إفطارهم في الجنة.. ياسر عصر شهيد العزيمة سطر اسمه في سجل الفداء
تاريخ النشر: 11th, March 2025 GMT
في كل زاوية من زوايا الوطن، تتردد أصداء التضحية والفداء، وداخل قلب أرملته، السيدة صفاء سليمان، لا يزال الحزن يختلط بالفخر، هي امرأة فقدت شريك حياتها، اللواء ياسر عصر، الذي استشهد في حادثة مترو مسرة في 2017، ولكنها لا تندب، بل تفتخر بأن زوجها كان أحد أبطال هذا الوطن الذين قدموا أرواحهم فداءً لأمنه واستقراره.
"أشعر بمزيج من الفخر والحزن"، تقول صفاء، هذه الكلمات تخرج من قلب امرأة تبكي من الداخل، لكنها لا تسمح للألم أن يطفئ شعلة الفخر التي تحملها بداخلها. "استشهاده ترك لي إرثًا من الشجاعة والمواقف البطولية، فقد كانت لحظته في حادثة مترو مسرة بمثابة نقطة النهاية في حياة رجل لم يعرف الخوف أبدًا، حتى أمام الموت"، تضيف زوجته.
وعن بعض المواقف التي جعلتها تفتخر به، تروي صفاء بصوت هادئ، وهو يحمل في طياته العزيمة: "عندما اشتعلت النيران في القطار رقم 1551، لم ينتظر وصول الدعم، بل اقتحم النيران بنفسه ليطفئها وينقذ أرواح الركاب. لم يكن يطلب شكرًا، ولم يكن يهتم بالتقدير، كان فقط يرى في ذلك مسؤوليته". هذه هي الطبيعة التي كان يتسم بها اللواء ياسر، شجاعة غير محدودة وواجب لا يتوقف.
وعلى الرغم من علمها بالمخاطر التي كان يواجهها يوميًا في عمله، إلا أن صفاء كانت تؤمن بأن هذا هو قدره، وقدره كان أن يكون فداءً لهذا الوطن. تقول: "مصر تستحق أكثر من ذلك"، هذه كانت كلماته التي لا تفارق ذاكرتها.
اليوم، وبعد غياب ياسر، تواصل صفاء حمل راية التضحية، مُحيطة بأبنائها الذين ورثوا عن والدهم شجاعة وعزيمة. ابنه حسن وزياد قررا الالتحاق بكلية الشرطة لاستكمال مسيرته، مُؤكدين أن العائلة لا تكتمل إلا بمواصلة الرسالة.
وفي رسالة لأبناء الوطن، تقول صفاء: "علينا أن نُحسن تقدير تضحيات رجال الشرطة في كل يوم، لا في الأعياد فقط. الشائعات خطر كبير، ويجب علينا أن نكون حذرين في نقل الحقيقة فقط".
تظل قصة اللواء ياسر عصر علامة بارزة في سجل الشجاعة، وذكرى تخلدها الأرامل والأبناء، وتظل حية في قلب كل مصري يقدر تضحيات الأبطال الذين يحمون الوطن بكل ما يملكون.
في قلب هذا الوطن الذي لا ينسى أبنائه، يظل شهداء الشرطة رمزًا للتضحية والفداء، ويختصرون في أرواحهم أسمى معاني البذل والإيثار، رغم غيابهم عن أحضان أسرهم في شهر رمضان، يبقى عطاؤهم حاضرًا في قلوب المصريين، فالوطن لا ينسى من بذل روحه في سبيل أمنه واستقراره.
هم الذين أفنوا حياتهم في حماية الشعب، وسطروا بدمائهم صفحات من الشجاعة والإصرار على مواجهة الإرهاب، هم الذين لم يترددوا لحظة في الوقوف أمام كل من يهدد وطنهم، وواجهوا الموت بابتسامة، مع العلم أن حياتهم ليست سوى جزء صغير من معركة أكبر ضد الظلام.
في رمضان، حين يلتف الجميع حول موائد الإفطار في دفء الأسرة، كان شهداء الشرطة يجلسون في مكان أسمى، مكان لا تدركه أعيننا، ولكنه مكان لا يعادل في قيمته كل الدنيا؛ فإفطارهم اليوم سيكون مع النبين والصديقين والشهداء وحسن أولئك رفيقًا.
