تحذيرات من لعبة خطيرة يلعبها ترامب في أوكرانيا.. من المستفيد؟
تاريخ النشر: 11th, March 2025 GMT
شددت صحيفة "إندبندنت" على أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين هو المستفيد الأول من اللعبة الخطيرة التي يلعبها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، مشيرة إلى أن حجب المعلومات الاستخباراتية عن كييف يصب في صالح موسكو.
وقالت الصحيفة في افتتاحية ترجمتها "عربي21"، إن روسيا تستغل قرار ترامب بحجب المعلومات الاستخباراتية عن أوكرانيا من خلال تكثيف هجماتها، وفي هذه العملية تستعيد الأرض في كورسك.
وأضافت الصحيفة أن غياب الاستخبارات الأمريكية يمنح روسيا ميزة حاسمة، ونقلت عن أحد الأوكرانيين الذين يقاتلون في كورسك قوله "نحن نخسر".
وأشارت الصحيفة إلى أن المجتمع الاستخباراتي للولايات المتحدة والمكون من 18 وكالة، قدم في الماضي لكييف معلومات مهمة، بما في ذلك صور التقطتها الأقمار الاصطناعية. وبدونها فلن تتمكن القوات الأوكرانية من المعرفة وفي الزمن الحقيقي عن تشكيلات وتحركات والدعم اللوجيستي للروس وكذا الحذر من هجمات الصواريخ.
وقال ميكولا بيليسكوف، المحلل في المعهد الوطني للدراسات الاستراتيجية في أوكرانيا، "مع الدفاع الصاروخي المضاد للصواريخ الباليستية، كل ثانية مهمة، فأنت بحاجة إلى استخبارات الأقمار الصناعية ذات الدرجة العسكرية". كما سيحرم الحظر الأوكرانيين من بيانات الاستهداف عند إطلاق صواريخ "هيمارس" التي تزودها الولايات المتحدة.
وأضاف بيليسكوف: "لا يزال بإمكاننا إطلاقها لكننا نطلقها بشكل أعمى". وتشير أرقام الإدارة الأمريكية إلى أن حجب المعلومات الاستخباراتية مؤقت، ومن الواضح أنه جزء من محاولة ترامب الفظة لإجبار الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي على توقيع صفقة معادن والدخول في محادثات سلام بشروط الولايات المتحدة.
ولجعل الأمور أسوأ، قامت شركة الأقمار الصناعية الأميركية "ماكسار" بمنع أوكرانيا من الوصول إلى خدماتها، التي تستخدمها القوات الأوكرانية لدراسة ساحة المعركة والتخطيط للضربات. وكان هذا بناء على أوامر من الحكومة الأمريكية، التي أوقفت بالفعل إمداد كييف بالأسلحة.
وبحسب الصحيفة، فإن هذه التحركات تلحق أضرارا جسيمة بالقدرات العسكرية الأوكرانية وتشكل مثالا آخر على النهج الأحادي الجانب الذي يتبناه الرئيس الأميركي لحل الصراع المستمر منذ ثلاث سنوات. ومن اللافت للنظر أن الفائز الوحيد مرة أخرى سيكون بوتين. وسوف تستغل روسيا أي مكاسب إقليمية خلال هذه الفترة قبل وقف إطلاق النار المحتمل والمفاوضات بشأن التسوية الدائمة التي نأمل أن تتبع ذلك.
وتعلق الصحيفة أن الرئيس ترامب كان يجب عليه فعل العكس تماما.
وكما حث رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر وغيره من الزعماء الأوروبيين، فإن هذه لحظة لتعزيز العمليات العسكرية الأوكرانية حتى تتمكن من الدخول في أي مفاوضات في أقوى موقف ممكن. وعلى الرغم من أن ترامب قال يوم الجمعة إنه "يفكر بجدية" في فرض عقوبات مصرفية ورسوما جمركية واسعة ضد روسيا، إلا أن هذا لم يكن سوى انقطاع رمزي لهجماته المتواصلة على زيلينسكي.
