كسر الباب وخنقها بوحشية.. فتاة توثق لحظات اعتداء حبيبها عليها
تاريخ النشر: 11th, March 2025 GMT
شهدت منطقة إسنيورت في إسطنبول حادثة عنف مروعة، حيث تعرضت فتاة شابة لاعتداء وحشي من قبل حبيبها السابق، الذي اقتحم منزلها، كسر الباب، واعتدى عليها بالضرب والخنق، بينما كانت تسجل المشهد المروع بالكامل، لتشاركه فيما بعد عبر منصات التواصل الاجتماعي.
ورغم القبض عليه، خرج الشاب بكفالة ليواصل تهديداته وعدوانه، مما أثار غضب الرأي العام ودعوات لتشديد العقوبات على مرتكبي العنف ضد المرأة.
ووفقاً لتقارير إعلامية، فقد بدأت العلاقة بين الثنائي قبل عدة أشهر، إلا أن الأمور سرعان ما انقلبت رأساً على عقب بعد أن بدأ الشاب بممارسة العنف الجسدي والنفسي تجاهها.
ولم يستمر الأمر طويلًا حتى قررت الفتاة إنهاء العلاقة، لكنه لم يستطع تقبل ذلك، فبدأ في تهديدها والضغط عليها بوسائل مختلفة، مستخدماً صوراً التقطها أثناء علاقتهما، مهدداً بنشرها إن لم تعد إليه.
وقبل فترة، كانت الفتاة بمفردها داخل منزلها عندما سمعت صوت طرقات عنيفة على الباب، أدركت أنه حبيبها السابق، لكنها رفضت فتح الباب، مما دفعه لكسره بالقوة.
وبمجرد دخوله، بدأ في الاعتداء عليها، ممسكاً بعنقها بعنف ووجه لها لكمات متتالية، ولكنها استطاعت تسجيل المشهد عبر هاتفها، وهي تصرخ طلباً للمساعدة.
وتدخلت الشرطة في اللحظة المناسبة، حيث تمكنت من السيطرة على المعتدي بعد مقاومة، ونقلت الشابة إلى المستشفى للحصول على تقرير طبي يثبت تعرضها للضرب.
تم توقيف المعتدي بتهم التهديد، والإهانة، والاعتداء الجسدي، وانتهاك حرمة المسكن، وإتلاف الممتلكات، لكنه خرج لاحقاً بقرار من المحكمة تحت الإفراج المشروط، مما زاد من مخاوف الضحية بشأن سلامتها.
شهادة الضحية
وفي تصريحاتها، قالت الشابة: "قررت نشر هذا الفيديو؛ لأنني لم أعد أشعر بالأمان، أنا أتعرض للابتزاز والتهديد المستمر، رغم أنني أبلغت السلطات عدة مرات، هذا الشخص يلاحقني، ويهدد حتى أقرب الناس لي، وحتى قطتي لم تسلم من تهديداته، أنا خائفة، لكنني لن أصمت".
وأضافت: "اكتشفت أنه يملك فلاش ميموري مليئاً بالصور والفيديوهات الخاصة بفتيات أخريات كان على علاقة بهن، وعندما أخذته منه، بدأ تهديده لي يتصاعد، لأنه يعلم أنني أملك دليل إدانته".
كما تواصلت الضحية مع السلطات مجدداً، مطالبة باتخاذ إجراءات أكثر صرامة لحمايتها، وشددت على أن العديد من النساء يعانين من نفس الوضع، لكنهن يخشين التحدث، وقالت: "لم أعد أستطيع النوم براحة، هذا الشخص يستخدم حساباتي على وسائل التواصل الاجتماعي ليرسل تهديدات للآخرين باسمي".
وأضافت: "يهددني بالقدوم إلى عملي وتدمير حياتي المهنية، حتى بعد تدخل الشرطة، لم يتوقف، أشعر أنني في سجن، وأتمنى أن تتخذ السلطات تدابير حازمة لحمايتي وحماية النساء الأخريات".
