نواف السالم

كشف نجم برشلونة لامين يامال عن تعرضه لإهانات عنصرية في أكثر من مناسبة خلال مباريات فريقه في الدوري الإسباني منذ صعوده للفريق الأول في موسم 2023-2024.

وفي حديث لمنصة دازن (DAZN)، تطرق يامال إلى مسيرته الكروية وكشف عن جوانب أخرى في الأشهر الأولى له مع الفريق الكتالوني، من بينها الإهانات العنصرية التي يتعرض لها.

وأشار يامال إلى أنه تعرض لإهانات عنصرية عديدة من قبل جماهير ريال مدريد خلال مباراة الكلاسيكو التي فاز بها برشلونة على ريال مدريد (4-0) في ملعب سانتياجو برنابيو خلال شهر أكتوبر الماضي.

وأكد يامال أن هذه الإساءات العنصرية لم تؤثر على أدائه في الملعب أو علاقته بالمنافس، وقال: “أعتقد أنه لو خسرنا، ربما كنت سأفكر في الانعكاسات التي تركتها تلك الإهانات، وأتساءل لماذا يقولون لي هذا الكلام، ولكن نحن فزنا وبالتالي لم أتأثر بما يصلني من مدرجات الخصم”.

وأضاف: “في نهاية المطاف، أنا أستمتع بالفوز ولا أنظر كثيرا لما يصدر من قبل المشجعين من عبارات حتى وإن كانت شديدة الإهانة، إذا أهانك شخص ما، فربما يكون ذلك لأنه نشأ على هذا النحو أو لأنه لم يتلق القيم الصحيحة للتنشئة”.

وقال يامال: “أن تسمع إهانات عنصرية ضدك فهو شعور مؤلم ولكن أعتقد أنه ينبغي علي عدم الاهتمام بهذا الأمر، بل التجاهل والمضي قدمًا خصوصا أن ذلك لم يؤثر فعليا على جاهزيتي في المباراة وواجبي تجاه فريقي”.

وبدأ لامين يامال مسيرته مع برشلونة في سن الـ16 عاما تحت قيادة المدرب السابق تشافي هيرنانديز، وخلال موسم 2024-2025، خاض يامال 24 مباراة وأحرز 5 أهداف وصنع 11 هدفا آخر في الدوري الإسباني.

اقرأ أيضا

محمد صلاح يعرض نفسه على برشلونة

المصدر: صحيفة صدى

كلمات دلالية: الدوري الأسباني برشلونة يامال

إقرأ أيضاً:

عبد الله بولا.. صرخة في وجه العنصرية الثقافية نهاية عصر المركزية النيلية وبدء انعتاق الهوية السودان

أنا تلميذ نجيب لعبد الله بولا، وأكتبُ اليوم ليس كمُحايد، بل كتلميذٍ مُنحازٍ لفكر هذا المفكر الثائر. عبد الله بولا كان صوتًا جريئًا وقفّ ضد التقيد بالأنماط الثقافية المعتمدة التي فرضتها النخبة السودانية، وسيطر على الأذهان منذ أكثر من نصف قرن من الزمن. في هذا المقال، نعيد قراءة فكر بولا، ونكشف القناع عن وجه السودان المقنع بالعنصرية الكامنة والهُويات المتصارعة، مع التركيز على كيفية بناء هوية سودانية حرة ومتماسكة تتجاوز الانقسام بين "العرب" و"الأفارقة".

السودان: دولة ما بعد الاستقلال وفخ الهوية الضحلة
عند نيل السودان لاستقلاله عام 1956، ورث الشعب دولةً هشةً بُنيت على وهم "الهوية العربية المطلقة"، التي اختزلت غنى وتنوع الكيان السوداني المتعدد الأوجه. لقد أصبحت "العروبة" أداة هيمنة من قبل الوسط النيلي (الخرطوم والمناطق المحيطة)، لتبرير تفوقه على "الآخر" الأفريقي المتواجد في الغرب (دارفور) والشرق (البجة) والجنوب (قبل الانفصال).

لماذا فشلت النخبة في بناء هوية جامعة؟

لأنها استبدلت الاستعمار الخارجي باستعمار داخلي؛ قائم على تسلسل هرمي للون واللسان.

لأنها حولت الثقافة إلى سلعة نخبوية تُكرس الانفصال بين "المُتحضّر" (المُعرّف بالعربي) و"الهمجي" (المُعرّف بالأفريقي).

إن هذا الفشل في بناء هوية شاملة أسفر عن دولة ما بعد الاستقلال أصبحت تعاني من ضعف جذورها وتراثها المتعدد، مما دفع الهامش إلى الثورة على تلك الهوية المفروضة.

عبد الله بولا: النبي المُهمَّش الذي كسر المرآة
لم يكن عبد الله بولا مجرد فنان تشكيلي أو مفكرٍ بعرض الفكر النقدي؛ بل كان ثائرًا يمسّ صميم الوعي السوداني. من منطقة البجة المُهمَّشة، خرج بولا ليُعلن بصراحة:

العبودية الكامنة: ليس القيد المستحضر من الماضي، بل بنية ثقافية تُهمِّش الأجساد السوداء وتخلّفها عن الخطاب السائد.

مركزية اللون: سيطرة البشرة الفاتحة في الإعلام والأدب كآلية لتعزيز تفوق "العروبة" ورفض الهوية الأفريقية.

الثورة الثقافية: التي لا يمكنها أن تكتمل في غياب تفكيك الهيمنة الرمزية للنخبة النيلية، إذ يصبح تحرير الفكر والثقافة ركيزة أساسية في التجديد الوطني.

