جريدة الرؤية العمانية:
2024-07-04@13:46:22 GMT

مؤسسات تنقصها القيادة

تاريخ النشر: 23rd, August 2023 GMT

مؤسسات تنقصها القيادة

 

حمد الحضرمي **

 

الحاجة للقيادة أصبحت ضرورة بشرية تقتضيها مصالح الحياة الإنسانية في شتى جوانبها لأي نشاط أو عمل في مؤسسة أو قطاع من القطاعات الحكومية أو الخاصة، ولن تتحقق النجاحات في هذه المؤسسات وقطاع الأعمال، إلّا بوجود قيادة تنسق الجهود وتحرك الطاقات باتجاه الأهداف للوصول إلى الغايات المرسومة والمرجو تحقيقها.

وللقيادة تعريفات كثيرة، فقد عرفها توني روبنز الخبير في التنمية البشرية على أنها: "القدرة على التأثير على المجموعة نحو تحقيق الأهداف"، وعرفها عالم النفس الاجتماعي شفيق رضوان على أنها: "فن التأثير على الأفراد وتنسيق جهودهم وعلاقاتهم"؛ فالقائد إذن يستمد قدرته في التأثير على الجماعة من قبوله لتحمل مسؤولية القيادة، والسعي لتحقيق أهداف ومصالح مؤسسته. والقيادة لها أهمية كونها حلقة الوصل بين الموظفين وخُطط المؤسسة وتصوراتها المستقبلية، والقيادة تدعم الجوانب الإيجابية في المؤسسة، وتقلص الجوانب السلبية، وتُسيطر على مشاكل العمل وتحسم الخلافات، وتجد الحلول المناسبة للمشاكل بكل حكمة، وتنمي وتدرب وترعى الموظفين، لأنهم الكادر البشري ذو الأهمية البالغة لأي مؤسسة، كما أن القيادة الناجحة تواكب المتغيرات المحيطة، وتوظفها لخدمة المؤسسة لتُحقق الأهداف المرسومة.

القيادة هي سلوك وتفاعل وتأثير على الآخرين، وهي العقل المدبر والقلب النابض لأي مؤسسة ناجحة، وهي مجموعة من القدرات والإمكانيات الشخصية يتحلى ويتصف بها القائد الناجح، لأنَّ لديه القدرة العالية على التأثير على الآخرين وتوجيه طاقاتهم وسلوكياتهم نحو تحقيق المصالح والأهداف المرسومة للمؤسسة وفق خطط استراتيجية ومهارات في التخطيط والتنظيم، وقدرة على إدارة فريق العمل، ومهارات في إحداث التغيير والابتكار، ومهارات في التأثير والإقناع للوصول بدقة لتحقيق الأهداف المنشودة للمؤسسة. أما القيادة الفاشلة تكون متخبطة لعدم وضوح السياسات والأهداف المراد تحقيقها، وينتج عن ذلك هدر للوقت والجهد وخسائر فادحة تتكبدها المؤسسة الحكومية أو الخاصة، إن القيادة الفاشلة تكون متسلطة على فريق العمل بشكل سلبي، وتتخذ قراراتها بأسلوب فردي وتهمش أصحاب الآراء المميزة، وليس لهذه القيادة القدرة على التعاطي مع التطوارت الحديثة واستخدامها في تطوير وتحديث أساليب العمل في المؤسسة.

ومن هنا نشير إلى أنَّ الخسائر التي تعرضت لها مجموعة من الشركات الحكومية تستدعي وبصفة عاجلة من الجهات المختصة محاسبة المتسببين بهذه الخسائر والتي تسببت في عجز في الموازنة المالية للدولة؛ فالقوانين قد سُنّت لتطبيقها على كل شخص تسول له نفسه المريضة الأمارة بالسوء والذي وقع في الفساد وخان الأمانة والمسؤولية الموكولة إليه؛ لأنه للأسف الشديد قد غابت عنهم وقتها الرقابة، وتصرفوا في هذه الشركات الحكومية بلا مسؤولية، وكان همهم الأساسي تحقيق مصالحهم الشخصية، على حساب مصالح الوطن والمواطن الذي تعرضت مصالحه الأساسية لأضرار بالغة التأثير، وما زال المواطن البسيط إلى يومنا هذا يدفع فاتورة أخطاء وفساد الآخرين، الذين قد فلت أغلبهم من المساءلة القانونية.

