محمد بن رامس الرواس

الهدف الأسمى للتنمية المستدامة عند طرحها لمبادرات وبرامج تنموية أن تتفق أهداف رؤية الدولة ومسارات تنفيذ البرامج التي تُحقق التوازن بين المتطلبات الاقتصادية والاجتماعية مما يدفع الحياة الاقتصادية نحو تحقيق ما تصبو إليه لا سيما عندما تتسم أعمالها بالشفافية والعدالة التي تضمن اقتصادًا مستدامًا.

ومن خلال رؤية "عُمان 2040" جاء محور الاقتصاد والتنمية كموجه استراتيجي من أجل إيجاد إطار مؤسسي متكامل لتنمية مستدامة مرتكزة على عدة محددات منها القيادة والعدالة الاجتماعية ومواكبة المتغيرات في بيئة العمل وغيرها من العوامل التي تسعى الرؤية لتحقيقها.

والتحديد الدقيق للقواسم المشتركة بين التنمية المستدامة والمسؤولية الاجتماعية يمكننا أن نلخصها إلى 4 أبعاد؛ الأول والثاني هما: الاقتصاد والقانون ويليها البعد الإنساني والأخلاقي، وهنا نعني بالاقتصاد ما يشمله من أعمال ومشاريع، وفرص عمل، وخدمات ترتبط مباشرة بالبعد القانوني؛ حيث إنَّ كافة العمليات المؤسسية يجب أن تخضع لعلاقات العمل القانونية السليمة.

أما الأبعاد الأخلاقية والإنسانية فهما بعدان هامان للمجتمع لا يقلان أهمية عن البعد الاقتصادي والبعد القانوني؛ حيث إنَّ الأنشطة الخيرية والتطوعية تعزز صورة المؤسسة في ذهن الجمهور، بينما الأخلاق هو ذلك السلوك الذي يتطلب من المؤسسات زرعها والقيام بها في المجتمعات طلباً لبيئة مجتمعية أفضل،  دعونا نعتبر ما تم سرده مقدمة يمكننا من خلالها الوصول إلى مفهوم المسؤولية الاجتماعية والتنمية المستدامة؛ فالاثنان قريبان جدًا من بعضهما؛ إذ إنَّ المسؤولية الاجتماعية تهدف إلى دمج الاهتمامات الاجتماعية والبيئية في الأنشطة التجارية، بينما التنمية المستدامة تهدف إلى المواءمة بين الاقتصاد والاهتمامات الاجتماعية والبيئة في الأنشطة التجارية. لذا تعمل العديد من الشركات والمؤسسات الكبرى على إعداد تقارير التواصل والاستدامة؛ سعيًا منها لضم جميع الجوانب الاقتصادية والبيئية والأخلاقية بمحتوى يكون بمثابة مرجع استرشادي ينظم أهداف المؤسسة ويضع خارطة طريق لسبل عملها، ويُعلن عن قيمها ومبادئها ويرسخ لمعايير ومؤشرات ثابتة.

من جانب آخر لا شك أنَّ مشاريع الاستثمار الاجتماعي تتطلب المواءمة بين الأهداف الاجتماعية والاقتصادية، وبالتالي تحتاج المؤسسات التي تطبق المسؤولية الاجتماعية ضمان استدامتها عن طريق تخصيص نسب مئوية يمكن من خلالها الاطلاع بمسؤوليتها في التنمية المستدامة وتكليف مختصين بذلك ووضع البرامج السنوية المستدامة التي من شأنها الاستمرارية والديمومة.

إنَّ تفعيل المبادرات المجتمعية التي تلبي احتياجات المجتمع المحلي من خلال قيام المؤسسات والشركات وغيرها من الجهات ذات الصلة يُمثل واجبًا تنمويًا؛ باعتبار التنمية المجتمعية ذات روافد مُتعددة منها التنمية الاقتصادية، والمبادرات المجتمعية برغم أنها قد تأخذ طابعًا توعويًا وإرشاديًا وتأهيليًا وتدريبيًا، بما يشمله من مهارات حياتية وغيرها، إلا أن جميع ذلك يصب في الهدف الأسمى ألا وهو تهيئة الشباب لسوق العمل، بجانب بث روح العمل التطوعي والخيري بالمجتمع.

وختامًا.. إنَّه لمن الأهمية الإشارة إلى ضرورة احترام مبادئ نظم الأمان في الاقتصاد المحلي وترسيخ نظم وقوانين العمل وتحسين ظروفه مع الالتزام بالحقوق والواجبات الوطنية والمساهمة في التنمية المحلية، وإثراء الحوار الاجتماعي من إرشاد وتوعية وتوجيه سليم، والانضمام إلى المعايير الدولية المتعلقة بالمسؤولية الاجتماعية والتنمية المجتمعية المستدامة ومعرفة كل جهة ذات علاقة لأدوارها؛ سواءً كان القطاع الخاص أو القطاع الحكومي، أو أفراد المجتمع المدني؛ حيث إن مشاركتهم بالمسؤولية الاجتماعية والمبادرات تعد من الأولويات.

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

التخطيط تتيح مشروعات "حياة كريمة" للمواطنين من خلال تطبيق "شارك ٢٠٣٠"

السعيد: البيانات تتضمن 7600 مشروع، بتكلفة 66 مليار جنيه، في ٢٠ محافظة

أعلنت وزارة التخطيط والتنمية الاقتصادية عن بيانات إتاحة المشروعات المنتهية ضمن المشروع القومي لتطوير الريف المصري "حياة كريمة" للمواطنين من خلال تطبيق المحمول "شارك 2030"، وذلك في إطار الجهود المتواصلة لتعزيز المشاركة المجتمعية والمتابعة اللاحقة للمشروعات، للتأكد من دخولها الخدمة.

