أوروبا قلقة من قدرة أمريكا منع إقلاع طائرات إف-35
تاريخ النشر: 11th, March 2025 GMT
يُدرك الدنماركيون جيداً أنّ احتمال استخدامهم طائرات إف-35، إذا ما أرادوا الدفاع عن جزيرة غرينلاند، ليست فكرة عملية، بل ولن يذهبوا حتى إلى هذا الحدّ، يقول أحد خبراء الصناعة العسكرية الجوية في فرنسا، فواشنطن ببساطة بإمكانها إبقاء تلك الطائرات على الأرض.
وفي أوروبا، اختار الكثيرون شراء الأسلحة من الولايات المتحدة، باعتبارها الحليف الموثوق، لكنّ الأمريكيين ما زالوا قادرين على فرض سيطرتهم على معظم هذه الأسلحة، والتحكم بها عن بُعد.
ومن خلال شراء الأسلحة الأمريكية، كانت جيوش أوروبا ودول أخرى تأمل في إقامة علاقات غير قابلة للقطيعة مع الولايات المتحدة. وفي الغرب، ولغاية وصول دونالد ترامب إلى البيت الأبيض من جديد، لم يكن أحد يتصوّر حقّاً وجود أدنى مخاطرة.
يقول أحد قادة القوات البحرية الفرنسية ردّاً على سؤاله عن المنصّات الكهرومغناطيسية الأمريكية التي يتم تزويدها لحاملة الطائرات الفرنسية "بانغ"، إنّه في اليوم الذي لن تكون فيه الولايات المتحدة معنا، سنكون في عالم آخر، مُشيراً إلى أنّه بدون هذه التقنية، لن تتمكن الطائرات الفرنسية من الإقلاع.
الخبير في الشؤون الدفاعية، الكاتب والمحلل السياسي الفرنسي نيكولاس باروت، يعتبر أنّ العالم قد تغيّر اليوم، فالرئيس الأمريكي مُستعد، برأيه، لدوس كل التحالفات، وهو ما جعل الشك والقلق يُسيطران على هيئة الأركان العامة الأوروبية.
والمخاوف كبيرة بالفعل ولا يُستهان بها، لأنّ الغرب، من خلال الإرادة الجيوسياسية، اختار الولايات المتحدة على نطاق واسع لاستكمال ترساناته العسكرية. ففي الفترة ما بين 2020 و2024، قدّمت الولايات المتحدة 64% من واردات الأسلحة إلى الأوروبيين، مُقابل (52%) في الفترة 2015-2019، كما يُشير معهد ستوكهولم في أحدث دراسة له.
منع أو تقليص!من الناحية التكنولوجية واللوجستية وحتى القانونية، تتمتع الولايات المتحدة بالقُدرة على التصرّف تجاه الدول التي تشتري أسلحتها. ففي الواقع فإنّ قانون ITAR الأمريكي، الذي ينطبق خارج الحدود الإقليمية على جميع المواد الحسّاسة التي تحتوي على مُكوّن من أصل أمريكي، يسمح لواشنطن بحظر الصادرات وإعادة التصدير وفرض العقوبات. فتسليم طائرات إف-16 إلى أوكرانيا من قبل دول ثالثة، مثل الدنمارك أو هولندا، يتطلّب موافقة الولايات المتحدة.
وبالإضافة لذلك، يضع الأمريكيون أيديهم على مخزون قطع الغيار للأسلحة التي يبيعونها. فأنظمة الدفاع الجوي الباتريوت لا فائدة منها إذا لم يتم تزويدها بالصواريخ. ولكن الأهم من ذلك هو أنّ الولايات المتحدة قادرة على منع أو تقليص استخدام المُعدّات الأكثر تقدّماً من الناحية التكنولوجية في أيّ وقت تقريباً من خلال روابط البيانات.
ولضرب هدفها بدقة، تستخدم صواريخ هيمارز، على سبيل المثال، إحداثيات نظام تحديد المواقع العالمي العسكري التي قد ترفض واشنطن مُشاركته لدول أخرى باعتها هذه الصواريخ. ويُوضح باروت نقلاً عن ضابط فرنسي كبير، "إنّه ببساطة رمز يُقدّمه الأمريكيون.. وبدونه، لا يزال من الممكن استخدام مركبات المدفعية لإطلاق تلك الصواريخ، ولكن بدقة أقلّ بكثير".