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: وقف الأب رمضان 2025 عام المجتمع اتفاق غزة إيران وإسرائيل صناع الأمل غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية حوادث
إقرأ أيضاً:
غزة… أهناك حياة قبل الموت؟ أنطولوجيا شعرية توثق صمود الروح
مراكش-
ما جدوى إعداد أنطولوجيا شعرية لشعراء غزة، بينما القطاع محاصر، وأهله يُقصَفون صباح مساء؟ ما معنى أن نطلب الشعر في زمن الحرب؟
هي كلمات الشاعر المغربي ياسين عدنان في مقدمة الكتاب الجديد الذي أعده رفقة الشاعر المغربي عبد اللطيف اللعبي (غزة، أهناك حياة قبل الموت؟ أنطولوجيا شعرية)، تأتي لتهز شيئا من كيان من يحب الشعر ومن يعشق غزة في الوقت ذاته، أو لنقل من يتعاطف معها ويكره الحرب وهو جالس على أريكة يتابع شريط الأخبار العاجلة.
يقول الأديب والإعلامي ياسين عدنان للجزيرة نت: "تقدم هذه الأنطولوجيا شهادات حية صادقة ممزوجة بالكبرياء، تسجل موقفا من الحرب الهوجاء الغاشمة، من المتخاذلين، ومن العالم الذي كان حرا قبل أن تسلب منه الإرادة ويفقد الإحساس بكرامة الإنسان".
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2"تاريخ العيون المُطْفأة" لنبيل سليمان.. عميان في جغرافيا الاستبداد يبحثون عن أسرار البصر والبصيرةlist 2 of 2جماليات الوصف.. "حكاية السيدة التي سقطت في الحفرة"end of listويضيف وهو يتذكر قول الشاعر الغزي ناصر رباح: "نأمل أن تكون مقدمة لزقزقة عامة، وإرهاصات لديوان غزة القادم، ديوان يفضح قبح العالم، ويعيد المجد للإنسان".
يكتب رباح في قصيدة مختارة: "العصافير شاهدت كل شيء: القتل والقصف والخراب. وحين انتهت الحرب، واصلت الزقزقة".
بينما يقول الشاعر عبد اللطيف اللعبي في المقدمة: "ولأني عايشت الشعر الفلسطيني وناصرته وشاطرته لأزيد من نصف قرن، فإنني أميل إلى الاعتقاد بأن هذا الشعر تبنى جيلا إثر جيل، فكرة مفادها أن شعبا لا يمكن أن ينتصر على مضطهده، إلا إذا كان متفوقا عليه أخلاقيا".
إعلانويضيف: "إن الأصوات التي تنبثق من هذا الكتاب ترقى إلى مستوى توقعات هذا النوع من المثل. عسى ألا تغمر إمبراطورية الموت جزيرة الشعر الخارقة".
تضم الأنطولوجيا الصادرة حديثا عن "دار الرافدين" ببيروت اللبنانية مقتطفات من قصائد 26 شاعرا وشاعرة من غزة، منهم المقيمون، ومنهم من يتوزعهم الشتات، يكتبون تاريخا مأساويا تجري أحداثه أمام أعين العالم، ويخطون آخر الدرر مما حفظوه في دواخلهم من هويتهم الإنسانية الراسخة.
نبحث في معاني العدد 26، فنجده رمزا للنعمة والرحمة، وللتوازن والانسجام، ولنقطة الفصل بين الكواكب والأحداث المهمة، كما يدل على الحديد وبأسه، وتفاعل الإبداع مع الرمزية.
نجد أيضا العدد في قصيدة مختارة، لكن يبدو أن ذلك جاء فقط صدفة، يقول مصدر الجزيرة نت، ولكي يبقى على المنوال نفسه العمل الأول المنجز للشاعرين نفسيهما سنة 2022 بعنوان "أن تكون فلسطينيا.. أنطولوجيا الشعر الفلسطيني المعاصر".
يشكل العمل الجديد حلقة ثانية في سلسلة ربما لن تتوقف، تأتي فيه كتابات الشعراء بالحبر والدم تعبيرا عن معاناتهم ومعاناة الأهالي. تأتي دون ترتيب في الحروف والأسماء والسن والجنس، سوى أنها بدأت بقصائد كتبها رفعت العرعير (1979-2003) ونور الدين حجاج (1996-2003)، الشاعران الغزيان الشهيدان في القصف المتواصل على غزة.
