جريدة الرؤية العمانية:
2024-11-06@06:39:28 GMT

هات البشارة

تاريخ النشر: 23rd, August 2023 GMT

هات البشارة

 

خليفة بن عبيد المشايخي

halifaalmashayiki@gmail.com

 

تتعاقب عليه الشمس بين شروق وغروب وهو يرتجي الفرج، يدلف صوب مخدعه يلتحف الهَمّ تارة ويفترش تحته ذلا وهوانا تارات أخرى، فيبيت ليلته أسير الفكر هائماً على وجهه في مسارات حياتية كثيرة، فيمعن النظر هنا ويحدق أخرى هناك؛ إذ كيف له أن يوفق بينهما ويلبي حاجاتهم جميعاً وهو خالي اليدين لا يملك إلا الدعاء والصلاة والاستقامة.

عددهم والحمدلله كثير، ودخله معدم أو قليل، ولا أحد يكترث، ويتناوشه ذاك بشيء، وينازعه آخر في شيء، ويثقله حديث ذاك، ويجرحه مثله من آخر، وهو قد بلغ الخمسين من عمره، ولا زال يتأمل عيشًا كريمًا حرًا هانئًا، يعلل النفس بالآمالِ يرقُبُها "ما أضيقَ عيشَه لولا فسحةُ الأمَلِ".

فيمضي جل وقته وفيًا مع ذاك ومخلصًا مع غيره من أشقائه، يسير بهم على ظهره عقبات كؤود، ويمشي بهم متأبطًا أذكاره وتسابيحه وتهاليله، وتتعاقب عليه دورة الأيام وحياته حُبلى بالعسر، وتمضي ساعاته وهو يناظر الوقت ينتظر اليسر، ويمازح المَقت أن لا تجعلني أسيرك وسجاني، وتنفرج معه قليلًا ويدوم عسره طويلًا وهو متأسٍ بالحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم، ومتمسك بعهده مع ربه وكفى، ومعتصم بحبله المتين هو كافٍ وما هفا.

مر الوقت سريعًا وحان العود والانشغال والعمل والفكر ومضاعفة الاهتمام، بينما آخر بين سجود وركوع وخشوع وخضوع يتحدث مع نفسه ويواسيها مُستذكرًا كيف سيقضي لياليه بدوني، وكيف سيشق طريقه مع إخوته حينما تحين العودة وأنا لست معه أو بينه أو حوله، ينظر إلى الأفق إذ به مرتفعا، وينظر إلى يمينه فلا يرى إلّا صنعًا محكمًا من الحديد، ويتمتم حسبنا الله ونعم الوكيل، ويا الله إني مسني الضر وأنت أرحم الراحمين، فيُقال له هون على نفسك وروحك، فإنك بأعيننا ولن تُهان ونحن الأعلون ولن تذل، والعاقبة عليهم لا محالة ستكون وخيمة فاصبر وراقب وانتظر، فالدائرة عليهم موجتها عسيرة، وضربتها ستكون مريرة وأليمة.

يسترجع مع نفسه عطاءه وصلاحه وهمته وحالاته، وفي مكانه يأتون إليه ليأكل ولكنه يأبى فليس للطعام رغبة ولا للأكل نفس، فأي جرم حزته وبلغته أوقعني هنا، ولكن الله تعالى معي يسمع ويرى وسينصر وسيهزم الجمع وحتماً سيفرج.

مضت أيامه ضعيفًا لا يقوى على النشور، وصارت أوضاعه متخمة بالحزن لا تقوى على الألم ولا على الأوجاع ومرارات الحرمان والفقد، فيا رب فرجها من عندك يا غفور .

يأتيه هاتف من هناك "أأنت فلان" فيجيب نعم، فيقال له احزم أمتعة أحزانك ويمم صوبنا، فلم نرَ لك مكانا هنا لأنهم في شغلهم ساهون، وفي غيهم يعمهون، فلا تيأس فقط كن قويًا وجاهد، "وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا ۚ وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ"، فهم ليس من شيمتهم الإحسان؛ بل الإساءة على الدوام.

