الثورة نت:
2025-03-11@17:41:49 GMT

تنفيذ الأوامر الاستعمارية في القمم العربية !

تاريخ النشر: 11th, March 2025 GMT

 

من بين ثلاث وعشرين توصية وقرارا للجامعة العربية، لن يتم تنفيذ سوى ما يتوافق مع إملاءات الحلف الصهيوني الصليبي خاصة “الفقرتين العاشرة والثانية عشرة”، اما بقية البنود فمكررة ومعادة بين شجب وتنديد ودعوة واستنكار ورفض وحث.

القمة باركت صمود الشعب الفلسطيني الأسطوري في غزة، وقدمت له التحية والتقدير لتمسكه بأرضه ووطنه وعودته إلى بقايا دياره المدمرة ورفضه كل الإغراءات والممارسات الإجرامية لإخراجه منها، لكنها أرادت أن تهدي النصر والصمود لمن لا صمود له ولا شأن له بالمقاومة؛ وأيضا من أجل تنفيذ الإملاءات الأمريكية التي ستقوم بها السلطة الفلسطينية .

انحياز القمة لصالح السُلطة، لأنها تخلت عن العمل المقاوم وأصبحت تعمل على تنفيذ المهام الموكلة إليها من الكيان المحتل؛ كما أنها لا تستطيع حماية نفسها ولا مواطنيها ويتحكم اليهود بها وبقراراتها من خلال لجنة التنسيق، ولو كانت تستطيع عمل شيء لمنعت الإجرام الذي تمارسه سلطات الاحتلال في كل البلدات والقرى التي سُلمت لها وعاد الاحتلال لإبادتها وتحت رعايتها.

عباس -رئيس السلطة يعرف واجبه جيدا (لإسرائيل الحق في الأمن الكامل وهذا واجبنا؛ بدنا حماية لأننا لا نحارب إسرائيل وليس لدينا الإمكانية أن نحارب إسرائيل وليس لنا الرغبة أن نحارب).

القمة العربية في قراراتها أكدت حرصها على أمن إسرائيل، بينما هي الأساس لكل الإجرام في المنطقة بأسرها، تريد التوسع، أما بقية الدول العربية فلم تهدد أحدا إنما تستأسد على بعضها .

حمّلوا كل المسؤوليات على الإرادة الدولية وشكروا وأشادوا بالداعم الأساسي لجرائم الإبادة والجرائم ضد الإنسانية “أمريكا وترامب” الذي أرسل القنابل المحرمة دوليا (أم القنابل) وتوعد أهل غزة بالموت .

المقاومة تشكل الخطر الأكيد على الأنظمة العربية والإجرام الصهيوني الصليبي، فقد استطاعت الصمود والمواجهة للإجرام لأكثر من خمسة عشر شهرا وفرضت شروطها لوقف العدوان واطلاق سراح الأسرى من سجون الاحتلال .

لم يستطع الإجرام القضاء عليها خلال تلك المدة وحققت مكاسب كبيرة؛ حطّمت أسطورة الجيش الذي لا يُقهر التي رسختها هزيمة الجيوش العربية في كل مواجهة والمخابرات العربية في كل الاغتيالات، مما جعلها عاجزة أمام الحلف الصهيوني الصليبي.

المقاومة دمرت أحدث الأسلحة التي يمتلكها العدو “دبابات ومدرعات وغيرها”وأسقطت الدعاية الواهية للقبة الحديدية وأرسلت الصواريخ إلى عاصمة الكيان المحتل.

كسبت معنويا بإطلاق سراح الأسرى والمعتقلين من الأطفال والنساء ومن المحكوم عليهم بالمؤبدات، لذلك لا بد من القضاء عليها بواسطة قادة السلطة والأنظمة العربية، لأنهم القادرون على ضرب وحدة الصف الفلسطيني أكثر من غيرهم.

تصريحات ترامب تؤكد ذلك وهي ذاتها تصريحات السيناتور الأمريكي (ليندسي غرهام) عن الحزب الديمقراطي، وتبنتها القمة كقرارات لها في تناقض عجيب، فكيف تشيد بالمقاومة وتعمل على تنفيذ خطط الإجرام والمجرمين ضد المقاومة؟ (غرهام) أكد أن السعودية والإمارات وغيرهما يشتركون مع إسرائيل في محاربة ما سماه “الإسلام الرديكالي” ومن خطواته “نزع السلاح من أيدي مقاتلي غزة وتغيير مناهج التعليم” العرب سيقومون بذلك كما فعلوا في بلدانهم، (فقد تعلموا منذ ولادتهم إلى وفاتهم قتل جميع اليهود).