يكتب العرعير:
إذا كان لا بد أن أموت
فليأت موتي بالأمل
فليصبح حكاية
ويكتب حجاج:
متعب من الركض في متاهات الحياة
بلا وجهة واحدة آمنة منذ 26 سنة
يتفق عدد من الشعراء الذين تواصلت معهم الجزيرة نت، وسألتهم على أن هذه الأنطولوجيا وسيلة الشعراء لنقل تفاصيل الحرب اليومية والحفاظ على الذاكرة، وللتعبير عن الهوية في محاولات الطمس والمحو، والتواصل مع العالم وإيصال أصوات المكلومين إلى كل مكان.
يقول الشاعر حامد عاشور في جوابه لنا: "هي الرواية الصادقة والحقيقية وسط هذا الكم الهائل من التزييف".
وتقول الشاعرة نعمة حسن: "هي توثيق هوية الحكاية الفلسطينية في غزة بحقيقتها من خلال الشعر، فما بين الموت والحياة هناك مساحة آمنة تتيحها الكتابة ليصل صوتك لمن هم خارج نطاق الحرب".
إعلانمن جهتها، تقول الشاعرة ضحى الكحلوت: "سنظل نبحث عن الحياة، لا لنحياها فقط، بل لنحلم ونحب ونفكر ونكتب حتى في أصعب اللحظات، وستظل الكلمة تعرف مداها للأمل والنور مهما اشتدت ظلمة العيش".
وتقول الشاعرة هند جودة: "لقد منحتنا الأنطولوجيا تأشيرة مرور إلى بلاد أخرى ولغة أخرى، وهذا جعلنا نبتسم تحت أطنان الألم".
حكاية غزةتحضر غزة عند الشعراء الغزيين مثل قصيدة لم تكتمل، عيونهم على الورق، لكن قلوبهم على أكفهم، لا يطيقون انتظار الموت القادم من كل مكان، لا ينتظرون مواساة من العالم، يرسمون السعادة، يخطون الأمل، يخربشون الخذلان، لكنهم لا ينتظرون.
في هذه الأنطولوجيا، يطل علينا بكلمات قاسية حجاج، الذي اغتيل في 3 ديسمبر 2023 في قصف قوات الاحتلال منزله في حي الشجاعية. يكتب:
لا تكترثوا للمشهد الأخير
إن كان حرقا أو غرقا أو قفزا من علو أو طعنا
في غزة نحن نموت عدة مرات قبل هذا.
يكتب ياسين، إنه كان يستعجل شعراء غزة لإرسال مساهماتهم، يصف كيف كانوا يموتون مرارا قبل الموت، كيف يتنقلون مع أهلهم من مكان إلى آخر داخل القطاع المحاصر، الأوامر المتكررة بإخلاء المناطق التي يسكنونها تخرب سكينتهم، والقصف الأعمى يطاردهم. بينما كان يطالبهم بمكان إقامتهم: **هنا والآن**، لأن نبذات تعريف الشعراء، كما ينوي نشرها في الأنطولوجيا، يجب أن تتضمن هذا التفصيل.
يصف الشاعر هشام أبو عساكر حال غزة وهي تقصف بلا هوادة. يقول:
إيييه غزة..
ليتك تأخذين قيلولة طويلة
من أجل ترميم أخير
لهذا الجسد المتهالك
ولتنامي بهدوء
كما الأوراق البيضاء
دون حكاية..
ويكتب الشاعر حامد عاشور: "بالرغم من كل الرعب من حولي، أشعر أن هناك سعادة حزينة، تجعلني مرتبكا، كوني لست زوجا ولا أبا لطفل سأعجز عن حمايته، طفل كان كل ذنبي وذنبه أننا ولدنا في غزة".
ويشرح في جوابه لنا: "هذا الموسم الذي عشناه طوال فترة الإبادة، ونحن نعيش مناسبات سعيدة تحت الصواريخ محاطين بكل آلات القتل، قد يبدو ذلك غريبا لكنه يحدث بدرجة أكبر من المرارة، لقد كان الحزن عظيما ومهولا، وكنا نحاول استخراج السعادة من التفاصيل، مثلما تفعل كل الشعوب المحبة للحياة".
من يلجأ إلى الشعر في زمن الحرب، يدرك تماما أنه يستخدم سلاح الروح ومرآة الواقع، يسجل بالكلمات الألم ويقاوم الظلم، يرفع صوت الإنسانية في وجه الدمار، ويحافظ على الأمل في قلوب اليائسين.
