بوابة الوفد:
2025-02-07@04:41:00 GMT

تصريحات نارية للرئيس الروسي خلال قمة بريكس

تاريخ النشر: 23rd, August 2023 GMT

ألقى الرئيس الروسي، "فلاديمير بوتين"، كلمة أمام الضيوف والمشاركين خلال اجتماع قمة "بريكس" بصيغته الموسعة، في إطار القمة الخامسة عشرة للمنظمة المنعقدة في الفترة من 22-24 أغسطس الجاري، حسبما أفادت قناة "روسيا اليوم"، مساء اليوم الأربعاء.

ويحمل الاجتماع عنوان "بريكس وإفريقيا: الشراكة من الأجل النمو المشترك المتسارع والتنمية المستدامة والتعددية الشاملة"، حيث ناقش قادة دول "بريكس" الخمس (البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب إفريقيا) القضايا الراهنة على جدول الأعمال العالمي والإقليمي، والإنجازات ومهام الشراكة الاستراتيجية للدول الأعضاء في المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية والإنسانية.

نص كلمة الرئيس بوتين:

عزيزي الرئيس رامافوزا، عزيزي الرئيس لولا، عزيزي رئيس الوزراء مودي، عزيزي الرئيس شي جين بينج!

الأصدقاء الأعزاء والزملاء!

بادئ ذي بدء أود أن أشكر أصدقاءنا في جنوب إفريقيا على كل ما بذلوه من جهد خلال رئاستهم لمجموعة "بريكس" هذا العام.

لقد قدم الزملاء الذين تحدثوا بالفعل تقييما إيجابيا لأنشطة مجموعة "بريكس"، وبشكل عام، فإننا نشارك هذه التقييمات. لقد نجحت الدول الخمس في ترسيخ مكانتها على الساحة العالمية باعتبارها هيكلا موثوقا يتعزز تأثيره في الشؤون العالمية باستمرار.

إن المسار الاستراتيجي للتوحيد موجه نحو المستقبل ليمس الجزء الرئيس من المجتمع الدولي، ما يسمى بالأغلبية العالمية. ومن خلال العمل بتنسيق، وعلى أساس مبادئ المساواة ودعم الشراكة ومراعاة مصالح بعضا البعض، فإننا نتعامل مع القضايا الأكثر إلحاحا على جدول الأعمال العالمي والإقليمي.

إلا أن الأمر الرئيسي هو أننا جميعا متفقون على تشكيل نظام عالمي متعدد الأقطاب يكون عادلا حقا، ويستند إلى القانون الدولي مع مراعاة المبادئ الأساسية لميثاق الأمم المتحدة، بما في ذلك الحق في السيادة، واحترام حق الشعوب في تقرير المصير، واختيار نموذج التنمية الخاص بهم. نحن ضد أي نوع من الهيمنة وضد ما تروج له بعض الدول من استثنائيتها، وما يترتب على تلك الفرضية من سياسة جديدة ألا وهي سياسة استمرار الاستعمار الجديد.

أريد أن أشير إلى أن هذه الرغبة تحديدا في الحفاظ على الهيمنة العالمية لبعض الدول هي ما أدى إلى الأزمة الحادة في أوكرانيا. فتم تنفيذ انقلاب غير دستوري في هذه الدولة أولا، بمساعدة الدول الغربية، ثم شنت حرب ضد من لم يوافقوا على هذا الانقلاب، حرب وحشية، حرب إبادة استمرت لمدة 8 سنوات.

قررت روسيا دعم هؤلاء الذين يقاتلون من أجل ثقافتهم وتقاليدهم ولغتهم ومستقبلهم. إن تحركاتنا في أوكرانيا يمليها شيء واحد فقط: وهو وضع حد للحرب التي أطلقها الغرب وتابعوه في أوكرانيا ضد سكان دونباس.

ونحن ممتنون لزملائنا في مجموعة "بريكس" الذين يشاركون بنشاط في محاولة إنهاء هذا الوضع وتحقيق تسوية عادلة من خلال الوسائل السلمية.

الزملاء الأعزاء، إن الشيء الرئيسي هو أننا جميعا متفقون على نظام عالمي متعدد الأقطاب يكون عادلا حقا ويستند إلى القانون الدولي.

