يرتبط ملف قوات سوريا الديمقراطية "قسد" التي وقعت اتفاق دمجها مع الحكومة السورية في دمشق، بشكل وثيق بموقف تركيا التي ترى فيها امتدادا لحزب العمال الكردستاني "بي كي كي" المدرج على قوائم الإرهاب لديها.

ومنذ سقوط نظام بشار الأسد في سوريا أواخر العام الماضي، دأب المسؤولون الأتراك على التلويح بعملية عسكرية ضد "قسد" شمالي شرقي سوريا، وذلك بالرغم من مساعي أنقرة لوضح حد للمواجهة المسلحة المستمرة منذ عقود بين العمال الكردستاني وأنقرة.



وأسفرت مساعي أنقرة عن إصدار زعيم حزب العمال الكردستاني المسجون في تركيا عبد الله أوجلان خطابا يدعو إلى حل التنظيم ووضع السلاح جانبا والانخراط بالعمل السياسي.

وكان حزب المساواة وديمقراطية الشعوب "ديم" المناصر للأكراد في تركيا كشف عن إرسال أوجلان ثلاث رسائل قبل خطابه "التاريخي" واحد منها إلى "قسد" شمالي شرق سوريا.


ولم يصدر بعد تعليق من الجهات الرسمية في تركيا بشأن اتفاقية دمج "قسد" في سوريا، لكن الحدث تصدر وسائل الإعلام التركية وسط حديث عن نظرة إيجابية تجاه الاتفاق الذي وقعه الرئيس السوري أحمد الشرع وقائد "قسد" مظلوم عبدي.

وتناول صحيفة "صباح" التركية الخبر بشكل إيجابي تحت عنوان "بداية عصر جديد في سوريا! توقيع اتفاقية انضمام قوات سوريا الديمقراطية إلى الجيش السوري"، في حين أشارت صحيفة "قرار" إلى أن الاتفاق "يشكل نقطة تحول مهمة في عملية إعادة الإعمار في سوريا بعد الحرب الأهلية".

واعتبرت الصحيفة أن "دمج الأكراد في العملية السياسية وإعادة هيكلة مؤسسات الدولة وإرساء وقف إطلاق النار في جميع أنحاء البلاد خطوات حاسمة لتحقيق الاستقرار في سوريا على المدى الطويل".

وشددت على أهمية  "نقل السيطرة على حقول النفط والغاز الطبيعي إلى دمشق  من أجل التعافي الاقتصادي للبلاد"، مشيرة إلى أن "التداعيات الإقليمية لهذه التطورات في سوريا ستتضح خلال الفترة المقبلة".

من جهتها، قالت ممثلة قناة "CNN" التركية في أنقرة، ديكل كانوفا" أن "تركيا تنظر بإيجابية إلى هذا الاتفاق إيجابية، لكنها في المقابل تريد أن ترى تطبيقه".

وأشارت إلى أن بنود الاتفاق تشير إلى أن الأكراد في سوريا سيأخذون مكانا في الإدارة الجديدة وفقا لوزنهم، ولكن لن تكون هناك محاصصة.

في السياق، اعتبرت صحيفة "حرييت" أن البند الرابع يعد البند الأكثر أهمية في الاتفاق حيث ينص على "دمج كافة المؤسسات المدنية والعسكرية في شمال شرق سوريا ضمن إدارة الدولة السورية بما فيها المعابر الحدودية والمطار وحقول النفط والغاز".

واعتبرت الصحيفة المقربة من الحكومة التركية أن البند المشار إليه ينص على أنه لن يكون هناك أي وجود لإدارة منفصلة شمال شرقي سوريا في المرحلة المقبلة، لافتا إلى أن ذلك يتطابق مع موقف تركيا الرافض لإقامة دولة دولة على حدودها الجنوبية.

لكنها استدركت بالتشديد على أن تركيا لا زالت تقول "لا يمكن أن تكون هناك دولة داخل الدولة، ولا جيش داخل الجيش"، في إشارة إلى رفض أنقرة لاحتفاظ "قسد" بكتلتها العسكرية داخل وزارة الدفاع السورية.

في المقابل، تعاملت الصحف المقربة من المعارضة اليسارية في تركيا مثل "سوزجو" وموقع "ميديا سكوب" مع الخبر دون التعليق عليه.

ومساء الاثنين، وقع الرئيس السوري أحمد الشرع وقائد قوات سوريا الديمقراطية "قسد" على اتفاق دمج الأخير في مؤسسات الدولة، وذلك ضمن مساعي دمشق لحل كافة الفصائل المسلحة وبسط سيطرتها على كافة التراب الوطني.

ونص الاتفاق الذي نشرته الرئاسة السورية عبر منصة "إكس" على "ضمان حقوق جميع السوريين في التمثيل والمشاركة في العملية السياسية وكافة مؤسسات الدولة بناء على الكفاءة بغض النظر عن خلفياتهم الدينية والعرقية".


