الثلاثاء, 11 مارس 2025 2:20 م

بغداد/المركز الخبري الوطني

أعلنت لجنة تقصي الحقائق في سوريا أنها ستكشف قريبًا عن أسباب وظروف وملابسات الانتهاكات التي وقعت في الساحل السوري. وأكدت اللجنة أن التحقيق يهدف إلى توضيح الحقائق وتحديد المسؤوليات بشأن الأحداث التي شهدتها المنطقة. تأتي هذه الخطوة في إطار الجهود الدولية لمحاسبة المتورطين وضمان تحقيق العدالة.

المصدر: المركز الخبري الوطني

إقرأ أيضاً:

ضمان العدالة وكشف الحقيقة في التحولات الحرجة.. ماذا نعرف عن لجنة تقصي الحقائق المستقلة السورية؟

في ظل التحولات الكبرى التي تشهدها سوريا، جاء الإعلان عن تشكيل لجنة تقصي حقائق مستقلة للتحقيق في الانتهاكات التي طالت المدنيين في مدن الساحل السوري، خطوة محورية نحو تحقيق العدالة وكشف الحقيقة.

من جانبه أستاذ القانون الدولي، الدكتور أيمن سلامة، إن هذه اللجنة، التي ستقدم تقريرها إلى رئيس الجمهورية أحمد الشرع خلال 30 يومًا، تعكس التزام الدولة بمبدأ الشفافية والمساءلة، في مرحلة تعتبر من الأكثر حساسية في تاريخ البلاد.

ماهية لجان تقصي الحقائق المستقلة

وأضاف في تصريحات لـ "صدى البلد"، أن لجان تقصي الحقائق المستقلة تُعد من الأدوات القانونية الأساسية في مراحل النزاع والانتقال السياسي، إذ تهدف إلى جمع الأدلة، توثيق الانتهاكات، تحديد المسؤوليات، وتقديم التوصيات التي تعزز العدالة والمصالحة الوطنية. ويكمن جوهر هذه اللجان في استقلاليتها التامة عن السلطة التنفيذية، ما يضمن حياديتها ومصداقيتها.

شروط نجاح لجنة تقصي الحقائق في سوريا

ولفت إلى أنه لضمان نجاح اللجنة المشكلة حديثًا، لا بد من توفر عدة عوامل رئيسية، أبرزها:
1.    الاستقلالية والحياد: يجب أن تكون اللجنة بمنأى عن أي تدخل سياسي أو أمني، وأن تضم خبراء يتمتعون بالكفاءة والنزاهة.
2.    الوصول غير المقيد إلى الأدلة: يجب أن تتمتع اللجنة بإمكانية الوصول إلى الشهود، والوثائق الرسمية، والأدلة الميدانية، دون عوائق.
3.    حماية الشهود والضحايا: توفير آليات لحماية من يدلون بشهاداتهم من أي تهديدات أو أعمال انتقامية.
4.    الشفافية والتواصل مع الرأي العام: إصدار تقارير دورية وإجراء مؤتمرات صحفية، لضمان ثقة المواطنين بمسار التحقيق.
5.    المساءلة الفعالة: يجب أن تُترجم نتائج التحقيق إلى إجراءات قانونية ملموسة، لمنع الإفلات من العقاب وتعزيز سيادة القانون.

دروس مستفادة من التجارب الدولية

خاضت العديد من الدول تجارب ناجحة مع لجان تقصي الحقائق، ومن أبرز النماذج العالمية:
•    جنوب أفريقيا: نجحت "لجنة الحقيقة والمصالحة" في كشف الانتهاكات بعد نظام الفصل العنصري، مما ساعد في تحقيق مصالحة وطنية واسعة النطاق.
•    تشيلي: ساهمت لجنة "ريتيغ" في توثيق جرائم نظام بينوشيه، وكشف مصير المختفين قسرًا.
•    البوسنة والهرسك: أُنشئت لجان تقصي حقائق بعد الحرب لتوثيق الفظائع، ما أدى إلى محاكمات دولية لاحقة.

واختتم سلامة قائلًا إن "تشكيل لجنة تقصي الحقائق في سوريا ليس مجرد خطوة إجرائية، بل التزام حقيقي بتحقيق العدالة، ومنع تكرار الانتهاكات، وبناء الثقة في مستقبل البلاد. يعتمد نجاح هذه اللجنة على التزامها بالحياد، وحماية الشهود، وضمان تحويل نتائجها إلى آليات مساءلة حقيقية، حتى لا تبقى مجرد وثيقة تُضاف إلى أرشيف الأحداث".

مقالات مشابهة

  • لجنة تقصي الحقائق السورية: عازمون على ترسيخ العدالة وسيادة القانون
  • إعلان لجنة تقصي الحقائق السورية.. لا أحد فوق القانون
  • لجنة تقصي الحقائق السورية تؤكد عزمها على ترسيخ العدالة بعد أعمال العنف الأخيرة  
  • ضمان العدالة وكشف الحقيقة في التحولات الحرجة.. ماذا نعرف عن لجنة تقصي الحقائق المستقلة السورية؟
  • لجنة تقصي الحقائق السورية تبدأ التحقيق بأحداث الساحل.. لا أحد فوق القانون
  • لجنة تقصي الحقائق السورية تعلن بدء عملها في التحقيق بأحداث الساحل.. لا أحد فوق القانون
  • لجنة تقصي حقائق سورية: لا أحد فوق القانون وسيتم اعتقال المجرمين
  • من الساحل إلى القضاء.. لجنة تقصي الحقائق السورية تفتح ملف الانتهاكات
  • عاجل | لجنة تقصي الحقائق السورية: منفتحون على التعاون الدولي لكن نفضل الاستعانة بالإمكانيات الوطنية