ما قصة خويدم الخليفة المعتصم مع ملحفته؟ ومن شاعر الكويت الثائر؟
تاريخ النشر: 11th, March 2025 GMT
فقد روى ابن الأرموي قصة طريفة حدثت في خزانة كتب الخليفة المستعصم بالله، حيث كان الخليفة قد خصص حجرة صغيرة للنسخ والقراءة.
وفي إحدى المرات، كان خويدم صغير ينام بالقرب من المكتبة، فاستغرق في النوم وتلفف بملحفة كانت ممدودة على مرتبة الخليفة لتحميها من الغبار.
اقرأ أيضا list of 4 itemslist 1 of 4الطفل السوري أحمد رحال.. حياة معلقة على أمل اللقاءlist 2 of 4"ذا قول من يلوي على الهرج بهروج".. تنوع أغراض الشعر النبطيlist 3 of 4ليس تفضلا.. كيف يكون الرفق بالفقير سبيل نجاتك؟list 4 of 4لماذا يتراجع الاهتمام باللغة العربية؟end of list
وعندما دخل الخليفة ورأى الخويدم نائما، لم يغضب أو يعنفه، بل طلب من ابن الأرموي إيقاظه برفق، قائلا "أيقظه أنت برفق، فإني سأخرج إلى المسجد، ثم أعود".
وتعكس القصة البسيطة مدى رفق الخليفة وتعامله الإنساني مع خدمه، حيث لم يسمح لسلطته أن تحول دون تعامله بلطف مع من هم أقل منه مكانة.
وكما قال صلى الله عليه وسلم: "إن الرفق لا يكون في شيء إلا زانه ولا يُنزع من شيء إلا شانه"، وتذكر هذه القصة بأهمية الرفق في حياتنا اليومية، خاصة مع من يعملون في بيوتنا أو حولنا.
شاعر الكويت الثائرمن جانب آخر، تناولت الحلقة سيرة الشاعر الكويتي فهد العسكر، الذي يُعد من أبرز الشعراء المجددين في الأدب العربي المعاصر.
ووُلد العسكر في أسرة كويتية محافظة، ونشأ في بيئة متمسكة بالتقاليد، لكنه تمرد على الجمود الفكري والاجتماعي من خلال شعره الذي كان يعبّر عن همومه وحنقه على المجتمع، وسعيه الدائم للتجديد.
إعلانوكان العسكر شغوفا بالشعر العربي، خاصة ديوان المتنبي، وقد تأثر به كثيرا في صياغة قصائده التي كانت تعكس واقعا مريرا عاشه.
يقول عبد الله زكي الأنصاري، الذي جمع ما تبقى من شعر العسكر، "حاولت بقدر استطاعتي أن أحفظ ذكره بما بقي لدي من قصائده، كي لا يمحو الزمن تاريخ حياته".
لكن حظ العسكر من المجتمع كان سيئا، حيث اتُّهم بالكفر والجحود، مما أدى إلى عزله اجتماعيا وعائليا، ورغم ذلك، استمر في كتابة الشعر الذي كان يعبّر عن ألمه وحنينه إلى وطنه، حتى فقد بصره في سنواته الأخيرة.
وبعد وفاته، تعرضت أشعاره للإهمال والحرق، مما أدى إلى ضياع جزء كبير من إرثه الأدبي.
وفي إحدى قصائده، يعبّر العسكر عن حنينه إلى الكويت، فيقول "سماء لجين، وأرض الذهب، وخيل تعانق فخر العرب… يشيخ الزمان، وتبقى الكويت عروس الزمان بكل الحقب".
11/3/2025المصدر: الجزيرة
إقرأ أيضاً:
محمد سبيع السباعي… شاعر الأسر والنصر يروي تجربته في ندوة بالمكتبة الوطنية بدمشق
دمشق-سانا
معتقل وشاعر سوري قضى شبابه في غياهب السجن الذي اختطف منه عمره وراء القضبان، ولكن لم يستطع كسر إرادته، ليقف أمام الجمهور المحتشد في المكتبة الوطنية بدمشق، ويروي تجربته.
إنه شاعر الأسر والانتصار، محمد سبيع السباعي، الذي كرمته وزارة الثقافة السورية خلال ندوة حملت عنوان ( 27 عاماً وراء القضبان وملامح من ثقافة الصبر والنصر)، حضرها وزير الثقافة محمد ياسين صالح ووزير الثقافة القطري الشيخ عبد الرحمن بن حمد آل ثاني والوفد المرافق.