وشدد على أن "المجتمع الكردي مجتمع أصيل في الدولة السورية وتضمن الدولة السورية حقه في المواطنة وكافة حقوقه الدستورية، كما نص على وقف إطلاق النار على كافة الأراضي السورية.

وتضمن الاتفاق المكون من 8 بنود، "دمج كافة المؤسسات المدنية والعسكرية في شمال شرق سوريا ضمن إدارة الدولة السورية بما فيها المعابر الحدودية والمطار وحقول النفط والغاز"، بالإضافة إلى "ضمان عودة كافة المهجرين السوريين إلى بلداتهم وقراهم وتأمين حمايتهم من الدولة السورية".

وأكد الاتفاق "دعم الدولة السورية في مكافحتها لفلول الأسد وكافة التهديدات التي تهدد أمنها ووحدتها، ورفض دعوات التقسيم وخطاب الكراهية ومحاولات بث الفتنة بين كافة مكونات المجتمع السوري"، لافتا إلى أن اللجان التنفيذية ستعمل على تطبيق الاتفاق بما لا يتجاوز نهاية العام الحالي.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي اقتصاد تركي منوعات تركية سوريا قسد دمشق تركيا الشرع سوريا تركيا دمشق الشرع قسد سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الدولة السوریة فی سوریا فی ترکیا إلى أن

إقرأ أيضاً:

ريمونتادا سياسية.. سوريون يحتفلون بالاتفاق بين دمشق وقسد

شهدت المدن والساحات السورية احتفالات واسعة بعد إعلان الرئاسة السورية توقيع اتفاق بين الرئيس السوري أحمد الشرع وقائد قوات سوريا الديمقراطية مظلوم عبدي، يقضي باندماج قوات سوريا الديمقراطية (قسد) ضمن مؤسسات الدولة السورية، مع التأكيد على وحدة الأراضي السورية ورفض أي محاولات للتقسيم.

توقيع اتفاق يقضي باندماج قوات سوريا الديمقراطية ضمن مؤسسات الجمهورية العربية السورية والتأكيد على وحدة الأراضي السورية ورفض التقسيم#رئاسة_الجمهورية_العربية_السورية pic.twitter.com/SCSgFkN9YK

— رئاسة الجمهورية العربية السورية (@G_CSyria) March 10, 2025

وقال مظلوم عبدي في تدوينة عبر حسابه على منصة "إكس" تعليقا على توقيع الاتفاق "في هذه الفترة الحساسة، نعمل سويا لضمان مرحلة انتقالية تعكس تطلعات شعبنا إلى العدالة والاستقرار. نحن ملتزمون ببناء مستقبل أفضل يضمن حقوق جميع السوريين، ويحقق تطلعاتهم في السلام والكرامة. ونعتبر هذا الاتفاق فرصة حقيقية لبناء سوريا جديدة تحتضن جميع مكوناتها، وتضمن حسن الجوار".

في هذه الفترة الحساسة، نعمل سوياً لضمان مرحلة انتقالية تعكس تطلعات شعبنا في العدالة والاستقرار. نحن ملتزمون ببناء مستقبل أفضل يضمن حقوق جميع السوريين ويحقق تطلعاتهم في السلام والكرامة. نعتبر هذا الاتفاق فرصة حقيقية لبناء سوريا جديدة تحتضن جميع مكوناتها وتضمن حسن الجوار. pic.twitter.com/zUeUgnRzaC

— Mazloum Abdî مظلوم عبدي (@MazloumAbdi) March 10, 2025

إعلان

ومع إعلان توقيع الاتفاق عمت الاحتفالات في مدن المنطقة الشرقية مثل دير الزور والحسكة والرقة، حيث خرجت الجماهير بشكل واسع تعبيرا عن فرحتها.

احتفالات كبيرة في الحسكة فرحاً باتفاق اندماج قوات سوريا الديمقراطية ضمن مؤسسات الجمهورية العربية السورية
صبرتم ونلتم pic.twitter.com/xKqTzmoPRE

— قتيبة ياسين (@k7ybnd99) March 10, 2025

ولم تقتصر الاحتفالات على تلك المنطقة، بل شملت مختلف المدن السورية الأخرى، فقد أظهرت مقاطع فيديو احتفال أهالي حي الأشرفية في حلب، الذي يضم غالبية كردية، بهذا الاتفاق.

أفراح حي الأشرفية #حلب ذو الأغلبية الكردية بعد حدوث الاتفاق بين قسد و الدولة السورية pic.twitter.com/hCbbvphbOQ

— عمر مدنيه (@Omar_Madaniah) March 11, 2025

كما شهدت مدن دمشق، حمص، حماة، طرطوس، واللاذقية أجواء احتفالية تعكس حالة من التفاؤل والوحدة.

وانعكست هذه الاحتفالات على منصات التواصل الاجتماعي، حيث عبر السوريون عن سعادتهم بوصف هذه اللحظة بـ"التاريخية".

