موقع 24:
2025-03-12@02:18:50 GMT

الهلال الأحمر والأرواح الطاهرة

تاريخ النشر: 11th, March 2025 GMT

الهلال الأحمر والأرواح الطاهرة

قصتان ربما تتكرران في كل يوم ولا نعلم عنهما شيئاً، لأن النفوس العفيفة يجرحها السؤال.
القصة الاولى حدثت في أحد الأحياء البسيطة، حيث كانت تعيش أمينة، أرملة وأم لأربعة أطفال. بعد وفاة زوجها، تحولت حياتها إلى كفاح يومي لتأمين احتياجات أطفالها، وأكبرهم لم يتجاوز الثالثة عشرة من عمره.
كانت أمينة تعمل بجد، ولكن عملها البسيط لم يكن يكفي لسد احتياجاتهم الأساسية.

لجأت إلى التسوق بالدين من البقالات القريبة حتى تراكمت عليها الديون ولم تعد تستطيع السداد.
في يومٍ من الأيام، وضمن برنامج الهلال الأحمر لمساعدة الأسر المتعففة، تم اختيار المنطقة الشعبية المتواضعة التي تعيش فيها أمينة وعمل لائحة بأسماء الأسر التي تعيش هناك. حاول الموظفون التواصل مع أمينة هاتفياً مرات عديدة، ولكن دون جدوى. قلق الموظفون من عدم استجابتها، فقرروا إرسال أحد المتطوعين إلى منزلها للاطمئنان عليها.
عندما طرق الموظف الباب، فتحت أمينة بحذر، وعندما سألها عن سبب عدم الرد على المكالمات، انهمرت دموعها وقالت بصوت متهدج: "ظننت أن من يتصل هو أحد أصحاب الديون. لا أملك المال، وكل يوم أخاف من مواجهة أحدهم".
بعد ثوان من الصمت وبصوت متهجد، أخبرها المتطوع الذي مسح دموعه التي لم تستأذنه، وأخبرها أنهم هنا للمساعدة وليس للمطالبة بالديون.
خلال أيام قليلة، قدم "الهلال الأحمر" لأمينة وأطفالها دعماً غذائياً ومالياً، وساعدها في سداد دينها مع البقالات المحلية. كما تم توجيهها إلى برامج تدريبية لتأهيلها لسوق العمل، مما فتح أمامها باباً نحو مستقبل أكثر استقراراً.
القصة الثانية هي للجد سالم، رجل في السبعينيات من عمره، يعيش في بلدة صغيرة مع حفيدته مريم التي لم تتجاوز التاسعة من عمرها، وبعد وفاة والدي مريم في حادث أليم، أصبح الجد هو المسؤول الوحيد عنها.
كانت الحياة صعبة، فالجد سالم يعاني من أمراض مزمنة ويعتمد على معاش تقاعدي ضئيل بالكاد يكفي لتغطية الأدوية والطعام، وبسبب ظروفهما الصعبة، توقفت مريم عن الذهاب إلى المدرسة، وعندما لاحظت معلمتها غيابها قررت الذهاب إلى بيتها لتطمئن على صحتها.
هناك كانت المفاجأة، فمريم لم تكن مريضة، ولكن سبب غيابها هو أن قميص المدرسة أصبح باليا إلى الدرجة التي أصبح من الصعب ارتداؤه، ولم يكن لديها قميص آخر.
قامت المعلمة بالاتصال بالهلال الأحمر وتمت زيارة منزلهم المتواضع. وجدوا الجد سالم يعاني من المرض، ومريم تحاول جاهدة العناية به، حينها قدم الصليب الأحمر لهم مساعدة غذائية، وأدوية مجانية للجد، الأمر الذي أحدث فرقاً حقيقياً في حياتهم وأعاد مريم إلى المدرسة. وتكفل الهلال الأحمر باللوازم الدراسية والمواصلات، وقدموا دعماً نفسياً للطفلة التي عانت من فقدان والديها وصعوبات الحياة المبكرة، وعادت مريم إلى المدرسة بابتسامة لم تُرسم على وجهها منذ وقت طويل.
تعكس هاتان القصتان الأثر الكبير الذي يمكن أن تُحدثه المنظمات الإنسانية مثل الهلال الأحمر في حياة الأشخاص الذين يواجهون أصعب الظروف، ويمكن لهذه المساعدات أن تعيد الأمل وتفتح أبواباً جديدة للحياة الكريمة للأسر المحتاجة.
لا ننتظر السؤال من النفوس العفيفة، فهي أرواح طاهرة تأبى السؤال رغم الحاجة، وتختار الصبر على الشكوى، وتُظهر الغنى رغم ضيق الحال. هي قلوب تختبئ وراء ابتسامة هادئة، وتُخفي الألم بسترٍ جميل، لا تمد يدها إلا إلى السماء، وتجد في الرضا والاحتساب عزاءً وسندًا. النفوس العفيفة تُعلّمنا معنى الكرامة في أبهى صورها، وتجسد لنا القوة الحقيقية التي تنبع من عمق الإيمان والعزة بالنفس، فهؤلاء الناس يعيشون بيننا كالأزهار البرية؛ جمالهم في تواضعهم، وعبيرهم في صمتهم.

