يحتوي كتاب "بقايا امرأة" للكاتبة الشابة ميرا عابدين على 19 نصاً نثرياً تقع في 107 صفحات، ويستهل الكتاب الصادر عن بيبليوسميا للنشر والتوزيع، بمقطع تقول فيه المؤلفة: "من دموعها بدأت الحياة، وفوق جبينها تكاتفت خطوط الزمن، فمنحتهم سرّها، وإن كان بعضاً من بقايا امرأة، بلا عنوان" ثم نطالع إهداء بكلمات عذبة " علمتني تلك الأنثى كيف أحب وكيف أتناغم بحلو الكلام.

. إلى أجمل نساء الأرض.. إلى أمي".

وبمقدمة الكتاب مناجاة للمولى عز وجل، يدرك منها القارئ أنه أمام روح شفافة مسكونة بالأسئلة والأدعية والرجاء، وتتوالى عناوين النصوص، "هي وبقاياها، قارب الأمل، ماض لن يعود، على قيد الحب، دمعة وابتسامة، طفولة لا تكبر، بين صفحات الذكريات، رسائل القدر، صدى الروح، خطوات عابثة، بعد الرحيل، سكون وصمت، موعد مع الصدق، لحن الرجوع الأخير، خفايا القلب، خلف الضباب، عصر الجليد، تنهيدة عشق، ثم أمل وسلام".

تعكس النصوص خيالاً واسعاً تتمتع به الكاتبة، فنجدها ترسم بالكلمات لوحات ومشاهد نابضة، لا سيبما وأنها تمارس الفن والرسم بالريشة والألوان أيضاً، وذلك يبدو جلياً في تفاصيل ما كتبته.. ومنه قولها: "أطلقت صرخة مكبوتة بين حنايا القلب وأضلع الصدر/ لم يسمعها سوى ليل طويل/ وبعض فراشات حائمات حول ضوء الغرفة/ بكت بهدوء حاد/ تمتزج آهاته مع اهتزازات الستائر، فيزيد حزنها/ وتمسح دمعتين سالتا برقّة/ لم تحنّ إلى موجات صوته بعد ليلتها/ فقد غادر حلمها/ ورحل".

في "بقايا امرأة" تهمس الكاتبة بلغة مفعمة ببراءة أغاني الأطفال، وسيل من عاطفة حزن وانكسار، ألم وعتاب، فقدان وغياب، ثم خذلان، وتسليم بما يمليه القدر، وإصرار على الكفاح والبقاء على قيد الأمل، وبرغم كل الصعوبات، تمنح القارئ خلاصة تجربتها في دوامة الحياة، فنجدها تقول: "تعلم كيف تنسج من خيوط الشمس أملاً/ تعلم كيف ترحل عندما يضيق بك العالم" وفي مقطع آخر تقول: " اجمع قواك / لملم بعثرة نفسك / وارحل بصمت/ فالصمت لغة الأقوياء/ حين تعجز قلوبنا وعقولنا عن التعبير".

وفي نص "خطوات عابثة" تقول ميرا عابدين: "لا يمكن أن ندرك حقيقة السراب إلا إذا اقتربنا منه.. / رؤيته انبهار / وملمسه انكسار".

وفي "تنهيدة عشق" تؤكد الكاتبة على ثنائية الحب والبقاء بين آدم وحواء وباختصار لا يهادن تقول: "لا تملك المرأة عنواناً إلا صدر الحبيب/ فإن رحل قيّدت مجهولة العنوان/ لأن الطريق إلى صدره مغلقاً إلى إشعار آخر"، أما في نص "أمل وسلام" فنجدها تقول أيضاً: "يقولون النسيان نعمة / وكيف ينعم من نسي الحياة وبقيت أنت ؟ ".

وتختتم الكاتبة نصوصها النثرية بلغة شاعرية توصي قارئها وربما نفسها، قائلة: "عش كالملاك / أنقى من بياض الثلج / وأخف من عصفور/ .. خاضعاً لإرادة الله / فليس للقلوب عليك سلطان".

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: التغير المناخي محاكمة ترامب أحداث السودان النيجر مانشستر سيتي الحرب الأوكرانية عام الاستدامة الملف النووي الإيراني

إقرأ أيضاً:

لوبس: الأمن والحياة الطبيعية أمل شباب غزة بعد عام من الحرب

قالت مجلة لوبس إنها طلبت من 4 شابات في قطاع غزة قبل عام تقديم وجهات نظرهن حول الحرب، ثم كررت نفس الطلب هذا العام، فقبلت اثنتان منهن الحديث عن عام من الحرب الإسرائيلي على القطاع والبؤس هذا، وهي تستعرض ما كتبته الطالبة نوار دياب من جامعة الأزهر في غزة.

