يحظى المشهد الثقافي في دولة الإمارات برعاية ودعم لا محدود من الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، الذي تولي سياساته وتوجيهاته الحكيمة اهتماماً خاصاً بتعزيز التنمية الثقافية والإبداعية كجزء أصيل من الهوية الإماراتية.

لم يكن اهتمام رئيس الدولة بالمشهد الثقافي عابراً، لكنه راسخاً في النفس ومتجذراً في الفكر، فوسط مجلس عامر بالأدب والثقافة، نشأ الشيخ محمد بن زايد، وتشربت ذائقته منذ الطفولة، محبة الكلمة، والحكمة، والمثل، وتقدير التراث والموروث، ومواكبة جماليات التطور، دون الانسلاخ عن عراقة الماضي وأصالته.

يهتم الشيخ محمد بن زايد بالشعر اهتماماً كبيراً، خاصة الشعر النبطي، ويحرص بشكل متواصل على توفير الدعم للمسابقات الشعرية وغيرها من المناسبات والفعّاليات الثقافية، وذلك من خلال رعايته لها وحضوره بشكل شخصي لعدد كبير منها. بالإضافة إلى ذلك يحرص دائماً على تأكيد التزامه بالأنشطة الثقافية والمبادرات المبتكرة للمجتمع المحلي في المجالين الفني والأدبي.

ومنذ عشرات السنين تعتبر مكرمة الشيخ محمد بن زايد السنوية لشراء مجموعة قيَمة من الكتب والمراجع والمواد التعليمية في معرض أبوظبي الدولي للكتاب، ليتم توزيعها على مكتبات مدارس الدولة، مبادرة فريدة تدعم دور النشر المشاركة في المعرض وتدعم قطاع التعليم وتثري مراجع الطلبة وتسهل عليهم تحصيل العلوم والمعارف.
وطالما حرص الشيخ محمد بن زايد على حضور العديد من الفعاليات الثقافية، فضلاً عن دعم واستقطاب المشاريع الثقافية والإبداعية، حيث تواصلت مسيرة النهضة الثقافية في عهده، حتى أصبحت الإمارات منارة تتلألأ في سماء الفكر والمعرفة.

ويتجلى دعم المشهد الثقافي في ما يقدمه مركز أبوظبي للغة العربية من أعمال جليلة؛ تهتم بتشجيع النهوض باللغة العربية في جميع جوانب الحياة: الأكاديمية والثقافية والحياة العامة، وتقديم الدعم للباحثين والمهنيين والناشطين في شتى مجالات الدراسات العربية والشرق أوسطية، وتعزيز الاهتمام بتعلّم اللغة العربية بين الناطقين بها وغير الناطقين بها، وقيادة جهود البحث والتطوير اللغوي والدعم النشط للبحث ونقل المعرفة والإبداع والتأليف والترجمة والنشر.
وقد أسس المركز جائزة الشيخ زايد للكتاب المرموقة؛ لتكريم الأعمال المنشورة باللغة العربية واللغات الأخرى، كما أن المركز أحد الرعاة الرسميين للجائزة العالمية للرواية العربية، إحدى الجوائز الأدبية المهمة في العالم العربي. وينظم المركز المعارض والمؤتمرات البحثية والندوات الأكاديمية والمنتديات العامة الدولية البارزة بصفة دورية، ومنها قمة اللغة العربية ومعرض أبوظبي الدولي للكتاب.
ولا شك أن المنطقة الثقافية في جزيرة السعديات، وما تشتمل عليه من متاحف فريدة من نوعها، ومراكز لتعليم الموسيقى، والفنون بأنواعها، تقف شاهدة على مدى التطور الحضاري والثقافي، الذي حمل رايته رئيس الدولة، ومضى على نهج الشيخ زايد، في رسم مسيرة التقدم والازدهار، والانفتاح على ثقافات العالم، انطلاقا من ثقافة إماراتية عريقة، وراسخة.
أما على صعيد الاهتمام بالتراث، فقد ورث الشيخ محمد بن زايد آل نهيان شغفه بالصيد والصيد بالصقور (القنص)، عن المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، وتجسد هذا الاهتمام في رعاية العديد من المهرجانات التراثية، مثل مهرجان الشيخ زايد والمعرض الدولي للصيد والفروسية، وغيرها من الفعاليات التي ترسخ حب التراث لدى جميع فئات المجتمع، وتشجعهم على حفظه والاهتمام به وبالسنع الإماراتي.
وتم تتويج المشهد الثقافي عام 2019 عندما تم إطلاق استراتيجية أبوظبي للصناعات الثقافية والإبداعية، من خلال أجندة ثقافية امتدت لـ 5 سنوات، ونجحت في خلق بيئة ملائمة لازدهار الصناعات الثقافية والإبداعية، وأصبحت الامارات حاضنة عالمية للمواهب الإبداعية ومركزاً إقليمياً رائداً في إنتاج وتصدير المحتوى الثقافي والإبداعي.