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: وقف الأب رمضان 2025 عام المجتمع اتفاق غزة إيران وإسرائيل صناع الأمل غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية الهلال الأحمر الهلال الأحمر الهلال الأحمر الإماراتي الهلال الأحمر الهلال الأحمر

إقرأ أيضاً:

رئيسة اتحاد "جمعيات الصليب والهلال الأحمر" تزور المركز العام

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

استقبل المركز العام للهلال الأحمر المصري زيارة رسمية من رئيسة الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر، كيت فوربس، وذلك في إطار جولتها بالمنطقة  بهدف تعزيز التعاون ودعم الجهود.
كان في استقبال الرئيسة كيت فوربس، المديرة التنفيذية للهلال الأحمر المصري، الدكتورة آمال إمام، والدكتور عادل العدوي، وزير الصحة الأسبق وعضو مجلس إدارة الهلال الأحمر المصري، وعلي مبارك أمين الصندوق ومحمد أبو المعاطي، عضو مجلس إدارة الهلال الأحمر المصري.

وتضمنت الزيارة اجتماع لعرض مجهودات الهلال الأحمر المصري وتدخلاته الإنسانية والاجتماعية فى الداخل المصري  وايضا فى الاستجابات الخاصة بأزمتى غزة والسودان ، وغيرها من الاستجابات الإقليمية من خلال المساعدات الإنسانية فى سوريا ولبنان وجنوب السودان.
وتضمنت أيضاً الزيارة لقاءً مع موظفي الهلال الأحمر المصري، حيث أشادت كيت فوربس بالجهود المبذولة من قبل الفريق العامل في الهلال الأحمر المصري، خاصة في مواجهة الأزمات الإنسانية التي شهدتها المنطقة مؤخرًا وأشارت الى أهمية التطوع فى دعم هذه الجهود .
كما قامت رئيسة الاتحاد الدولي بجولة داخل المركز العام، شملت زيارة وحدة الدعم النفسي الاجتماعي، حيث تم استعراض دور الوحدة في تقديم الدعم النفسي اللازم  للمتضررين من الأزمات.

كما تفقدت مركز التدريب على الإسعافات الأولية، حيث وقفت كيت فوربس على تجهيزات المركز المتطورة ومناهجه الحديثة الذى يتم من خلاله يوميا تدريب العديد من الأفراد  على تقديم الإسعافات الأولية بشكل متقدم. 
كما تم تفقدت أسطول العيادات المتنقلة للهلال الأحمر المصري، التي تجوب المحافظات لتقديم خدماتها للعديد من فئات المجتمع.

مقالات مشابهة

  • عاجل مليشيا الحوثي تعلن رسميا السماح لكل السفن الأمريكية والبريطانية والأوروبية الوصول الى مواني إسرائيل سواء كانت محملة بالغذاء او بالأسلحة باستثناء سفن إسرائيل
  • الهلال الأحمر التركي يوزع سلال غذائية في عدن
  • رئيسة اتحاد "جمعيات الصليب والهلال الأحمر" تزور المركز العام
  • الإعلان عن نجاح قطر السفينة "سونيون" التي تعرضت لهجوم حوثي عبر قناة السويس
  • رئيس الوزراء يستقبل رئيسة الاتحاد الدولي لجمعيات الهلال والصليب الأحمر
  • مدبولي يستقبل رئيسة الاتحاد الدولي لجمعيات الهلال والصليب الأحمر
  • الهلال الأحمر القطري.. عطاء يثمر
  • الهلال الأحمر الجزائري يعتزم مقاضاة عصائر رويبة
  • الهلال الأحمر يباشر حالة إجهاد لمعتمر في صحن المطاف