عودًا حميدًا لأهلنا في الجزيرة وعموم مدن وبلدات شمال شرق بلدنا سوريا، الحسكة والرقة ودير الزور.. الحمد لله الذي حقن دماءكم ويسّر لمّ شملنا..
يوم للسلام والوحدة بإذن الله، أسأل الله أن يتمم بخير????

— أحمد حذيفة Ahmad Houthaifa (@AhmadTalk) March 10, 2025

وكتب مدونون أن هذه الاحتفالات التي عمت كافة أرجاء سوريا تعكس رغبة السوريين الحقيقية في إنهاء الحرب والجنوح نحو السلام والخلاص من سنوات طويلة مليئة بالدماء والانقسام.

ويرى محللون أن هذا الاتفاق يعد ضربة قوية لمحاولات تقسيم سوريا، مشيرين إلى أنه يمثل بداية جديدة بالغة الأهمية نحو وحدة البلاد.

وكتب هؤلاء أن "سوريا واحدة وستبقى كذلك، وهذا الاتفاق يعزز هذا الواقع بشكل كبير".

اتفاق تاريخي..
أتحدّث عن الاتفاق الذي تم توقيعه بين أحمد الشرع ومظلوم عبدي، (قائد "قسد").
الأكراد مثل الغالبية الساحقة من السوريين عانوا ظلم النظام البائد، وهذا الاتفاق ينسف أحلام الراغبين في تقسيم سوريا.
هو بداية دون شك، لكنها بداية بالغة الأهمية.
سوريا واحدة، وستبقى، بإذن الله. pic.twitter.com/oUPw1iKO9h

— ياسر الزعاترة (@YZaatreh) March 10, 2025

إعلان

كما أضاف بعضهم أن الاتفاق السوري الذي تم توقيعه بين الرئاسة السورية وقائد قوات سوريا الديمقراطية يعتبر صفعة قوية لكل من إسرائيل والولايات المتحدة، وأكدوا: "سوريا العربية الموحدة تصعد بقوة رغم كل المؤامرات الداخلية والخارجية".

كما أعرب الدكتور علي القره داغي، رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، عن ترحيبه بالاتفاق عبر تدوينة، قال فيها: "أؤكد أن وحدة سوريا في ظل العدل وضمان الحقوق لجميع مكوناتها هي أملنا جميعا. لذلك، أرحب بقوة بالاتفاق الذي تم بين الحكومة السورية وقوات سوريا الديمقراطية، والذي ينص على دمج قسد ضمن مؤسسات الدولة. هذه بلا شك خطوة مهمة نحو توطيد السلم الأهلي وتحقيق الأمن والاستقرار.

أؤكد أن وحدة سوريا في ظل العدل وضمان الحقوق لجميع مكوناتها هي أملنا جميعًا.
لذلك، أرحب بقوة بالاتفاق الذي تم بين الحكومة السورية وقوات سوريا الديمقراطية، والذي ينص على دمج قسد ضمن مؤسسات الدولة.
فهذه بلا شك خطوة مهمة نحو توطيد السلم الأهلي وتحقيق الأمن والاستقرار، وبناء دولة… pic.twitter.com/wXwkdEzN54

— د. علي القره داغي (@Ali_AlQaradaghi) March 10, 2025

وعلق العديد من الناشطين والمدونين على الاتفاق بوصفه "ريمونتادا سياسية" قلبت كل الموازين، مشيرين إلى أن الخطوة التي اتخذها الرئيس أحمد الشرع كانت بمثابة "ضربة معلم" أخرجته من مأزق معقد، ووضعت البلاد على مسار جديد.

بالفعل، ما فعله الشرع اليوم كان ضربة معلم أخرجته من مأزق رهيب وقلبت كل الموازين.

يمكنكم القول إنه حقق ريمونتادا سياسية تضاهي ما يفعله ريال مدريد عادة في دوري الأبطال. pic.twitter.com/djwDnvGsUV

— Tarek Kteleh, MD. (@tarekktelehmd) March 11, 2025

مقالات مشابهة

  • بعد الاتفاق بين دمشق وقسد..تركيا: متفائلون بحذر
  • أول تعليق تركي على اتفاق دمشق وقسد.. تفاؤل حذر
  • تركيا تشعر بـ”تفاؤل حذر” تجاه الاتفاق بين الشرع و”قسد”
  • ريمونتادا سياسية.. سوريون يحتفلون بالاتفاق بين دمشق وقسد
  • الصحف العربية: بن سلمان يلتقي زيلينسكي.. جريمة جديدة بحق غزة.. وقسد تندمج في مؤسسات الدولة السورية
  • ما المعطيات العسكرية التي أدت إلى اتفاق دمشق وقسد؟
  • خطوة تاريخية.. كيف يعيد الاتفاق بين دمشق وقسد رسم المشهد السوري؟
  • وزارة الخارجية : المملكة تُرحّب بتوقيع الاتفاق الذي يقضي باندماج كافة المؤسسات المدنية والعسكرية في شمال شرق سوريا ضمن مؤسسات الدولة السورية
  • خفايا الاتفاق بين دمشق وقسد