جريدة الرؤية العمانية:
2024-11-15@17:45:52 GMT

مؤسسات تنقصها القيادة

تاريخ النشر: 23rd, August 2023 GMT

مؤسسات تنقصها القيادة

 

حمد الحضرمي **

 

الحاجة للقيادة أصبحت ضرورة بشرية تقتضيها مصالح الحياة الإنسانية في شتى جوانبها لأي نشاط أو عمل في مؤسسة أو قطاع من القطاعات الحكومية أو الخاصة، ولن تتحقق النجاحات في هذه المؤسسات وقطاع الأعمال، إلّا بوجود قيادة تنسق الجهود وتحرك الطاقات باتجاه الأهداف للوصول إلى الغايات المرسومة والمرجو تحقيقها.

وللقيادة تعريفات كثيرة، فقد عرفها توني روبنز الخبير في التنمية البشرية على أنها: "القدرة على التأثير على المجموعة نحو تحقيق الأهداف"، وعرفها عالم النفس الاجتماعي شفيق رضوان على أنها: "فن التأثير على الأفراد وتنسيق جهودهم وعلاقاتهم"؛ فالقائد إذن يستمد قدرته في التأثير على الجماعة من قبوله لتحمل مسؤولية القيادة، والسعي لتحقيق أهداف ومصالح مؤسسته. والقيادة لها أهمية كونها حلقة الوصل بين الموظفين وخُطط المؤسسة وتصوراتها المستقبلية، والقيادة تدعم الجوانب الإيجابية في المؤسسة، وتقلص الجوانب السلبية، وتُسيطر على مشاكل العمل وتحسم الخلافات، وتجد الحلول المناسبة للمشاكل بكل حكمة، وتنمي وتدرب وترعى الموظفين، لأنهم الكادر البشري ذو الأهمية البالغة لأي مؤسسة، كما أن القيادة الناجحة تواكب المتغيرات المحيطة، وتوظفها لخدمة المؤسسة لتُحقق الأهداف المرسومة.

القيادة هي سلوك وتفاعل وتأثير على الآخرين، وهي العقل المدبر والقلب النابض لأي مؤسسة ناجحة، وهي مجموعة من القدرات والإمكانيات الشخصية يتحلى ويتصف بها القائد الناجح، لأنَّ لديه القدرة العالية على التأثير على الآخرين وتوجيه طاقاتهم وسلوكياتهم نحو تحقيق المصالح والأهداف المرسومة للمؤسسة وفق خطط استراتيجية ومهارات في التخطيط والتنظيم، وقدرة على إدارة فريق العمل، ومهارات في إحداث التغيير والابتكار، ومهارات في التأثير والإقناع للوصول بدقة لتحقيق الأهداف المنشودة للمؤسسة. أما القيادة الفاشلة تكون متخبطة لعدم وضوح السياسات والأهداف المراد تحقيقها، وينتج عن ذلك هدر للوقت والجهد وخسائر فادحة تتكبدها المؤسسة الحكومية أو الخاصة، إن القيادة الفاشلة تكون متسلطة على فريق العمل بشكل سلبي، وتتخذ قراراتها بأسلوب فردي وتهمش أصحاب الآراء المميزة، وليس لهذه القيادة القدرة على التعاطي مع التطوارت الحديثة واستخدامها في تطوير وتحديث أساليب العمل في المؤسسة.

ومن هنا نشير إلى أنَّ الخسائر التي تعرضت لها مجموعة من الشركات الحكومية تستدعي وبصفة عاجلة من الجهات المختصة محاسبة المتسببين بهذه الخسائر والتي تسببت في عجز في الموازنة المالية للدولة؛ فالقوانين قد سُنّت لتطبيقها على كل شخص تسول له نفسه المريضة الأمارة بالسوء والذي وقع في الفساد وخان الأمانة والمسؤولية الموكولة إليه؛ لأنه للأسف الشديد قد غابت عنهم وقتها الرقابة، وتصرفوا في هذه الشركات الحكومية بلا مسؤولية، وكان همهم الأساسي تحقيق مصالحهم الشخصية، على حساب مصالح الوطن والمواطن الذي تعرضت مصالحه الأساسية لأضرار بالغة التأثير، وما زال المواطن البسيط إلى يومنا هذا يدفع فاتورة أخطاء وفساد الآخرين، الذين قد فلت أغلبهم من المساءلة القانونية.