مع غيابهم عن المائدة الرمضانية في بيوتهم، يظل الشعب المصري يذكرهم في صلواته ودعواته، تظل أسماؤهم محفورة في ذاكرة الوطن، وتظل أرواحهم تسكن بيننا، تعطينا الأمل والقوة لنستمر في مواجهة التحديات.
إن الشهداء هم الذين حفظوا لنا الأمان في عز الشدائد، وهم الذين سيظلون نجومًا مضيئة في سماء وطننا، فلهم منا الدعاء في كل لحظة، وأن يظل الوطن في حفظ الله وأمانه.
مشاركة
المصدر: اليوم السابع
كلمات دلالية: شهداء شهداء الشرطة شهداء الوطن الداخلية اخبار الداخلية وزارة الداخلية افطارهم في رمضان قصص الشهداء اسر الشهداء حوادث اخبار الحوادث
إقرأ أيضاً:
مفتي الجمهورية: دماء الشهداء سطورٌ محفورة في تاريخ الأمة ومفاتيح عزتها التي لا تذبل
وجه فضيلة الأستاذ الدكتور نظير محمد عياد مفتي الجمهورية رئيس الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم، في الذكرى الـ 56 ليوم الشهيد، أسمى آيات الشكر والعرفان إلى أرواح الشهداء الأبرار الذين قدموا أرواحهم فداءً لوطنهم، مؤكدا أن دماء الشهداء هي سطورٌ محفورة في تاريخ الأمة، وشواهد عزتها التي لا تذبل.
وأعرب المفتي في بيان اليوم عن فخره واعتزازه بتضحيات هؤلاء الأبطال الذين سطروا بدمائهم الطاهرة أروع قصص البطولة والشرف في تاريخ أمتنا.
وأكد أن دماء الشهداء هي سطورٌ محفورة في تاريخ الأمة، وشواهد عزتها التي لا تذبل، فهذه الدماء التي تجسدت فيها أسمى معاني الوفاء والتضحية، ستظل مشعة في قلوبنا وعقولنا، لتضيء دروب الأجيال القادمة وتحثهم على التمسك بقوة الوطن وكرامته، فلم يترك هؤلاء الأبطال مجرد ذكريات، بل تركوا إرثًا من العزة، التي لا تضعف مع مرور الزمن، وعزيمةً لا تهزم أمام عواصف التحديات، معتبرًا فضيلته، أن الاحتفاء بيوم الشهيد هو دعوة لنا جميعًا لإعادة التفكير في قيم العطاء والتضحية، وتذكرة لنا بأن كرامة الوطن وازدهاره لا تتحقق إلا بالإخلاص والتفاني في العمل من أجل رفعة هذه الأرض المباركة.
كما توجه فضيلته، بخالص التحية والتقدير إلى أمهات وأسر الشهداء والمصابين، الذين ضربوا وما زالوا أروع الأمثلة في الصبر والثبات، مؤكدًا تقديره العميق للتضحيات الجليلة التي يقدمها رجال القوات المسلحة البواسل وأبطال الشرطة الأوفياء، الذين يواصلون العمل بكل إخلاص لضمان استقرار مصر وحفظ أمنها.
وقال فضيلته إن ذكرى يوم الشهيد المصري مناسبة نستلهم منها القوة والإيمان، ونتذكر من خلالها أن الوطن يستحق منا كل التضحية والفداء، ونسأل الله تعالى أن يتغمد شهداءنا بواسع رحمته، وأن يجعلنا من الذين يستلهمون من بطولاتهم عزيمةً وإصرارًا على المضي قدمًا في بناء وطننا العزيز مصر وحمايته، وأن يحفظه من سوء ومكروه، وكل عام ونحن جميعًا بخير.
اقرأ أيضاًمفتي الجمهورية: المرأة شريك في بناء الحضارة والتاريخ شاهد على بصماتها الراسخة
مفتي الجمهورية: القرآن الكريم معجزة باقية إلى يوم القيامة وهو صالح لكل زمان ومكان
مفتي الجمهورية: غياب الاقتداء بالنموذج النبوي في الحياة الزوجية سبب رئيسي للمشكلات الأسرية