وعامًا وراء الآخر، تعمل دول "بريكس" على بناء إمكاناتها، وكما ذكرت من قبل، فإن حصة دول "بريكس" الخمس، حيث يعيش أكثر من 3 مليارات نسمة من الناتج المحلي الإجمالي العالمي قد تجاوزت بالفعل حصة ما يسمى بالدول الصناعية السبع من حيث تعادل القوة الشرائية. وعلى مدى العقد الماضي، تضاعفت استثمارات دول "بريكس" في الاقتصاد العالمي، وبلغت صادراتها مجتمعة 20% من الإجمالي العالمي.

كما يجري تنفيذ استراتيجية الشراكة الاقتصادية لدول المجموعة حتى عام 2025 بنجاح، وعلى وجه الخصوص، يجري تعزيز التعاون الخماسي في مجالات مثل تنويع سلاسل التوريد، وإلغاء الدولرة، والانتقال إلى العملات الوطنية في التسويات المتبادلة، والاقتصاد الرقمي، ودعم المؤسسات الصغيرة ومتوسطة الحجم، والنقل العادل للتكنولوجيا.

وبطبيعة الحال، تقوم دوائر الأعمال بدور نشط في هذه العمليات، حيث يتم إنجاز الكثير من العمل من خلال مجلس أعمال "بريكس" وتحالف أعمال المرأة، وهو ما ذكره بالفعل مضيف اجتماعنا اليوم، الرئيس رامافوزا، وقادة هذه المنظمات حاضرون في هذا الاجتماع.

إن من بين الأولويات المهمة لتفاعل "بريكس" إنشاء طرق مستدامة وآمنة. وفي حديثي أمام المشاركين في منتدى أعمال "بريكس"، تحدثت بالفعل عن أهمية التطوير المتسارع للطرق العابرة للقارات، مثل الممر بين الشمال والجنوب، الذي سيربط الموانئ الروسية في البحار الشمالية وبحر البلطيق بالمحطات البحرية على ساحل الخليج والمحيط الهندي، لتكون في المستقبل قادرة على توفير عبور يصل إلى 30 مليون طن من البضائع سنويا.

ونعتقد أن الوقت قد حان لإنشاء لجنة نقل دائمة في إطار مجموعة "بريكس"، تتعامل ليس فقط مع مشروع الشمال والجنوب، ولكن أيضا بالمعنى الأوسع، مع تطوير ممرات النقل والإمداد على المستويين الإقليمي والعالمي. وإذا وافق الشركاء، يمكن للجانب الروسي العمل على هذه الفكرة كجزء من رئاسة "بريكس" لعام 2024.

وبالطبع، نرحب بتعزيز التفاعل بين الدول الخمس في مجال الابتكار العالمي، ونتطلع إلى تكثيف التعاون في إطار مبادرة الشبكة العالمية للبنى التحتية البحثية لمجموعة "بريكس"، والتي يمكن دعمها وتطويرها من خلال صندوق خاص موجه. وروسيا، من جانبها، مستعدة لتقاسم خبراتها المتراكمة، وأفضل ممارساتها، بما في ذلك في مجال التحول الرقمي واستخدام الذكاء الاصطناعي.

نحن كذلك مصممون على المشاركة بنشاط في تنفيذ الاتفاقيات التي تم التوصل إليها بشأن إنشاء فريق عمل مشترك معني بالطب النووي، ونحن مهتمون بتحويل تلك الاتفاقيات إلى المستوى العملية لأنشطة "بريكس" للتعاون في مجال التعليم المهني المتوسط، ونؤيد بالكامل اقتراح زملائنا في جنوب إفريقيا بتنظيم اجتماع وزاري منفصل بشأن شؤون المرأة، التي مما لا شك فيه أن دورها في الحياة السياسة والاقتصادية والاجتماعية لدولنا يجب أن يتوسع.

الزملاء الأعزاء!

في العام المقبل، ستنتقل رئاسة مجموعة "بريكس" إلى روسيا. وستكون رئاستنا تحت شعار "تعزيز التعددية من أجل التنمية والأمن العالميين العادلين"، ونخطط لحوالي 200 فعالية سياسية واقتصادية واجتماعية ستستضيفها أكثر من 12 مدينة روسية.

في الوقت نفسه، نخطط لعقد اجتماع قمة "بريكس" في أكتوبر 2024 في مدينة قازان، وسوف نتفق على المواعيد المحددة مع زملائنا من خلال القنوات الدبلوماسية، كما ستقام هناك أيضا فعاليات بصيغة "بريكس+ " المفيدة.