تقول نوار (21 عاما)، وهي تصف نفسها بأنها "فلسطينية ملتزمة بتحرير المرأة وبالنضالات التي نخوضها نحن الفلسطينيين كل يوم"، إنها لم تستطع تحمل الدقائق العشر الأولى من الحرب، وظلت تقول لنفسها إن الأمر لن يستمر أكثر من أسبوع أو اثنين على الأكثر.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2لوبوان: 5 زلازل جيوسياسية متوقعة في عهد ترامب الثانيlist 2 of 2ساندرز يسعى لعرقلة قرار مساعدات عسكرية لإسرائيل بـ20 مليار دولارend of list

وأوضحت الشابة المولودة في منطقة الشيخ رضوان شمال مدينة غزة، أن "حياتنا معلقة منذ عام الآن. نحن ننتظر أن تأتي الجنية وتضع حدا لهذا النوع من الحروب. يبدو أن هذا هو الحل الوحيد الآن".

كان من المفترض هذا العام أن تحتفل نوار بتخرجها وأن تتقدم في حياتها المهنية، ولكن حياتها لم تتغير كثيرا هذا العام، "لقد اعتدت أخيرا -كما تقول- على غسل ملابسي يدويا، وعلى الاستحمام بالماء المثلج في بداية فصل الشتاء، وحرق الخشب للطهو".

مبادرة "حنعمرها" الشبابية لتنظيف شوارع غزة من آثار الحرب (الجزيرة) الزمن يتلاعب بنا

لقد مر رمضان والعيد ورأس السنة -كما تقول نوار- و"كنت أتمنى أن ينتهي كل شيء قبل أن يبدأ أي منها. إن الاحتفال بطقوسنا وممارستها في منتصف الحرب لا معنى له. لا أحد يهتم بما نمر به. ومع ذلك ما زلنا هنا. أشعر أن الوقت يتلاعب بنا. فالوقت يمر ببطء شديد وهو مع ذلك يسير بسرعة كبيرة. كل دقيقة تقتلنا، ولكن عندما ننظر إلى الوراء نجد أن الأمر ليس أكثر من مجرد ذكرى بعيدة.

وبعد مرور عام -تتابع الغزية المولعة بالأدب والتصوير الفوتوغرافي– لا يزال صوت القصف يخيفني كما كان. أشعر وكأنني أعاني من عذاب بطيء. الملل يطاردني ويستهلك إبداعي وروحي ومزاجي المنفتح، ومع ذلك أبذل قصارى جهدي لمحاربته. بدأت الرسم والقراءة والصناعة اليدوية، لخلق شعور ما أو قتل الوقت على الأقل.

تذهب نوار أحيانا إلى دير البلح وسط القطاع لرؤية أصدقائها، فيلعبون ويتحدثون أو يجلسون صامتين، ثم يتساءلون متى ستفتح الحدود؟ فتكون الردود غدا أو لن تفتح أبدا، أو ربما بعد سنتين أو أربع سنوات، "لا أحد يعرف. نحن ندور في حلقة مفرغة" كما تستنتج نوار.

في عام الحرب الرهيبة هذا، أدرك الجميع في غزة -كما تقول نوار- ضرورة تقدير ما لديك والتمسك به، ولو كان زوجا من الأحذية لأنك لا تعرف متى ستجد أحذية جديدة ولا بأي ثمن.

وختمت نوار قائلة "آمل أن تنتهي هذه الحرب سريعا، وأن تتاح لنا الفرصة للعودة إلى ديارنا، حتى لو كان ذلك يعني مواجهة حجم الدمار الذي لحق بمدينتنا. آمل أن يكون من الممكن أن نعيش في عالم تافه مع الأمن، أحلم بعالم تفوتني فيه الحافلة، وأسكب القهوة على قميصي المفضل".

مقالات مشابهة

  • أجمل قصائد عن الصباح
  • الأهلي يستقر على عودة أحمد عابدين لترميم خط الدفاع
  • الأهلي يستقر على عودة عابدين لترميم خط الدفاع
  • في اكتشاف مذهل .. العثور على بقايا معركة القادسية بين المسلمين والفرس
  • الحرب من وجهة نظرهن: الكاتبة الصحفية رشا عوض
  • لوبس: الأمن والحياة الطبيعية أمل شباب غزة بعد عام من الحرب
  • عود نفسك كل صباح أن تقول: أدعية وأذكار
  • فوز الكاتبة البريطانية سامانثا هارفي بجائزة بوكر عن روايتها الأدبية أوربيتال
  • الكاتبة فاطمة العامري لـ24: كتابة القصة تختزل لحظات الحياة بذكاء الفنان
  • دموع كرداسة.. حـ.ادث مأساوي يسرق فرحة 5 صغار