وإنني أكرر مناشدتي لأصحاب القرار بمكافحة ومحاربة الفساد بكل أنواعه وأشكاله ومحاسبة الفاسدين ومساءلة المفسدين، وذلك بتشكيل لجنة عليا لمكافحة الفساد وصدور قانون خاص لجرائم الفساد وعدم الاكتفاء بالجرائم المنصوص عليها في قانون الجزاء، لأن لجرائم الفساد أنماطاً مستحدثة وأساليب مختلفة لم تطلها دائرة التجريم في القانون. الأمر يتطلب بأن يشمل القانون الخاص لمكافحة جرائم الفساد على أحكام موضوعية وإجرائية خاصة تراعي طبيعة وخصوصية هذه الجرائم، كعقود المشاريع الوهمية والكسب غير المشروع وتجريم قبول الواسطة والمحسوبية، وذلك حتى تتمكن الدولة من استرجاع واسترداد مئات الآلاف من الملايين من أموال الدولة والشعب التي كانت بحوزة الفاسدين والمفسدين من جرائم الفساد.

وإنني على قناعة تامة- ونحن نعيش نهضة متجددة في عهد جديد بقيادة حكيمة ذات حكمة وبصيرة ونظرة ثاقبة لحضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم- بأن مؤسساتنا الحكومية سوف تحقق النجاح بعد تصحيح المسار في الشكل والمضمون وفي القيادة والإدارة، الذي قام به جهاز الاستثمار العماني لهذه الشركات الحكومية، وقد أصبحت الآن فرص النجاح لهذه الشركات كبيرة، وإنني على يقين بأن الخير قادم وسيعم البلاد والعباد، لأنني انظر إلى المستقبل بعين التفاؤل وعلى المدى القريب والبعيد ستكون مآلات النجاح قد تحققت، وسنصل إلى القمة ونحقق الأهداف والغايات المرجوة والمنشودة، لتكون دولتنا الغالية في مقدمة الدول في كل المجالات وعلى كافة الأصعدة، وسيعيد العمانيون أمجاد الآباء والأجداد والتاريخ العظيم لتكون عُمان دولة رائدة متقدمة، وتذكروا جيدًا بأن الإنجازات الكبيرة كانت أحلاماً بسيطة لأصحابها، ثم يصبح الحلم حقيقة بالعمل والجد والاجتهاد والمثابرة، ومقياس نهضة الأمم يقاس بما لديها من أفكار عظيمة، وللخيال قوة عميقة الأثر في دنيا النجاح والتميز والإبداع، وسوف نعمل ونجتهد وسنحقق النجاح وسنصل للقمة، وسيكتب التاريخ في صفحاته هذه الإنجازات بأحرف من ذهب.

** محامٍ ومستشار قانوني

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

من المجر إلى هولندا.. هل يؤدي توسع نفوذ اليمين الراديكالي في أوروبا إلى التأثير على قرارات الاتحاد؟

يواصل اليمين الراديكالي مدّ نفوذه في الاتحاد الأوروبي، والدليل هو تشكيل الحكومة الجديدة في هولندا، وأيضا نتائج الجولة الأولى من الانتخابات في فرنسا. فهل يمكن أن يكون لهذا النفوذ المتزايد تأثير على طريقة اتخاذ القرارات في المؤسسات في بروكسل؟

اعلان

يرى ديف سينارديت، عالم السياسة في جامعة بروكسل الحرة، أنه سيكون بمقدور حكومات الدول الأعضاء التي تضم قوى يمينية راديكالية اختيار مسارٍ من اثنيْن لممارسة نفوذها على مستقبل الاتحاد الأوروبي.

يقول الأكاديمي في مقابلة مع يورونيوز: في المسألة شقان، "من جهة، يمكنهم إفراغ السياسة الأوروبية من الداخل. ومن جهة أخرى، قد يدرك هؤلاء القادة اليمينيون المتطرفون أنهم بحاجة أيضًا إلى الاتحاد الأوروبي ليكون التكتل قادرًا على الوفاء بسلسلة من الوعود التي قطعوها هم على أنفسهم أمام ناخبيهم، خاصة فيما يتعلق بالأمن والهجرة".

ففي هولندا مثلا، كان منح ديك شوف، الرئيس السابق لوكالة الخدمة السرية، منصب رئاسة الوزراء، يوم الثلاثاء، هو الحل الذي تم التوصل إليه في هولندا لتشكيل حكومة جديدة بعد فوز حزب الحرية اليميني المتطرف، بقيادة جيرت فيلدرز، في الانتخابات قبل سبعة أشهر.

الاتفاق الرسمي حول الائتلاف الحكومي الجديد، والذي يحمل اسم «الأمل والشجاعة والفخر»، ينص على إجراءات صارمة بحق طالبي اللجوء، كما يلغي إمكانية طلب لم الشمل بالنسبة لأسر اللاجئين، ويسعى إلى تقليل عدد الطلاب الأجانب الذين يدرسون في هولندا.

