واشنطن- بمجرد القبض عليه السبت الماضي، أصبح الطالب في جامعة كولومبيا محمود خليل، حديث أميركا إذ بات أول من يتم اعتقالهم من قِبَل أجهزة الهجرة لمشاركته في المظاهرات المؤيدة للفلسطينيين في الحرم الجامعي، والتي شهدتها مئات الجامعات الأميركية الربيع الماضي، وتعهد الرئيس دونالد ترامب أمس، بأن عملية القبض تلك لن تكون الأخيرة.

ومنذ احتجازه أمس الأول، أصبح خليل حديث أميركا الأول، سواء في شبكاتها الإخبارية أو على صدر صحفها، ناهيك عن الجدل والنقاش على مختلف وسائل التواصل الاجتماعي.

ويعد خليل أحد قادة الحراك الطلابي الضخم الذي شهدته الجامعات الأميركية في الربيع الماضي احتجاجا على العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، وعلى الدعم الأميركي غير المحدود له.

ومن جامعته المرموقة، كولومبيا، قاد خليل الحراك الطلابي الذي تضمن اعتصامات واحتجاجات على مدار عدة أسابيع دفع بقوات شرطة المدينة لاقتحام الحرم الجامعي، وذلك للمرة الأولى منذ أكثر من نصف قرن، وذلك لفك اعتصام الطلاب بإحدى قاعاتها بناء على طلب نعمت شفيق، رئيسة الجامعة التي استقالت لاحقا.

ناشط خلال الاحتجاجات

وكان خليل أحد الطلاب المؤيدين للفلسطينيين الذين تفاوضوا نيابة عن المتظاهرين في الحرم الجامعي وضغطوا على جامعة كولومبيا لسحب استثماراتها من إسرائيل بسبب عدوانها على قطاع غزة، كما خاطب خليل حشود الطلاب المحتجين عشرات المرات، وتحدث كثيرا مع وسائل الإعلام الأميركية.

إعلان

وأكمل خليل درجة الماجستير في ديسمبر/كانون الأول الماضي، وكان يستعد للسير في حفل تخرج دفعته المقررة يوم 21 مايو/أيار المقبل، وذلك بعدما حصل على شهادة الماجستير من كلية الشؤون الدولية والعامة.

ويمثل الاعتقال تغييرا كبيرا في مواجهة تزايد العداء لإسرائيل وسط الشباب الأميركي، ويعكس تصميم إدارة ترامب على معالجة ما تعتبره عدم قدرة أو عدم رغبة جامعات النخبة في مواجهة العداء للسياسات الإسرائيلية.

وجاء الاعتقال نتيجة للأمر التنفيذي الذي أصدره ترامب في 29 يناير/كانون الثاني الماضي لمكافحة معاداة السامية.

وتشير صحيفة وقائع البيت الأبيض التي تشرح الأمر "إلى جميع الأجانب المقيمين الذين انضموا إلى الاحتجاجات المؤيدة للجهاديين، نبلغكم أنه في عام 2025، سنجدكم، وسنرحلكم"، حيث ترى إدارة ترامب أن الطلاب الأجانب الذين يعطلون الحرم الجامعي لا ينبغي أن يكونوا في الولايات المتحدة.

وجدير بالذكر أن جامعة كولومبيا ليست جامعة النخبة الوحيدة التي شهدت حراكا مناهضا لإسرائيل، لكنها الأبرز، وسبق وأعلنت إدارة ترامب قبل أسبوع سحب 400 مليون دولار من المنح والعقود الفدرالية المقدمة لجامعة كولومبيا.

"We will find, apprehend, and deport these terrorist sympathizers from our country — never to return again." –President Donald J. Trump ???????? https://t.co/HTWjFQ2xYA pic.twitter.com/M3vDyAdDHE

— The White House (@WhiteHouse) March 10, 2025

ومساء أمس الإثنين، أصدر القاض الفدرالي في المحكمة الفدرالية بمانهاتن بمدينة نيويورك جيسي فورمان، قرارا بعدم ترحيل محمود خليل "ما لم تأمر المحكمة بخلاف ذلك".

قانونية الترحيل

ويبلغ محمود خليل 29 عاما، وله أصول فلسطينية وسورية، وجاء طالبا عام 2022، وتزوج من زميلة أميركية ويتوقع أن يرزقا بأول أطفالهما الشهر المقبل، وعن طريق الزواج حصل خليل على بطاقة الإقامة الدائمة (الغرين كارد).

