منظمة الهجرة الأممية تواجه اضطرابات قوية بعد تجميد ترامب المساعدات
تاريخ النشر: 11th, March 2025 GMT
جنيف"أ.ف.ب": تواجه المنظمة الدولية للهجرة التابعة للأمم المتحدة، التي تضررت بشدة من تخفيضات الميزانية الأمريكية، اتهامات من موظفين سابقين وحاليين لها بالعمل لصالح إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب من خلال برنامجها للمساعدة على العودة الطوعية للمهاجرين.
وشكّلت عودة دونالد ترامب إلى البيت الأبيض عامل زعزعة مزدوجة للمنظمة الدولية للهجرة: أولا من الناحية المالية، وأيضا لأن سياسات إدارة ترامب المناهضة للهجرة تصيب المنظمة في صلب مهامها.
وقال متحدث باسم المنظمة الدولية للهجرة لوكالة فرانس برس إن "هذه التخفيضات في التمويل تؤثر بشكل مباشر على قدرة المنظمة على دعم بعض الأشخاص الأكثر ضعفا" وستؤدي إلى "المزيد من المعاناة والهجرة وانعدام الأمن".
وبعد أن ناهز عدد موظفيها 22 ألف شخص بنهاية عام 2024، صرفت المنظمة آلاف الأشخاص بسبب القرارات الصادرة عن واشنطن.
ويُتهم برنامجها للمساعدة على العودة الطوعية للمهاجرين في أمريكا اللاتينية إلى بلدانهم الأصلية بإضفاء قدر من المشروعية على سياسات الترحيل الأميركية.
وأضاف المتحدث أن الوكالة "ملتزمة تقديم المساعدة الإنسانية وخيارات العودة الطوعية للأشخاص الذين جرى ترحيلهم مؤخرا من الولايات المتحدة إلى كوستاريكا وبنما".
ووافقت هاتان الدولتان، تحت ضغط من إدارة ترامب، على العمل كوسطاء في إعادة المهاجرين الصادرة في حقهم قرارات ترحيل من الولايات المتحدة.
وأعلنت الوكالة في بداية فبراير أنها ستعزز برنامجها للعودة الطوعية في أميركا اللاتينية، مع استئنافه خصوصا في المكسيك وغواتيمالا وهندوراس وبنما.
وبالنسبة للوكالة الأممية، فإن هذه البرامج هي بمثابة "طوق نجاة للمهاجرين العالقين" وتوفر "الدعم العاجل" لأولئك "الذين لا يستطيعون أو لا يريدون البقاء في الأماكن التي يتواجدون فيها ويحتاجون إلى المساعدة للعودة، في أمان تام وبكرامة".
وأكد المتحدث أن وضع هؤلاء "سيكون أسوأ بكثير" من دون هذه المساعدات.
وتتهم واحدة من آلاف الموظفين في المنظمة الدولية للهجرة الذين تلقوا إخطارات بالتسريح الشهر الماضي، المنظمة بمحاولة "التموضع في صف" الإدارة الجديدة بشكل مبالغ فيه.
وقالت لوكالة فرانس برس، طالبة عدم كشف اسمها، إن الأمر "مقلق للغاية".
وأشار موظف سابق آخر، فضل أيضا عدم الكشف عن هويته، إلى أن "سمعة المنظمة الدولية للهجرة تتضرر".
وتُوجَّه هذه الانتقادات إلى وكالة باتت متعثرة بسبب التهديد بفقدان 40% من ميزانيتها، هي الحصة التي تدفعها الولايات المتحدة.
وقالت المديرة العامة للمنظمة الدولية للهجرة إيمي بوب لوكالة فرانس برس مؤخرا "علينا أن نتخذ قرارات صعبة للغاية بشأن التوظيف" بسبب نقص الأموال.
والأكثر تضررا هو برنامج قبول اللاجئين في الولايات المتحدة، الذي علقته إدارة ترامب بعدما شجعه إدارة سلفه جو بايدن، ما سمح باستقبال أكثر من 100 ألف لاجئ العام الماضي.
وتم تسريح نحو 3000 من أصل 5000 موظف في المنظمة الدولية للهجرة يعملون في برنامج قبول اللاجئين الأميركي.