بأحرف خالدة يسجل التاريخ كلمات الشيخ محمد بن زايد التي يقول فيها:" نحن في دولة الإمارات نعدُّ العلم والثقافة جزءًا لا يتجزأ من إرثنا الحضاري، ومن العملية التنموية، ومن بناء الإنسان والهوية المنفتحة الواثقة بنفسها، دون أن تتنكر لقيمها وأصالتها وتراثها ".
ولا شك أن التنمية الثقافية الشاملة والمستدامة في الإمارات، وفرَت الرعاية والدعم غير المحدود للكتاب والأدباء والفنانين والعاملين بالمجال الثقافي الإماراتي.
 وخلال هذه البيئة الصحية والملائمة، غدت أبوظبي محطة لأهم المؤتمرات والفعاليات الثقافية، مثل "القمة الثقافية" ومعرض فن أبوظبي، كما ساهمت توجيهات الشيخ محمد بن زايد ومتابعته، في دعم معرض أبوظبي الدولي للكتاب، مما حقق نقلة نوعية، جعلت المعرض يتصدر المشهد الثقافي في دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية ومنطقة الشرق الأوسط.
 ومضت الإمارات بتسجيل عناصر من التراث الوطني على القائمة التمثيلية لليونسكو للتراث الثقافي غير المادي للبشرية، مثل الصقارة والسدو والعيالة والتغرودة والقهوة والمجلس والعازي والرزفة، كما أدرجت العديد من مواقع العين التاريخية على قائمة اليونسكو لمواقع التراث العالمي، مثل جبل حفيت وهيلي وبدع بنت سعود والعديد من الواحات في مدينة العين تحديداً.
 وتعتبر الإمارات من أهم أعضاء التحالف الدولي لحماية التراث في مناطق النزاع (ألف)، التي تم إنشاءها أثناء المؤتمر الدولي للحفاظ على التراث الثقافي المهدد بالخطر، الذي عقد في أبوظبي في ديسمبر 2016م، ونص على إطلاق تحالف دولي جديد، وإنشاء صندوق دعم للبرامج والمشروعات الرامية إلى حماية التراث الثقافي، وكذلك خلق شبكة دولية من الملاجئ؛ لصون الممتلكات الثقافية المعرّضة للخطر .
وقد صُنِّفَت الإمارات في المرتبة السادسة على قائمة أكبر الدول المانحة لمنظمة اليونسكو، بالإضافة إلى مبادراتها في مجال التعليم والثقافة والعلوم .

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: وقف الأب رمضان 2025 عام المجتمع اتفاق غزة إيران وإسرائيل صناع الأمل غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية محمد بن زايد الثقافیة والإبداعیة الشیخ محمد بن زاید المشهد الثقافی الشیخ زاید

إقرأ أيضاً:

محمد بن زايد: الإمارات حريصة على استثمار التطور في التكنولوجيا للنهوض بالتعليم

أبوظبي: وام

أبوظبي - وام
استقبل صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة «حفظه الله»، اليوم، عدداً من المعلمين والإداريين والطلاب المتميزين من مختلف مدارس الدولة بمناسبة شهر رمضان المبارك.
وهنأ صاحب السمو رئيس الدولة، خلال اللقاء الذي جرى في قصر البطين في أبوظبي، المعلمين والإداريين والطلاب المتميزين بالشهر الفضيل، داعياً الله تعالى أن يعيده عليهم وعلى أسرهم بالخير والسعادة، وشكرهم لجهودهم المتميزة في المجال التعليمي، مؤكداً أن التعليم الذي يتمحور حول الإنسان والارتقاء بقدراته ومهاراته يمثل أولوية رئيسة للدولة لأنه طريقها نحو المستقبل الأفضل الذي تطمح إليه وتعمل من أجله.
وشدد سموه على أن دولة الإمارات حريصة على استثمار التطور في مجال التكنولوجيا وخاصة الذكاء الاصطناعي للنهوض بالتعليم، وفي الوقت نفسه تعد العنصر البشري المتميز سواء كان معلماً أو إدارياً أو طالباً المحرك الأساسي للعملية التعليمية ودوره جوهري في تحقيقها لأهدافها المرجوة.
ودعا صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، المعلمين والإداريين والطلاب المتميزين إلى مواصلة العمل والمثابرة لتحقيق طموحاتهم وخدمة مجتمعهم.
حضر اللقاء عدد من الشيوخ والوزراء وكبار المسؤولين بجانب عدد من القيادات التربوية.

مقالات مشابهة

  • خالد بن محمد بن زايد يحضر المجلس الرمضاني لحكومة أبوظبي "برزة أبوظبي"
  • خالد بن محمد بن زايد يحضر المجلس الرمضاني لحكومة أبوظبي برزة أبوظبي
  • خالد بن محمد بن زايد يشهد توقيع اتفاقية شراكة استراتيجية لترسيخ ريادة الترفيه في أبوظبي
  • خالد بن محمد بن زايد يشهد توقيع اتفاقية شراكة استراتيجية بين دائرة الثقافة والسياحة – أبوظبي وشركتي “نوفا سكاي ستوريز” و”أنالوج”
  • خالد بن محمد بن زايد يشهد توقيع اتفاقية شراكة استراتيجية بينالثقافة والسياحة- أبوظبي وشركتي نوفا سكاي ستوريز وأنالوج
  • محمد بن زايد يُصدر قانوناً بشأن إعادة تنظيم الإدارة العامة للجمارك – أبوظبي
  • أزمة إنتاج النخب الثقافية: فوضى المشهد وانعكاساته على الوعي المجتمعي
  • عبدالله بن زايد يبحث التعاون الثقافي مع وزيرة الثقافة الفرنسية في باريس
  • محمد بن زايد: الإمارات حريصة على استثمار التطور في التكنولوجيا للنهوض بالتعليم