تشير عقارب الساعة خارجًا إلى الثانية ليلًا، بينما هو انتصب قبلها بساعة أمام خالقه يناديه يناجيه يخبره بما في نفسه وهو أعلم بما في نفسه، يبوح له بأسراره وهو أيضا يعلم بأسراره، والفجر ينشق تدريجيا وتحين الصلاة، فيتوجه فيها بالدعاء، وبقراءة القرآن بعدها، بينما ذاك للأسف بات ملطخا بالعار والشؤم واللؤم، وبات متوشحا بالظلم وبالحقارة للأسف، معتقدا أنه انتصر أو أنه هكذا تدار الأمور .

أتى التاريخ سريعًا، وحانت الفوضى والانتشار والحراك، بينما من عنده لا يجد لهم رغيف خبز ليطعمهم، ولا حذاءً بالياً ليُلبسهم، ولا قماشا ساترا ليلبسهم، وينادي لهم الستر فيقال له اخرس فأنت لست نحن، واصمت فأنت حرمت وستحرم، وينفض عن نفسه مآسيه وأحزانه مع قرع بابه، فإذا برسول يلقي عليه التحية والسلام فيرد، ثم يقول له هات البشارة فيقال له خيرًا وما جئنا لك وإليك إلا للخير وبالخير.

إن عمان اليوم وغدا وهي على موعد مع عودة أبنائها إلى مقاعد الدراسة، لتامل أن تكون عودة آبائهم إليهم من غربتهم سريعا، مقرونة بعودتهم، فهم في غربة حينما يكونون بين جدران أربع وبوابات ضخمة مرصعة بالحديد والقوة، فاحنوا عليهم واجعلوا أنفسكم مكانهم، فليس هناك شيء يستحق السخط أو أن نكون سيوفا مسلطة على رقابهم ورقاب العباد.

عودا محمودا لأبنائنا لمدارسهم، ولا ننسى أن كل ساق سيسقى بما سقى إما عاجلا أو آجلا، والله يمهل ولا يهمل، وهاك البشارة.

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

عالم أسترالي أصيب بسرطان الدماغ يحول نفسه لفأر تجارب

كان ريتشارد سكولير أحد أبرز الباحثين في مجال الورم الميلانيني -أحد أنواع سرطان الجلد- في العالم عندما أصيب بورم في المخ. وفي مواجهة الموت المحتمل، قرر أن يجعل نفسه فأر تجارب.

بصفة سكولير رياضيا يتنافس في جميع أنحاء العالم، كان في حالة بدنية ممتازة. وهو أيضا أحد أبرز علماء الأمراض في العالم في مجال الورم الميلانيني الذي أنقذت أبحاثه الرائدة آلاف الأرواح، وذلك وفقا لتقرير في الغارديان.

في سن 56، كانت حياة البروفيسور سكولير يطير غنية. وبعد ذلك، في صباح يوم 20 مايو 2023، وجد نفسه يفقد وعيه ويرتجف على الأرض في غرفة فندق في بولندا، مذعورا وخائفا.

بعد نوبة الصرع الكبرى هذه، ذهب لإجراء فحص التصوير بالرنين المغناطيسي في مستشفى جامعة كراكوف. وقد وجد الفحص كتلة في الفص الصدغي. أدرك سكولير على الفور أن هذا الفحص قد حمل له أخبارا سيئة للغاية.

بعد تشخيصه لأشخاص آخرين بالسرطان عدة مرات، كان يعرف بالضبط ما قد يعنيه هذا الاكتشاف. على الأرجح سرطان الدماغ. كان يعلم أن النتيجة بالنسبة للورم الدبقي عالي الدرجة كانت "سيئة بشكل صادم". وأن الورم الدماغي غير قابل للشفاء، وأنه سيعاني "من أشهر مروعة في الأشهر القليلة الأخيرة".

شعر باليأس، مدمرا، وقلقا، ومرعوبا. بكى وبكى، وبكى عندما اتصل بأطفاله.