وخلال رئاستنا، نعتزم بذل كل ما في وسعنا للمساهمة بشكل فعال في تنفيذ القرارات المتخذة في القمة الحالية، بما في ذلك المتعلقة بتوسيع دائرة المشاركين في المجموعة. وسنقوم بالتنسيق الوثيق مع الشركاء بشأن ملف السياسة الخارجية، وسنعمل معا في المنصات الدولية الرئيسية، وفي المقام الأول في الأمم المتحدة، وسنواصل إجراء الاجتماعات المنتظمة للممثلين رفيعي المستوى بشأن القضايا الأمنية.

وبطبيعة الحال، سنولي الأولوية للاهتمام بالمهام العاجلة مثل مكافحة الإرهاب وانتشار الفكر الإرهابي، فضلا عن مكافحة غسل الأموال، وإعادة الأصول التي تم الحصول عليها بوسائل إجرامية.

وبالمناسبة، فنحن ممتنون لشركائنا على دعمهم في فرق العمل المعنية بالإجراءات المالية المتعلقة بغسل الأموال FATF، ونأمل أن تستمر روح التضامن هذه في المستقبل.

وسنساهم في التنفيذ الشامل لاستراتيجية الشراكة الاقتصادية لدول "بريكس" حتى عام 2025، وتطوير مبادئ توجيهية جديدة طويلة الأجل للتعاون. ومن بينها زيادة دور دولنا في النظام النقدي والمالي الدولي، وتطوير التعاون بين البنوك، وتوسيع استخدام العملات الوطنية، وتعميق التفاعل من خلال سلطات الضرائب والجمارك ومكافحة الاحتكار.

مما لا شك فيه أن أولويات روسيا تشمل بناء الشراكات في مجالات العلوم والإبداع، والرعاية الصحية، والتعليم، وتطوير العلاقات الإنسانية بشكل عام، حيث يعد التنوع الثقافي والحضاري أحد الركائز الداعمة للنظام العالمي الجديد متعدد الأقطاب، وهو ما يعني ضمنا خلق مساحة حرة شاملة للتبادل الثقافي والفني والإبداعي.

ويبدو أن الوقت قد حان لإجراء مناقشة جادة مع شركائنا في مجموعة "بريكس"، وشركاء منظمة شنغهاي للتعاون وشركائنا في رابطة الدول المستقلة وغيرهم من الدول حول مستقبل الثقافة في العالم، وحول الحفاظ على التراث الثقافي العالمي وتعزيزه. بالمناسبة، فإن المنتدى الثقافي الدولي التاسع، المقرر عقده بالفعل في مدينة بطرسبورغ، في روسيا، الذي سيقام في الفترة من 16-18 نوفمبر من هذا العام، يمكن أن يصبح منصة مناسبة لمثل هذا الحوار.

بالطبع، ستواصل روسيا، بكل الطرق الممكنة، تعزيز تطوير الاتصالات في مجال الرياضة والتبادلات الشبابية، وعلى وجه الخصوص، فمن المقرر عقد ألعاب "بريكس" في يونيو 2024. وسنكون سعداء بالترحيب بفرق من دول الاتحاد في البطولة الدولية "ألعاب المستقبل"، التي ستقام العام المقبل في قازان، حيث تمثل هذه المباريات مزيجا فريدا من التخصصات الرياضية الديناميكية مع ألعاب الفيديو والأجهزة التكنولوجية الأكثر شهرة. كما أن هناك فرصة أخرى جيدة للاتصالات والتواصل الودي في مارس 2024 في مهرجان سوتشي العالمي للشباب.

في الختام، أود التأكيد مرة أخرى على أن روسيا، من خلال رئاستها، سوف تتفاعل بطريقة بناءة للغاية مع شركائها في مجموعة الدول الخمس من أجل زيادة تعزيز دور وسلطة مجموعة "بريكس"، التي سوف تنمو فقط بطبيعة الحال.

أشكر اهتمامكم.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: الرئيس الروسى بوتين بريكس جنوب أفريقيا من خلال فی مجال

إقرأ أيضاً:

جرأة مجموعة لاهاي

منذ أن نجح فى الانتخابات وحتى قبل أن يجلس على عرش أمريكا رسميًا للمرة الثانية اعتاد ترامب الإدلاء بتصريحات غير مسئولة أثارت جدلًا واسعًا فى كل دول العالم واعتبره كثيرون مجنونًا قد يجر العالم لحرب عالمية ثالثة.