إعلان

وقانونيا، لا يمكن ترحيل حملة الغرين كارد إلا بأمر قضائي، ويمكن للأجانب والمهاجرين الحصول على بطاقات الإقامة الدائمة بعدة طرق منها عقود التوظيف، أو الزواج من أميركي أو أميركية، أو الفوز بقرعة الهجرة الأميركية، أو عن طريق الاستثمار.

وتسمح بطاقات الإقامة الدائمة (الغرين كارد) للناس بالعيش والعمل والسفر كما يفعل المواطن الأميركي، وتصدر غالبا لفترة 5 أو 10 سنوات، ويمكن التقدم للحصول على الجنسية بعد 3 سنوات من صدورها في حالة الزواج من مواطن أميركي.

وتدعي المتحدثة باسم وزارة الأمن الداخلي تريشيا ماكلولين أن خليل اعتقل دعما لأمر ترامب التنفيذي بشأن معاداة السامية، وأن خليل "قاد أنشطة متحالفة مع حركة حماس، وهي منظمة مصنفة كحركة إرهابية".

وجهات نظر متناقضة!

قبل أيام قليلة من اعتقال خليل، أصدر الاتحاد الأميركي للحريات المدنية رسالة مفتوحة إلى رؤساء الجامعات يدين الأمر التنفيذي لترامب باعتباره انتهاكا لضمان التعديل الأول لحرية التعبير.

وجاء في البيان "إن حملة ترامب القسرية الأخيرة، في محاولة لتحويل مديري الجامعات ضد طلابهم وأعضاء هيئة التدريس، تعود بنا إلى العهد المكارثي وتتعارض مع القيم الدستورية الأميركية والمهمة الأساسية للجامعات".

وعلى النقيض، يرى مدير الدراسات الدستورية في معهد مانهاتن إيليا شابيرو، أن "كل ما تفعله إدارة ترامب هو تطبيق أساسي للقانون"، مشيرا إلى أن قانون الهجرة ينص على أنه يمكن سحب تأشيرات الأشخاص أو رفض منحهم تأشيرات لعضويتهم في المنظمات الإرهابية أو دعمها.

وقالت وزارة التعليم، أمس الاثنين، إنها أرسلت رسائل إلى 60 جامعة تحذرهم من إجراءات إنفاذ محتملة إذا لم يفوا بالتزاماتهم القانونية لحماية الطلاب اليهود، وتضمنت القائمة جامعات النخبة الأميركية مثل هارفارد وييل وستانفورد وبيركلي، وجامعات حكومية كبيرة وصغيرة.

إعلان سياسيون يدعمون خليل وترامب يسميه!

ويقول الباحث بالاتحاد الأميركي للحريات المدنية بريان هاوس، إن الإدارة لم تشر إلى أي مخاوف تتعلق بالأمن القومي، فقط أشارت إلى أنشطة خليل المتعلقة بالخطاب السياسي.

كما انتقدت النائبة ذات الأصول الفلسطينية، رشيدة طليب، الديمقراطية من ولاية ميشيغان، اعتقال خليل، واصفة الحادث بأنه "انتهاك صارخ للحقوق الدستورية".

في منشور على إنستغرام، كتبت طليب "من الخطر السماح لحكومتنا باستهداف الناس بناء على الخطاب السياسي"، وحذرت من أن "المزيد من استهداف الطلاب مثل هذا سيحدث".

كما أصدر زعيم الأقلية في مجلس النواب حكيم جيفريز، الديمقراطي من ولاية نيويورك، بيانا يدعم خليل. وقال جيفريز: "محمود خليل لدية إقامة دائمة، ومتزوج من مواطنة أميركية، حامل في شهرها الثامن.. إن تصرفات إدارة ترامب تتعارض إلى حد كبير مع دستور الولايات المتحدة".

وعلى النقيض، قال ترامب في تغريدة على موقع "تروث سوشيال" (Truth Social) إن "اعتقال خليل كان أول اعتقال، والكثير قادم، نحن نعلم أن هناك المزيد من الطلاب في كولومبيا وجامعات أخرى في جميع أنحاء البلاد شاركوا في نشاط مؤيد للإرهاب ومعاد للسامية ولأميركا، ولن تتسامح إدارة ترامب مع ذلك".

ولم توجه أي اتهامات إلى محمود خليل، إلا أن المتحدثة باسم وزارة الأمن الداخلي تريشيا ماكلولين أصدرت بيانا زعمت فيه أن خليل "متحالف مع حماس، وهي منظمة إرهابية مصنفة"، يأتي ذلك فيما جمعت حملة دعم لمحمود خليل، وللمطالبة بالإفراج عنه توقيعات ما يقرب من مليوني شخص.