وبعد 12 يوما من ذلك، أجريت له عملية خزعة في سيدني، والتي أكدت "أسوأ ما في الأمر". كان الورم عبارة عن ورم أرومي دبقي من الدرجة الرابعة، وهو ورم مميت.

كتب سكولير في مذكراته الجديدة بعنوان "العصف الذهني": "لم أكن أريد أن أموت. لقد أحببت حياتي".

الكشف عن التشخيص

قبل ثلاثة أسابيع فقط من النوبة، كان قد مثل أستراليا في بطولة العالم للترايثلون متعددة الرياضات في إيبيزا. والآن أصبحت حياته تقاس بالأشهر والأسابيع.

يبدو سكولير متفائلا بشكل ملحوظ بالنسبة لرجل لم يكن يتوقع أن يكون على قيد الحياة عندما صدر كتابه الشهر الماضي. ولكنه الآن على قيد الحياة، ويقاوم.

بعد وقت قصير من تشخيصه، قرر سكولير الكشف عن تشخيصه علنا كوسيلة لإبقاء الأصدقاء والزملاء على اطلاع، ولكن بشكل أساسي كذكرى لأطفاله الثلاثة. تم استقبال الأخبار بسيل من الرسائل. والآن نعلم جميعا كيف يبدو الجزء الداخلي من جمجمته لأن فحوصات دماغه موجودة على وسائل التواصل الاجتماعي الخاصة به.

لسنوات كانت المديرة الطبية المشاركة لسكولر في معهد الميلانوما في أستراليا، جورجينا لونج تقود تجارب باستخدام فئة جديدة من عقاقير العلاج المناعي التي حققت نتائج مذهلة على مرضى الميلانوما.

وتوضح: "إن ما تفعله هذه العقاقير في الأساس هو تحفيز الجهاز المناعي في الجسم للتعرف على الخلايا السرطانية وقتلها".

وهذه العقاقير تكون أكثر فعالية إذا أعطيت قبل استئصال الورم. وفي غضون خمسة عشر عاما، ارتفعت نسبة البقاء على قيد الحياة لمدة خمس سنوات لمرضى الميلانوما المتقدم من 5% إلى 55%.

ولكن في حين تم إحراز تقدم في معدلات بقاء الورم الميلانيني، فإن علاج الورم الدبقي العدواني لم يتغير منذ عشرين عاما.

يقول سكولير: ""في الأساس، ينتشر هذا النوع من الورم مثل جذور الأشجار التي تمر عبر دماغك. إذا نظرت عبر المجهر، فلن تتمكن من رؤية أين ينتهي الورم""."لذا لا يمكنك علاجه أبدا بالجراحة أو العلاج الإشعاعي. إذا حاولت قطع الورم بالكامل، فلن يتبقى لك الكثير من الدماغ"".

يركز العلاج عادة على إطالة العمر بالعلاج الكيميائي والإشعاعي حتى الرعاية التلطيفية والوفاة.

منذ اللحظة التي تلقت فيها فحوصات التصوير بالرنين المغناطيسي من بولندا، كانت لونج في العمل، تستشير خبراء معهد الميلانوما الرائدين عالميا وأولئك حول العالم. كانت لونج رائدة في الاستخدام الناجح للعلاج المناعي لمرضى الميلانوما الذين انتشر سرطانهم إلى الدماغ.

كانت هي وفريقها يطورون خطة لعلاج جذري لزميلهم، لقد أخذوا ما تعلموه من العلاج المناعي وطبقوه على سرطانه. لم يتم تجربة هذا العلاج من قبل في أي مكان، وكان محفوفا بالمخاطر بشكل كبير ولا يمكن أن تكون المخاطر أعلى من ذلك – كانت هناك فرصة بنسبة 60٪ أن تؤدي الآثار الجانبية إلى وفاته. إذا تسبب في تورم كبير في الدماغ، فقد يقتله في غضون أيام.

وقد قدروا أن هناك فرصة بنسبة 5٪ لإنقاذ حياته؛ وقد تكون أقل من 1٪. بالنسبة لسكولر، "بدا الأمر يستحق المحاولة".

