في ظل تصاعد التوترات السياسية والعسكرية في جنوب السودان، أعلنت أوغندا عن نشر قوات خاصة بالعاصمة جوبا لتعزيز الأمن والاستقرار، وسط مخاوف متزايدة من اندلاع حرب أهلية جديدة بين الرئيس سلفاكير ميارديت ونائبه الأول رياك مشار.

يأتي هذا التحرك في وقت حرج، حيث تواجه البلاد سلسلة من الاشتباكات الدامية والاعتقالات السياسية التي تهدد اتفاق السلام الهش الموقع عام 2018.

الشرطة العسكرية في جنوب السودان خلال عملية تمشيط في جوبا (الفرنسية)

وشهدت الأسابيع الأخيرة زيادة ملحوظة في أعمال العنف في مناطق متفرقة من جنوب السودان.

ووفقًا لتقارير وكالة أسوشيتد برس، فقد اندلعت اشتباكات عنيفة في بلدة الناصر بولاية أعالي النيل بين القوات الحكومية ومجموعات مسلحة، أسفرت عن مقتل ضابط وعدد من الجنود.

ووصفت هذه الاشتباكات بأنها الأعنف منذ شهور، مما زاد من المخاوف بشأن مستقبل اتفاق السلام.

إضافة إلى ذلك، تعرضت مروحية تابعة للأمم المتحدة أثناء تنفيذها مهمة إجلاء إنسانية لإطلاق نار كثيف، مما أسفر عن مقتل أحد أفراد الطاقم وإصابة اثنين آخرين.

ونددت الأمم المتحدة بالهجوم، معتبرة أنه يشكل انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي، ويعكس انعدام الأمن المتزايد في البلاد.

إعلان التدخل الأوغندي

وفقًا لصحيفة الإندبندنت، فإن التدخل العسكري الأوغندي يعكس قلق كمبالا من تداعيات الأزمة المتفاقمة في جنوب السودان، خاصة أن أي تصعيد قد يؤدي إلى نزوح أعداد كبيرة من اللاجئين إلى أوغندا، مما يزيد الضغط على الموارد الوطنية ويهدد الاستقرار الداخلي.

في سلسلة منشورات على منصة إكس (تويتر سابقًا)، أكد نجل الرئيس موسيفيني ورئيس أركان الجيش الأوغندي، موهوزي كاينيروغابا، أن بلاده لن تتسامح مع أي محاولة لإضعاف سلطة الرئيس سلفاكير.

وأضاف "نحن في الجيش الأوغندي لا نعترف إلا برئيس واحد لجنوب السودان، وهو فخامة الرئيس سلفاكير… وأي تحرك ضده يُعد إعلان حرب على أوغندا".

يعكس هذا التصريح القوي التزام أوغندا بدعم حكومة سلفاكير، خاصة في ظل العلاقة الوثيقة التي تجمعه بالرئيس الأوغندي يوري موسيفيني، الذي يُعد أحد أبرز الداعمين الإقليميين له.

مخاطر انهيار اتفاق السلام

على الرغم من أن اتفاق السلام الموقع عام 2018 أنهى حربًا أهلية دامية استمرت 5 سنوات وأودت بحياة أكثر من 400 ألف شخص، فإن التوترات السياسية والعسكرية المستمرة تهدد بانهيار هذا الاتفاق وإعادة البلاد إلى دوامة العنف.

خريطة جنوب السودان (الجزيرة)

ووفقًا لتقارير وكالة أسوشيتد برس، فإن عمليات الاعتقال السياسي التي نفذتها حكومة الرئيس سلفاكير ضد وزيرين وعدد من القادة العسكريين الموالين لمشار، إلى جانب المواجهات المسلحة الأخيرة، تعد ضربة قوية لجهود المصالحة، وقد تدفع البلاد نحو صراع جديد يهدد أمن واستقرار المنطقة بالكامل.

الدعوة لضبط النفس

في ظل هذه التطورات، دعت الأمم المتحدة والمنظمات الدولية إلى ضبط النفس وحثت جميع الأطراف على العودة إلى طاولة الحوار، محذرة من أن تصاعد العنف قد يؤدي إلى انهيار التقدم السياسي الذي تحقق خلال السنوات الأخيرة.

قوات حفظ السلام في جنوب السودان دعت للهدوء بعد مواجهات عسكرية بين الحكومة والمعارضة (رويترز)

كما أكدت مصادر لبي بي سي أن هناك ضغوطًا إقليمية ودولية متزايدة على قادة جنوب السودان للالتزام باتفاق السلام وتجنب التصعيد العسكري، خاصة أن عودة الحرب ستؤدي إلى كارثة إنسانية جديدة في المنطقة.

