وشهدت الساحات والميادين في معظم المدن السورية خروج جموع غفيرة من المواطنين للاحتفال بالاتفاق الذي ينص على دمج قوات سوريا الديمقراطية ضمن مؤسسات الدولة السورية، وضم كافة المؤسسات المدنية والعسكرية في شمال شرق سوريا.

وتضمن الاتفاق أيضا ضمان حقوق جميع السوريين -بمن فيهم الأكراد- في التمثيل والمشاركة بالعملية السياسية وكافة مؤسسات الدولة، بناء على الكفاءة، وبغض النظر عن خلفياتهم الدينية والعرقية.

اقرأ أيضا list of 4 itemslist 1 of 4توقيع اتفاق يشمل اندماج قوات سوريا الديمقراطية في مؤسسات الدولةlist 2 of 4ريمونتادا سياسية.. سوريون يحتفلون بالاتفاق بين دمشق و"قسد"list 3 of 4ارتفاع ملحوظ بسعر صرف الليرة السورية بعد انضمام قسد للدولةlist 4 of 4عقب الاتفاق مع "قسد".. دمشق تعقد اتفاقا لدمج السويداء ضمن مؤسسات الدولةend of list

كما نص الاتفاق على وقف إطلاق النار على كافة الأراضي السورية، ما يعني توقف الاشتباكات والقتال تماما في الشمال السوري وشمال شرقها، إضافة إلى التأكيد على رفض دعوات التقسيم وخطاب الكراهية.

وأعاد الاتفاق رسم الخريطة السورية لتظهر موحدة بعد أن كانت قبل ديسمبر/كانون الأول الماضي مشوبة بالألوان والتقسيمات والفصائل والتنظيمات المسلحة، إلى أن بدأ التحرير، وسقط الأسد، واكتست سوريا باللون الأخضر، عدا المناطق التي كانت تحت سيطرة قوات سوريا الديمقراطية.

وغرد قائد قوات سوريا الديمقراطية مظلوم عبدي قائلا: "ملتزمون ببناء مستقبل أفضل يضمن حقوق جميع السوريين ويحقق تطلعاتهم في السلام والكرامة. نعتبر هذا الاتفاق فرصة حقيقية لبناء سوريا جديدة تحتضن جميع مكوناتها وتضمن حسن الجوار".

إعلان الانفصال انتهى

ورصد برنامج شبكات (2025/3/11) جانبا من تعليقات السوريين على هذا الاتفاق التاريخي بين الدولة وقوات "قسد"، ومنها ما كتبه وائل عبد العزيز: "الاتفاق مفاجئ ومهم وأتى في مرحلة حساسة ليقضي على خطط تقسيم وتمزيق البلاد… والجيد أن الاتفاق حدد مدة زمنية لدمج قسد في مؤسسات الدولة تنتهي مع نهاية العام".

وكتب أحمد سليمان: "هذا الاتفاق يعيد رسم التوازنات الداخلية ويحد من قدرة بعض القوى الإقليمية والدولية على استغلال الوضع في الشمال الشرقي لتحقيق أجنداتها".

بينما عبرت وداد حامد عن فرحتها قائلة: "الشمال السوري إلى حضن الوطن سوريا للجميع وليخسأ الفلول.. لن يكون هناك تقسيم بعد الآن، وحلم الدويلات والانفصال انتهى".

ورأى حسن طباجو أن "الاتفاق أكد أن الدولة السورية جامعة لكل الأطياف من دون تفريق بين عرق أو مذهب أو دين، بلد تتسع للجميع ويحق للسوريين فيها كامل الحريات والعدالة والمواطنة وهذه البداية".

ولم يقتصر الاتفاق على المناطق التي كانت تحت سيطرة قسد، فقد أفادت مصادر خاصة للجزيرة بأن الحكومة السورية أبرمت اتفاقا آخر مع وجهاء السويداء، يقضي بدمج كامل المحافظة ضمن مؤسسات الدولة.

وشمل الاتفاق مع السويداء دمج الأجهزة الأمنية، على أن يكون عناصر الشرطة المحلية من أبناء المحافظة، وتُعين الدولة محافظا وقائدا للشرطة من طرفها، وبعد هذا الاتفاق، رفع ناشطون العلم السوري الجديد على مبنى محافظة السويداء في ساحة الكرامة.

وكان السوريون قد انتظروا هذه اللحظة منذ تحرير البلاد من نظام الأسد، حيث أصبحت الخريطة السورية موحدة بعد أن كانت ممزقة بين قوى وفصائل مختلفة، وغنى السوريون "خضرا يا بلادي خضرا" احتفالا بتوحيد الخريطة.

11/3/2025

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات رمضان قوات سوریا الدیمقراطیة مؤسسات الدولة هذا الاتفاق

إقرأ أيضاً:

سوريا تتنفس الصعداء.. 100 ألف مقاتل من "قسد" يندمجون ضمن مؤسسات الدولة

قال الخبير العسكري والإستراتيجي العقيد ركن حاتم كريم الفلاحي إن اتفاق دمج قوات سوريا الديمقراطية المعروفة اختصارا بـ"قسد" ضمن مؤسسات الدولة السورية جاء نتيجة لمعطيات عسكرية معقدة تضافرت خلال المرحلة الأخيرة.

وأوضح الفلاحي في تحليل للمشهد العسكري بسوريا أن أبرز تلك المعطيات الانسحاب الأميركي من شمال شرقي سوريا، والتهديد التركي المتصاعد بإنهاء وجود "قسد"، إضافة إلى التطورات الميدانية التي فرضت على الحكومة السورية إعادة النظر في تعاملها مع الجماعات المسلحة خارج إطار الدولة.