وسيكون لهذه الإجراءات تأثير على الطريقة التي سيتم بها تنفيذ ميثاق الاتحاد الأوروبي للهجرة واللجوء في هذا البلد. كما ستشكل سابقة للدول الأعضاء الأخرى التي تنتقد الاتفاقية المصادق عليها من قبل التكتل مؤخرًا.

لعدم امتثالها لقواعد اللجوء.. محكمة العدل الأوروبية تغرّم المجر 200 مليون يوروإيمانويل ماكرون والكبرياء المجروح.. لماذا يكره الفرنسيون رئيسهم؟ حكومة جديدة في هولندا رئيسها رجل الاستخبارات الأول ووزراؤها من اليمين المتطرف ومهمتها تقييد الهجرة المجر تُعيق إصدار بيان مشترك لدول الاتحاد يندد بحظر روسيا لوسائل إعلام أوروبيةكيف أدى سقوط معسكر ماكرون وانحسار شعبيته إلى تغيير المشهد السياسي في فرنسا؟أوربان وميلوني يناقشان برنامج المجر للرئاسة القادمة للاتحاد الأوروبي

في هذا الصدد، يقول الأستاذ الجامعي: "بخصوص سياسات الهجرة، رأينا المواقف التي اتخذها حزب الشعب الأوروبي (يمين الوسط) والتي أصبحت أكثر تشددا مع مرور الوقت. أما بالنسبة للاتفاقية الأوروبية الخضراء لحماية البيئة، فقد إننا نشهد نوعا من التململ بعد أن تم قبل بضعة أشهر الضغط على زر الإيقاف المؤقت، أي قبل الانتخابات الأوروبية. لذلك ، فإن نجاح اليمين المتطرف هو في الواقع أمر ينعكس على السياسات الأوروبية بطرق مختلفة".

فرنسا على خطى المجر وهولندا؟

تعتبر المجر الدولة العضو الوحيدة التي لديها حزب يميني راديكالي حاكم بفضل الأغلبية التي يتمتع بها. وبالإضافة إلى هولندا، يعد اليمين المتطرف جزءًا من الحكومات الائتلافية في إيطاليا وفنلندا والتشيك وكرواتيا. وقد تلتحق فرنسا بالركب إذا ما نظرنا إلى نتائج الدور الأول من الانتخابات التشريعية في 30 يونيو الماضي.

وإذا أكدت الجولة الثانية االمرتقب تنظيمها، في 7 يوليو، انتصارَ التجمع الوطني، فإن الرئيس الوسطي إيمانويل ماكرون سيكون أكثر عزلة. وستضعف سيطرته على بعض ملفات السياسة الداخلية مثل الاقتصاد والعدالة. وسيكون له تأثير أقل في المجلس الأوروبي، الذي يجمع قادة دول التكتل الـ 27.

يقول ديف سينارديت: "من الواضح أن الانتخابات الحالية قد أضعفت كثيرا الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بسبب نتائج الانتخابات الحالية وربما لن يتغير هذا حقًا يوم الأحد المقبل".

وأضاف: "سيكون في الواقع رئيسًا ضعيفًا حول الطاولة الأوروبية، وهو ما قد يؤثر أيضًا على المحور الألماني الفرنسي، الذي يعد تاريخيًا ولا يزال القاطرةَ الرئيسية للسياسة الأوروبية".

لا يمكن الموافقة على ملف سياسي إذا ما قررت أربع دول أعضاء، تمثل 35٪ من سكان الاتحاد الأوروبي، التصويت أو الامتناع عنه. فبالإضافة إلى الهجرة والاتفاقية الخضراء، ثمة بعض المجالات التي يمكن أن تتأثر أكثر وهي إدارة الحرب في أوكرانيا ودعم الدول المرشحة لعضوية الاتحاد الأوروبي.

ولكن فيما يتعلق بهذه الموضوعات، فإن غياب أرضية مشتركة قد يجعل من الصعب تغيير مسار العمل: "إذ يمكن لقادة الحكومات اليمينية المتطرفة عرقلة عمل الاتحاد الأوروبي، لكن هؤلاء الساسة لا يتفقون بالضرورة في جميع القضايا، لا سيما في مجال السياسة الدولية، ولنأخذ كمثال الحرب في أوكرانيا. لذلك، ليس من الواضح ما إذا كانوا سيتمكنون دائمًا من إيجاد حل توافقي فيما بينهم"، كما يقول الأستاذ الجامعي.

من ناحية أخرى، يتمتع بعض قادة اليمين المتطرف بسمعة طيبة لاعتمادهم مواقف بناءة للغاية في الاتحاد الأوروبي، كما هو الحال مع رئيسة الوزراء الإيطالية، جيورجيا ميلوني.

