من الجامع الأزهر.. احتفالية كبرى بذكرى العاشر من رمضان بحضور كبار العلماء والمسؤولين
تاريخ النشر: 11th, March 2025 GMT
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
أقام الأزهر الشريف احتفالية كبرى بالجامع الأزهر، بمناسبة الذكرى الـ 53 لانتصارات العاشر من رمضان، بحضور الدكتور محمد عبد الرحمن الضويني وكيل الأزهر الشريف، نائبًا عن فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف، والدكتور أسامة الأزهري وزير الأوقاف، واللواء محمد العتريس مساعد مدير الشؤون المعنوية بالقوات المسلحة، والدكتور محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف السابق، والدكتور سلامة داود رئيس جامعة الأزهر، والدكتور عباس شومان الأمين العام لهيئة كبار العلماء، والدكتور أحمد عمر هاشم عضو هيئة كبار العلماء، ومحمود الشريف نقيب الأشراف، وعبد الهادي القصبي شيخ مشايخ الطرق الصوفية، والشيخ أيمن عبد الغني رئيس قطاع المعاهد الأزهرية، ولفيف من كبار العلماء والمسؤولين، وسط حضور كثيف من طلاب الأزهر وجموع المصلين في الجامع الأزهر.
استُهِلَّ الحفل بتلاوة آيات من الذكر الحكيم، تلاها القارئ الطبيب أحمد نعينع، ثم ألقى الدكتور سلامة داود، رئيس جامعة الأزهر، كلمته، مشيرًا إلى أن مصر تحتفي اليوم بانتصار العاشر من رمضان عام ١٣٩٣هـ، الموافق السادس من أكتوبر ١٩٧٣م، وهو الانتصار الذي لا يُنسى، والذي سطَّر فيه أبناء مصر أروع البطولات.
وقال : «لا ننسى ذلك اليوم الذي وقف فيه فضيلة الإمام الأكبر عبد الحليم محمود، رحمه الله، على هذا المنبر، وقص على الرئيس الراحل محمد أنور السادات رؤيا رآها، إذ قال له: "رأيت رسول الله ﷺ يعبر القناة، ووراءه العلماء والجيش المصري، فَسر يا سيادة الرئيس، فإنك منصور بإذن الله". وقف الشيخ على المنبر وأعلنها حربًا في سبيل الله، مؤكِّدًا أن من مات فيها فهو شهيد، ومن فرّ منها وهو قادر عليها فهو على شعبة من النفاق».
وأضاف : «مصر كنانة الله في أرضه، والكنانة هي جعبة السهام التي يحملها الفارس، أي أن مصر مستودع القوة في العالم الإسلامي، كما أن الكنانة مستودع قوة الفارس. لقد ذقنا مرارة الانكسار في عام ١٩٦٧، ثم ذقنا حلاوة الانتصار في عام ١٩٧٣، والفترة بينهما كانت عصيبة جدًّا، استطاع خلالها شعب مصر وعلماء الأزهر أن يحطموا اليأس في النفوس، ويزيلوا الهزيمة النفسية من القلوب، فانتشروا في كل مكان، حتى في ميادين القتال والمعسكرات».
واستشهد بقول الشاعر: «إذا الشعبُ يومًا أراد الحياةَ، فلابد أن يستجيبَ القدرُ، ولابدَ لليل أن ينجلي، ولابدَ للقيد أن ينكسرَ». وأوضح أن المحتل الغاشم كان يُروّج لأسطورة جيشه الذي لا يُقهر، ولكن الحقيقة ظهرت عندما سمع العالم كله صوت جنودنا وهم يرددون "الله أكبر"، فانهارت أوهام الاحتلال، وسقط خط بارليف الذي كانوا يظنونه حصنًا منيعًا، وذاق أبطال قواتنا المسلحة جيش الاحتلال الصهيوني هزيمةً ساحقةً ستظل وصمة عار في تاريخه العسكري.
وأشار إلى أن جنود مصر البواسل كانوا يكتبون على خوذهم عبارات مثل «الله أكبر! لا إله إلا الله»، وكتبوا على عرباتهم العسكرية «عينان لا تمسهما النار: عين بكت من خشية الله، وعين باتت تحرس في سبيل الله»، وكانوا يؤمنون بأنهم يخوضون معركة الحق ضد الباطل، وكان ذلك من أسباب النصر الكبير الذي أكرمهم الله به.