الوزير صالح الذي رحب في كلمته بضيف سوريا، الوزير القطري وبقطر الحبيبة، وكل الإخوة القطريين الذين وقفوا مع سوريا في مواقف العز والكرامة، وقال: “إن حديث السباعي عن الاحتلال الأسدي الذي سيطر على سوريا لسنوات عديدة كشف عن ممارسات سادية فظيعة لنظام مارق عرف أن البلاد ستلفظه”، مؤكدا أنه من واجب وزارة الثقافة لفظ كل الممارسات السابقة، وعدم المزاودة على أحد، لأن المزاودة لم تكن يوماً من الثورة ولا هي من الأخلاق ولا من القيم”.
نبذة عن محمد سبيع السباعيولد الشاعر محمد السباعي في حمص عام 1952م، وتخرج في كلية الهندسة الزراعية بجامعة دمشق عام 1975، وتعرض للملاحقة من قبل النظام البائد لمدة ثلاث سنوات بعد تخرجه (1975–1978)، وقضى الكثير من سنوات عمره في السجن، حيث اعتُقل في آذار 1978 وقضى 27 عاماً في سجون الأسد الأب، متنقلا بين سجون المزة، وصيدنايا وتدمر، حيث حُوكم في محكمة ميدانية صورية، دون أن يرى قاضيه، وحُكم عليه بالمؤبد مع الأشغال الشاقة، وأُفرج عن السباعي عام 2004، وتزوج وهو في سن الثانية والخمسين، ورُزق بخمسة أطفال، انتقل إلى المملكة العربية السعودية منذ 13 عاماً، بعد تلقيه تهديدات باعتقال جديد.
وصدر للشاعر السباعي ديواناً شعرياً بعنوان “الرحيل إلى مدينة الشمس”، يوثق فيه تجربته مع الألم والاعتقال بلغة شعرية وجدانية.
تفاصيل مراحل الاعتقال:وتحدث السباعي خلال الندوة عن تفاصيل مرحلة الاعتقال، حيث عانى في سجن المزة ستة أشهر من التحقيق القاسي، ثم انتقل مباشرة إلى سجن تدمر، حيث أُحيل إلى محكمة ميدانية سنة 1984 دون دفاع، ووصف المحكمة بأنها دقيقتان من الإذلال الجسدي والحكم الفوري، كما وصف الانتهاكات في السجن، مثل التعذيب في الحمامات، مؤكداً أن من يقع على الأرض قد يُضرب حتى الموت.
قصص شخصية مؤلمة داخل السجن:وروى السباعي لقاءه المفاجئ بأخيه في المهجع بعد ست سنوات من الاعتقال دون معرفة، والصراع بينهما على من يخرج إلى الإعدام بدلاً من الآخر، كما ذكر وفاة شقيقه وليد السباعي بسبب العجز الكلوي والتعذيب، ورفض نقله للمشفى، وشارك قصصاً مؤلمة عن الشاب الحمصي الذي أُحرق وجهه، ثم أُعدم لاحقاً، ووثق كل ذلك بقصائد شعرية.
الآثار النفسية العميقة:عبر السباعي عن ألمه شعراً، بقوله: “جرحي، لعل الجرح يلتئم، فيسخر الجرح من فعلي ويبتسم…”، مؤكدًا أن السجن جعله “طفلًا كما يقول نزار قباني: فوق عينيه يستحم المساء”.
اللحظات المؤلمة بعد الخروج من المعتقل:تحدث السباعي عن صدمة العمر والفارق الزمني، حيث كانت تسأله ابنته الطفلة: “بابا، ليش رفقاتي بيقولوا إنو أبوك عجوز؟”، مشيراً إلى أن أشكاله وأشكال زملائه السجناء، بدت كأنهم كبار في السن، بينما أبناؤهم أطفال صغار، كما عبر عن حزنه لفقدان والديه أثناء اعتقاله، وعدم تمكنه من توديعهما.
وصيته خلال كلمته:ودعا السباعي إلى إنشاء لجان مستقلة لكشف الحقيقة، وإنصاف الضحايا الذين ظلمهم النظام البائد، وطالب بالقصاص من خلال القانون وتحقيق العدالة، لافتاً إلى أنه يقع على عاتق وزارة الثقافة في المرحلة القادمة توثيق هذه الشهادات وتحويلها إلى أعمال أدبية وفنية توثق الذاكرة السورية المؤلمة وتدين المجرمين.
تابعوا أخبار سانا على