض أيضا الاتصالات الجارية بين الإدارة الأمريكية والنظام في إيران.


مارك دفوفيتش، مدير المعهد أشار في محادثة مع الصحيفة بأنه يوجد الآن على الأقل 18 دولة في العالم لديها برنامج نووي مدني بدون تخصيب اليورانيوم في أراضيها. لا يوجد أي سبب في أن لا تنضم السعودية إلى هذا النادي". ودعا الإدارة الأمريكية إلى اتخاذ خط متشدد أكثر تجاه إيران بالشكل، الذي حسب رأيه، سيقلل دافعية السعودية لتطوير قدرة نووية.

القلق من سيناريو سباق تسلح نووي في الشرق الأوسط تم طرحه أيضا داخل المنظومة في دولة الاحتلال. اثنان من رؤساء مجلس الأمن القومي السابقين، اللذين تم تعيينهما في منصبيهما في فترة نتنياهو، يعقوب نيغل ومئير بن شبات، نشرا أيضا مقالات حذرا فيها من تخصيب اليورانيوم في السعودية. بن شبات حذر من أن "انضمام السعودية إلى النادي النووي سيوسع انتشار النووي في المنطقة، ودول أخرى سترغب أيضا في امتلاك قدرات تخصيب اليورانيوم على أراضيها".

السفير الأمريكي السابق لدى الاحتلال، دان كيرتسر، نشر مقالا حول هذا الموضوع، هو وأرون ديفيد ميلر، الذي كان مستشار شؤون الشرق الأوسط في عدة إدارات أمريكية. الاثنان عبرا عن دعم متحفظ من اتفاق سعودي – أمريكي – إسرائيلي، لكنهما أوضحا بأن الإدارة الأمريكية يجب أن تصمم على موقف متشدد في الموضوع النووي. "يجب المطالبة بأن تفي السعودية بطلبات قوية لمنع تطوير سلاح نووي، وأن تتعهد بقبول رقابة أمريكية ودولية".

حسب أقوالهما فإنه "حتى لو وافقت الرياض على هذه الطلبات فإنه يجب على الولايات المتحدة أن تمد خطا احمر في كل ما يتعلق بتخصيب اليورانيوم واستكمال دائرة الوقود على أراضي السعودية. الالتزام الأمريكي بمنع انتشار السلاح النووي يجب أن يتغلب على أي اعتبارات أخرى".

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات النووي السعودية التطبيع امريكا السعودية نووي تطبيع سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الإدارة الأمریکیة الولایات المتحدة فی السعودیة فی السابق نووی فی تل أبیب

إقرأ أيضاً:

محللون يحذرون من تبعات الصمت العربي إزاء الجرائم الإسرائيلية بغزة

حذر محللون سياسيون وأطباء -في حديثهم لبرنامج "مسار الأحداث- من استمرار الصمت العربي والدولي إزاء سياسة القتل والتجويع والإبادة التي يمارسها الاحتلال الإسرائيلي ضد الفلسطينيين في قطاع غزة، وشددوا على أهمية مواصلة الشعوب والمثقفين وجميع الفئات المختلفة لتحركاتها بهدف الضغط على الأنظمة.

وفي وقت سابق، ناشدت المتحدثة باسم مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية في غزة أولغا تشريفكو المنظمات الإنسانية الأممية أن تفعل شيئا قبل وقوع كارثة إنسانية في غزة، وحذرت -في مقابلة مع قناة الجزيرة- من التبعات الخطيرة لما قالت إنها أطول فترة توقف لدخول السلع إلى القطاع.

ووصف الدكتور عثمان الصمادي، الناشط في العمل الإنساني والعائد حديثا من غزة، الوضع في القطاع بالمأساوي جدا، وقال إن الأطفال يبحثون عن لقمة الطعام ولا يجدونها ويستشهدون وهم جوعى، وإن ما يفعله الاحتلال الإسرائيلي حاليا هو عملية قتل للحياة الفلسطينية كلها.

وأكد أن الغزيين دخلوا مرحلة الجوع الشديد، والناس لا تجد ما تشتريه وحتى البصل والطماطم صارت من الأحلام، والأكل المعلب لم يعد متوفرا. أما بذور الخضراوات فيمنعها الاحتلال منذ 10 أشهر بحجة أنه يعتبرها سلاحا نوويا.

