بين الدعوة والفكاهة.. كيف استخدم عبد الحميد كشك السخرية في خطبه؟
تاريخ النشر: 11th, March 2025 GMT
يُعد الشيخ عبد الحميد كشك واحدًا من أكثر الخطباء تأثيرًا في تاريخ العالم الإسلامي الحديث، بفضل أسلوبه الفريد الذي مزج بين الدعوة الجادة والفكاهة الذكية.
فكان لا يكتفي بتقديم المواعظ التقليدية، بل استخدم السخرية والنقد اللاذع لتوضيح قضاياه ونقل رسالته إلى الجمهور، مما جعل خطبه تصل إلى القلوب قبل العقول.
لم تكن الفكاهة عند كشك مجرد ترفيه، بل كانت أداة دعوية قوية، فقد استخدمها لنقد الواقع السياسي والاجتماعيبأسلوب يجذب انتباه المستمعين دون أن يشعرهم بالملل.
كانت تعليقاته الساخرة على الأوضاع السياسية والاقتصادية تلقي الضوء على المشكلات دون أن تدخل في جدال مباشر، وهو ما جعلها أكثر تأثيرًا.
على سبيل المثال، كان يصف حال الحكام والمسؤولين بأسلوب فكاهي لكنه يحمل نقدًا لاذعًا، وعندما كان ينتقد الفساد أو الظلم، كان يفعل ذلك بطريقة تجعل المستمع يبتسم لكنه في الوقت نفسه يدرك حجم المشكلة.
كشك بين الفكاهة والجرأة السياسيةلم تكن سخريته تقتصر على القضايا الاجتماعية فقط، بل امتدت إلى النقد السياسي الجريء، وهو ما جعله في صدام مستمر مع السلطة، كان ينتقد بعض القرارات الحكومية بطريقة غير مباشرة لكنها تصل بوضوح للجمهور، مما جعله من أكثر الخطباء تأثيرًا في وقته.
بعض خطبه كانت تحمل عبارات ساخرة مثل:
• “فلان يقول لكم أنتم تعيشون في نعيم! نعم، لكنه نعيم الآخرة وليس الدنيا!”
• “بعض الناس يعيشون كأنهم مخلدون، ولو سألته عن الموت يقول لك: أنا لا أحب الكلام عن الأمور المحزنة!”
هذا الأسلوب جعله محبوبًا من العامة، لكنه أيضًا جعله محط أنظار السلطات، مما أدى إلى اعتقاله وسجنه في عهد الرئيس أنور السادات.
هل كان أسلوبه سببًا في محبته أم سوء فهمه؟هناك من يرى أن فكاهة كشك كانت مفتاح نجاحه، حيث ساعدته في تخفيف حدة المواضيع الجادة وإيصال رسالته بطريقة غير تقليدية.
بينما يرى البعض الآخر أن سخريته أحيانًا كانت تسبب سوء فهم، حيث اعتبرها البعض تهكمًا وليس أسلوبًا دعويًا.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: القرارات الحكومية السلطة الفكاهة الرئيس أنور السادات عبد الحميد كشك المزيد ا جعله
إقرأ أيضاً:
الهواري: الذكاء الاصطناعي فرصة لتجديد الخطاب الدعوي ومواكبة التطورات.. صور
نظم مجمع البحوث الإسلامية بالتعاون مع كلية الدعوة الإسلامية اليوم، ندوة علمية حول: «الذكاء الاصطناعي وكيفية توظيفه في خدمة الدعوة الإسلامية» بالتعاون مع كلية الدعوة الإسلامية بجامعة الأزهر، وذلك بهدف فتح آفاق جديدة أمام الهيئات المعنية والدعاة للاستفادة القصوى من الإمكانات الهائلة التي يوفرها الذكاء الاصطناعي في نشر رسالة الإسلام السمحة وتعزيز التواصل مع مختلف شرائح المجتمع.
وقال الدكتور محمود الهواري، الأمين المساعد للدعوة بالمجمع: إنَّ الذكاء الاصطناعي يمثِّل فرصة نوعيَّة أمام الدعاة لتجديد الخطاب الدعوي والارتقاء بوسائله بما يتناسب مع طبيعة العصر الرَّقْمي، وإنَّ الدعوة الإسلامية بطبيعتها مرنة وشاملة، وتستلزم مواكبة التطور في أدوات العصر وآلياته، امتثالًا لقوله تعالى: ﴿ٱدْعُ إِلِىٰ سَبِيلِ رَبِّكَ بِٱلْحِكْمَةِ وَٱلْمَوْعِظَةِ ٱلْحَسَنَةِ﴾.
أضاف الهواري -خلال كلمة ألقاها نيابةً عن الدكتور محمد الجندي الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية- أننا لسنا في موقع الصدام مع التقنية؛ بل نحن في حاجة إلى فقه جديد في التعامل معها، يقوم على الوعي والضبط والتوجيه، لا على التوجُّس أو الرفض المطلق.
وأشار الهواري إلى أنَّ الداعية المعاصر يجب أن يكون مُلمًّا بالتقنيات الحديثة، وعلى رأسها: الذكاء الاصطناعي؛ لما لها من دور فعَّال في إيصال الرسالة الدعوية وتحقيق التأثير المطلوب، داعيًا إلى إعداد الكوادر الدعوية القادرة على التفاعل مع هذه التحوُّلات الرَّقْمية، وامتلاك أدوات العصر بلغة علمية مدروسة.
وطرح الأمين المساعد للدعوة عددًا من التساؤلات المهمة؛ من بينها: هل الذكاء الاصطناعي مجرد أداة محايدة، أو أنه يحمل توجُّهاتٍ مضمرةً؟ وما حدود استخدامه في المجال الدعوي والبحثي؟ وهل نحن بحاجة إلى ميثاق أخلاقي يوجِّه تعاملنا معه؟ وما الضوابط اللازمة لحماية المحتوى العلمي والدعوي من التزييف والسرقة؟
وأكد أنَّ الإجابة عن هذه الأسئلة تستدعي حوارًا علميًّا رصينًا بين المتخصصين في علوم الشريعة وعلوم التقنية؛ من أجل بناء وعي رشيد يحمي مقاصد الدعوة، ويضمن استخدام الذكاء الاصطناعي استخدامًا يخدم الإسلام، ويُسهم في حضوره الفاعل في العصر الرَّقْمي.
واختتم الهواري الكلمة بالدعوة إلى تبنِّي مشروعات بحثية وتطبيقية تسعى لتوظيف تقنيات الذكاء الاصطناعي في صناعة المحتوى الدعوي، وإعداد منصات تفاعلية تواكب احتياجات المتلقِّي المعاصر، وتحقِّق التوازن بين الأصالة والتجديد.