وإنني أكرر مناشدتي لأصحاب القرار بمكافحة ومحاربة الفساد بكل أنواعه وأشكاله ومحاسبة الفاسدين ومساءلة المفسدين، وذلك بتشكيل لجنة عليا لمكافحة الفساد وصدور قانون خاص لجرائم الفساد وعدم الاكتفاء بالجرائم المنصوص عليها في قانون الجزاء، لأن لجرائم الفساد أنماطاً مستحدثة وأساليب مختلفة لم تطلها دائرة التجريم في القانون. الأمر يتطلب بأن يشمل القانون الخاص لمكافحة جرائم الفساد على أحكام موضوعية وإجرائية خاصة تراعي طبيعة وخصوصية هذه الجرائم، كعقود المشاريع الوهمية والكسب غير المشروع وتجريم قبول الواسطة والمحسوبية، وذلك حتى تتمكن الدولة من استرجاع واسترداد مئات الآلاف من الملايين من أموال الدولة والشعب التي كانت بحوزة الفاسدين والمفسدين من جرائم الفساد.

وإنني على قناعة تامة- ونحن نعيش نهضة متجددة في عهد جديد بقيادة حكيمة ذات حكمة وبصيرة ونظرة ثاقبة لحضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم- بأن مؤسساتنا الحكومية سوف تحقق النجاح بعد تصحيح المسار في الشكل والمضمون وفي القيادة والإدارة، الذي قام به جهاز الاستثمار العماني لهذه الشركات الحكومية، وقد أصبحت الآن فرص النجاح لهذه الشركات كبيرة، وإنني على يقين بأن الخير قادم وسيعم البلاد والعباد، لأنني انظر إلى المستقبل بعين التفاؤل وعلى المدى القريب والبعيد ستكون مآلات النجاح قد تحققت، وسنصل إلى القمة ونحقق الأهداف والغايات المرجوة والمنشودة، لتكون دولتنا الغالية في مقدمة الدول في كل المجالات وعلى كافة الأصعدة، وسيعيد العمانيون أمجاد الآباء والأجداد والتاريخ العظيم لتكون عُمان دولة رائدة متقدمة، وتذكروا جيدًا بأن الإنجازات الكبيرة كانت أحلاماً بسيطة لأصحابها، ثم يصبح الحلم حقيقة بالعمل والجد والاجتهاد والمثابرة، ومقياس نهضة الأمم يقاس بما لديها من أفكار عظيمة، وللخيال قوة عميقة الأثر في دنيا النجاح والتميز والإبداع، وسوف نعمل ونجتهد وسنحقق النجاح وسنصل للقمة، وسيكتب التاريخ في صفحاته هذه الإنجازات بأحرف من ذهب.

** محامٍ ومستشار قانوني

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

الفصائل العراقية تعلق على ارتفاع عملياتها اليومية

بغداد اليوم- بغداد

علق مصدر مقرب من فصائل المقاومة العراقية، اليوم الخميس (14 تشرين الثاني 2024)، على ارتفاع عملياتها في "عمق كيان الاحتلال" يوميا.

وقال المصدر في حديث لـ "بغداد اليوم، إن "قرار رفع عملياتنا في استهداف عمق الكيان المحتل اتخذ قبل شهر من الان وتم الايعاز الى الوحدات المختصة من اجل تهيئة كل المستلزمات اللوجستية من اجل رفع قدرتنا الى مستويات اعلى".

وأضاف ان "استهداف الكيان المحتل ب4-5 مرات خلال 24 ساعة هي بداية لمسار تصاعدي سيأخذ ابعاد مختلفة مع الوقت في الفترة القادمة".

وأشار الى ان "هناك مفاجئات كثيرة في الطريق مجددا تأكيده بان الفصائل لم تستخدم كل ما لديها من أوراق وهي تتخذ قراراتها الميدانية وفق لرؤية شاملة تأخذ بنظر الاعتبار تفادي اي محاولة لاستهداف طواقمنا في ظل وجود زخم كبير من المسيرات والاقمار الصناعية".

وزارد الفصائل من عملياتها بشكل ملحوظ، في الأيام القليلة الماضية، بمعدل 4-5 مرات في اليوم الواحد، مع استمرار العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة ولبنان.