خمسون ألف شهيد في معركة طوفان الأقصى قتلوا فقط لأنهم تعلموا قتل اليهود اما من أبادهم فليس عليه أدنى حرج.

اعتقاد(غرهام)-ان إزالة التطرف ونزع سلاح المقاومة لا يمكن تحقيقه إلا من خلال مشاركة العرب، وهو ما أكدته القمة (رفضنا الدائم لجميع اشكال العنف والتطرف والإرهاب) وهو ما ستتكفل به السلطة الفلسطينية، نرحب (بقرار السلطة تشكيل لجنة لإدارة غزة تحت مظلة الحكومة الفلسطينية …بالتزامن مع العمل على تمكين السلطة من العودة إلى غزه تجسيدا للوحدة السياسية ..وتأهيل وتدريب كوادر الشرطة لضمان قدرتها على أداء مهامها في حفظ الأمن ..لضمان مبدأ القانون الواحد والسلاح الشرعي الواحد وبدعم كامل من المجتمع الدولي)، حيث ستتكفل السلطة بدعم من الأنظمة العربية والمجتمع الدولي بتنفيذ مطالب التحالف الصهيوني الصليبي.

حماية الأمن الإسرائيلي لن يتحقق إلا من خلال نزع سلاح المقاومة وتغيير المناهج وسيكون الاعتماد على الأنظمة العربية والسلطة -وحسب تصريح ترامب- (عازمون على استلام غزة بعد نهاية القتال وإخلاء السكان وإعادة توطين سكان غزة في مجتمعات أكثر أمانا) -حسب زعمه- وإذا كان ترامب ينظر إلى غزة كمكان جيد يصلح للاستثمار- فإن “غرهام” يرى أن العرب سيتكفلون بمهمة تدمير الإسلام الراديكالي كما فعلوا في بلدانهم، فقد سجنوا العلماء والدعاة والمفكرين وأصحاب الرأي وكل من يناصر المقاومة وغيروا المناهج وتم إرسال المساعدات للإجرام الصهيوني الصليبي من أجل القضاء على المقاومة التي أصبحت تمثل العدو المشترك للأنظمة والإجرام الصهيوني الصليبي.

قرارات الجامعة ضمنت لأمريكا ما تريده وما تسعى إليه وكما قال ترامب (ستتولى أمريكا السيطرة على غزة وستقوم بالعمل هناك وسنتملك القطاع ونكون مسؤولين عن تفكيك جميع القنابل غير المنفجرة والأسلحة الأخرى)، وهو ما يعني حرمان المقاومة من أحد أهم مصادر التسليح من خلال جمع القنابل والصواريخ التي لم تنفجر وإصلاحها وإرسالها لضرب الكيان المحتل وهو أمر كان يقظ مضاجع الإجرام الصهيوني.

تجاهلت قرارات القمة كل الإجراءات العملية التي لها دور فاعل إذا تم استخدامها لدعم القضية الفلسطينية وغزة خاصة مثل فرض المقاطعة الاقتصادية وإيقاف عملية التطبيع وقطع العلاقات الدبلوماسية، وفتح المعابر وإدخال المساعدات الإنسانية وغيرها وكأنها لا تستطيع القيام بذلك؛ لكنها في المقابل ضمّنت قراراتها إملاءات الحلف الصهيوني الصليبي مع أنها مكرسة لنصرة القضية الفلسطينية وغزة خاصة قرارات القمة الأفريقية كانت أكثر جرأة منها في نصرة الحق الفلسطيني؛ ومواقف دول أمريكا اللاتينية منفردة ومجتمعة كانت أيضا أكثر جرأه من قرارات القمة العربية .

الحلف الصهيوني الصليبي يتحرك على أرض الواقع ويملي إرادته ولا يهتم بالمجتمع الدولي والإرادة الدولية ورؤساء الأمة العربية والإسلامية يعلقون كل تحركاتهم على غيرهم ويتنصلون عن مسؤولياتهم، فمثلا كيان الاحتلال أصدر قانونين بحظر وكالة غوث وتشغيل اللاجئين التي تمثل الأمم المتحدة والمشاركون في القمة العربية تضامنوا معها وطالبوا مجلس الأمن بالتحرك لإرغام إسرائيل بإدخال المساعدات، لكنهم فيما يخص نجدة اليهود عملوا الجسور البرية والبحرية والجوية لإكمال مهمته في إبادة المستضعفين على أرض غزة .