كولومبيا شعلة غضب جامعات أميركا

عرفت الجامعات الأميركية الربيع الماضي حراكا طلابيا واسعا احتجاجا على العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، ويُلقي الكثير من الأميركيين، طلابا وغير طلاب، باللوم على الدعم الرسمي الأميركي والمشاركة بصور مختلفة غير مباشرة في العدوان.

ونصب الطلاب خياما في الحديقة الرئيسية في جامعة كولومبيا لإظهار التضامن مع سكان غزة، وتفاقم التوتر قبل أسبوع بعد أن أدلت رئيسة الجامعة نعمت شفيق بشهادة أمام الكونغرس ركزت فيها على محاربة معاداة السامية بدلا من حماية حرية التعبير.

إعلان

ثم اتخذت الخطوة المثيرة للجدل المتمثلة في استدعاء الشرطة لاعتقال الطلاب، وهو ما أشعل نيران الغضب الطلابي في مختلف الجامعات الأميركية.

وأتاحت وسائل التواصل الاجتماعي نشر الغضب بين طلاب مئات الجامعات بعدما شاهدوا قوات شرطة مدينة نيويورك تفض الاعتصام السلمي للطلاب بطرق خشنة، وتلقي القبض على 108 من الطلاب، وأوقفت جامعة كولومبيا وكلية بارنارد التابعة لها عشرات الطلاب المشاركين في الاحتجاجات.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات رمضان الجامعات الأمیرکیة جامعة کولومبیا الحرم الجامعی إدارة ترامب محمود خلیل

إقرأ أيضاً:

كاتب أمريكي: ليس كل اليهود مشمولون بحماية ترامب.. فقط من يؤيد من إسرائيل

نشرت صحيفة "نيويورك تايمز" مقالا للصحفي، بيتر بينارت، الذي كان أحدث كتاب له هو "أن تكون يهوديا بعد تدمير غزة"، قال فيه إن تيس سيغال، وهي طالبة في السنة الثانية بجامعة فلوريدا تبلغ من العمر 20 عاما، انضمت إلى زملائها النشطاء في ساحة بارزة بالحرم الجامعي في 29 نيسان/ أبريل 2024، مطالبة الجامعة بسحب استثماراتها من شركات تصنيع الأسلحة ومقاطعة المؤسسات الأكاديمية في "إسرائيل".

درس بعض المتظاهرين أو لعبوا الورق. لاحقا، قرأوا نعي فلسطينيين قتلوا في قطاع غزة.

ثم تدخلت قوات إنفاذ القانون. ورغم أن سيغال تقول إنها لم تقاوم الاعتقال، إلا أنها كبلت بالأصفاد واقتيدت إلى السجن، حيث احتجزت طوال الليل.



وقد واجهت سيغال تهمة مقاومة الاعتقال دون عنف. أسقطت الولاية قضيتها لاحقا. إلا أن جامعة فلوريدا كانت قد حظرت دخولها إلى الحرم الجامعي.

وكان مسؤولو الجامعة قد حذروا المتظاهرين من احتمال معاقبتهم إذا انتهكوا القيود الصارمة الجديدة على الاحتجاج. كما قال المسؤولون إن ضباط الشرطة أمروا المتظاهرين بالتفرق. وقالت سيغال إن الضجيج كان مرتفعا جدا بحيث لم يمكن بالإمكان سماع هذا التوجيه.

وقالت سيغال أنها منعت من أداء امتحانها النهائي للفصل الدراسي والمشاركة في برنامج صيفي ترعاه الجامعة والذي تم قبولها فيه.

وقضت لجنة تأديبية بالجامعة بأنها لم تتصرف بطريقة مخلة بالنظام، لكنها اعتبرتها مسؤولة عن انتهاك سياسة الجامعة، من بين أمور أخرى. واقترحت اللجنة إيقافها عن الدراسة لمدة عام. وذهب عميد الطلاب المعين حديثا في الجامعة إلى أبعد من ذلك؛ ففي رسالة شاركتها مؤسسة الحقوق الفردية والتعبير، أعلن أن سلوك سيغال "تسبب في اضطراب كبير في الوظائف العادية للجامعة ومنع ضباط إنفاذ القانون من أداء واجباتهم على الفور" وزاد إيقافها إلى ثلاث سنوات.