أما الرئيسة الحالية للمفوضية الأوروبية، أورسولا فون دير لاين، فهي غالبا ما تحاول تقديم نفسها على أنها سياسية مؤيدة لأوروبا ومؤيدة لسيادة القانون ومؤيدة لأوكرانيا، وأنها يمكن أن تلعب دورًا أساسيًا في السياسات الأوروبية في السنوات الخمس المقبلة.

شارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية بريطانيا على عتبة تحول سياسي كبير.. توقعات بفوز ساحق لحزب العمال بعد غياب 14 عاما حكومة جديدة في هولندا رئيسها رجل الاستخبارات الأول ووزراؤها من اليمين المتطرف ومهمتها تقييد الهجرة كيف أدى سقوط معسكر ماكرون وانحسار شعبيته إلى تغيير المشهد السياسي في فرنسا؟ هولندا فرنسا المجر الانتخابات التشريعية الفرنسية 2024 يمين متطرف الانتخابات الأوروبية 2024 اعلاناخترنا لك يعرض الآن Next مباشر. حرب غزة: قصف جوي على وسط القطاع واشتباكات في رفح والشجاعية ومقتل جندي بعملية طعن في الجليل يعرض الآن Next توقعات بعودة حزب العمال إلى السلطة في بريطانيا بعد غياب 14 عاما يعرض الآن Next أيها المشتاق صبرا! أفضل مطعم في العالم لديه قائمة انتظار لمدة عام يعرض الآن Next مصر: حكومة جديدة تؤدي اليمين الدستورية وتغيير في حقائب وزارية سيادية بينها الدفاع والخارجية يعرض الآن Next الاتحاد الأوروبي لكرة القدم يحقق مع لاعب تركيا مريح ديميرال بسبب "إشارة قومية" بعد هدف بمرمى النمسا اعلانالاكثر قراءة من السجن إلى ساحة المعركة.. أوكرانيا تجنّد السجناء وسط نقص المقاتلين حكومة جديدة في هولندا رئيسها رجل الاستخبارات الأول ووزراؤها من اليمين المتطرف ومهمتها تقييد الهجرة شاهد: عاصفة قوية من البرد والريح العاتية تقتل شحصين وتدمر منازل وبنى تحتية في كرواتيا تجربة فريدة من نوعها.. تعرّف على القطار الألماني المعلّق في الهواء ماكرون.. جاء باسم الوسطية فغيّر المشهد السياسي الفرنسي برمّته اعلان

LoaderSearchابحث مفاتيح اليوم الانتخابات الأوروبية 2024 غزة الشرق الأوسط إسرائيل حركة حماس الانتخابات التشريعية الفرنسية 2024 الهندوسية بنيامين نتنياهو مارين لوبن سعر الفائدة لاهاي ذوبان الجليد Themes My Europeالعالمأعمالالسياسة الأوروبيةGreenNextالصحةسفرثقافةفيديوبرامج Services مباشرنشرة الأخبارالطقسجدول زمنيتابعوناAppsMessaging appsWidgets & ServicesAfricanews Job offers from Amply عرض المزيد About EuronewsCommercial Servicesتقارير أوروبيةTerms and ConditionsCookie Policyتعديل خيارات ملفات الارتباطسياسة الخصوصيةContactPress OfficeWork at Euronewsتابعوناالنشرة الإخباريةCopyright © euronews 2024 - العربية EnglishFrançaisDeutschItalianoEspañolPortuguêsРусскийTürkçeΕλληνικάMagyarفارسیالعربيةShqipRomânăქართულიбългарскиSrpski

مقالات مشابهة

  • زيتوني يسدي تعليمات صارمة لمسؤولي أسواق الجملة
  • ملتقى التأثير المدني: الخفة التكتية والشعبوية التسطيحية عابرتان !
  • مؤسسة «حياة كريمة» تهنئ القيادة السياسية والشعب المصري بتشكيل الحكومة الجديدة
  • محافظ شمال سيناء: النجاح فى القضاء على الإرهاب كان بتوجيهات القيادة السياسية
  • محافظ شمال سيناء: النجاح فى القضاء علي الإرهاب كان بتوجيهات القيادة السياسية
  • «حياة كريمة» تهنئ القيادة السياسية والشعب المصري بتشكيل الحكومة الجديدة
  • من المجر إلى هولندا.. هل يؤدي توسع نفوذ اليمين الراديكالي في أوروبا إلى التأثير على قرارات الاتحاد؟
  • هل تشمل البلاغات الحكومية بشأن العطل مؤسسات القطاع الخاص في الأردن؟
  • عاجل:- التعديل الوزاري الجديد: تعزيز القيادة وتحديث الكوادر الحكومية
  • «سيدتى» مؤسسة وطنية سكندرية