يعد أوبريت “الليلة الكبيرة” أحد أعظم الأعمال الفنية في تاريخ المسرح المصري، فهو ليس مجرد عرض مسرحي للعرائس، بل تحفة فنية متكاملة تجمع بين الإبداع البصري، والإيقاع الموسيقي الساحر، هذا العمل الذي أخرجه الفنان الكبير صلاح السقا الذي يصادف اليوم ذكرى ميلاده واستطاع أن يظل حاضرًا في ذاكرة الأجيال، ليصبح رمزًا من رموز الفلكلور المصري.

البداية.. كيف ولدت الفكرة؟

بدأت فكرة الأوبريت في الخمسينيات، عندما تعاون صلاح السقا مع الشاعر صلاح جاهين والموسيقار سيد مكاوي، لتقديم عمل فني يعكس أجواء الموالد الشعبية المصرية بمزيج من الكوميديا والموسيقى الساحرة.

 جاءت كلمات جاهين مليئة بالحياة، تصف أجواء المولد بكل تفاصيله، من البائعين إلى لاعبي الأكروبات، ومن الحاوي إلى المنشدين، بينما أضفى سيد مكاوي بألحانه روحًا خفيفة وجذابة، جعلت الأوبريت أقرب إلى قلوب المصريين.

صلاح السقا.. المايسترو خلف الستار

لم يكن إخراج عرض عرائس بهذا المستوى أمرًا سهلًا، لكن صلاح السقا أبدع في تحريك العرائس بأسلوب جعلها تبدو وكأنها نابضة بالحياة. 

استطاع أن يمنح كل شخصية في الأوبريت طابعًا خاصًا، حيث نجد البائع المتجول، والمغني، والحاوي، وعروسة المولد، كلهم يتحركون بتناغم ساحر يجذب الصغار والكبار على حد سواء.

 نجاح “الليلة الكبيرة”

رغم مرور أكثر من ستة عقود على عرضه الأول، ما زال الأوبريت يحظى بمكانة خاصة، ويعاد تقديمه في العديد من المناسبات، يمكن إرجاع نجاحه لعدة عوامل:

• البساطة والعمق: استخدم صلاح جاهين لغة سهلة ممتلئة بالحكمة والمشاعر، مما جعل الأوبريت قريبًا من الناس.

• الإخراج المبدع: استطاع صلاح السقا تحويل العرائس إلى شخصيات حقيقية تعيش وسط الجمهور.

• الموسيقى الخالدة: ألحان سيد مكاوي جعلت الأوبريت قطعة فنية لا تُنسى، حتى أن كثيرًا من ألحانه أصبحت تُستخدم في المهرجانات والاحتفالات الشعبية.

تراث فني مستمر

حتى اليوم، يعرض “الليلة الكبيرة” على مسرح العرائس، وتبقى أغانيه وألحانه جزءًا من الثقافة المصرية. 

كما أن الأوبريت أصبح مصدر إلهام للعديد من الفنانين، حيث تم تقديمه بأساليب مختلفة، بما في ذلك عروض مسرحية حديثة وأعمال تلفزيونية تستلهم منه

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: الليلة الكبيرة المسرح المصري صلاح السقا الفلكلور المصري الإبداع البصري المزيد اللیلة الکبیرة صلاح السقا

إقرأ أيضاً:

أوبريت مصر أم الدنيا ملحمة فنية بمتحف الإسكندرية القومي.. السبت المقبل

ينظم متحف الإسكندرية القومى ، بالتعاون مع رابطة فناني وأدباء سبورتنج، السبت القادم الأوبريت الغنائي "مصر أم الدنيا"، وذلك بمناسبة ذكرى انتصار العاشر من رمضان.


أوضحت إدارة متحف الإسكندرية القومى ، الأوبريت الغنائي "مصر أم الدنيا"، سيصطحب الحضور في رحلة عبر الزمن، ليستعرض بطولات الشعب المصري منذ فجر التاريخ وحتى نصر العاشر من رمضان، من خلال قصائد شعرية ومشاهد تمثيلية مؤثرة.


أفادت إدارة المتحف ،الأوبريت تأليف د. حسن أحمد محمود ،واشعار م. أحمد يسري ،غناء صوليست الأوبرا مصطفى سعد ،تمثيل الفنانة ندى عادل ،الفنان ماهر خلف.

متحف الإسكندرية القومى


يُعد المتحف تحفة معمارية فريدة، وكان في الأصل قصراً لأسعد باسيلي باشا، وأقام فيه حتى عام 1954، ثم تم تحويله إلى متحف عام 2003، ليضم مجموعة متميزة من القطع الأثرية لمختلف الحقب التاريخية من الحضارة المصرية.


ويتميز سيناريو العرض المتحفي له بالتسلسل الزمني حيث ينقسم المتحف لثلاثة أقسام من الأقدم للأحدث: القسم المصري القديم، والقسم اليوناني الروماني، والقسم القبطي، والقسم الإسلامي، والقسم الحديث.

ومن أهم القطع الأثرية المعروضة به تمثال للمعبود آمون، ورأس تمثال الملك أخناتون، ورأس تمثال الملكة حتشبسوت، ورأس تمثال الإسكندر الأكبر، وتمثال للمعبود سيرابيس، وتماثيل عدد من الأباطرة الرومان، وغطاء إنجيل، وأيقونة العشاء الأخير، ومشكاة من الزجاج، وخوذة من العصر العثماني، ميدالية جامعة فاروق الأول.
 

مقالات مشابهة

  • أحمد التهامي: شاركت في التجربة الدنماركية بهذه الطريقة.. ومحمد صلاح فخر العرب.. وكيف ساهم في الصلح بين السقا وكرارة ومها أحمد
  • الرئيس السيسي يشاهد «أوبريت غنائي» عن شهداء الوطن
  • أوبريت مصر أم الدنيا ملحمة فنية بمتحف الإسكندرية القومي.. السبت المقبل
  • خلال الاحتفال بيوم الشهيد..الرئيس السيسي يشاهد أوبريت غنائيا عن شهداء الوطن
  • فى ذكرى صلاح السقا.. قصة تقديم مسرحية الليلة الكبيرة
  • كيفية التحكم في حجم ذاكرة الهاتف والتخلص من الملفات الكبيرة .. فيديو
  • الصوت الذي لا يموت.. كيف أصبح محمد رفعت أيقونة التلاوة القرآنية؟
  • عرض مسرحية فرحة رمضان بساحة العرائس مجانًا احتفالًا بالشهر الكريم
  • أموريم: أشعر في الشوارع بأن «اليونايتد» لن يموت!