إعلانيكتب ياسين في المقدمة: "تلبستني حالة اكتئاب، لكن الشعر كان البلسم. كانت قصائد الشعراء الحارقة تسري عني وتواسيني، تعيد لي الثقة في الكلمة، في دورها، وفي قدرتها على المقاومة".
يكتب وليد الهليس:
حجر قديم
لم يبق لي غير بيت من الشعر
خبأته للمراثي
ولا عتب يوجعني مثل عتب الحجارة
وتكتب منى المصدر:
متى تكتبين الشعر؟
حينما يكون الحديث ترفا
أسكب روحي شعرا
وأهدهد على قلبي بالغيوم
وتكتب هند جودة في نهاية قصيدة:
يا إلهي، لا أريد أن أكون شاعرة في زمن الحرب!
وتكتب ضحى الكحلوت: "الحرف مقصلة راضية، والذكريات قاض يعرف، في النور، أبصر أمكنة، أخيلة، رجفات، وسكوتا، وفي العتم تسقط الرؤيا".
وتقول ضحى في جوابها للجزيرة نت: "إن الشعر يولد من المشاهد التي يصعب علينا تقبلها ويستحيل إنكارها، فهي ماثلة أمامنا ونعيشها وتضع بصمتها على شعورنا وأقوالنا وأفعالنا. يولد من ضرورة البوح، الذي يعد ترفا وسط معركة الموت، وضرورة أرشفة التاريخ بثباته ورجفاته".
وتكتب نعمة حسن:
شاعر
كل يوم يرسم قمحا على شجرته الميتة..
وتصدقه العصافير
تقول في جوابها للجزيرة نت: "لا شيء يداوي آلام الحرب، نحن نحاول إعادة تدوير الألم بالشعر".
يريد الشاعر من العالم أن يوقف الحرب، أن يستيقظ ضميره، ويسمع صرخة الإنسانية التي تئن تحت وطأة القصف والدمار، وأن يدرك أن الكلمات ليست مجرد حروف، بل هي صدى للروح الممزقة، وأمل يضيء عتمة اليأس.
في أبريل/نيسان المقبل، تصدر النسخة الفرنسية من الأنطولوجيا عن دار "لوبوان" الفرنسية، لتفتح آفاقا جديدة.
يكتب حجاج: "أنا لست رقما، وأرفض أن يكون خبر موتي عابرا، دون أن تقولوا إني أحب الحياة، السعادة، الحرية، ضحكات الأطفال، البحر، القهوة، الكتابة، فيروز، وكل ما هو مبهج.. قبل أن يختفي كل هذا بلحظة واحدة.."
ويضيف: "أحد أحلامي أن تجوب كتاباتي العالم، أن يصير لقلمي أجنحة لا توقفها جوازات سفر غير مختومة، ولا فيز مرفوضة".
وتكتب جودة:
صباح الخير أيها العالم
أنا هناك،
أقصد هنا،
نعم، بالضبط في غزة!
تقول للجزيرة نت: "رأينا أحرارا كانوا ولا يزالون يقفون من أجل غزة حول العالم، وما هذه الأنطولوجيا إلا واحدة منها، فقد ترجمت نصوص شعراء غزة إلى معظم لغات الدنيا شرقا وغربا".
وتضيف: "هكذا كان يصل الشعر مثل الصورة، ليقرأ في منابر ومظاهرات، ويطبع في نشرات ومجلات وكتب، إلى جانب صور الشهداء وعلم فلسطين، والمناداة بوجوب العدالة وحرية الشعب الفلسطيني وبلاده من الاحتلال. ما زال هذا يحدث حتى بعد إعلان الهدنة، وهذا مهم جدا، ويجعلنا نحلم بمستقبل يمنحنا العدالة ولو بعد حين".
إعلانبالرغم من كل الأهوال، يتسرب إلى نفوسنا نحن البعيدين عن مكان الحرب قليل من الأمل، ونحن نستذكر: "كيف تعرضت غزة لإبادة من الغرباء، لكنها سرعان ما نهضت من رمادها مثل طائر الفينيق"، كما يقول ياسين في ختام المقدمة.