إعلان

ومع استمرار تصاعد التوترات الأمنية والسياسية، يبقى مستقبل جنوب السودان غامضًا، إذ تظل البلاد متأرجحة بين إمكانية تعزيز السلام عبر جهود دبلوماسية مكثفة، وبين خطر الانزلاق نحو صراع مسلح قد تكون عواقبه مدمرة على البلاد والمنطقة بأسرها.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات رمضان فی جنوب السودان الرئیس سلفاکیر اتفاق السلام

إقرأ أيضاً:

الأسواق الأوروبية ترتفع بعد تراجع دام أربعة أيام وسط تصاعد التوترات التجارية العالمية

المناطق_متابعات

ارتفعت مؤشرات الأسهم الأوروبية، اليوم الثلاثاء؛ متعافية من سلسلة خسائر استمرت لأربعة أيام، حيث تداول المستثمرون في ظل تصاعد التوترات التجارية العالمية.

وارتفع مؤشر “داكس” في ألمانيا بنسبة 1.4%، بينما سجل مؤشر “كاك 40” في فرنسا زيادة بنسبة 1.8%، وارتفع مؤشر “فوتسي 100” في المملكة المتحدة بنسبة 0.9%؛ بحسب ما نقلته شبكة (سي إن بي سي) الأمريكية.

أخبار قد تهمك مؤشرات الأسواق الأوروبية تفتتح تعاملاتها على ارتفاع 18 أكتوبر 2024 - 1:48 مساءً

ومع ذلك، كان مؤشر “ستوكس 600” الأوروبي قد تراجع بنسبة 4.5% أمس الاثنين، ليغلق عند أدنى مستوى له منذ يناير 2024.

وتواجه الأسواق العالمية ضغوطًا شديدة جراء فرض رسوم جمركية واسعة من قبل إدارة ترامب، حيث صرح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بأن هذه السياسة هي الوسيلة الوحيدة “لعلاج” العجز المالي الضخم مع دول مثل الصين والاتحاد الأوروبي.

ورغم الانتعاش الذي شهدته الأسواق اليوم الثلاثاء، فإن هذه التوترات التجارية لا تظهر أي مؤشر على التهدئة، حيث نفى البيت الأبيض امس الاثنين الشائعات حول إمكانية تعليق الرسوم الجمركية.

بالإضافة إلى ذلك، تعهدت الصين بـ”القتال حتى النهاية” بعد تهديد ترامب الأخير بزيادة الرسوم الجمركية على واردات الصين بنسبة 50%، ما لم تتراجع بكين عن رفعها الأخير بنسبة 34% على السلع الأمريكية.

ومن المقرر أن يصوت أعضاء الاتحاد الأوروبي على تدابيرهم المضادة ضد الرسوم الجمركية الأمريكية غدا الأربعاء، وقد أعدت المفوضية الأوروبية، التي تنسق سياسة التجارة في الاتحاد، قائمة بالواردات الأمريكية التي تبلغ قيمتها 21 مليار يورو، مع خطط لتقليصها إلى 18 مليار يورو لفرض الرسوم عليها.

كما تعرض القطاع المصرفي الأوروبي لضغوط كبيرة في الآونة الأخيرة بسبب المخاوف المتزايدة من اندلاع حرب تجارية واحتمالية حدوث ركود عالمي، مما قد يؤدي إلى انخفاض الإنفاق، وضعف الطلب على القروض، وضغط على الرسوم الناتجة عن الاستشارات في الصفقات.

مقالات مشابهة

  • سلفاكير يطيح بمسؤول رفيع في حكومة جنوب السودان
  • أطفال جنوب السودان يموتون بعد خفض المساعدات الأمريكية
  • خطوة لاستعادة وحدة البلاد .. روسيا تعلق علي الاتفاق بين الحكومة السورية وقوات قسد
  • هبوط جماعي في الأسواق العالمية وسط تصاعد التوترات التجارية
  • منظمة حقوقية دولية: خفض المساعدات الأميركية يودي بأطفال جنوب السودان
  • جوبا ترضخ للضغوط الأميركية وتستقبل كونغوليا أبعدته أميركا
  • تصاعد نيران الحرب وضرورة وقفها
  • الرئيس اللبناني: خرق إسرائيل اتفاق وقف النار يهدد الاستقرار جنوب لبنان
  • الأسواق الأوروبية ترتفع بعد تراجع دام أربعة أيام وسط تصاعد التوترات التجارية العالمية
  • جنوب السودان: القرار الأمريكي لأننا رفضنا استقبال مُرحّل من جنسية أخرى