تشترط جامعة فلوريدا على أي طالب يتغيب لأكثر من ثلاثة فصول دراسية إعادة التقدم بطلب الالتحاق. صرحت سيغال أنها كانت حاصلة على منحة دراسية كاملة. تعمل الآن في مجال خدمات الطعام ولا تعرف كيف أو متى ستعود إلى الجامعة.

ويعلق بينارت أنه في عصر يختطف فيه عملاء فيدراليون الطلاب الذين لا يحملون الجنسية الأمريكية من الشارع، قد تبدو عقوبة سيغال خفيفة نسبيا. لكن قضيتها تنطوي على مفارقة خاصة، فسيغال يهودية.

منذ 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023، طالبت العديد من المنظمات اليهودية البارزة وحلفاؤها السياسيون الجامعات مرارا وتكرارا بحماية الطلاب اليهود من خلال معاقبة انتهاكات السلوك والاحتجاج في الحرم الجامعي، بما في ذلك الإيقاف عن الدراسة أو حتى الطرد.

سيغال هي حفيدة أحد الناجين من الهولوكوستوهي خريجة معسكر صيفي يهودي، لماذا لم تشعر المنظمات اليهودية بالقلق بشأنها؟ لأنه على مدار السنوات القليلة الماضية، قام قادة اليهود الأمريكيين الرئيسيين - بالشراكة مع سياسيين متعاطفين - بشيء غير عادي: لقد أعادوا تعريف معنى أن تكون يهوديا بشكل فعال. ولإسكات إدانة "إسرائيل"، ساوا بين دعم الدولة واليهودية نفسها.

قليلون هم من عبروا عن إعادة التعريف هذه بشكل أكثر صراحة من الرئيس ترامب. في الشهر الماضي، في إشارة واضحة إلى دعم زعيم الأقلية في مجلس الشيوخ تشاك شومر غير الكافي المزعوم لـ"إسرائيل"، أعلن ترامب، "إنه لم يعد يهوديا".

ترامب ببساطة يوضح ما كان القادة اليهود يلمحون إليه لسنوات. في عام 2023، أعلن الرئيس التنفيذي لرابطة مكافحة التشهير، جوناثان غرينبلات، أن "الصهيونية أساسية لليهودية". في عام 2021، شارك المنشق السوفيتي المؤثر ووزير الحكومة الإسرائيلي السابق ناتان شارانسكي في كتابة مقال يصف فيه اليهود الذين يعارضون الصهيونية بأنهم "غير يهود".

تحدث إعادة تعريف اليهودية هذه بالتزامن مع واحدة من أقسى حملات القمع في التاريخ على النشاط اليهودي الأمريكي.

يحمل العديد من اليهود الأمريكيين، وخاصة اليهود الشباب، آراء ناقدة لـ"إسرائيل".

وجد استطلاع للرأي أجراه المعهد الانتخابي اليهودي الوسطي عام 2021، والذي يراقب مشاركة اليهود في التصويت، أن 38% من البالغين اليهود الأمريكيين الذين تقل أعمارهم عن 40 عاما يعتبرون "إسرائيل" دولة فصل عنصري، مقارنة بـ 47% ممن لم يفعلوا ذلك.

وعندما وُجهت إلى "إسرائيل" تهمة ارتكاب إبادة جماعية في غزة في استطلاع أجري العام الماضي، وافق 38% من البالغين اليهود الأمريكيين الذين تقل أعمارهم عن 44 عاما على ذلك.

بالنظر إلى هذه الأرقام، فليس من المستغرب أن يلعب اليهود دورا قياديا في الاحتجاجات ضد هجوم "إسرائيل" على غزة.

بعد أحد عشر يوما من 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023، جمعت الجماعات اليهودية التقدمية والمعادية للصهيونية، بما في ذلك "صوت يهودي من أجل السلام" ما يقرب من 400 متظاهر، كان العديد منهم يرتدي قمصانا كُتب عليها "ليس باسمنا"، واحتلوا مبنى الكونغرس.

في وقت لاحق من ذلك الشهر، قادت منظمة "صوت يهودي من أجل السلام" وحلفاؤها عملية استيلاء على محطة غراند سنترال في نيويورك.

وفي جامعة براون، اقتصر الاعتصام الأول للمطالبة بسحب الاستثمارات من الشركات التابعة لـ"إسرائيل" على الطلاب اليهود فقط.

