حسابات داخلية تغض طرف الفصائل العراقية عن أحداث سوريا - عاجل
تاريخ النشر: 11th, March 2025 GMT
بغداد اليوم - بغداد
أثارت الأحداث الدامية في الساحل السوري ردود فعل واسعة على المستويين الإقليمي والدولي، إلا أن الفصائل العراقية التزمت الصمت حيال ما جرى، مما فتح الباب أمام التكهنات حول أسباب هذا الموقف.
وفي ظل تعقيدات المشهد السوري، يطرح هذا الصمت تساؤلات حول ما إذا كان يعكس موقفاً محايداً أم أنه جزء من ستراتيجية أوسع لتجنب الدخول في صراعات إقليمية قد تؤثر على الوضع الداخلي العراقي.
وهنا يكشف الخبير في الشؤون الأمنية صادق عبد الله، عن الأسباب التي حالت دون إصدار فصائل المقاومة العراقية أي بيانات بشأن الأحداث الأخيرة في الساحل السوري.
وقال عبد الله لـ"بغداد اليوم"، اليوم الثلاثاء (11 آذار 2025)، إن "الفصائل العراقية بكل مسمياتها منشغلة حاليًا في ترتيب أوراقها الداخلية من خلال حوارات شاملة ومهمة مع حكومة السوداني، ولا تعد طرفًا في أحداث الساحل السوري التي كانت مفاجأة للجميع خاصة بعد أن تحولت إلى ارتكاب مجازر مروعة بحق مكون من مكونات الشعب السوري، مما جعلها فتنة".
وأضاف، أن "الفصائل العراقية لا ترغب في الانخراط في هذا المسار، سواء بشكل مباشر أو إعلامي، مع الإشارة إلى أن قيادات مقربة من الفصائل من نواب وساسة قد أدانوا ما حدث في مدن الساحل للطائفة العلوية، والتي أسفرت عن سقوط نحو ألف ضحية".
وأوضح عبد الله، أن "وجود تأثير إيراني على بعض الفصائل لا يعني أنها لا تمتلك آراء وخيارات وطنية داخليًا، لذا فإن الفصائل العراقية لا ترغب في فتح جبهة إعلامية، حيث إن إصدار أي بيان قد يعتبر تدخلاً ويُستغل بطرق متعددة".
وأشار إلى أنه "وفقًا للقراءات الحالية، هناك متغيرات داخل الفصائل من حيث بوصلة الأهداف حيث تسعى الفصائل إلى تهدئة الأحداث بشكل عام وحسم خارطة الطريق مع الحكومة العراقية لضمان وضع يعزز الأمن والاستقرار الداخلي ويخفف من الضغوط الخارجية على بغداد".
وأضاف أن "إصدار البيانات من قبل الفصائل قد يعتبر تدخلاً ويؤكد ما تروج له بعض القنوات المقربة من نظام الحكم في سوريا، وبالتالي محاولة خلط الأوراق والادعاء بأن هناك عاملًا خارجيًا وراء ما حدث في مدن الساحل".
وتابع، أن "أحداث الساحل لم تكن ممنهجة أو مخططًا لها، ولكن ما تبعها من مجازر مروعة أوجد شكوكًا كبيرة حيال طبيعة الأحداث في سوريا وقدرة الحكام الجدد على ضبط الوضع ومنع الفتن".
واختتم عبد الله حديثه بالقول: إن "هذه الحادثة ستغير الكثير من الآراء العامة الدولية حيال ما يحدث في دمشق".
وكانت السلطات في سوريا، أعلنت السبت الماض، تعزيز انتشار قوات الأمن في منطقة الساحل بغرب البلاد وفرض السيطرة على مناطق شهدت مواجهات، هي الأعنف منذ إطاحة بشار الأسد في الثامن من ديسمبر كانون الأول.
هذا وقال محافظ اللاذقية محمد عثمان إنه تم رصد انتشار أعداد كبيرة لفلول النظام تفوق 4 آلاف شخص في طرطوس واللاذقية، مؤكدا تنفيذ عمليات تمشيط في مدينة القرداحة ومحيطها.
وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان في بيان مساء يوم السبت، بارتفاع كبير في عدد القتلى، مشيرا إلى أن "عدد القتلى بلغ حتى مساء السبت 1018 شخصا بينهم 745 مدنيا جرى تصفيتهم وقتلهم بدم بارد في مجازر طائفية".
المصدر: وكالة بغداد اليوم
كلمات دلالية: الفصائل العراقیة عبد الله
إقرأ أيضاً:
أحمد الشرع يعلن أول قراراته بعد الأحداث الأخيرة في الساحل السوري
الرئيس السوري أحمد الشرع (وكالات)
في أول تصريح له بعد الأحداث الأخيرة في الساحل السوري، أعلن أحمد الشرع، الرئيس السوري في المرحلة الانتقالية، عن تشكيل لجنة عليا للسلم الأهلي لمواجهة التحديات التي شهدتها البلاد في الآونة الأخيرة.
جاء ذلك في بيان له اليوم الأحد، حيث أشار إلى محاولات متعددة لجر البلاد إلى حرب أهلية، مؤكداً أن البلاد تواجه تهديدات تهدد استقرارها ووحدتها.
اقرأ أيضاً 3 أطعمة يمنع منعا باتا تناولها بعد القهوة مباشرة في رمضان.. تعرف عليها 9 مارس، 2025 الأرصاد يتوقع هطول أمطار متفرقة على هذه المحافظات اليمنية في الساعات القادمة 9 مارس، 2025وفي كلمته، أكد الشرع أن سوريا قد مرت بتجارب مريرة خلال السنوات الماضية، مشيراً إلى أنه على الرغم من تحقيق الثورة أهدافها في نيل الحرية، فإن البلاد تعرضت مؤخراً إلى محاولات لزعزعة استقرارها عبر الانزلاق نحو الفوضى.
وأضاف الشرع أن المحاولات الأخيرة التي استهدفت البلاد كانت تهدف إلى زرع الفتنة و تقسيم البلاد، معتبراً أن هذه المخططات هي جزء من محاولات خارجية وداخلية لإعادة البلاد إلى حالة من التفكك.
الشرع لفت إلى أن التحديات الحالية ليست مجرد تهديدات عابرة بل هي نتيجة لمحاولات انتهازية من قوى معينة تسعى لإطالة أمد الفوضى.
وأكد على أن ما يحدث حالياً في بعض مناطق الساحل السوري يُعد مثالاً على هذه المحاولات، مشيراً إلى أن الأحداث المماثلة التي اندلعت قبل شهر ونصف قد تم إخمادها بفضل التدخل السريع.
الرئيس السوري في المرحلة الانتقالية، أشار إلى أنه يجب على الجميع الاعتراف بالحقائق المؤلمة التي خلفها النظام السابق، مؤكداً أن فترة حكمه تركت جروحاً عميقة في المجتمع السوري، والتي يصعب أن تُشفى.
من بين هذه الجروح التي خلفها النظام السابق، ذكر الشرع قضايا التهجير، القتل، الاعتقال، و الانتهاكات التي حدثت خلال حكمه، والتي كانت سبباً رئيسياً في اندلاع الأحداث الأخيرة.
وفي سياق الأحداث الأخيرة، أوضح الشرع أنه بمجرد وقوع الحادثة في الساحل، تم تعزيز المنطقة بالقوات الأمنية بهدف حماية السلم الأهلي ومنع حدوث أي أعمال انتقامية.
وأكد أن قوات الأمن التي تم نشرها تعرضت لهجوم عنيف أسفر عن مقتل العديد منها بشكل وحشي، مشدداً على أن المعتدين هم نفسهم الذين ارتكبوا الجرائم الوحشية ضد الشعب السوري على مدار السنوات الماضية.
وأشار إلى أن الحكومة السورية ستظل ملتزمة بالسعي للحد من هذه المخاطر عبر تعزيز الأمن والاستقرار في جميع أنحاء البلاد، وستواصل مكافحة كل من يسعى لإشعال الفتنة والدمار في وطنه.