وذكرت الدكتورة هالة السعيد، وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية، أن رؤية مصر 2030 في نسختها المحدثة، أولت أهميةً خاصةً لمشاركة المواطنين في عملية التنمية، وتمكينهم من المتابعة الدورية للبرامج والمشروعات التي تنفذها الدولة، بما يعزز آليات المتابعة التشاركية الفعالة، مشيرةً إلى أن تطبيق المحمول "شارك 2030" يتيح كذلك الفرصة للمواطنين لاقتراح المشروعات والمبادرات والبرامج ذات الأولوية من وجهة نظرهم، بما يتسق مع تفعيل قانون التخطيط العام للدولة.

واضافت السعيد أنه تم إتاحة البيانات التفصيلية لحوالي 7600 مشروع تم الانتهاء منها إنشائياً، بتكلفة إجمالية 66 مليار جنيه، في إطار المرحلة الأولى من مشروع "حياة كريمة"، التي تستهدف تحسين جودة الحياة في 52 مركز في نطاق 20 محافظة ريفية، يستفيد منها 18 مليون مواطن في حوالي 1500 قرية، مشيرًا إلى أن محافظة البحيرة تصدرت باقي المحافظات في عدد المشروعات المنتهية بنسبة حوالي 17%، تليها سوهاج بنسبة 13%، ثم قنا 11%، والمنوفية 8%، وأسيوط 6%.

وحول التوزيع القطاعي للمشروعات المنتهية، قال الدكتور جميل حلمي، مساعد الوزيرة لشئون متابعة خطة التنمية المستدامة، ، أنه تم الانتهاء من إنشاء وتطوير 1670 مدرسة، تتضمن أكثر من 11 ألف فصل، بما يساهم في خفض كثافة الفصول، و306 وحدة صحية و242 وحدة إسعاف لتحسين الخدمات الصحية، فضلًا عن 550 مشروع في قطاع مياه الشرب، وإنشاء وتطوير 100 محطة لمياه الشرب، و100 مشروع لتوصيل خدمات الصرف الصحي و3 محطات معالجة في محافظتي الشرقية والمنوفية، وحوالي 500 مشروع لإنشاء وتطوير مراكز الشباب، علاوةً على 172 مجمع خدمات حكومية، و148 مجمع خدمات زراعية.

ويتيح تطبيق "شارك 2030" الفرصة للمواطنين لتقييم وتقديم مقترحات بشأن مشروعات المرحلة الأولى، وكذا اقتراح مشروعات المرحلة الثانية، والتي تستهدف تحسين جودة الحياة في المناطق الريفية، والتي تتضمن خدمات البنية التحتية والتنمية البشرية، فضلاً عن تعزيز التنمية الاقتصادية وخلق فرص العمل اللائق، يستفيد منها 1667 قرية في 20 محافظة ريفية بإجمالي عدد مستفيدين 22 مليون مواطن.

يشار إلى أن تطبيق "شارك 2030" أول تطبيق إلكتروني تفاعلي تطلقه الحكومة، لتوعية المواطنين بالبرامج والمشروعات التنموية ومؤشرات الأداء المرتبطة بها في كافة القطاعات، حيث يوفر التطبيق قاعدة بيانات ضخمة عن المشروعات والبرامج التي تنفذها الدولة، وهو ما يساهم بدوره في تعزيز آليات التواصل والمشاركة المجتمعية، وقد تم إدراج التطبيق على منصة "مبادرات تسريع تحقيق أهداف التنمية المستدامة"، التابعة لإدارة الشؤون الاقتصادية والاجتماعية بالأمم المتحدة.

لتحميل التطبيق على أجهزة الهواتف المحمولة التي تعمل بنظام (IOS) من خلال الرابط التالي:

https://apps.apple.com/eg/app/sharek-2030/id1576704516، والتحميل على الهواتف المحمولة التي تعمل بنظام "الأندرويد" من خلال الرابط التالي: https://play.google.com/store/apps/details?id=com.project.egy2030

مقالات مشابهة

  • فشل عالمي ذريع في تحقيق أهداف التنمية المستدامة
  • كتلة الحوار: مؤتمر الاستثمار المصري الأوروبي شهادة جودة للدولة والاقتصاد
  • مجموعة العمل الاقتصادية لعملية برلين تبحث دعم الاقتصاد الليبي
  • بنك الخليج الأفضل في التنمية المستدامة بمكان العمل
  • التخطيط تتيح مشروعات "حياة كريمة" للمواطنين من خلال تطبيق "شارك 2030"
  • وزارة التخطيط تتيح مشروعات "حياة كريمة" للمواطنين من خلال تطبيق "شارك 2030"
  • التخطيط تتيح مشروعات "حياة كريمة" للمواطنين عبر تطبيق "شارك 2030"
  • التخطيط تتيح مشروعات "حياة كريمة" للمواطنين من خلال تطبيق "شارك ٢٠٣٠"
  • التنمية: مبادرة " سند الخير" تعد بلورة حقيقية لأهداف الوزارة بتلبية الاحتياجات المجتمعية للمواطن
  • الوزيرة حيار تشرف على توقيع اتفاقية لدعم التنمية الإجتماعية للأسرة الفلسطينية