البلاستيك يغزو حياتنا وبيئتنا وخلايا أدمغتنا
تاريخ النشر: 11th, March 2025 GMT
يعد التلوث البلاستيكي أحد أكبر التحديات البيئية في القرن الحادي والعشرين، فالاستخدام المتزايد للمواد البلاستيكية في الوقت الحاضر والتخلص منها بشكل فوضوي لا يشكل عبئا خطيرا على البيئة فقط، بل أيضا على صحة الإنسان.
وأشارت دراسة علمية جديدة إلى أن أصغر أجزاء النفايات البلاستيكية التي نستعملها في حياتنا اليومية أو ما يعرف بـ"البلاستيك النانوي" تجد طريقها إلى أعمق أجزاء أجسامنا، بما في ذلك خلايا أدمغتنا وحليب الأمهات.
وحسب غارديان البريطانية، تمكن العلماء الآن من التقاط أول دليل مرئي على وجود هذه الجزيئات داخل الخلايا البشرية، مما أثار تساؤلات ملحة حول تأثيرها على صحتنا، من الطعام الذي نتناوله إلى الهواء الذي نتنفسه.
كيف تتسلل الجسيمات البلاستيكية لأنسجتنا؟على عكس المواد الطبيعية مثل الخشب والورق، لا يتحلل البلاستيك تماما، وعندما ينتهي به المطاف في مكب النفايات، يتفكك إلى تريليونات من القطع والجزيئات المجهرية التي تأخذها الرياح والمياه إلى كل مكان تقريبا، وتسلل هذه الجزيئات إلى الهواء وأنظمة المياه، كما تستهلكها الكائنات الحية التي يتغذى عليها الإنسان".
كما تتسرب تلك الجزيئات الدقيقة من خلال استعمالنا اليومي للمواد البلاستيكية، بما فيها قطع اللباس والأواني والحافظات البلاستيكية وأدوات الطهي، ويؤدي تسخين الأكل في أوعية بلاستيكية في الميكرويف إلى نشر هذه الجزيئات المجهرية أيضا.
إعلانوتؤكد دراسة أجراها صندوق الحياة البرية العالمي عام 2019 أن الشخص العادي يبتلع حوالي 5 غرامات من البلاستيك كل أسبوع، وتشير أبحاث أخرى إلى أنه يبتلع ما لا يقل عن 50 ألف جزيء من البلاستيك سنويا.
وفي عام 2022، وجد باحثون في هولندا الميكروبلاستيك في دم الإنسان لأول مرة، كما اكتشفت الجزيئات المجهرية من البلاستيك في قلوب أشخاص خضعوا لجراحة القلب عام 2023، وعُثر على جزيئات البلاستيك في الأجهزة التناسلية للرجال.
قد يكون من الطبيعي أن تجد جزيئات البلاستيك طريقها إلى تلك الأعضاء. لكن المفاجأة كانت بوجودها في الدماغ، فهو مصمم لإبقاء الأشياء خارجا، من خلال ما يسمى "حاجز الدم" في الدماغ.
وحسب دراسة نشرت في مجلة "طبيعة" (Nature) يمكن للبلاستيك النانوي اختراق الأغشية الخلوية والوصول إلى المخ الذي يحتوي على ما يصل إلى 30 ضعفا من الميكروبلاستيك أكثر من الكبد والكلى.
ويعتقد الباحثون أن الخلايا المناعية تلتهم جزيئات البلاستيك وتنتقل عبر مجرى الدم، لتستقر في النهاية في الأوعية الدموية بالدماغ.
وتؤدي الجسيمات، التي قد تتراكم في الأنسجة الداخلية إلى تأثيرات صحية طويلة الأمد، مثل التهابات أو اضطرابات هرمونية، وغيرها، ووجدت الدراسة أن تركيزات الميكروبلاستيك في الأشخاص الذين ماتوا بسبب الخرف كانت أعلى بنحو 6 أضعاف الموجودة في الأدمغة السليمة.