من جانبه، تحدَّث الدكتور عباس شومان، الأمين العام لهيئة كبار العلماء، رئيس مجلس إدارة المنظمة العالمية لخريجي الأزهر، عن هذا الانتصار العظيم، مؤكدًا أن الأزهر الشريف كان دائمًا في طليعة المؤسسات الداعمة للوطن في جميع معاركه ضد الغزاة والمحتلين، وأنه كان له دور محوري في حشد همم المصريين للوقوف في وجه كل معتدٍ.
وقال : «بعد الخامس من يونيو ١٩٦٧، ظن المحتل الغاشم وداعموه أنهم تمكنوا من القضاء على الجيش المصري تمامًا، وأنه لن يتمكن في المستقبل من مواجهتهم. وربما كان لهذا الظن بعض المبررات، فقد مُنينا بهزيمة قاسية، وقُصفت الطائرات والدبابات قبل أن تتحرك. لكن خلال ست سنوات فقط، استطاعت مصر أن تُعيد بناء جيشها من جديد، رغم ضعف الإمكانات، وقلة الموارد، ورفض بعض الدول تزويدنا حتى بقطع غيار للأسلحة المتقادمة. لم يكن الجيش المصري يُبنى فقط، بل كانت هناك عمليات فدائية وحرب استنزاف أضعفت العدو، حتى جاءت اللحظة الحاسمة».
وأضاف : «ظن العدو المحتل أنه في مأمن، فأنشأ خط بارليف، وقال قادته: "لا يمكن للجيش المصري اختراق هذا الحاجز إلا باستخدام قنبلة نووية". ولكن المفاجأة الكبرى للعالم كله كانت في العاشر من رمضان، حين عبرت القوات المصرية قناة السويس في ساعات معدودة، وسقط خط بارليف ليس بقنبلة نووية، بل بفكرة مصرية غير مسبوقة: استخدام مدافع المياه. لقد سقطت أسطورة الجيش الذي لا يُقهر، وحرر رجالنا جزءًا كبيرًا من أرضنا، وبفضل قوتهم وتوفيق الله لهم، أُجبر العدو على الرضوخ للسلام، فاستعدنا أرضنا، وستظل مصر حرة أبية إلى يوم القيامة».
وأشار إلى دور الأزهر وعلمائه خلال تلك المرحلة، مؤكدًا أن شيوخ الأزهر لم يتخلوا يومًا عن دورهم الوطني. وأوضح أن الشيخ حسن مأمون كان أول من نادى باستخدام سلاح البترول، وخاطب رؤساء الدول العربية، مطالبًا إياهم باستخدام هذا السلاح، قائلًا: «إن مصر لا تحارب إسرائيل وحدها، وإنما تتصدى للعدوان الموتور الذي تدعمه أمريكا وبريطانيا». وبعد السادس من أكتوبر، تم قطع سلاح البترول، وكان لهذا القرار أكبر الأثر في حراسة النصر الذي حققه رجال القوات المسلحة على الأرض.
وأكد أن الشيخ محمد الفحام، رغم ضعف قوته، كان دائم الذهاب إلى جبهة القتال، معتبرًا نفسه جنديًا مقاتلًا، وكان يقول: «أريد أن أعفِّر قدميَّ في سبيل الله»، فشارك في شحذ همم الجنود وتشجيعهم. وكذلك الشيخ محمد متولي الشعراوي، الذي قسّم المهام بينه وبين قواتنا المسلحة، قائلًا: «أنا بالحرف، وأنتم بالسيف. أنا بالكتاب، وأنتم بالكتائب، أنا باللسان، وأنتم بالسنان». هؤلاء هم علماء الأزهر، الذين لم يتخلوا يومًا عن وطنيتهم، ولم يقعدوا عن نصرة بلادهم».