إعلان

كما أكد الطبيب الأردني أن الوضع الطبي والصحي لم يتغير خلال 40 يوما من الهدنة التي عرفها القطاع، حيث إن نحو 60 إلى 70% من المواد الطبية غير متوفرة في غزة.

وأشار أيضا إلى أن الاحتلال الإسرائيلي يركز في عدوانه على الأطفال الفلسطينيين، لأنه يريد استهداف مستقبل فلسطين.

وحسب الأمين العام للمبادرة الوطنية الفلسطينية الدكتور مصطفى البرغوثي، فإن مأساة غزة لم يسبق لها مثيل في المنطقة العربية كلها، حيث التجويع والحصار والقصف والتطهير العرقي ومحاولات تهجير الناس من أرضهم، ويترافق كل ذلك مع صور الدمار والاجتياحات والاعتقالات التي تطال سكان قطاع غزة.

عقوبات

وعبّر البرغوثي عن استغرابه الشديد من صمت الدول العربية والإسلامية إزاء ما يجري من مذبحة وتجويع لأهل غزة ومن استباحة لأهل الضفة الغربية، وقال في هذا السياق إن "دولا لا تزال مستمرة في التطبيع مع مجرمي الحرب في إسرائيل، ويعملون معها استثمارات ويمنحون امتيازات للإسرائيليين في الدول المطبعة".

واتهم الدول العربية والإسلامية بأنها مقصرة في حق الفلسطينيين و"لو اتخذت قرارا موحدا بفرض العقوبات على إسرائيل أو حتى تهديدها بذلك، وبطرد سفرائها فستتراجع عن عدوانها".

كما حذر البرغوثي من أن الاحتلال الإسرائيلي يقتل ويقصف لبنان وسوريا ويهدد بتوسيع اعتداءاته على دول أخرى في المنطقة.

ومن جهته، دعا الباحث في قضايا العالم العربي والإسلامي صلاح القادري للتخلي عما سماها اللغة الرسمية و"لغة الخشب" في التعاطي مع الجرائم التي ترتكب في قطاع غزة، وقال إنه يجب توصيف الأمور كما هي، فالدول العربية المحيطة بغزة قد "انتقلت من حالة الصمت إلى الشراكة في الجريمة ضد الإنسانية"، مشيرا إلى أن مواقف هذه الدول ومواقف القوى الغربية الداعمة للاحتلال تهدف إلى تصفية الحق الفلسطيني.

إعلان

ودعا القادري المثقفين العرب والأحزاب والشعوب ومختلف القوى إلى التحرك بسرعة واتخاذ موقف حازم لمساعدة أهل غزة، الذي قال إن الجميع تخلى عنهم، إذ أصبح القانون الدولي وحقوق الإنسان لا معنى لهما.

ويذكر أنه منذ استأنفت إسرائيل حرب الإبادة الجماعية يوم 18 مارس/آذار الجاري، استشهد 730 فلسطينيا وأصيب 1367 آخرون، معظمهم أطفال ونساء، وفق وزارة الصحة بغزة.

وقالت الأمم المتحدة إن قرابة 124 ألف شخص نزحوا مرة أخرى بعد أن استأنفت إسرائيل هجماتها على قطاع غزة.

مقالات مشابهة

  • ضغط أميركي لإبرام اتفاق مع تل أبيب: أكبر من هدنة وأقل من تطبيع
  • محللون يحذرون من تبعات الصمت العربي إزاء الجرائم الإسرائيلية بغزة
  • الولايات المتحدة الأمريكية تعلن عن نتائج مباحثات مثمرة مع كييف
  • غروسي: الاتفاق النووي لم يتبقَ منه سوى الاسم فقط
  • صفارات الإنذار تدوي في “تل أبيب” والقدس.. صاروخ يمني يثير الذعر في عمق الكيان الصهيوني
  • قناة أوكرانية: الوفد الأوكراني لن يغادر السعودية ترقبا لنتائج المحادثات الروسية الأمريكية
  • نواب بريطانيون يحذرون ستارمر من "مهادنة" ترامب بتخفيض ضرائب شركات التكنولوجيا الأمريكية
  • مبعوث ترامب: اتفاق نووي جديد محتمل مع إيران "محاولة لتجنب العمل العسكري"
  • رداً على رسالة ترامب..إيران: لا يمكن العودة إلى اتفاق 2015 النووي
  • إيران تغلق باب إحياء الاتفاق النووي: تقدم نووي ورفض للتفاوض المباشر!