وأشار إلى أن انسحاب الولايات المتحدة من المنطقة شكّل فراغا أمنيا كبيرا، مما جعل "قسد" في موقف حرج، إذ باتت تواجه تحديات وجودية في ظل تزايد الضغوط التركية.

وأضاف الفلاحي أن العمليات العسكرية التركية في الشمال السوري ساهمت في دفع قادة "قسد" إلى البحث عن حلول تحميهم من تهديد أنقرة، وهو ما جعل الاندماج ضمن المؤسسات السورية خيارا مطروحا بقوة.

ويأتي الاتفاق بين دمشق و"قسد" بعد اجتماع بين الرئيس السوري أحمد الشرع وقائد قوات سوريا الديمقراطية مظلوم عبدي، إذ تضمن الاتفاق التأكيد على وحدة الأراضي السورية ورفض التقسيم، وضمان حقوق جميع السوريين في التمثيل والمشاركة السياسية.

كما نص على وقف إطلاق النار ودمج المؤسسات المدنية والعسكرية في شمال شرقي سوريا ضمن إدارة الدولة، إضافة إلى تسليم السجون التي تديرها "قسد" إلى قوات وزارة الدفاع السورية.

وأشار الفلاحي إلى أن الاتفاق يعزز القدرات العسكرية للحكومة السورية على مستويات عدة، إذ ستتمكن من استيعاب مقاتلي "قسد" والاستفادة من خبراتهم، خصوصا أنهم يمتلكون أسلحة ثقيلة ومتطورة.

لكنه نبه إلى وجود تحديات كبيرة، أبرزها إدماج منظومة القيادة والسيطرة التابعة لـ"قسد" ضمن وزارة الدفاع السورية، بالإضافة إلى قضية توزيع المناصب والمهام بين الطرفين.

وأضاف أن هناك تساؤلات جوهرية تتعلق بمصير الأسلحة التي تحتفظ بها "قسد"، ومدى قبول تركيا بوجود هذه الترسانة ضمن المنطقة التي ستظل تحت سيطرة القوات الكردية بعد الاندماج.

كما تساءل عن مدى استعداد جميع فصائل "قسد" للاندماج، مشيرا إلى احتمال رفض بعض المجموعات هذا الاتفاق وانشقاقها.

وأكد الفلاحي أن إدارة المناطق الإستراتيجية التي تسيطر عليها "قسد" -بما في ذلك المعابر ومنابع النفط والغاز والأراضي الزراعية- ستكون من القضايا الشائكة التي ستخضع لحوار مباشر عبر لجان متخصصة.

وأوضح أن هذه اللجان ستتولى جرد الأسلحة وتحديد الواجبات والمهام التي سيتم توزيعها بين الطرفين، إضافة إلى حسم مسألة دمج بعض القوات وتسريح أخرى وتحويلها إلى قوات مدنية خارج إطار وزارة الدفاع.

وبشأن عدد مقاتلي "قسد"، قال الفلاحي إن التقديرات تشير إلى أنه يتجاوز 100 ألف مقاتل، مما يجعل عملية دمجهم تحديا لوجستيا وتنظيميا هائلا.

ولفت إلى أن المناطق التي تسيطر عليها "قسد" ذات أغلبية عربية، وهو ما يزيد تعقيد التفاهمات بين الطرفين.

ويرى الفلاحي أن نجاح الاتفاق يتوقف على طبيعة التفاهمات التي سيتم التوصل إليها بشأن مستقبل "قسد"، والامتيازات التي ستحصل عليها مقابل الانخراط في المؤسسات السورية، بالإضافة إلى آليات التعامل مع التحدي التركي وضمان عدم استخدام الاتفاق ذريعة لأي تصعيد إقليمي.

وتأسست قوات سوريا الديمقراطية بدعم أميركي في 10 أكتوبر/تشرين الأول 2015 في محافظة الحسكة بسوريا لقتال تنظيم الدولة الإسلامية.

وتتألف القوات بشكل رئيسي من وحدات حماية الشعب، وهي القوة الكردية المسلحة الرئيسية وتعد العمود الفقري لـ"قسد"، كما تشمل وحدات حماية المرأة، وهو جناح عسكري نسائي مرتبط بوحدات حماية الشعب.

وتضم هذه القوات فصائل عربية وسريانية آشورية انضمت إلى قسد لتوسيع قاعدتها الشعبية والعسكرية، خاصة في المناطق ذات الأغلبية العربية.

المصدر / الجزيرة نت

مقالات مشابهة

  • السعودية: دمج "قسد" ضمن الدولة السورية يحقق الأمن والاستقرار
  • سوريا تتنفس الصعداء.. 100 ألف مقاتل من "قسد" يندمجون ضمن مؤسسات الدولة
  • تجمع لأهالي حمص عند دوار الساعة احتفالاً بالاتفاق على اندماج قوات سوريا الديمقراطية ضمن مؤسسات الجمهورية العربية السورية
  • وزارة الخارجية : المملكة تُرحّب بتوقيع الاتفاق الذي يقضي باندماج كافة المؤسسات المدنية والعسكرية في شمال شرق سوريا ضمن مؤسسات الدولة السورية
  • في تطور حاسم ..الرئاسة السورية : التوصل إلى اتفاق لدمج «قسد» في مؤسسات الدولة
  • قطر ترحب بالاتفاق على دمج قوات سوريا الديمقراطية ضمن مؤسسات الجمهورية العربية السورية
  • توقيع اتفاق اندماج قسد في مؤسسات الدولة السورية.. ماذا تقول بنوده؟
  • الخارجية القطرية: قطر ترحب بالاتفاق على دمج قوات سوريا الديمقراطية ضمن مؤسسات الجمهورية العربية السورية
  • الرئاسة السورية: اتفاق باندماج قوات سوريا الديمقراطية ضمن مؤسسات الجمهورية