لا يعتبر الطلاب اليهود عموما عرضة للخطر كنظرائهم الفلسطينيين والعرب والمسلمين والسود وغير المواطنين، ولكن هذا الافتراض تحديدا بتوفر قدر أكبر من الأمان هو ما جعلهم أكثر استعدادا للاحتجاج في المقام الأول. وقد دفع الكثيرون ثمنا باهظا.

ومن المستحيل معرفة نسبة الطلاب اليهود الذين عوقبوا بسبب نشاطهم المؤيد للفلسطينيين، نظرا لأن الإجراءات التأديبية الجامعية غالبا ما تكون سرية. لكن الأدلة المروية تشير إلى أهمية هذا الأمر.

وبغض النظر عن آراء المرء حول كيفية تعامل الجامعات مع النشاط الطلابي في الحرم الجامعي، هناك أمر غريب في قمعه باسم سلامة اليهود، في حين أن عددا من الطلاب الذين يتعرضون للقمع هم من اليهود.



منذ 7 تشرين الأول/ أكتوبر، علّقت أربع جامعات على الأقل مؤقتا أو وضعت تحت المراقبة فروع منظمة "صوت يهودي من أجل السلام".

في عام 2023، في احتجاجات "يهود من أجل وقف إطلاق النار الآن" بجامعة براون، تم اعتقال 20 عضوا(تم إسقاط التهم).

في فعالية مؤيدة لإسرائيل في كلية روكلاند المجتمعية بجامعة ولاية نيويورك في 12 تشرين الأول/ أكتوبر 2023، ورد أن طالبا يهوديا صرخ لفترة وجيزة "من النهر إلى البحر، ستكون فلسطين حرة" و"يهود من أجل فلسطين" قد تم إيقافه عن الدراسة لبقية العام الدراسي. في أيار/ مايو 2024، قالت أستاذة يهودية دائمة في الأنثروبولوجيا بكلية مولينبيرج إنها طردت بعد أن أعادت نشر منشور على "إنستغرام" جاء فيه جزئيا: "لا تخشوا الصهاينة. افضحوهم. لا ترحبوا بهم في أماكنكم ولا تجعلوهم يشعرون بالراحة".

وفي أيلول/ سبتمبر، وجه المدعي العام في ميشيغان تهما جنائية لمقاومة أو عرقلة ضابط شرطة، بالإضافة إلى تهم جنحية بالتعدي على ممتلكات الغير، ضد ثلاثة ناشطين يهود - بالإضافة إلى أربعة آخرين - بتهمة ارتكاب جرائم تتعلق بمخيم تضامن مع غزة في جامعة ميشيغان في آن أربور. (دفعوا جميعا ببراءتهم).

حتى عندما اتخذ الاحتجاج شكلا دينيا يهوديا، غالبا ما أُغلقت أبوابه. في خريف العام الماضي، عندما بنى طلاب يهود معارضون للحرب خلال عيد العرش (سوكوت) أكواخا تضامنية مع غزة، وهي هياكل مؤقتة تشبه الأكشاك يأكل فيها اليهود ويتعلمون وينامون خلال العطلة، قامت ثماني جامعات على الأقل بتفكيكها بالقوة، أو ألزمت الطلاب بذلك، أو ألغت الموافقة على بنائها. (أعلنت الجامعات أنه لم يُسمح للمجموعات بإقامة هياكل في الحرم الجامعي).

على الرغم من ذلك، أشادت المنظمات اليهودية المؤيدة لـ"إسرائيل" بالجامعات التي قمعت الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين.

عندما علّقت جامعة كولومبيا فرعها من منظمة "صوت يهودي من أجل السلام" إلى جانب منظمة "طلاب من أجل العدالة في فلسطين"، هنأت رابطة الدفاع عن الحقوق الجامعة على وفائها "بالتزاماتها القانونية والأخلاقية بحماية الطلاب اليهود".

بعد أن فرقت شرطة نيو هامبشاير مخيم دارتموث التضامني مع غزة، شكرت رابطة الدفاع عن الحقوق رئيس الكلية على "حماية حق جميع الطلاب في التعلم في بيئة آمنة".

لكن التجربة لم تكن آمنة بالنسبة لأنيليس أورليك، الرئيسة السابقة لبرنامج الدراسات اليهودية في الكلية، التي قالت إنها قيدت بقيود بلاستيكية وتعرضت للضرب على جسدها وسحبت بالقوة من قبل ضباط الشرطة عندما دخلوا.