إف-35 الجيل الخامسوتضع مقاتلات الجيل الخامس من طراز إف-35 مستخدميها في اعتماد أكبر على الولايات المتحدة. ويؤكد اللواء السابق في الجيوش الفرنسية إيريك أوتليت، أنّ "هذا الاعتماد حقيقي حتى وإن كان من الصعب معرفة التفاصيل".
ويُشير إلى أنّ الصندوق الأسود في المُعدّات التكنولوجية الأمريكية غير قابل للوصول، لكن ومن الناحية الفنية، تستطيع الولايات المتحدة منع طائرة إف-35 من الإقلاع "إنها مثل سيارة تيسلا التي تحتاج إلى تحديث مُنتظم"، فبدون رابط البيانات الخاص بها، تُصبح الطائرة الأمريكية غير قادرة على الطيران.
ومن بين الجيوش الأوروبية، اختارت بلجيكا وإيطاليا والدنمارك ورومانيا وألمانيا الطائرات الأميركية، حيث طلبت أكثر من 200 طائرة من طراز إف-35. واليوم ترتفع الأصوات للتساؤل حول مدى الاستقلالية.
وحول ذلك يُحذّر رئيس قسم الدفاع والفضاء في شركة إيرباص مايكل شولهورن في مقابلة مع صحيفة ألمانية من أنّه "إذا استخدمنا الزيادة في الإنفاق الدفاعي لمواصلة شراء المنتجات من الولايات المتحدة، فإننا نزيد من اعتمادنا".
رئيس وزراء غرينلاند يتحدى ترامب - موقع 24أعلن رئيس وزراء غرينلاند، اليوم الأربعاء، أن "غرينلاند ملكنا"، ولا يمكن أخذها أو شراؤها، وذلك في تحد لرسالة وجهها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، قال فيها إن إدارته تدعم حق الجزيرة في تقرير مصيرها، ولكنه أضاف أن الولايات المتحدة ستستحوذ على المنطقة، "بطريقة أو بأخرى".وألمانيا بالذات ليست برأيه في وضع يسمح لها بالتفاخر بالاستقلالية، إذ لم يكن أمام برلين من خيار سوى استخدام مقاتلات إف-35 لاستبدال طائراتها القديمة، خاصة وأنّه من أجل حمل الأسلحة النووية الأميركية المُتمركزة على أراضيها، تحتاج القوات الجوية الألمانية إلى طائرات مُعتمدة من قبل الولايات المتحدة.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: وقف الأب رمضان 2025 عام المجتمع اتفاق غزة إيران وإسرائيل صناع الأمل غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية غرينلاند أمريكا فرنسا الولایات المتحدة
إقرأ أيضاً:
محمد بن زايد مستقبلاً وزير الطاقة الأمريكي : حريصون على تعزيز شراكاتنا البناءة مع الولايات المتحدة
أبوظبي - وام
استقبل صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة «حفظه الله» الخميس، كريس رايت وزير الطاقة في الولايات المتحدة الأميركية الذي يزور الدولة ضمن جولة إقليمية في منطقة الشرق الأوسط.
وبحث سموه مع وزير الطاقة الأميركي ـ خلال اللقاء الذي جرى في قصر الشاطئ في أبوظبي - علاقات التعاون الاستراتيجية بين دولة الإمارات والولايات المتحدة الأميركية خاصة في مجالات الطاقة والاستثمارات المشتركة في التكنولوجيا المتقدمة والذكاء الاصطناعي والنمو الاقتصادي المستدام إضافة إلى إيجاد فرص جديدة تعزز الاستثمار في قطاع الطاقة.
وأكد سموه في هذا السياق حرص دولة الإمارات على تعزيز شراكاتها البناءة والممتدة مع الولايات المتحدة الأميركية التي ترتكز على التعاون الفاعل لدفع التقدم والتنمية المشتركة.. كما أكد سموه التزام الدولة بالإسهام في تعزيز أمن الطاقة بما يدعم الاقتصاد العالمي لمصلحة الجميع.
حضر اللقاء..سمو الشيخ خالد بن محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي وسمو الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان ممثل الحاكم في منطقة الظفرة والفريق سمو الشيخ سيف بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية وسمو الشيخ حامد بن زايد آل نهيان وسمو الشيخ خالد بن زايد آل نهيان رئيس مجلس إدارة مؤسسة زايد العليا لأصحاب الهمم و سهيل بن محمد فرج فارس المزروعي وزير الطاقة والبنية التحتية والدكتور سلطان بن أحمد الجابر وزير الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة و يوسف العتيبة سفير الدولة لدى الولايات المتحدة الأميركية وعدد من المسؤولين.