النظر في نموذج (حركة كيكل-درع السودان) والنظر لنموذج (حركة مناوي أو حركة العدل والمساواة)
تاريخ النشر: 11th, March 2025 GMT
مقارنة
إن النظر في نموذج (حركة كيكل-درع السودان) والنظر لنموذج (حركة مناوي أو حركة العدل والمساواة)، يشير لأنهما اليوم يقفان مع الدولة ويحملان موقفا عمليا داعما لها، كما يشير لخطوط مناطقية وإثنية تجمع المقاتلين العضوية داخل كل نموذج، لكنها خطوط يمكن أن تتموضع في اتجاه رؤية وطنية مع معالجات هنا وهناك.
الخطورة في نموذج (حركة مناوي وجبريل) وحركات التحرير عموما هو أنها إذا لم تنجز مهمة المراجعة مع مشروع (السودان الجديد) التدميري ونظرته التقسيمية العرقية، ولم تتملك سردية جديدة لدعاوى التحرير والتهميش والمظلومية، فإنها ستظل تحمل بذورا تدميرية تزيد من نعرات المواجهة والحرب في السودان، وستظل لها قابلية دائمة لتلقي الدعم الخارجي في أي مرحلة مستقبلا.
(نموذج كيكل) هنا أكثر تطورا لأنه أكثر قابلية للإندماج عمليا في الدولة وفي مجتمع واسع وأكثر تجذرا في البعد الوطني والمصير المشترك، وذلك لأنه نموذج مقطوع الصلة تماما بمنابع آيدلوجيا السودان الجديد، نموذج كيكل يعبر عن قصية مناطقية دون عنصرية ودن آيدلوجيا عرقية ويحمل أجندة مجموعات كثيرة ضاعت حقوقها مقابل خطابات التهميش والمظلومية المشحونة ضدهم، لكنه كذلك نموذج لمناطقية إيجابية تختلف عن طرح عمسيب العرقي مثلا، فالأخير مشحون الكراهية وأغرق نفسه في متاهات العرق والتفوق وازدراء الآخرين وله حديث مشهود علنا في هذا الاتجاه وتحول لسودان جديد مضاد وهذا شيء مختلف عن نموذج كيكل، بجانب أن كيكل له وجود واقعي مع الناس والآخر وجوده بعيد عن الواقع، هذه الملاحظة مهمة وذكرتها منذ بداية تأسيس الدرع قبل الحرب، وقبل أن يظهر كيكل نفسه مع مليشيا الدعم السريع وقتها.
نموذج حركة مناوي وجبريل من جهة أكثر خبرة سياسية بحكم تاريخ التفاوض والسلام وحكم وجود كوادر سياسية تقول أن لها مشروع وهي جزء من حالة الجمود العام، لكن ثقافة هذه الحركات التحريرية السياسية تحتاج لعمل كثير من أجل دفعها لتجاوز آليات الابتزاز لخطاب السودان الجديد، وفك التلازم بين غياب السلطة عنهم والشطط الهتافي بالمظلومية، في المقابل فإن طرح (نموذج كيكل) كحركة تحرير جديدة محلها الوسط فيه تراجع للوراء وانتكاسة لا يجب أن تحدث، كيكل نموذج متفوق على حركات التحرير ويجب أن تتقدم هي نحوه لا يتأخر هو إليها.
هذه نظرة موضوعية أما من حيث المقاربة الحقوقية والأخلاقية، فالحق الخاص لا يسقط عن كيكل، لكن من ناحية يجب التذكير بأنه لن يسقط كذلك عن الحركات المسلحة، لقد ارتكبت حركات التحرير هذه تاريخيا جرائم حقيقية موثقة، فمنذ الحركة الشعبية وحادثة أسقاط طائرة مدنية وجرائم عرقية ضد قبائل في الجنوب وقبائل استوائية وقبيلة المورلي وغيرها، أما حركات دارفور فجميعها ارتكبت هذه الجرائم، ولقد تجاوزتها آلة الدعاية الغربية لغرض سياسي فقط وهو تنميط حرب (العرب والزرقة) (المجرمون والضحايا)، ولا تزال حركات الحلو وعبدالواحد النور ترتكب الجرائم حتى اليوم. من يطلع على كتاب الباحث محمود ممداني عن دارفور يفهم هذه المقاربة جيدا، ولا ننسى أن اسم (الجنجويد) نفسه كان يشمل حركة مناوي في وقت من الأوقات، وقتها كان اسم (جنحويد) يستخدم بمعنى عابر عرقيا ليعبر عن مجموعة من المجرمين المتفلتين، هذا الإشارة تحديدا وردت في ورقة صادرة عن (مشروع مسح الأسلحة الصغيرة) بعنوان (الحرب الأخرى: الصراع العربي الداخلي في دارفور) الصادر العام 2010م للصحفية المتخصصة (جولي فلينت)
عليه لا يمكن المزايدة أخلاقيا فالأهم هو (كل جمل يشوف عوجة رقبته) والهدف هو: تعظيم قوة الاتجاه التاريخي لتأسيس الدولة والسودان الواحد وفق جدليته وتركيبته التاريخية، واستثمار الفرصة الكبيرة الحالية بالنصر العسكري والفكر والعمل.
هشام عثمان الشواني
المصدر: موقع النيلين
كلمات دلالية: حرکة مناوی
إقرأ أيضاً:
إعمار الجزيرة .. إفتعال أزمة
لاحظت أن هناك جهات بأجندة واخرى بحسن نية تسعى إلى إثارة القلاقل ، فى من ثلاث اتجاهات وكلها تؤدى إلى نتيجة واحدة خلق صراع وتوتر مجتمعي:
1. إعمار مشروع الجزيرة وادعاء ان هناك اعضاء من حركة العدل والمساواة ، ومن العجيب أن القرار متاح ، (منشور ومرفق) ، وكلها جهات رسمية ومؤسسات وليس من بينها شخص بصفة حزبية أو سياسية ، فلماذا هذه العاصفة الهوجاء..
2. فتح مكاتب لحركتى العدل والمساواة وحركة مناوى فى مدنى ورفاعة ، وإن فعلوا ذلك حقهم ، هذه حركات سياسية ومسجلة قانونها ولها حق ممارسة نشاطها وفق القانون حيثما كان ، ومع ذلك فإن هذه المعلومة غير صحيحة ، فليس هناك مكانب لهذه الحركات ، كما أنها لم تجند احداً ..
3. وجود القوات المشتركة فى بعض المناطق ، ووجود تجاوزات ، وهذه حالات إن ثبتت يمكن معالجتها من خلال القادة والقوات المسلحة التى تتبع لها هذه القوات ومن خلال مؤسسات الحكم ..
والاوضاع فى البلاد تتسم بالهشاشة ، فلا داعي للانسياق وراء حملات مجهولة المصدر وتبديد الطاقات والقدرات فى صراع بلا هدف سوى شق الصف الوطني..
ابراهيم الصديق على
8 مارس 2025م