بعد أن أعلنت المدعية العامة للولاية أنها ستوجه اتهامات ضد المتظاهرين في مخيم جامعة ميشيغان الذين زعم أنهم انتهكوا القانون، أشاد بها مسؤول في الاتحاد اليهودي لمدينة آن أربور الكبرى لتصرفها "بشجاعة".

ومع ذلك، يواصل اليهود الاحتجاج. في أوائل نيسان/ أبريل، قامت مجموعة صغيرة من الطلاب اليهود بتقييد أنفسهم ببوابات جامعة كولومبيا احتجاجا على استمرار احتجاز محمود خليل، طالب الدراسات العليا السابق وحامل البطاقة الخضراء، والمحتجز الآن في مركز احتجاز تابع لهيئة إنفاذ قوانين الهجرة والجمارك في لويزيانا بسبب مشاركته في احتجاج في الحرم الجامعي.

وقبيل عطلة عيد الفصح، وقّع أكثر من 130 طالبا وعضوا في هيئة التدريس وخريجا يهوديا من جامعة جورج تاون رسالة احتجاج على اعتقال بدر خان سوري، وهو زميل ما بعد الدكتوراه متهم بنشر دعاية حماس والترويج لمعاداة السامية.

هناك مفارقة عميقة في التشكيك الواضح من جانب المؤسسة اليهودية الأمريكية في يهودية هؤلاء المعارضين الشباب. لأن ما يميز نشطاء الطلاب اليهود اليوم عن الأجيال السابقة من اليساريين اليهود الأمريكيين هو بالتحديد اهتمامهم بدمج الطقوس اليهودية نفسها في احتجاجاتهم.

في نيويورك وحدها، نشأت ما لا يقل عن 10 مجتمعات صلاة، غير صهيونية أو معادية للصهيونية، في السنوات القليلة الماضية. يسكنها في الغالب يهود لا يتجاوز عمرهم بكثير عمر الطالبة تيس سيغال.

أقامت منظمة "يهود جامعة براون من أجل وقف إطلاق النار الآن" خيمة تضامن مع غزة في الخريف الماضي.



بدأت إحدى الطالبات اليهوديات، خوفا من تخريب الخيمة أو تفكيكها، بحراستها ليلا. حتى أنها انضمت إلى طلاب آخرين ناموا في المبنى المتهالك، الذي يرمز إلى الضعف البشري والحماية الإلهية، كما فعل اليهود منذ آلاف السنين، على الرغم من حظر الإدارة.

لقد أفلتت من الإجراءات التأديبية دون عقاب، لكنها سرعان ما دبرت خطة أخرى تربط يهوديتها بدعمها للقضية الفلسطينية: أن تجري طقوس (بات ميتزفاه) متأخرة، حيث يتم الاحتفاء بالتزام البنت بالشريعة اليهودية عندما تصل سن البلوغ.

في شباط/ فبراير الماضي، دُعيت إلى التوراة لأول مرة، في حفل أقامه بالكامل أعضاء منظمة يهود [جامعة] براون من أجل وقف إطلاق النار الآن، والتي تُسمى الآن "يهود براون من أجل تحرير فلسطين".

بالنسبة لترامب وقادة المؤسسة اليهودية الأمريكية، قد لا تكون يهودية حقيقية. ولكن مثل الكثيرين في جيلها، فهي تثبت لهم خطأهم بغضب وفرح.

مقالات مشابهة

  • جامعة ابن سينا تصدم الطلاب.. جامعات السوق الأسود والسمسرة
  • لطلاب الثانوية العامة 2025.. كيف تحصل على منحة الجامعات الأهلية؟
  • قاض أميركي يأمر بالإفراج عن الطالب الفلسطيني محسن مهداوي
  • جامعات أمريكا تنتفض ضد ترامب.. 400 رئيس يعارضون قمع مناصري فلسطين
  • جامعة بنها تحصد 20 ميدالية في بطولة الجامعات المصرية لألعاب القوى
  • طلاب جامعة أسيوط التكنولوجية يحصدون مراكز متقدمة في المسابقات الفنية على مستوى الجامعات
  • وزارة التعليم العالي: جامعة شرق بورسعيد أحد ثمار التنمية بتكلفة 646 مليون جنيه
  • كاتب أمريكي: ليس كل اليهود مشمولين بحماية ترامب.. فقط من يؤيد إسرائيل
  • كاتب أمريكي: ليس كل اليهود مشمولون بحماية ترامب.. فقط من يؤيد إسرائيل
  • كاتب أمريكي: ليس كل اليهود مشمولون بحماية ترامب.. فقط من يؤيد من إسرائيل