فرنسا وكوت ديفوار تعززان التعاون العسكري عبر مناورات واسعة
تاريخ النشر: 11th, March 2025 GMT
في إطار الشراكة العسكرية العملياتية بين كوت ديفوار وفرنسا، انطلقت يوم الأحد مناورات عسكرية واسعة النطاق في منطقة سان بيدرو (جنوب غرب البلاد)، ومن المقرر أن تستمر حتى يوم الخميس 13 مارس/آذار الحالي.
ووفقا لوزارة الدفاع الإيفوارية، فإن هذه التدريبات تهدف إلى تحسين الجاهزية القتالية للقوات المسلحة عبر محاكاة سيناريوهات واقعية تشمل عمليات إنزال برمائي، وهجمات مضادة، وتأمين المناطق الساحلية الإستراتيجية.
وتركز التدريبات على سرعة الانتشار لمواجهة التهديدات غير التقليدية، كالهجمات الإرهابية والتسلل البحري.
وإلى جانب المهام القتالية، تتضمن التدريبات مناورات تكتيكية في بيئات معقدة، تمتد من السواحل إلى الغابات الاستوائية، مما يعزز قدرة القوات على العمل في مختلف التضاريس.
وتشكل هذه المناورات جزءا من برنامج تدريبي طويل الأمد بين الجيشين الفرنسي والإيفواري، في إطار تعزيز التعاون الدفاعي المشترك.
شراكة تمتد لعقودويرجع التعاون العسكري بين فرنسا وكوت ديفوار إلى عقود، إذ تُعد باريس الحليف الدفاعي الأبرز لأبيدجان، حيث تقدم دعما يشمل التدريب، والتسليح، والاستشارات الإستراتيجية.
وتمتلك فرنسا قاعدة عسكرية في كوت ديفوار تُستخدم كمركز دعم رئيسي لعملياتها العسكرية في غرب أفريقيا.
إعلانووفقا للمتحدث الرسمي باسم الجيش الإيفواري، فإن هذه التدريبات تسهم في رفع الكفاءة القتالية للجيش الوطني وتتيح فرصة لتبادل الخبرات مع الجيش الفرنسي، الذي يتمتع بخبرة واسعة في العمليات الخارجية، خاصة في أفريقيا، حسب قوله.
يأتي هذا التمرين العسكري المشترك في وقت حرج تمر به منطقة غرب أفريقيا، حيث تواجه دول الساحل تهديدات متزايدة من الجماعات الإرهابية المسلحة المرتبطة بتنظيمي الدولة والقاعدة.
وبالنسبة لكوت ديفوار، التي شهدت هجمات إرهابية قرب حدودها الشمالية في السنوات الأخيرة، فإن تعزيز قدراتها الدفاعية أصبح أولوية إستراتيجية حسبما يرى المسؤولون هناك.
وبالنسبة لفرنسا، تعكس هذه التدريبات إستراتيجيتها الجديدة في إعادة تموضعها العسكري بأفريقيا، خاصة بعد انسحابها من مالي، بوركينا فاسو، والنيجر بسبب توترات دبلوماسية مع الأنظمة العسكرية الجديدة هناك.
في هذا السياق، تسعى باريس إلى تعزيز علاقاتها العسكرية مع الدول الأفريقية التي لا تزال تربطها بها علاقات قوية، مثل كوت ديفوار، لضمان الاستقرار الإقليمي ومصالحها الإستراتيجية في المنطقة.
رسائل عسكرية وسياسيةتكتسب هذه التدريبات أهمية مزدوجة، حيث تعزز ليس فقط القدرات الدفاعية لكلا البلدين، ولكنها أيضا تؤكد على متانة العلاقات الثنائية بين باريس وأبيدجان.
وبالإضافة إلى الجانب الأمني، فإن هذه المناورات تشكل إشارة واضحة إلى استمرار التعاون العسكري بين فرنسا وكوت ديفوار، في وقت تشهد فيه أفريقيا إعادة تشكيل خارطة النفوذ الدولي.
وفي هذا الصدد، صرح مسؤول عسكري فرنسي بأن هذه التدريبات تعكس التزام باريس بدعم شركائها في غرب أفريقيا، مضيفا أن التدريب المشترك يتيح محاكاة سيناريوهات حقيقية لمكافحة الإرهاب وحماية المصالح الإستراتيجية المشتركة.
مع اقتراب اختتام التدريبات في 13 مارس/آذار، يُنتظر إجراء تقييم شامل للأداء العملياتي، واستخلاص دروس إستراتيجية لتحسين التكتيكات القتالية ورفع مستوى الجاهزية العسكرية.
إعلانكما يُتوقع أن تستمر هذه التدريبات خلال السنوات المقبلة في إطار التعاون الدفاعي المستمر بين البلدين.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات رمضان هذه التدریبات کوت دیفوار
إقرأ أيضاً:
عبدالله بن زايد يلتقي الأمين العام لقصر الإليزيه في باريس
التقى سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية، معالي ألكسيس كوهلر، الأمين العام لقصر الإليزيه، وذلك في إطار زيارة العمل التي يقوم بها سموه إلى باريس.
جرى، خلال اللقاء الذي عقد اليوم، بحث العلاقات التاريخية والاستراتيجية بين دولة الإمارات وفرنسا وسبل تعزيزها بما يخدم المصالح المتبادلة للبلدين ويعزز رخاء وازدهار شعبيهما.
كما بحث الجانبان مخرجات زيارة العمل التي قام بها صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة «حفظه الله» إلى باريس شهر فبراير الماضي، ودورها المهم في تعزيز أطر التعاون والشراكة بين البلدين الصديقين على مختلف الأصعدة.
وأكد سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، خلال اللقاء، عمق العلاقات الاستراتيجية بين دولة الإمارات والجمهورية الفرنسية والتي تستند إلى تاريخ طويل من الثقة والاحترام المتبادل والمصالح المشتركة، وتدعم تطلعات البلدين نحو تحقيق التنمية والازدهار المستدام.
وأعرب سموه عن اعتزازه بزيارة فرنسا، مؤكداً مواصلة العمل مع الشركاء الفرنسيين لتوفير المناخ المثالي لدعم نمو هذه العلاقة المتميزة وتوسيع مجالات التعاون بما يدعم خطط التنمية المستدامة في البلدين.
كما بحث سموه ومعالي ألكسيس كوهلر، خلال اللقاء، مجمل القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، وتبادلا وجهات النظر بشأنها.
حضر اللقاء معالي ريم بنت إبراهيم الهاشمي وزيرة دولة لشؤون التعاون الدولي ومعالي نورة بمن محمد الكعبي وزيرة دولة وسعيد مبارك الهاجري مساعد وزير الخارجية للشؤون الاقتصادية والتجارية وفهد سعيد الرقباني سفير الدولة لدى جمهورية فرنسا وعمر سيف غباش مستشار وزير الخارجية وسفير الدولة غير المقيم لدى الفاتيكان.