وعلقت الموظفة المفصولة أنها "صدمة حقيقية".
وأشار موظف سابق آخر إلى أن الموظفين كانوا "غاضبين" حيال طريقة اتخاذ قرار التسريح بصورة مباغتة.
ومن المتوقع إجراء تخفيضات ضخمة أخرى في الوظائف بالمقر الرئيسي للمنظمة في جنيف.
وبحسب مذكرة داخلية صادرة عن لجنة رابطة موظفي منظمة الهجرة اطلعت عليها وكالة فرانس برس، فإن الإدارة أمرت الشهر الماضي رؤساء الأقسام بخفض التكاليف بنسبة معينة.
وبحسب الموظف السابق، يقال إن ثلث الموظفين البالغ عددهم حوالى 550 في المقر الرئيسي للمنظمة قد يُطردون لأن "المديرين يتعرضون لضغوط هائلة لبلوغ الحصص المحددة". وأضاف "الناس مرعوبون".
وتقدّم موظفو المنظمة الدولية للهجرة وممثلو النقابات بشكوى إلى الإدارة.
وفي الشهر الماضي، أثار تقرير صادر عن منصة معلومات التنمية "ديفيكس" ضجة أيضا عندما أشار إلى أن المنظمة الدولية للهجرة أزالت من موقعها الإلكتروني المحتوى الذي يمكن ربطه بسياسات التنوع والمساواة والإدماج (DEI)، والتي تعارضها إدارة ترامب بشدة.
ولم تردّ المنظمة الدولية للهجرة بشكل مباشر على هذا الادعاء، لكنها قالت لوكالة فرانس برس إنها "أعادت إطلاق موقعها الإلكتروني العالمي أخيرا بعد مراجعة استمرت عاما، مع صقل المحتوى ليتماشى مع السياقات المتطورة وبما يتلاءم مع المبادئ الإنسانية للأمم المتحدة".
وعلقت الموظفة المفصولة من عملها قائلة "يمكننا أن نتماشى مع أولويات معينة" للإدارة الجديدة، لكن "لا يجدر بنا أن نفقد هويتنا".
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: المنظمة الدولیة للهجرة الولایات المتحدة لوکالة فرانس برس إدارة ترامب
إقرأ أيضاً:
رسوم ترامب الجمركية تدخل حيز التنفيذ وسط اضطرابات بأسواق العالم
فرض الرئيس الأميركي دونالد ترامب -اعتبارا من اليوم الأربعاء- دفعة جديدة من الرسوم الجمركية على عشرات الشركاء التجاريين للولايات المتحدة، من ضمنها رسوم باهظة باتت تتخطى 100% على الصين التي توعدت بالرد "بحزم".
ومع هذه الرسوم الإضافية -التي بلغت على سبيل المثال 20% للاتحاد الأوروبي- عاودت البورصات الآسيوية والأوروبية التراجع.
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2ارتفاع طفيف في سعر صرف الليرة السورية مقابل الدولار اليوم الأربعاءlist 2 of 2بورصات الخليج ومصر تنتعش تماشيا مع الأسهم العالميةend of listوبالنسبة لبكين، نشر البيت الأبيض مرسوما رئاسيا "معدلا" رفع الرسوم التي ستفرضها واشنطن على الواردات الآتية من الصين من 34% إلى 84%، تضاف إلى 20% مفروضة بالأساس عليها، مما يرفع التعرفة الإجمالية إلى 104% اعتبارا من الساعة 4.00 بتوقيت غرينتش اليوم.
وردت الصين على الفور فأعلنت وزارة التجارة أن لديها "إرادة حازمة ووسائل وافية، وستتخذ بحزم تدابير مضادة وتقاتل حتى النهاية إن أصرت الولايات المتحدة على مواصلة تصعيد التدابير الاقتصادية والقيود التجارية".
كما أكد المتحدث باسم الخارجية لين جيان خلال مؤتمر صحفي روتيني أن "حق الشعب الصيني المشروع في التنمية غير قابل للتصرف وسيادة الصين وأمنها ومصالحها الإنمائية لا يمكن المساس بها".