في الواقع، أضاف أنه "وجد صعوبة أكبر" في التعامل مع أوكرانيا مقارنة بروسيا وأعلن أن بوتين "يفعل ما قد يفعله أي شخص آخر" من خلال "قصف أوكرانيا حتى الجحيم".
وترى الصحيفة أن مهمة سد الفجوة الاستخباراتية تقع الآن على عاتق أعضاء الناتو مثل بريطانيا وفرنسا وربما ألمانيا، لكن قدراتهم ليست بنفس مستوى أمريكا حيث يعترف المسؤولون سرا بأن الأمر سيكون صعبا جدا.
وعلى الرغم من نجاح ستارمر في تأمين مقعد على طاولة المفاوضات، فإن تكتيكات ترامب القوية تذكرنا مرة أخرى بأن علاقة العمل الجيدة مع الرئيس الأمريكي لا تضمن النفوذ، وفقا للصحيفة.
وفي ظهوره على البرامج التلفزيونية والإذاعية صباح الأحد، حافظ بات ماكفادن، وزير مكتب مجلس الوزراء، على صمت الحكومة البريطانية، عندما يتعلق الأمر بانتقاد ترامب. وقال لشبكة "سكاي نيوز": "حسنا، إنه قرارهم وهو شيء لم نقم به".
وعندما سئل عما إذا كان البيت الأبيض يتحمل أي مسؤولية الخسائر الأخيرة في أوكرانيا، قال: "فيما يتعلق بالولايات المتحدة، فإن ما يحاولون القيام به هو إنهاء الحرب. أعتقد أن هذا الهدف مشترك بين الجميع".
من جهة أخرى، حذر المسؤول المحافظ البريطاني السابق مايكل هيزلتاين بمقال نشرته "إندبندنت" من خطر الصمت وكيف أن عدم انتقاد الأشياء السيئة حقا يقترب من التواطؤ. وهذا ليس بعيدا عن التحذير الشهير، الذي غالبا ما ينسب خطأ إلى الفيلسوف إدموند بيرك، بأن "الشيء الوحيد الضروري لانتصار الشر هو ألا يفعل الرجال الطيبون شيئا".
ولفتت الصحيفة إلى أنه من المحتمل أن يكون لحظر الاستخبارات آثار هائلة ليس أقلها بالنسبة لتحالف الاستخبارات "الخمس عيون" الذي يضم الولايات المتحدة وبريطانيا وكندا وأستراليا ونيوزيلندا.
وقالت الصحيفة إن ترامب لو كان قادرا على منع المعلومات المهمة عن حليف مفترض في أوكرانيا، فقد يكون مستعدا لاستخدامها كسلاح سياسي إذا أثار أحد الشركاء الأربعة للولايات المتحدة استياءه.
وأوضحت الصحيفة أن هناك بالفعل دعوات لأوروبا لتطوير شبكة تجسس "عيون اليورو". كما أن مجتمع الاستخبارات في بريطانيا متشابك بشكل وثيق مع مجتمع الاستخبارات في أمريكا، وعلى الرغم من إصرار وزراء الحكومة البريطانية علنا على أن الولايات المتحدة تظل حليفا موثوقا به، فقد يحتاجون في مرحلة ما إلى مواجهة الواقع القاتم المتمثل في أنها ليست كذلك.
وترى الصحيفة أن واحدا من الأشياء التي يجب على حلفاء أوكرانيا المتبقين القيام بها في الأمد القريب هو استخدام 232 مليار جنيه إسترليني من الأصول الروسية المجمدة من قبل الدول الغربية بعد غزو عام 2022 لإعادة بناء أوكرانيا، كما يحث رئيس الوزراء السابق ريشي سوناك. ولن توفر هذه الخطوة سوى بداية، يقدر البنك الدولي أن أوكرانيا تحتاج إلى 405 مليار جنيه إسترليني لإعادة الإعمار والتعافي على مدى السنوات العشر المقبلة.