وفي ختام كلمته، وجّه الدكتور عباس شومان رسالة إلى الشباب، قائلًا: «المخاطر ما زالت تحيط بنا، وأعداؤنا يعلنون عداءهم لنا جهارًا، ويؤكدون أنهم ماضون في خصومتهم معنا، لكننا نشكر لدولتنا وقيادتنا السياسية والعسكرية أنها مدركة لهذه التحديات، وأن جيشنا دائم التطوير والتحديث. وأعتقد جازمًا أن جيشنا اليوم أقوى مما كان عليه في حرب أكتوبر، بفضل الله، ثم بفضل الإعداد المستمر والتحديث الدائم». وختم حديثه بالتأكيد على أن «مصر ستظل حرة أبية بإذن الله، ولن ينال منها أحد، كائنًا من كان، ومهما امتلك من القوة، لأننا نمتلك قوة الإيمان، ونتوكل على الرحمن».
وفي ختام الاحتفالية، ألقى المبتهل حسام الأجاوي ابتهالات دينية مميزة، تضرع فيها إلى الله بالدعاء لمصر وأهلها، وبالنصر والعزة للأمة الإسلامية، فحملت كلماته معاني الإيمان والتوكل على الله، واستحضرت روح الانتصار والعزة التي تجسدها ذكرى العاشر من رمضان.
1000076693 1000076687 1000076690 1000076681 1000076683 1000076675 1000076678 1000076672 1000076986 1000076988 1000076980 1000076978 1000076669 1000076666 1000076660 1000076662 1000076657 1000076650 1000076654 1000076639 1000076642 1000076645 1000076647 1000076636 1000076633 1000076626 1000076630 1000076624المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الأمين العام الدكتور احمد عمر هاشم الدكتور أسامة الأزهري وزير الأوقاف الدكتور عباس شومان الدكتور سلامة داود رئيس جامعة الأزهر الدكتور محمد مختار جمعة وزير الاوقاف الدكتور محمد مختار جمعة العاشر من رمضان الأزهر الشریف کبار العلماء
إقرأ أيضاً:
خطيب الجامع الأزهر: حب الوطن غريزة والنبي كان يحب بلده.. فيديو
قال الدكتور عبد الفتاح العواري، من علماء الأزهر الشريف، إن حب الوطن غريزة متأصلة في النفوس تملك الوجدان وتسيطر على القلوب مما يجعل الإنسان يستريح إلى البقاء في الوطن الذي نشأ فيه ويحن إليه إذا غاب عنه ويدافع عنه إذا هوجم من الأعداء.
وأضاف العواري، في خطبة الجمعة اليوم، من الجامع الأزهر، أن الإسلام زاد هذه المعانى في النفس المسلمة تجاه وطنا، فأقسم بالبلد ومن حل فيها وهو أسعد الخلق وهو سيدنا محمد، فقال (لَا أُقْسِمُ بِهَٰذَا الْبَلَدِ (1) وَأَنتَ حِلٌّ بِهَٰذَا الْبَلَدِ).
وتابع: إلا أن المجرمين من كفار مكة، جعلوا هذا البلد الذي تعلق به فؤاد النبي، بيئة تأبى الإسلام وتضطهد أهله، حتى أرغموا من يحبه على الخروج منه.
فخرج النبي لا رغبة عن بلده ووطنه وقبل أن تتوارى بيوت البلد نظر إليها صاحبها مودها متألما وقال (وَاَللَّهِ إنَّكِ لَخَيْرُ أَرْضِ اللَّهِ، وَأَحَبُّ أَرْضِ اللَّهِ إلَى اللَّهِ، وَلَوْلَا أَنِّي أُخْرِجْتُ مِنْكِ مَا خَرَجْتُ).
وفي هذا دلالة على مدى الحب الذي تملك على نفس سيدنا رسول الله، وما استقر قلب النبي إلا بعد أن سمع الوحي (إِنَّ الَّذِي فَرَضَ عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لَرَادُّكَ إِلَىٰ مَعَادٍ).
وفي القرآن الكريم بشارة للنبي بأنه سيعود إلى بلده قاهرا لأعدائه منتصرا عليهم، منوها أن حب الوطن يتطلب أن تعلو فوق النزاعات وفوق السياسات الحزبية وفوق المصالح الشخصية وأن تحقق مع جميع أفراد وطنك وحدة تعاون وتكاتف وحب ووئام حتى لا يحدث شرخ بسبب التنازع والتفرق، فيضعف الوطن.