وفي الوقت نفسه، اعتبرت بكين أن من الممكن حل الخلافات مع الولايات المتحدة "من خلال الحوار المتكافئ والتعاون ذي المنفعة المتبادلة" وفق ما ورد في "كتاب أبيض" نقلته وكالة أنباء الصين الجديدة (شينخوا) اليوم.
إعلانوكانت بكين فرضت رسوما مضادة بنسبة 34% على المنتجات الأميركية، وستدخل حيز التنفيذ غدا.
هلع الأسواقورغم انتعاش طفيف مساء الثلاثاء، يسيطر الهلع على الأسواق المالية عبر العالم على وقع الحرب التجارية العالمية التي باشرها ترامب.
ففي الأسواق الآسيوية :
انخفض مؤشر كوريا الجنوبية كوسداك 2.3%. أغلقت بورصة طوكيو على تراجع بنسبة 3.93% أغلقت بورصة تايبيه على تراجع بـ5.8%. ارتفعت بورصة شنغهاي 1.31% عند الإغلاق.وفي أوروبا:
فتحت البورصات على تراجع حاد بلغ في أولى التداولات:
%2.85 في باريس (فرنسا). و2.37% في فرانكفورت (ألمانيا). و2.31% في لندن (المملكة المتحدة). و2.78% في ميلانو (إيطاليا). تراجع البورصة السويسرية 2.86%.ودخلت دفعة أولى، من الرسوم الجمركية المعممة بنسبة 10%، حيز التنفيذ السبت الماضي، على مجمل الواردات الأميركية، مع استثناءات نادرة مثل الذهب والطاقة.
وباستثناء التعرفة الطائلة المطبقة على الصين، تتراوح الرسوم الجديدة المفروضة على حوالى 60 شريكا تجاريا للولايات لمتحدة ما بين 11% و50%.
ويخضع الاتحاد الأوروبي، الشريك التجاري الأول للولايات المتحدة، لنسبة 20% من الرسوم، وفيتنام 46%.
واليوم، دعا أعضاء رابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان) -التي تعتبر الولايات المتحدة السوق الرئيسية لصادراتها- إلى "التحرك بجرأة" ردا على مخاطر الحرب التجارية.
وبمواجهة الهلع الذي سيطر على العالم، سعى ترامب للطمأنة، فوعد بإبرام "اتفاقات مصممة على المقاس" مع الشركاء التجاريين مع إعطاء الأولوية للحلفاء الآسيويين وفي طليعتهم اليابان وكوريا الجنوبية.
"حل بالتفاوض"وقد تباهى (الرئيس) الملياردير المحافظ، خلال مأدبة عشاء مع مسؤولين من حزبه الجمهوري، بأن عشرات الدول ومن بينها -بحسبه بكين- "تتصل بنا" وتسعى للتوصل إلى تسوية.
وقد حضت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين على "تفادي التصعيد" خلال مكالمة هاتفية مع رئيس الوزراء الصيني لي تشيانغ، داعية إلى "حل عبر التفاوض".
إعلانوقال متحدث باسم الاتحاد الأوروبي إن التكتل سيعلن رده "مطلع الأسبوع المقبل" لكن قائمة نقلتها وكالة الصحافة الفرنسية أظهرت أن البوربون (نوع من الخمور) مستثنى من الرسوم بنسبة 25% والتي تعتزم بروكسل فرضها على بعض المنتجات الأميركية.
ومن جانبه، قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إن "الهدف هو التوصل إلى وضع حيث يعود الرئيس ترامب عن قراره".
ومن جهتها، أعلنت رئيسة الوزراء الإيطالية اليمينية جورجا ميلوني -التي تعتبر مقربة من ترامب- مساء أمس أنها ستزور واشنطن في 17 أبريل/نيسان الجاري.
وتهدد الحرب التجارية التي يشنها ترامب بتقويض الاقتصاد العالمي، وقد حذر محللون بأنها قد تتسبب بارتفاع الأسعار وزيادة البطالة وتراجع النمو.
كما أعرب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش عن قلقه الكبير حيال الدول النامية الأكثر عرضة، مشددا على أن "التبعات ستكون كاسحة".