وفاجأ ترامب العالم بتصريحات غريبة عقب لقائه مع رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو، وكأن كل تصريح خرج من شخص مختلف أحدهما همجى والثانى استعمارى إمبريالى والثالث إنسان والرابع نرجسى والخامس ممثل، ربما ما جاء عل لسانه حول استيلاء أمريكا على غزة ونقل عدد من الجنسيات للعيش فيها أى تدويلها بمثابة صدمة أعادت للأذهان تلك الاتفاقيات والوعود الاستعمارية التى قسمت دولًا وشردت شعوبًا، وكأن العالم خلق من أجلهم يظلمون ويتجبرون دون وازع من ضمير ودون مراعاة للقوانين والأعراف الدولية التى وضعوها وطبقوها بطريقتهم وحسب مصالحهم.

فى يقينى الضعفاء لن يسكتوا، قد يتحدون لمواجهة هذا التسلط وهذا الفكر الاستعمارى الهمجى، وربما كانت كندا وبنما وكولومبيا والبرازيل والمكسيك هى البداية وسينضم اليهم آخرون بدعم قوى أخرى من مصلحتها إضعاف الولايات المتحدة بل وتفكيكها.

أتوقف هنا عند حدث دولى أعتبره من أهم الأحداث على الساحة العالمية خلال الأيام الماضية، ففى سابقة هى الأولى فى التاريخ، أعلنت 9 دول عن تدشين أول تجمع دولى أطلق عليه «مجموعة لاهاى» بهدف ملاحقة العدو الصهيونى فى المحاكم الدولية والعمل على إنهاء الاحتلال الإسرائيلى للأراضى الفلسطينية المحتلة عقب 1967، والدول هى جنوب أفريقيا وماليزيا وكولومبيا وبوليفيا وكوبا وهندوراس وناميبيا والسنغال وجزر بليز.

هذه الدول قررت ألا تكتفى بملاحقة إسرائيل قضائيًا فقط، بل وسياسيًا واقتصاديًا وعسكريًا من خلال عدة إجراءات: منها تنفيذ أوامر الاعتقال الصادرة من الجنائية الدولية بحق «نتنياهو» و«غالانت» فى حال وصول أى واحد منهما إلى أراضى أى دولة من الدول التسع، ومنع تصدير أو توفير أو نقل الأسلحة إليها، ومنع رسو أى سفن تنقل أسلحة أو وقودًا لإسرائيل فى موانئ هذه الدول.

ربما يقلل البعض من هذا الحدث معللًا أن هذه الدول صغيرة–عدا ماليزيا بالطبع–وتأثيرها ليس كبيرًا، ولكنى أقول إن مجرد إعلان هذه المجموعة عن اتخاذ إجراءات ضد الكيان الصهيونى المدعوم بالشيطان الأمريكى الأعظم هو جرأة تنذر بانضمام المزيد إلى هذا التحالف، أو تكوين تحالفات أخرى ضد أمريكا نفسها، فالضغط والظلم غالبًا ما يولدان الانفجار.

وأشير هنا أيضًا إلى الانقسامات السياسية العميقة فى الولايات المتحدة الأمريكية والاعتراضات المتتالية على الإجراءات التى اتخذها ترامب فى الأيام الأولى من ولايته الثانية والتى أسفرت عن عريضة جمعت أكثر من 100 ألف توقيع تطالب الكونجرس بعزل هذا الرئيس الذى قد يتسبب بسياساته فى زيادة العداء ضد أمريكا على مستوى العالم، وانهيار الاقتصاد الأمريكى.

[email protected]

 

مقالات مشابهة

  • الرئيس تبون يستقبل المبعوث الخاص للرئيس الموريتاني
  • صفقة استراتيجية تعزز حضور الإمارات في الطيران العالمي
  • وزير الخزانة الأمريكي: تحاول دول "بريكس" التخلي عن الدولار
  • جرأة مجموعة لاهاي
  • أول تصريح للرئيس عباس على تصريحات ترامب بالاستيلاء على غزة
  • رونالدو يطلق تصريحات نارية حول جائزة الكرة الذهبية
  • استقبال الرئيس أردوغان للرئيس الشرع والوزير الشيباني في المجمع الرئاسي بالعاصمة التركية أنقرة
  • تصريحات نارية لفاروق جعفر حول صفقات نادي الزمالك
  • مدير «الأفريقي لمكافحة الأمراض»: مصر ملهمة التحالف العالمي لتصنيع اللقاحات 
  • الجيش الروسي يسيطر على جزء من الحدود الإدارية لجمهورية لوجانسك