تأهب ومناورات في كوريا الجنوبية تحاكي هجوما جويا
تاريخ النشر: 23rd, August 2023 GMT
أجرت كوريا الجنوبية اليوم الأربعاء أول مناورات للدفاع الجوي على مستوى البلاد منذ 6 سنوات، في ظل تصاعد حالة التأهب وتزايد التوتر مع جارتها الشمالية التي حذرت من نشوب "حرب نووية".
وقالت وزارة الداخلية والسلامة في كوريا الجنوبية إن صفارات الإنذار الخاصة بالغارات الجوية دوت في الساعة الثانية بعد الظهر (05:00 بتوقيت غرينتش) داعية المواطنين لعدم الخروج إلى الشوارع لمدة 15 دقيقة تقريبا، قبل تخفيف حالة التأهب.
ودعي المشاة إلى التوجه مباشرة إلى ملاجئ خاصة تحت الأرض، علما أن البلاد تضم نحو 17 ألف ملجأ، كما طلب من سائقي السيارات في نحو 200 منطقة في أنحاء البلاد التوقف على جنبات الطرق. ووجه مرتادو ما يقارب 500 متجر ودار سينما وغيرها من المرافق العامة لإخلاء هذه الأماكن.
وتعد هذه التدريبات محورا رئيسيا في مناورات "أولتشي" السنوية للدفاع المدني، التي تقام بالتزامن مع تدريبات "درع الحرية أولتشي "التي بدأتها القوات الكورية الجنوبية والأميركية الاثنين الماضي، لتعزيز قدرة الرد على أي هجوم كوري شمالي أو أي حالات طوارئ أخرى.
وتهدف تدريبات "درع الحرية أولتشي" إلى مواجهة التهديدات المتزايدة من الشمال المسلح نوويا، وستستمر حتى 31 أغسطس/آب. وتعتبر بيونغ يانغ كل هذه التدريبات بمثابة تمارين لعملية غزو، وحذرت مرارا من أنها ستتخذ إجراءات "صارمة" ردا على ذلك.
ودانت وكالة الأنباء الكورية الشمالية الرسمية "الطابع العدواني" للمناورات المشتركة بين الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية، كما حذرت من أنه إذا تضمنت التدريبات "استفزازا نوويا" فإن احتمال "نشوب حرب نووية في شبه الجزيرة الكورية سيصبح أكثر واقعية".
المصدر: الجزيرة
إقرأ أيضاً:
برلمان كوريا الجنوبية يوافق على محاكمة الرئيس يون بتهم فساد
شهدت كوريا الجنوبية اليوم تحولًا تاريخيًا في المشهد السياسي بعد أن وافق البرلمان على التصويت لصالح محاكمة الرئيس يون سوك يول، ما أدى إلى تعليق مهامه الرئاسية بشكل مؤقت.
يواجه يون، الذي تولى الرئاسة في عام 2022، اتهامات بالفساد والإساءة في استخدام السلطة، ما أثار موجة من الاحتجاجات والاحتفالات في الشوارع.
بحضور عشرات الآلاف من المواطنين الذين احتشدوا أمام البرلمان في سيول، احتفل المحتجون بعد التصويت الذي أيد 204 نواب لإجراءات المساءلة ضد الرئيس. في المقابل، خرج مؤيدو الرئيس للتظاهر ضد القرار، حيث أظهروا غضبهم وقلقهم على مستقبل البلاد.
منذ إعلان يون عن فرض قانون الطوارئ الأسبوع الماضي، نشأت أزمة سياسية هزت أركان الحكومة، مما دفع البرلمان إلى اتخاذ خطوة غير مسبوقة ضد الرئيس. كما أشار رئيس الوزراء هان دوك-سو إلى أنه سيقوم بمهام الرئيس بشكل مؤقت خلال الفترة الانتقالية، بينما تعكف المحكمة الدستورية على اتخاذ قرارها النهائي في غضون الأشهر الستة القادمة.
القرار أثار ردود فعل دولية، حيث أعرب الاتحاد الأوروبي عن دعمه لإيجاد حل سريع للأزمة، في حين أكدت الولايات المتحدة على التزامها بالعلاقات القوية مع كوريا الجنوبية، رغم التوترات السياسية الداخلية.
التحليل السياسي: يقول الخبراء إن هذه الخطوة هي بداية لفترة طويلة من عدم الاستقرار السياسي في كوريا الجنوبية، إذ ستواجه البلاد تحديات جديدة في حال أيدت المحكمة الدستورية القرار، ما قد يؤدي إلى انتخابات رئاسية جديدة. قد يكون للقرار أيضًا تداعيات على العلاقات الدولية، خاصة مع الولايات المتحدة، التي كانت قد راهنت على قيادة الرئيس يون في سياستها الإقليمية.
"هذه ليست نهاية الأزمة السياسية في كوريا الجنوبية"، كما يقول ليف-إريك إيسلي، أستاذ السياسة في جامعة إيوها، "فقد نكون على أعتاب سلسلة من التحولات القانونية والسياسية التي ستحدد مستقبل البلاد".