لقد حزموا أمرهم لمحاربة من يحرض على الكراهية -حسب زعمهم- فدعوا إلى (خفض التصعيد للخطابات والممارسات التي تحرض على الكراهية والعنف وأدانوها) وسيعملون على فتح المزيد من السجون لكل معارض للنظام على انه محرض على الكراهية والعنف؛ لكنهم لن يستطيعوا أن يفرضوا على الكيان المحتل أن يقوم بلجم تحريض حاخاماته ومسؤوليه من رأس الهرم إلى أدنى جندي الذين ينادون بإبادة العرب جميعا صغارهم قبل كبارهم (لا تترك حتى الأطفال اقتلهم جميعا لأنك إذا لم تفعل ستكون شريرا تجاه الضحية النهائية لك؛ هذا الطفل سوف يكبر ويقتُل، لأن العقيدة التي سيكبر معها ذلك الطفل أسوأ حتى من عقيدة والده؛ لا تسمح لأي شيء بالبقاء على قيد الحياة) -بعض من أسفار التوراة-.

ما خرجت به قمة القاهرة تعد مباركة لجهود إبادة الشعب الفلسطيني ومكافأة مجزية للإجرام الصهيوني الصليبي؛ ومعاقبة للمقاومة على بطولاتها التي سطرتها في وجه الإجرام الصهيوني الصليبي الذي بدأ العد التنازلي لسقوطه وانهيار مشروعه الإجرامي، ويكفي المقاومة فخرا أنها أرغمت كيان الاحتلال على إطلاق سراح الأطفال والنساء والشباب من سجونه وشهد العالم على همجية الكيان الصهيوني وإجرامه بلا حدود.

المصدر: الثورة نت

إقرأ أيضاً:

4 دول أوروبية ترحب بالخطة العربية لإعادة إعمار غزة

قال وزراء خارجية فرنسا وألمانيا وإيطاليا وبريطانيا، السبت، إنهم يدعمون الخطة العربية لإعادة إعمار غزة التي ستكلف 53 مليار دولار وتتجنب تهجير سكان القطاع.

وذكر الوزراء في بيان مشترك: “تظهر الخطة مسارا واقعيا لإعادة إعمار غزة وتتعهد، إذا تم تطبيقها، بتحسين سريع ومستدام للظروف المعيشية الكارثية للفلسطينيين الذين يعيشون في غزة”.

وصاغت مصر الخطة وتبناها الزعماء العرب، خلال قمة طارئة في العاصمة القاهرة.

اقرأ أيضاًالعالممعبر رفح البري يستقبل 57 مصابًا ومرافقًا فلسطينيًا للعلاج بالمستشفيات المصرية

وأعلن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، مساء الثلاثاء، أن القمة العربية الطارئة اعتمدت خطة لإعادة إعمار غزة.
وقال السيسي: “تم اعتماد الخطة.. وفي ختام هذه القمة المحورية أتقدم إليكم أشقائي بخالص الشكر وعظيم التقدير على جهدكم الصادق ودعمكم المقدر لما تم طرحه”.

وفي بداية القمة الطارئة، كشف الرئيس المصري أن الخطة بشأن غزة تشمل بقاء الفلسطينيين على أرضهم.

وذكر أن مصر ستستضيف مؤتمرا لإعادة إعمار غزة الشهر المقبل، مضيفا “عملنا مع الفلسطينيين لإنشاء لجنة مستقلة لحكم غزة”.

مقالات مشابهة

  • المؤسسة النسوية في المخيلة الذكورية العربية: بين التشويه والاستيعاب القسري
  • لبنان في مركز مُتقدّم.. إليكم ترتيب الدول العربية التي لديها نساء متعلمات أكثر من رجالها
  • أحمد حمدي يعود لتدريبات الزمالك بعد إصابة الرباط الصليبي
  • قمة القاهرة الأخيرة .. مخرجات مخيبة للآمال وصنعاء تحذّر من استئناف عملياتها
  • أوروبا في مواجهة ترامب جحيم نووي.. رؤية الرئيس الأمريكي الاستعمارية تجعل مشاهد أفلام الحرب حقيقة واقعة
  • القمة العربية.. بين الشعارات والأفعال
  • لماذا لا يمكن للسلطة الفلسطينية وقف التنسيق الأمني مع إسرائيل واختيار المقاومة؟
  • 4 دول أوروبية ترحب بالخطة العربية لإعادة إعمار غزة
  • حماس: نشيد بمخرجات القمة العربية ورفض أى محاولات للتهجير