تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

في خطوة من شأنها تصعيد التوتر بين الصين والتبتيين في المنفى، أعلن الزعيم الروحي للبوذية التبتية الدالاي لاما، في كتابه الجديد «صوت من لا صوت لهم»، أن خليفته سيولد خارج الصين، ما يعني رفضًا قاطعًا لمحاولات بكين فرض سيطرتها على تعيين خليفة له.
رسالة واضحة باستمرار المقاومة بعد وفاته
يُعدّ هذا الإعلان الأول من نوعه الذي يحدد فيه الدالاي لاما، البالغ من العمر 89 عامًا، أن الخليفة القادم سيولد في "العالم الحر"، أي خارج سيطرة بكين، وذلك لضمان استمرار دوره كـ"صوت عالمي للرحمة والزعيم الروحي للبوذية التبتية".


وأضاف في كتابه:
"الغرض من التناسخ هو مواصلة عمل السلف، وبالتالي فإن خليفة الدالاي لاما يجب أن يولد في بيئة تسمح له بالحفاظ على إرث القيادة الروحية والتعبير عن تطلعات الشعب التبتي".
هذا الموقف يشكّل تحديًا مباشرًا للصين، التي تؤكد أنها الجهة الوحيدة المخوّلة لاختيار خليفته، مستندة إلى قوانينها التي تُحكم قبضتها على التبت منذ احتلالها عام 1950.
فرّ الدالاي لاما الرابع عشر، تينزين جياتسو، إلى الهند عام 1959، بعد انتفاضة فاشلة ضد الحكم الشيوعي الصيني، حيث أسس حكومة تبتية في المنفى في مدينة دارامشالا. ومنذ ذلك الحين، تحوّل إلى رمز للنضال السلمي من أجل استقلال التبت، مما جعله في مواجهة مستمرة مع السلطات الصينية، التي تصفه بـ"الانفصالي" رغم تأكيده مرارًا أنه يدعو فقط إلى حكم ذاتي حقيقي للتبت ضمن الصين.
الصين ترفض تعيين خليفته
مع تزايد الضغوط الدولية، تحاول بكين فرض سيطرتها على قضية خلافة الدالاي لاما، معتبرة أن أي خليفة يختاره التبتيون خارج الصين "غير شرعي". وقال متحدث باسم وزارة الخارجية الصينية تعليقًا على الكتاب:
"الدالاي لاما ليس إلا منفيًا سياسيًا يستخدم الدين غطاءً لأنشطة انفصالية معادية للصين".
وفي خطوة تشير إلى رغبة بكين في إنهاء هذه القضية قبل وفاة الزعيم الروحي، أعلنت الشهر الماضي أنها "منفتحة على مناقشة مستقبل الدالاي لاما، بشرط اعترافه بأن التبت جزء لا يتجزأ من الصين"، وهو ما رفضه البرلمان التبتي في المنفى.
مصير التبت بعد الدالاي لاما: استمرار النضال أم إنهاء القضية؟
لطالما شكلت قضية خلافة الدالاي لاما نقطة توتر رئيسية بين بكين والتبتيين، إذ تخشى الصين أن يؤدي اختيار خليفة خارج نطاق سيطرتها إلى تعزيز حركة الاستقلال التبتية على المستوى الدولي.
ويرى مراقبون أن إعلان الدالاي لاما الأخير يمثل ضربة قوية لمحاولات بكين الهيمنة على القضية، إذ أنه يعزز احتمال وجود خليفتين متنافسين، واحد تختاره الصين بدعم حكومي رسمي، وآخر يتم اختياره من قبل المجتمع التبتي في المنفى، مما قد يؤدي إلى انقسام ديني وسياسي طويل الأمد.
من جانبه، يؤكد الدالاي لاما في كتابه أن النضال التبتي لن ينتهي بوفاته، قائلاً:
"لا يمكن سحق تطلعات الشعب التبتي إلى الحرية إلى الأبد من خلال القمع".
وأضاف أنه يثق بالحكومة التبتية في المنفى لمواصلة الكفاح السياسي، لكنه يعترف بأن فرص عودته إلى التبت باتت شبه مستحيلة.

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: التبتية الدالاي فی المنفى

إقرأ أيضاً:

بكين لترامب: حتى قبعتك صينية!

#سواليف

اندلعت جولة جديدة من #المواجهة_التجارية والكلامية بين #بكين و #واشنطن حيث نشرت متحدثة الخارجية الصينية صورة للرئيس الأمريكي دونالد #ترامب، ذكّرته فيها بأنه حتى قبعته صينية.

