العرقسوس والتمر الهندي… عصائر رمضانية شعبية في حماة
تاريخ النشر: 11th, March 2025 GMT
حماة-سانا
مع حلول شهر رمضان المبارك، تعود عصائر العرقسوس والتمر الهندي بكثرة إلى أسواق حماة وبيوتها، حيث تحتل مكانة خاصة عند أهل المدينة الذين يعدونها جزءاً من التراث إلى جانب مذاقها وفوائدها الصحية التي تلائم احتياجات الصائمين.
وقال الحاج أبو محمد بائع عصائر في سوق المدينة لمراسل سانا: العرقسوس والتمر الهندي هما رفيقا رمضان منذ عقود، ونحرص على تحضيرهما بطريقة تقليدية، كما تعلمناها من أجدادنا حيث يُحضر العرقسوس من نبات السوس العطري، وتنقع جذوره المجففة في الماء ليوم كامل قبل عصرها، بينما يستخرج التمر الهندي من لب ثمار شجرة التمر الهندي، مع إضافة القليل من ماء الورد أحياناً لإضفاء نكهة محلية مميزة.
ووفقاً لاختصاصي التغذية الدكتور باسل حمود، فإن هذه العصائر ليست مجرد مشروباتٍ منعشة فحسب، بل تُسهم في تعويض السوائل والأملاح التي يفقدها الجسم خلال الصيام، موضحاً أن العرقسوس يحتوي مركبات مضادة للالتهابات، ويساعد على تخفيف حرقة المعدة، لكن يُنصح بعدم الإكثار منه لمرضى الضغط، مبيناً أن التمر الهندي غني بفيتامين سي والبوتاسيوم، ويعمل كمليّن طبيعي ما يجعله مفيداً لمنع الإمساك خلال الشهر الكريم.
وتشهد محال بيع العصائر في أحياء حماة القديمة، مثل سوق المنصورية وسوق الطويل، ازدحاماً كبيراً خلال رمضان، وفق التاجر يوسف برازي الذي أكد أن الطلب يزداد في الشهر الكريم، ويحرص الصائمون على وجود هذين العصيرين في موائدهم اليومية، كما يُقدمونهما كهدايا للأقارب.
وللعرقسوس والتمر الهندي في حماة حكاياتٌ مرتبطة بذاكرة الأهالي، حيث تقول أم يوسف (65 عاماً): أذكر أن جدتي كانت تُضيف قليلاً من العرقسوس إلى ماء الشرب لتروي عطش العمال في حقول القطن أيام الصيف، واليوم أصبحت رائحته تذكرني بطفولتي ورمضان زمان.
المصدر: الوكالة العربية السورية للأنباء
إقرأ أيضاً:
تمر فانوس وهلال
في رمضان، يتوحد الشعور بالفرحة لدى الكبار والصغار، وتلفّ البهجة أجواء العائلة، تتسابق الخطوات، وتنتشر الضحكات. وهو شعور ثابت يتجدَّد كل عام بذات الفرحة وذات الطعم.
في رمضان، نعيش حالةً روحيةً ساميةً، تجعلنا نتمثل القيِّم العليا ونستشعرها.
وكبقية الأمهات، كنت أتحدث مع طفلي الصغير مشاري عن شهر رمضان، وتفاصيله الجميلة والمبهجة، وروحانيته العظيمة، وأول كلمة قالها لي عندما تحدثنا عن رمضان:( فانوس تمر هلال.)
كانت هذه الكلمات، أول ماخطر بذهنه عن الشهر الفضيل، ولعلها كلمات مشتركة في ذهنية أغلب الناس، وترتبط ارتباطاً وثيقا بالشهر الكريم، مادفعني للكتابة عنها بالتوالي ، وسبر أغوارها، والحديث عنها بشكل مفصل.
نحن نعلم جيداً حرص المسلمين على رؤية الهلال، لمعرفة غرة الشهر القادم، لاسيما قبل شهر رمضان، لأن صومه محدد برؤية هلاله .
ولقد عرف الهلال كعنصر زخرفي في الفن الإسلامي ؛ واتخذه الفاطمييون شعاراً في الرايات الإسلامية.
كما أن دلالة ورمزية الهلال، تتجاوز مسألة إعلان دخول رمضان، أو العيد، إلى تاريخ طويل من الأساطير، والروايات الشعبية، والمتداولة في منطقة المشرق وما حولها.
أما التمر، فله رمزية ومكانة خاصة، فهو رمز للضيافة العربية، وهو جزء من هويتنا وثقافتنا العربية والإسلامية .
وكانت التمور، تستخدم عملةً، ووسيلةً للتبادل التجاري، ناهيك عن كونها الغذاء الرئيس لأهل الصحراء.
كما إن زراعة النخيل كانت تعتبر علامةً على الثروة والرخاء.
وفي أساطير بلاد الرافدين، كانت النخلة تعبر عن الخصوبة والنماء .
ويقدم التمر في المناسبات الاجتماعية المتنوعة مع القهوة العربية، لاسيما في رمضان، حيث يبرز الدور الحيوي للتمر، كونه مصدراً سريعاً للطاقة، وأول مايفتتح الصائم به إفطاره كما جاء في الحديث الشريف : (من وجد تمراً فليفطر عليه، فإن لم يجد فعلى الماء فإنه طهور ).
ويقدم التمر أيضا هدايا رمضانية بأفكار مختلفة ومميزة، وعلب أنيقة تتناسب مع أجواء رمضان .
أما الفوانيس، فهي أحد المظاهر الشعبية، وقطع من الديكور الجميل. وقد ارتبطت برمضان بشكل كبير، ويحرص الكثير من الناس على تزِّيين البيوت بالفوانيس الجميلة بأشكال وألوان وأحجام مختلفة .
وكلمة فانوس إغريقية الأصل تعني أي وسيلة للإضاءة مثل المصابيح.
وترجع فكرة الفوانيس إلى عصر الدولة الفاطمية في مصر، ثم انتقلت إلى بقية الدول العربية. وقد تطورت صناعة الفوانيس بشكل كبير وملحوظ، حتى باتت فنا ًحرفياً، يبدع القائمون على صناعته .
وختاماً، يبقى شهر رمضان متفرداً وقادراً على منحنا فرصة عظيمة للتجدُّد والفرح والتسامي على كل شيء .