جريدة الرؤية العمانية:
2025-04-10@21:24:15 GMT

دكتوراه في الجهل

تاريخ النشر: 11th, March 2025 GMT

دكتوراه في الجهل

 

 

 

عبدالوهاب البلوشي

عادةً ما تكون شهادة الدكتوراه رمزًا للبحث العلمي العميق، والاجتهاد الأكاديمي، والمساهمة الفاعلة في خدمة المجتمع والإنسانية؛ فهي تُمنح لمن يُقدم إضافة حقيقية إلى مجاله، ويبحث في قضايا تؤثر إيجابيًا على حياة الناس، وتسهم في تقدم العلوم والفكر والثقافة.

لكن في المقابل، هناك من يحصلون على شهادة الدكتوراه لا لشيء سوى للتفاخر بلقب "دكتور"، دون أن يكون لبحثهم أي قيمة علمية أو نفع مجتمعي.

هؤلاء الذين يسعون خلف الشهادة فقط، دون اهتمام بمضمونها أو تأثيرها، لا يُمكن اعتبارهم علماء أو باحثين حقيقيين، بل هم أقرب إلى تجار العلم، الذين يُفرغون الشهادات الأكاديمية من محتواها وقيمتها. فهم لا يضيفون جديدًا إلى معارف البشرية، ولا يسعون إلى حل المشكلات أو تطوير مجالات البحث، بل يكتفون بإجراءات شكلية، وتحقيق متطلبات شكلية، للحصول على شهادة يتزينون بها دون أن يستحقوها.

الضرر الذي يُسببه هؤلاء لا يقتصر عليهم فقط؛ بل يمتد إلى المجتمع بأكمله؛ فحين تنتشر ثقافة "الشهادة من أجل اللقب"، يُصبح العِلم مجرد وسيلة للوصول إلى مكانة اجتماعية أو منصب وظيفي، بدلًا من أن يكون وسيلة للرقي والنهضة. كما إنهم يسيئون لحملة الدكتوراه الحقيقيين، الذين أفنوا سنوات من حياتهم في البحث والتدقيق، وسعوا بصدق لإثراء مجالاتهم العلمية والمعرفية.

في بعض الأحيان، نجد أن هؤلاء الحاصلين على "دكتوراه بلا فكر" يتصدرون المشهد الأكاديمي، ويُقدمون على أنهم "خبراء" في مجالات لا يملكون فيها أي معرفة حقيقية، مما يُسهم في تضليل العامة، وتشويه مفهوم البحث العلمي. والأسوأ من ذلك، أن بعض المؤسسات الأكاديمية قد تسهّل حصول مثل هؤلاء على شهادات أكاديمية ضعيفة أو حتى وهمية، مما يزيد من تفشي ظاهرة “دكتوراه بلا علم”.

ولحماية مكانة شهادة الدكتوراه ومنع تحولها إلى مجرد ورقة بلا قيمة، لا بُد للجهات المعنية من التشديد على معايير البحث العلمي، والتأكد من أن من يحصل على الدكتوراه قد قدَّم بالفعل مساهمة ذات قيمة في مجاله. ولا بُد من مكافحة الشهادات الوهمية أو الضعيفة التي تمنح في مؤسسات غير معترف بها أو دون أي مجهود أكاديمي حقيقي. وأخيرًا لا بُد من فضح الدخلاء على العلم، وعدم السماح لهم بتصدر المشهد الأكاديمي أو التأثير في القرارات العلمية والمجتمعية.

إنَّ الحصول على الدكتوراه يجب أن يكون تتويجًا لمسيرة علمية حقيقية، وليس مجرد ورقة تُشترى أو لقب يُضاف إلى الأسماء؛ فالعلم ليس بالمظاهر، وإنما بالمحتوى والإسهام الحقيقي في المحافل التعليمية أو البحثية أو المجتمعية.

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

السعودية.. منح حرم خادم الحرمين الدكتوراه الفخرية

أفادت وكالة الأنباء السعودية واس، بأن جامعة الأميرة نورة بنت عبدالرحمن، منحت حَرم خادم الحرمين الشريفين،  الأميرة فهدة بنت فلاح آل حثلين، درجة الدكتوراه الفخرية في المجال الإنساني والأعمال الاجتماعية؛ تقديرًا لجهودها الاستثنائية في خدمة المجتمع ودعم التعليم، وإبراز دور المرأة التنموي في المؤسسات الاجتماعية بالمملكة العربية السعودية.


وبحسب الوكالة السعودية ، جاء إعلان مَنح الأميرة فهدة بن فلاح آل حثلين، خلال تكريمها للفائزات بجائزة الأميرة نورة بنت عبدالرحمن للتميز النسائي في دورتها السابعة، في الحفل الذي أقامته الجامعة بمركز المؤتمرات والندوات.


وتمّت مراسم تسليم شهادة الدكتوراه الفخرية لها، بعد صدور التوجيه السامي الكريم القاضي بالموافقة على رغبة جامعة الأميرة نورة بنت عبدالرحمن بمَنح الأميرة فهدة بنت فلاح آل حثلين درجة الدكتوراه الفخرية.


وقلدت رئيسة جامعة الأميرة نورة الدكتورة إيناس بنت سليمان العيسى، الأميرة فهدة بنت فلاح آل حثلين، وشاح الجامعة وتسليمها شهادة الدكتوراه الفخرية؛ تقديرًا لجهودها الاستثنائية في خدمة المجتمع، ودعم التعليم، وتعزيز دور المرأة التنموي، في تكريم يُجسّد امتنان الجامعة لعطائها، ودورها الريادي في دعم المؤسسات التعليمية والاجتماعية، وتأكيدًا على التزام الجامعة بتقدير الشخصيات المُلهمة التي تسهم في نهضة المجتمع، وتعزيز التنمية المستدامة.

وفد من هيئة الطيران المدني السعودي يزور مطار دمشق الدوليالسعودية تحذر راغبي أداء فريضة الحج من هذا الأمرأخبار العالم .. وزيرا خارجية السعودية وأمريكا يناقشان المستجدات في غزة .. وزيلينسكي يؤكد أن روسيا تجر الصين إلى حربها في أوكرانيا

مقالات مشابهة

  • السعودية.. منح حرم خادم الحرمين الدكتوراه الفخرية
  • محامي "أولاد الفشوش" الذين رشقوا سيارات بالبيض يطالب المحكمة بمترجم لموكليه "الذين لا يفهمون العربية"
  • الخرطوم حقت أبو منو؟!
  • سقطتم في امتحان الإنسانية!
  • رسالة دكتوراه بإعلام المنيا تكشف الدور المحوري للاتصالات التسويقية في بناء هوية العلامات التجارية الكبرى
  • يا أيها الذين آمنوا لا تقولوا راعنا.. لماذا نهانا الله عن قول راعنا في الآية؟
  • الجنجويد ليس لديهم القدرة على ضبط أنفسهم إذا ما رأوا قوة من الزرقة
  • "تربية نوعية" جامعة المنصورة تناقش رسالة دكتوراه توظف العلاج بالموسيقى لخفض الألكسيثيميا لدى أطفال التوحد
  • أسطورة برشلونة يشيد بنجم ريال مدريد: أحد اللاعبين الذين أحبهم كثيرًا
  • السوجرة قرية من وحي الخيال