وحسب موقع "ستاتيستا"، بلغ الإنتاج العالمي من البلاستيك 413.8 مليون طن متري في عام 2023 نظرا للنمو المستمر في الطلب، ومنذ أن بدأت صناعة البلاستيك عام 1907، انتشر تدريجيا وأصبح من أخطر أسباب التلوث.
ووفق تقديرات منظمة "تحرروا من البلاستيك" (Break Free From Plastic) تتم إعادة تدوير 10% فقط من النفايات البلاستيكية. ويستهلك العالم نحو 5 آلاف مليار كيس بلاستيكي سنويا، وفق تقديرات موقع ستاتيستا.
إعلانومن المنتظر أن يصل الإنتاج العالمي من البلاستيك 1.1 مليار طن بحلول عام 2050، وتشير إحصائيات إلى أن 1.8 تريليون قطعة بلاستيكية تطفو على مياه المحيطات والبحار والأنهار.
وفي كل عام، يدخل ما لا يقل عن 14 مليون طن من النفايات البلاستيكية محيطات العالم، وتلحق هذه النفايات أضرارا جسيمة بالحياة البحرية، وتدمر التنوع البيئي.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات رمضان النفایات البلاستیکیة من البلاستیک
إقرأ أيضاً:
«بيئة» وبلدية عجمان تتعاونان بإدارة النفايات
وقعت مجموعة «بيئة»، المتخصصة في مجال الاستدامة والابتكار، أمس الأول، مذكرة تفاهم، مع دائرة البلدية والتخطيط في عجمان، لإعادة صياغة ممارسات إدارة النفايات في جميع أنحاء إمارة عجمان في خطوة مهمة تهدف إلى تعزيز الاستدامة البيئية، وترسيخ الاقتصاد الدائري.
وقع المذكرة في المقر الرئيسي لـ«بيئة»، عبد الرحمن محمد النعيمي مدير عام دائرة البلدية والتخطيط في عجمان، وخالد الحريمل الرئيس التنفيذي ونائب رئيس مجلس الإدارة في «بيئة»، مؤكدين التزام المؤسستين بالتعاون لتعزيز الاقتصاد الدائري وتحسين القدرة على مواجهة التحديات البيئية والمساهمة الفاعلة في تحقيق استراتيجية التنمية المستدامة لدولة الإمارات.
وأكد عبد الرحمن محمد النعيمي، أهمية تعاون دائرة البلدية والتخطيط في عجمان مع «بيئة»، بوصفها شركة رائدة إقليمياً في تقديم حلول مبتكرة لإدارة النفايات، ما يتيح للدائرة تلبية الاحتياجات الحالية، وضمان تحقيق الاستدامة على المدى الطويل في الإمارة. من جانبه أعرب خالد الحريمل، عن الفخر بتوسيع شراكة «بيئة» الاستراتيجية الطويلة الأمد مع دائرة البلدية والتخطيط في عجمان، والتي تمثل خطوة إضافية في المسيرة المشتركة نحو تحقيق مستقبل مستدام لإمارة عجمان، موضحاً أن هذا التعاون الجديد يهدف للارتقاء بالجهود الحالية في مجال الإدارة المستدامة للنفايات.
وتواصل «بيئة» حالياً إجراء دراسات شاملة لاستكشاف إمكانات تطوير بنية تحتية لتحويل النفايات إلى موارد قيّمة في عجمان، مستندة بذلك إلى علاقتها الوطيدة والمستمرة مع الإمارة، وتشمل الدراسات جميع جوانب إدارة النفايات، بدءاً من الحلول الرقمية لجمع النفايات لتلبية الطلب الخدمي في المجتمعات والمشاريع، مروراً بمعالجة النفايات لغرض إعادة التدوير واستخلاص المواد وإنتاج الوقود والمواد البديلة، وصولاً إلى حلول تحويل النفايات إلى موارد طاقة لمواجهة تحدي النفايات التي يصعب إعادة تدويرها بالتوازي مع إنتاج طاقة نظيفة. (وام)