في لوحاته، امتزجت الرموز الأفريقية الأصيلة مع الخطوط العربية الراقية، وكأنها جسر ثقافي يتحدى الفواصل التي رسمتها سياسات النفور والتمييز. كان الفن عند بولا وسيلةً لتجاوز الكلمات، فهو لغة تعكس عمق هوية لا تقبل القيد بأي قالب محدد.

لماذا أُقصي بولا؟
إن استبعاد عبد الله بولا لم يكن قرارًا شخصيًا بحتًا؛ بل كان تجسيدًا لجريمة ثقافية تُعبّر عن أزمة ضاعفة تهدد مصداقية الهوية السودانية.

أولًا: كشفه العُري العنصري
رفض بولا الاعتراف بأن العنصرية ليست محصورة في المناطق النائية، بل هي جزء من الواقع داخل قلب الوسط النيلي. إذ اعتُبرت مناطق مثل دارفور والبجة "أقليات" يجب أن تُستوعب كموضوعات إدماج رمزي دون منحها شراكة فعلية في صناعة الهوية الوطنية.

ثانيًا: خروجه عن لعبة الهوية المعلبة
رفض بولا أن يُفرض عليه أو أن يُفرز ضمن إطار "العربي" أو "الأفريقي" بشكل انفصالي. فكان يدعو إلى هوية سودانية مركبة، تُقدر التنوع الثقافي دون إنكار لجزء منها. ويُعد ذلك تحديًا مباشرًا للنظام الذي يسعى لاستمرارية السياسات التي تُكرس الهوية المزدوجة وتُبعد الأصوات التي لا تتماشى مع النسق الرسمي.

إعادة قراءة بولا: تحرير الهوية السودانية من سجن الثنائيات
إن قراءة فكر عبد الله بولا لا تقتصر على استرجاع ماضٍ حافل بالألم والنضال، بل هي دعوة لبناء مشروعٍ ثقافي جديد يستلهم من رؤيته الثورية.

أ. الاعتراف بالتعدد دون خوف
على المجتمع أن يتوقف عن اختزال السودان إلى ثنائية "عربي – أفريقي". فالسوداني الحقيقي يُعبر عن نفسه بمزيجٍ معقد من الكيانين؛ عرب بأفريقيتهم وأفارقة بعروبتهم. يجب إدماج الرموز الأفريقية – كالطبول والنقوش – مع التراث العربي كالخط والشعر في جميع الميادين التعليمية والفنية.

ب. تفكيك مركزية الخرطوم وإعادة كتابة التاريخ
يجب إعادة النظر في التاريخ من خلال منظور الأقاليم، فلا يجوز اعتبار تاريخ البجة أو الفور أو الشلك حكايات هامشية، بل هي قصص القلب النابض للسودان. كما يجب دعم اللهجات المحلية وتحويلها إلى لغات وطنية تُثري الحوار الثقافي.

ج. الفن كجبهة تحرير
كما فعل عبد الله بولا في لوحاته، يجب أن يكون الفن أداة تحريرية لا تُكسر فيها القيود، وأن يُفتح المجال للإبداع عبر معارض ومشروعات تُدمج بين مختلف أشكال التعبير الفني. كذلك، إن إحياء كتاباته ومقالاته في المناهج الدراسية يساهم في غرس فكرة أن الهوية الوطنية تُبنى بالحوار وليس بالصمت أو القمع.

عبد الله بولا لم يمت؛ إذ ما يزال يصرخ في ضميرنا الجماعي كنبأٍ عابرٍ يحمل بين طياته رسالة تحريرية صريحة. الثورة التي بدأت في ديسمبر 2018، برفضها للاستعباد الفكري والثقافي، أكدت أن السودان الهامشي لا يقبل بعد الآن أن يكون تابعًا للصور النمطية التي فرضتها النخبة النيلية. إننا في حاجة إلى إعادة تأمل جريئة في الهوية الوطنية عبر الاعتراف بالتعدد والاحتضان الكامل للتنوع، فالسودان الجديد لن يُبنى إلا بجسرٍ من الاعتراف المتبادل يجمع بين عروبيته وأفريقانيته
[*هوية سودانية مركبة أم موتٌ بطيء.. ذلك هو الاختيار.]

zuhair.osman@aol.com  

مقالات مشابهة

  • «لامين يامال» على رأس التشكيل المثالي لذهاب ربع نهائي دوري أبطال أوروبا
  • كتلة هوائية باردة جديدة تؤثر على المنطقة الاسبوع المقبل مع ارتفاع فرص الامطار
  • متى بشاي: المخزون الاستراتيجي للسلع في مصر آمن وبلغ معدلات غير مسبوقة
  • بعمر الـ17 فقط..لامين يامال يقود برشلونة لنصف نهائي دوري الأبطال
  • عبد الله بولا.. صرخة في وجه العنصرية الثقافية نهاية عصر المركزية النيلية وبدء انعتاق الهوية السودان
  • عرض فلكي من مانشستر سيتي لضم يامال
  • «لامين يامال» في الهجوم.. تشكيل برشلونة ضد بوروسيا دوروتموند بدوري أبطال أوروبا
  • العنصرية الضمنية في تبرير الهيمنة الغربية وانعدام المساواة
  • إحنا اللي وقفنا جنبك.. عمر الدردير يستعطف زيزو بذكرى مؤلمة
  • مستعمرون يحرقون قاعة أفراح ويخطون شعارات عنصرية غرب سلفيت