على أمل ألا يكبر الورم، كان سيؤجل جراحة تقليص الحجم لأطول فترة ممكنة لإعطاء الأدوية فرصة للعمل. كان سيحصل على مزيج من ثلاثة أدوية مناعية عن طريق الوريد. خلال كل هذا، استمر في الجري وركوب الدراجات.

بعد ثمانية وعشرين يوما، أزالت جراحة الأعصاب في الجمجمة بريندا شيفالينجام قطعا من الورم في عملية استغرقت ست ساعات. واعترفت لاحقا بأنها كانت تجربة عاطفية بالنسبة لها لإجرائها عملية جراحية لصديق.

نتيجة هائلة

أظهرت نتائج علم الأمراض أن خلاياه المناعية كانت نشطة ونأمل أن تهاجم خلايا الورم. يقول سكولير: "كانت نتيجة هائلة".

لقد دفعته هذه التجربة إلى إعادة تقييم حياته السابقة وأولوياته. كان مدفوعا وطموحا ويعمل بجد، وكان يندفع في الحياة، ويسافر إلى الخارج من 10 إلى 12 مرة في السنة للتحدث في المؤتمرات. "لقد انغمست في الحياة اليومية ولم تفكر بالضرورة في الأشياء الكبيرة. لقد تغير هذا".

الآن يعرف أن الحب هو ما يهم حقا: "الشيء الوحيد الذي تغير حقا هو قضاء الوقت مع عائلتي وتقديرهم. لقد جعلني أعطي الأولوية لعائلتي".

لقد تلقى الثناء والاهتمام. لكنه يقول إنه سيعيد كل ذلك في لمح البصر لاستعادة حياته القديمة.

من السابق لأوانه أن نقول ما إذا كان علاجه الأول في العالم ناجحا.

يتم دراسة كل خلية في جسده. يقول سكولير "في النهاية، يتعين عليك إجراء تجارب سريرية لإثبات ما إذا كان شيء ما يعمل أم لا. لن نعرف على وجه اليقين حتى يتم إجراء التجربة. لكن الشيء العظيم هو أننا قادرون على توليد بعض العلوم من خلال مقارنة دماغي قبل العلاج المناعي وبعده. وهذا يعطي بعض الأمل العلمي في أن هذا هو الحل. إنها تستحق الاستكشاف".

بعد تسع جرعات من اللقاح، مع جرعة أخرى في الشهر المقبل، اتخذت لونج قرارا بوقف العلاج المناعي لسكولير. وفي وقت كتابة هذا التقرير، لم تكن هناك أي علامة على تكرار المرض. لكن هذا لا يعني أنه لن يحدث. "إن الأمر مجرد انتظار ومراقبة ومعرفة ما إذا كان هناك تكرار. سنتعامل مع ذلك إذا حدث ذلك ومتى حدث".

وأضافت أنه في الوقت الحالي، "أشعر بسعادة غامرة لأن هذا هو المسار الذي سلكناه".

مقالات مشابهة

  • شخص يفجر نفسه أمام الشرطة .. فيديو
  • عاجل- ترامب يجهز نفسه لاحتمال تأخر الإعلان عن نتائج الانتخابات
  • بالفيديو.. حكم الجلوس مع شارب الخمر دون الشرب معه؟
  • فضل الصلاة على النبي محمد صلى الله عليه وسلم.. عالم أزهري يوضح
  • صور.. 4.7 مليون دولار سعر قميص مايكل جوردان
  • بالعمر نفسه.. لامين جمال يتفوق على ميسي أسطورة برشلونة
  • عالم أسترالي أصيب بسرطان الدماغ يحول نفسه لفأر تجارب
  • كما يليق بمعجزة
  • عالم بالأوقاف: يجب على المسلم الانتصاف للآخرين من نفسه
  • حزنت عليه وكشفت عمره الحقيقي.. صور تجمع بين الراحل مصطفى فهمي وطليقته|شاهد