وتعد #الصين، ثاني أكبر اقتصاد في العالم، وأحد أبرز الشركاء التجاريين للولايات المتحدة، وقد ردت مؤخرا على #الرسوم_الجمركية التي فرضها ترامب بإجراءات مماثلة. وقد دخلت حيز التنفيذ يوم الخميس حزمة جديدة من الرسوم الجمركية الصينية على السلع الأميركية، بلغت نسبتها 84%.

وفي الوقت الذي تسعى فيه دول أخرى لتقديم تنازلات لترامب على أمل تخفيف الرسوم، اعتمدت الصين نهجا أكثر صدامية، الأمر الذي أثار غضب الرئيس الأمريكي، فقرر ترامب رفع الرسوم الجمركية على الواردات الصينية إلى 125%.

مقالات ذات صلة كتلة هوائية باردة جديدة تؤثر على المنطقة الاسبوع المقبل مع ارتفاع فرص الامطار 2025/04/10

وردت بكين اليوم الخميس بتصريح حازم، أكدت فيه أنها لا تسعى إلى خوض #حرب_تجارية، لكنها كذلك لن تتردد في الرد إذا فرضت عليها المواجهة.

وقالت ماو نينغ، المتحدثة باسم وزارة الخارجية الصينية، في منشور على منصة “إكس”: “نحن صينيون. لا نخاف من الاستفزازات. ولا نتراجع”.

وقد أرفقت ماو منشورها بمقطع أرشيفي نادر لماو تسي تونغ، مؤسس جمهورية الصين الشعبية، يعود إلى عام 1953، خلال فترة الحرب الكورية التي كانت فيها الولايات المتحدة والصين على طرفي نزاع مسلح.

ويظهر ماو في الفيديو وهو يقول: “أما بشأن المدة التي يجب أن تستمر فيها الحرب، فأعتقد أنه لا ينبغي لنا أن نقرر ذلك. ففي الماضي، كان ترومان هو من يقرر. وفي المستقبل، سيقرر ذلك آيزنهاور، أو من يتولى رئاسة الولايات المتحدة. بعبارة أخرى، يمكنهم القتال ما داموا يرغبون بذلك – حتى تحقيق النصر الكامل للصين”. وقد تم تضمين الترجمة إلى اللغتين الصينية والإنجليزية في المقطع.

We are Chinese. We are not afraid of provocations. We don’t back down. ???????? pic.twitter.com/vPgifasYmI

— Mao Ning 毛宁 (@SpoxCHN_MaoNing) April 10, 2025

وفي إشارة أخرى مباشرة إلى سياسة ترامب التجارية، نشرت ماو أيضا رسماً لقبعة “اجعلوا أميركا عظيمة مجددا” (Make America Great Again) وهي #قبعة تصنع في دول مثل الصين، فيتنام، وبنغلاديش، وقد طُبع عليها ملصق ” #صنع_في_الصين ” (Made in China). وقد أظهر الرسم السعر الأصلي البالغ 50 دولارا مشطوبا، ليستبدل بـ77 دولارا، في إشارة إلى ارتفاع الأسعار نتيجة الرسوم.

من جهتها، لم تعلن وزارة التجارة الصينية ما إذا كانت ستفرض رسوماً إضافية رداً على الخطوة الأميركية الأخيرة. لكن المتحدث باسم الوزارة أكد الخميس أن “باب الحوار لا يزال مفتوحا دائما”، مضيفا أن “أي مفاوضات يجب أن تتم على أساس الاحترام المتبادل، وعلى قدم المساواة”.

مقالات مشابهة

  • ترامب والأسواق وحسابات 401K.. قصة قلق أميركي متجدد
  • بكين لترامب: حتى قبعتك صينية!
  • بعد صراع الرئيسين المقال والمنتخب.. تخويل التميمي بإدارة مجلس ديالى بالوكالة (وثيقة)
  • الصين لا يمكن احتواؤها اقتصاديا.. تحليل يوضح كواليس قوة بكين بوجه تعرفة ترامب
  • دعم دولي متجدد للحكومة اليمنية.. تفاصيل مباحثات يمنية سعودية إيطالية
  • بلاد لا تشبه الأحلام لبشير البكر.. سيرة المنفى السوري
  • بكين تتحدى ترامب.. الصين ترفع الرسوم الجمركية على السلع الأمريكية إلى 84%
  • التنمية والجريمة المنظمة: صراع مستمر
  • وفاة المخرجة نعمات رشدي .. وأيمن عزب ينعى الراحلة
  • غزة: صراع الوجود في وجه الخيانة