وأيا كانت العقبات القانونية، فيتعين على ستارمر وزعماء آخرين أن يجدوا طريقة لتذليلها، بدلا من السماح لبوتين باللعب على الوقت، وبمساعدة ترامب، الضحك طوال الطريق إلى بنك الكرملين، حسب الصحيفة.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة عربية صحافة إسرائيلية بوتين ترامب بوتين اوكرانيا ترامب صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الولایات المتحدة فی أوکرانیا الصحیفة أن إلى أن
إقرأ أيضاً:
انتقاد اسرائيلي لكاتس بعد توبيخه رئيس الاستخبارات بسبب خطة ترامب
شكّلت مطالبة وزير حرب الاحتلال يسرائيل كاتس لرئيس الأركان إيال زامير بتوبيخ رئيس الاستخبارات العسكرية على التحذير الذي نقله للمستوى السياسي بسبب خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، تكرارا للتجاهل السياسي لتحذيرات المؤسسة العسكرية في الأشهر التي سبقت هجوم حماس في السابع من أكتوبر 2023.
بيرنيت غورين الكاتبة بموقع زمن إسرائيل، قالت إن "جيش الاحتلال عقد مؤخرا سلسلة من المناقشات لبحث تبعات خطة ترامب، حيث حذر رئيس الاستخبارات العسكرية شلومي بايندر أنها قد تؤدي لتصعيد فوري في الضفة الغربية، وإشعال النار في الشارع الفلسطيني، وهو ما كان متوقعاً، لكن المستوى السياسي ممثلا بوزير الحرب يسرائيل كاتس سارع لمطالبة رئيس أركان الجيش هآرتسي هاليفي لتوبيخ بايندر، بل إن وزير الأمن القومي المستقيل إيتمار بن غفير دعا كاتس لفصله بايندر فورًا من الجيش".
وأضافت في مقال ترجمته "عربي21" أن "بايندر لم يحذر من خطة ترامب، بل حذر من عواقبها على الشارع الفلسطيني في الوقت الحالي، وإن تقييم الجيش السائد المقدم للمستوى السياسي مفاده أن الخطة قابلة للتنفيذ، لكنه حذر من العواقب، مما يعني أن طلب كاتس من هاليفي توبيخ بايندر ليس له معنى، بل إنه أمر الجيش بالاستعداد للترويج لخطة الهجرة الطوعية لسكان غزة ممن يرغبون بالمغادرة لأماكن مختلفة في العالم، وهذا بالضبط ما يتعين على الجيش القيام به، وما سيفعله".
وأكدت أن "بايندر لم يتحدث ضد خطة ترامب، وبالتأكيد ليس ضد توجيهات المستوى السياسي، بل أراد نقل رسالة مفادها أن الخطة قد تؤدي لتصعيد الوضع الأمني في، وهذه مهمته بالضبط، وفي الواقع، فلو لم يفعل ذلك، لكان سبباً لفصله من العمل، كما لم يُجر مقابلات مع وسائل الإعلام؛ ومن المشكوك فيه للغاية ما إذا كان متورطًا على الإطلاق بتسريب المعلومات لوسائل الإعلام، مما يضع علامات استفهام حول سبب طلب كاتس بتوبيخه".
وأشارت أن "كاتس بطلبه هذا يواصل النهج نفسه الذي تبناه رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، عندما تجاهل تحذيرات الاستخبارات بشأن الخطر الذي تواجهه الدولة، ورفض مقابلة رئيس الأركان في الأيام والساعات التي سبقت هجوم حماس في السابع من أكتوبر 2023، وعندما جاء ضباط الاستخبارات للكنيست لمقابلة الوزراء، واطلاعهم على الوضع الأمني، ولم يكلّف أي منهم أنفسهم عناء مقابلتهم، هكذا تبدو حكومة النعام التي تدفن رأسها في الرمال".
وأوضحت أن "هذه نفس الحكومة التي ترفع الآن لافتة ضد تسريب الوثائق السرية على أساس أنها شعرت بالحاجة للوصول للمستوى السياسي، وبينما يسعى كاتس لتوبيخ بايندر، فإن رئيسه نتنياهو دأب على تكرار سؤال غير مفهوم لماذا لم تتصل به الاستخبارات منذ عام وأربعة أشهر ليلة هجوم حماس في أكتوبر، ولم يشاركوه التحذيرات، زاعما أكثر من مرة أنه لو أيقظوه فقط، لكان من الممكن تجنب الهجوم بأكمله".