هداية الظاهري.. «حكواتية» إرث الجدات

لكبيرة التونسي (أبوظبي) 
من منطلق وعيهم بقيمة الموروث وأهمية نقله للأجيال، تقوم نخبة متميزة من الأطفال بتعلم وإتقان المفردات التراثية، بهدف صون الموروث وحفظه، ومن هؤلاء الحكواتية هداية صالح الظاهري، والتي تركز في جانب من محتواها على الحكايات التراثية «الخروفة»، وما تتضمنه من قيم نبيلة، كالصدق والأمانة والشجاعة، في محاولة منها للحفاظ على إرث الجدات واستدامته، من خلال مشاركتها في مختلف المهرجانات والفعاليات الثقافية والتراثية.

 
أصغر حكواتي 
هداية صالح الظاهري، 10 سنوات، متعددة الهوايات، حاصلة على دبلوم البرلمان العربي–جامعة الشارقة بتقدير امتياز مع مرتبة الشرف، عضو في مجلس برلمان شورى أطفال الشارقة، وهي أصغر حكواتي معتمد من هيئة الشارقة للتعليم الخاص، كما أنها مذيعة بإذاعة وتلفزيون الشارقة، وحاصلة على لقب أصغر صانعة محتوى ضمن «قمة المليار متابع» في دبي، تسهر على إعداد المحتوى الذي تقدمه بنفسها، بينما تقوم والدتها بمهمة التصوير، شغوفة بالحكاية الشعبية، وترسيخ الموروث الإماراتي في عقول الصغار عبر صور اجتماعية وقصص إنسانية وقيم نبيلة. 

قصص هادفة
عن سر تميزها وفصاحة لسانها وامتلاكها مفردات تراثية، قالت هداية الظاهري إنها بدأت التعرف على القصص منذ طفولتها، حيث كانت والدتها تقرأ لها القصص فترسخ لديها عشق الحكايات، ومع مرور الوقت أرادت أن تنقل شغفها لغيرها من الأطفال، وتتخذ من «الخراريف» محتوى لتعزيز القيم والحفاظ على عادات وتقاليد المجتمع الإماراتي، من خلال نقل المعلومات عبر الحكايات الشعبية مثل «غاية والحنيش»، «نفنوف السعادة»، و«أم الدويس» وغيرها من القصص الهادفة، مؤكدة أنها فخورة بإيصال رسالة للأجيال مثلما كانت تقوم به الجدات في الماضي، حيث كن يسردن الحكايات لحفيداتهن لتعزيز القيم.
تقمص الشخصية
وعن المواصفات التي يجب أن تتوافر في الحكواتي، أشارت إلى أن الحكواتي يجب أن يكون مستعداً للرد على استفسارات الأطفال الذين يتفاعلون بشكل كبير مع القصص، وأن تتوافر لديه القدرة على الارتجال، ومهارة تباين الصوت واستخدام حركة الجسد مع القدرة على تقمص الشخصية حتى يتفاعل معه الجمهور، موضحة أنها استفادت من مشاركاتها في مختلف الفعاليات والمهرجانات وتعلمت الكثير عن ثقافة الشعوب، وأضافت «أحب سرد قصص تتناول معاني الشجاعة والأمانة والصدق، وأهمها (الغواص سالم)، و(حمارة القايلة)، و(هدى رياح)، وغيرها من (الخراريف) الشعبية التي تعزز القيم والسنع. 
«البداية مع هداية»
وتتميز هداية بصناعة محتوى هادف، حيث تعمل على إعداد وتقديم مقاطع تخاطب أقرانها وتلامس قلوبهم، وتسعى لمناقشة العديد من القضايا بطريقة بسيطة وسلسة، ومنها الطاقة الشمسية والذكاء الاصطناعي والقراءة، وغيرها من المواضيع الهادفة ضمن سلسلتها التوعوية «البداية مع هداية». وأضافت «أنها دخلت عالم صناعة المحتوى عندما كانت تشارك في (قمة المليار متابع)، وأنها تستلهم أفكارها من بيتها ومدرستها ومختلف الفعاليات التي تحضرها، مما دفعها للتفكير في إطلاق هذا البرنامج المبتَكر والملهم، لتناول العديد من القضايا والأفكار الاجتماعية والثقافية والتعليمية، مؤكدة أنها وجدت كل الدعم، لاسيما أن دولة الإمارات تعمل على تعزيز المواهب الشابة وتطويرها وتمكينها لتأسيس جيل مبتكر بما يتماشى مع الرؤية التي تحث على تشجيع الإبداع في المجالات كافة، إلى جانب دعم أسرتها خاصة والدتها.

أخبار ذات صلة «زايد الدولي» ضمن أفضل 4 مطارات بالعالم سلطان بن أحمد القاسمي يتوِّج أبطال دورة الشارقة الرياضية

عشق القراءة
وأضافت هداية الظاهري أنها أحبَّت القراءة منذ صغرها، وحقَّقت العديد من المراكز المتقدمة على مستوى الدولة بمسابقات القراءة وألفت كتب عدة، منها: «أنا فكرة» و«قرية الطيبين» و«كوكب اللآلئ»، كما شاركت في محافل دولية عدة مثل مهرجان «نابليوس بتونس» في مجال المسرح، ومعرض مسقط للكتاب، واستطاعت بشكل فعال أن تبرز قضايا وتطرح أفكاراً جذابة لأبناء جيلها عبر برنامجها على منصات التواصل الاجتماعي مثل «انستجرام» و«يوتيوب» و«منصة X»، كما أشاركت في الملتقى الأول الذي نظمته مؤسسة التنمية الأسرية تحت عنوان «الملهمون الصغار».
تطوير المهارات
وأشارت الظاهري إلى أن صناعة المحتوى تحتاج إلى تطوير المهارات الشخصية، لذلك حضرت العديد من الورش والدورات، حيث إنها خريجة برنامج إثمار 2023 التابع للمجلس الأعلى لحكومة الشارقة وخريجة برنامج إعلامي المستقبل التابع لمركز التدريب الإعلامي لحكومة الشارقة 2024، وأيضاً برنامج الإعلامي الصغير التابع للموارد البشرية لحكومة عجمان 2024، كما التحقت بالعديد من الدورات التابعة لمدينة شمس للإعلام، وورشة إعلام صديق الطفولة التابع للمجلس الأعلى للأمومة والطفولة بإمارة أبوظبي، وغيرها.
«رمضان الطيبين» 
عن كيفية إعداد حلقات برنامجها «البداية مع هداية»، أوردت الظاهري أن كل حلقة تمر بمراحل عدة، من البحث عن الفكرة، وصولاً إلى طريقة التقديم التي يجب أن تكون سهلة وسلسة، ومن المواضيع المفيدة التي قدمتها برنامج بعنوان «رمضان الطيبين»، الذي كان يعكس يوميات الطفلة الصائمة، إضافة إلى «فوازير رمضانية» تشجع على البحث والاطلاع، مما يدفع الصغار إلى المعرفة والوعي.

المصدر: صحيفة الاتحاد