وكان مصدر مقرب من الفصائل العراقية، قال الاثنين (4 تشرين الثاني 2024)، في حديث لـ"بغداد اليوم"، إن" الفصائل العراقية تدار بمركزية وهي من ترسم ملامح الخطط وصولا الى إعطاء الضوء بقصف الأهداف في عمق الكيان الصهيوني وهي لا تخضع لأي ضغوط، وما يجمعنا مع بقية محاور واجنحة المقاومة هو التنسيق ووحدة الأهداف والمبادئ".

وأضاف، أن" الفصائل زادت بالفعل من وتيرة قصف الأهداف في عمق الكيان مؤخرا، مؤكدا إن" الامر خاضع لنقاط عدة منها الأهداف والأدوات اللوجستية التي تؤمن نقل المسيرات إضافة الى تفادي أي رصد من العدو أي ان الأمر معقد بعض الشيء في ظل تربص عشرات الأقمار والمسيرات على مدار الوقت".

وحول موعد إيقاف القصف على اسرائيل قال مصدر مقرب من الفصائل في حديث لـ"بغداد اليوم"، الثلاثاء (29 تشرين الأول 2024)، إن "معركة فصائل المقاومة مع الكيان المحتل مستمرة وتأخذ مسارات متعددة"، مشيراً إلى "نجاحها في مضاعفة عملياتها بنسبة تصل إلى 30% خلال شهر تشرين الأول الجاري، مع توقعات بتضاعفها خلال الشهر المقبل".

وأضاف أن "خارطة عمليات الاستهداف شملت 11 منطقة في عمق الكيان المحتل، بما في ذلك موانئ استراتيجية"، لافتاً الى أن "65% من المسيرات لم ينجح الكيان المحتل في اعتراضها رغم امتلاكه منظومات دفاع جوي متطورة، حيث وصلت إلى أهدافها مما زاد من قلقه ودفعه لنشر منظومات عدة لرصد وإيقاف المسيرات والصواريخ".

وأوضح المصدر أن "الفرق الفنية والهندسية للفصائل نجحت في تعزيز أنظمة تجعل من رصد واعتراض المسيرات والصواريخ أمرًا صعبًا، مما يفسر قلق المحتل منها"، مؤكداً أن "استهداف الكيان المحتل سيتوقف فور توقفه عن جرائم استهداف الشعبين الفلسطيني واللبناني".

وبين أن "تنسيقية الفصائل هي التي تحدد القرارات الاستراتيجية وان الفصائل تتعامل مع معركة فلسطين ولبنان كمعركة وجودية، ودعمهم لهما غير مشروط"، معتبرًا أن "المقاومة واجب شرعي وأخلاقي وديني، وستستمر حتى تتوقف الجرائم بحق الأبرياء في فلسطين ولبنان".

وكثفت الفصائل العراقية المنضوية ضمن "المقاومة الإسلامية في العراق"، خلال الفترة الماضية عملياتها العسكرية ضد الاحتلال الإسرائيلي داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة بواسطة الطيران المسير والصواريخ، ما أدى الى مقتل عدد من الجنود وإصابة العشرات، وبحسب مسؤولين إسرائيليين فان هذه العمليات لن تبقى دون رد.

مقالات مشابهة

  • رئيس مجلس القيادة يطلع على الاجراءات الحكومية لاحتواء تداعيات تقلبات أسعار الصرف
  • "لا غالب ولا مغلوب" التعادل يحكم مباراة العراق أمام الأردن
  • انتهاء مباراة العراق والأردن بالتعادل السلبي
  • الفصائل العراقية تعلق على ارتفاع عملياتها اليومية
  • أسندها ترامب للملياردير الأمريكي إيلون ماسك.. ‎ما مهام وزارة الكفاءة الحكومية؟
  • بين اللَّامركزيَّة والفدراليَّة.. شراكة بين ملتقى التأثير المدني ومؤسَّسة كونراد آديناور
  • الانقسام يضرب الأعلى الليبي.. ما التأثير على المشهد العام والدولي؟
  • بوغدانوف يناقش مع سفير الأردن التأثير السلبي للصراع في غزة وجنوب لبنان على المنطقة
  • بن مبارك: الفساد مستشري في المؤسسات الحكومية ويكلّف الدولة ملايين الدولارات
  • عبارات تهنئة بالفوز في المباراة