التعليم بين جمود الماضي وابتكار المستقبل
تاريخ النشر: 11th, March 2025 GMT
#التعليم بين #جمود_الماضي و #ابتكار_المستقبل
#عبدالبصير_عيد
لم يعد التعليم اليوم مجرد عملية تلقين، بل تحول إلى منظومة متكاملة تتطلب الابتكار والتكيف مع التطورات التكنولوجية. ومع ذلك، لا تزال بعض المؤسسات التعليمية متمسكة بمناهج وأساليب تدريس لم تعد تلبي احتياجات العصر. في المقابل، يشهد التعليم قفزات نوعية بفضل الذكاء الاصطناعي، الذي يعزز التعلم الشخصي والمتمايز، مما يستدعي اعتماد طرق تدريس أكثر مرونة وابتكارًا.
المشكلة لا تتوقف عند المناهج، بل تمتد إلى السياسات الإدارية التي غالبًا ما تستبعد الكفاءات الشابة من مراكز صنع القرار. بدلًا من الاستفادة من أفكارهم المبتكرة، يتم تهميشهم لصالح أصحاب الخبرة التقليدية، حتى لو لم تعد تلك الخبرة تواكب متطلبات العصر. هذا النهج يؤدي إلى إحباط الشباب ودفعهم للبحث عن فرص خارج المنظومة التعليمية التقليدية، مما يحرم المؤسسات من طاقات بشرية قادرة على التطوير.
إن استمرار المؤسسات في الاعتماد على كوادر غير محدثة معرفيًا ومهارياً يسهم في تراجع جودة التعليم. فالتعليم ليس مجرد وظيفة، بل عملية مستمرة تتطلب التعلم مدى الحياة، حيث يجب أن يظل الأكاديميون منخرطين في برامج تنمية مهنية دائمة لمواكبة كل جديد.
وما يثير الاستغراب أن بعض المؤسسات التعليمية لا تزال تتردد في تبني التكنولوجيا بشكل كامل في العملية التعليمية. في حين أن الذكاء الاصطناعي والتقنيات الرقمية يمكن أن تحول التعليم إلى تجربة تفاعلية أكثر جاذبية، نجد أن المشكلة لا تكمن في التكنولوجيا ذاتها، بل في العقليات التي ترفض الاعتراف بأنها ضرورة وليست مجرد خيار.
دول عديدة أثبتت أن تبني التكنولوجيا في التعليم يعزز جودة التعلم ويجعله أكثر كفاءة. على سبيل المثال، فنلندا وسنغافورة من بين الدول التي استفادت من الذكاء الاصطناعي والتعلم التكيفي، مما مكنها من تقديم تجربة تعليمية مصممة خصيصًا لكل طالب. في المقابل، لا تزال بعض الجامعات العربية تعتمد على مناهج لم تتغير منذ عقود، مما يزيد الفجوة بين مخرجات التعليم ومتطلبات سوق العمل.
ومن الأسباب الرئيسية لهذا الجمود هو غياب رؤية استراتيجية واضحة في بعض المؤسسات التعليمية. بدلًا من التخطيط لمواكبة العصر، نجد أنها تُدار بعقلية تقليدية لا تتناسب مع التطورات السريعة التي يشهدها العالم. هذه الفجوة بين التعليم وسوق العمل تجعل المؤسسات غير قادرة على تخريج كوادر مؤهلة للمستقبل.
على سبيل المثال، رغم التوسع في التعليم عن بُعد عالميًا، نجد بعض الجامعات لا تزال ترفضه، رغم قدرته على توفير فرص تعلم أكثر مرونة وكفاءة. هذا التردد يؤدي إلى تعطيل الاستفادة من إمكانيات التعليم الرقمي، ويزيد من عزلة المؤسسات عن التطورات الحديثة.
التغيير لا يعني إلغاء الماضي، بل الاستفادة من التجارب السابقة لصنع مستقبل أفضل. الحل لا يكمن في إقصاء أصحاب الفكر التقليدي، ولا في تهميش الشباب المبتكر، بل في تحقيق توازن بين الجانبين.
يجب على المؤسسات التعليمية تبني سياسات تشجع دمج الشباب في عملية صنع القرار، وتوفر لهم فرصًا حقيقية للمشاركة في تطوير المناهج وطرق التدريس. كما ينبغي دعم الكفاءات الشابة وتدريبها لتكون قادرة على قيادة التغيير. التعليم ليس ساحة للصراع بين القديم والجديد، بل اختبار لقدرتنا على التكيف مع تطورات العصر.
إذا أردنا تعليمًا يتناسب مع المستقبل، فعلينا تجاوز هذا الجمود وفتح الأبواب أمام الشباب للمشاركة في تطوير التعليم، مع الاستفادة من خبرات الماضي لصنع مستقبل أكثر إشراقًا. التغيير ليس خيارًا، بل حاجة ملحة يحتاجها شباب اليوم لبناء المستقبل. مقالات ذات صلة سوريا 2025/03/11
المصدر: سواليف
كلمات دلالية: عبدالبصير عيد المؤسسات التعلیمیة بعض المؤسسات الاستفادة من لا تزال
إقرأ أيضاً:
أمانة الشباب بحزب الشعب الجمهوري ترسم ملامح المستقبل باجتماع تنظيمي شامل
عقدت أمانة الشباب المركزية بحزب الشعب الجمهوري اجتماعًا تنظيميًا بمقر الأمانة المركزية بالقاهرة الجديدة، برئاسة نشأت حتة، وبحضور قيادات الأمانة، من بينهم أحمد الألفي أمين التنظيم المركزي للحزب، والمهندسان عمرو عويضة ومحمد خليل الأمناء المساعدون، وعدد من أمناء المحافظات وأعضاء المكتب المركزي.
شهد الاجتماع مناقشات موسعة حول خطط العمل المستقبلية، واستعراض فعاليات مرتقبة، أبرزها دوري كرة القدم الذي يضم فرقًا من مختلف محافظات الجمهورية.
كما تم استعراض أنشطة الربع الأول من العام من خلال تقارير مقدمة من أمناء محافظات الجيزة، قنا، مطروح، والغربية، إلى جانب إعلان تشكيل لجان جديدة وتحديث آليات العمل الخاصة بقواعد البيانات.
وأكد أحمد الألفي أهمية تمكين الشباب وإتاحة الفرص لهم للمشاركة في الاستحقاقات الانتخابية المقبلة، مشددًا على أن دوري كرة القدم يمثل منصة لتعزيز التعاون بين الأمانات على مستوى الجمهورية.
من جانبه، أوضح نشأت حتة أن المرحلة المقبلة ستشهد إعادة هيكلة شاملة لضمان الأداء الفعّال، مع التأكيد على أهمية الالتزام بتنفيذ الخطط والاستعداد للفعاليات الكبرى، لاسيما دوري كرة القدم الذي سيكون محط أنظار الجميع ويعكس الصورة الإيجابية للحزب.
وأشار الحضور إلى ضرورة تكاتف الجهود لتحقيق الأهداف المرجوة، مؤكدين أن النجاح في تنظيم هذه الفعاليات سيعزز دور الحزب ويعمّق تأثيره في المجتمع.