البوابة نيوز:
2025-03-11@00:17:13 GMT

كيف نجت مصر من طوق الإرهاب الملتهب؟

تاريخ النشر: 11th, March 2025 GMT

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

لا يمكن لأمة أن تنهار وفيها قائد يدرك حجم التحديات وجيش يحميها وشعب يدرك قيمتها

على مدار السنوات العشر الماضية، وقفت مصر على حافة هاوية سحيقة، حيث أحاطت بها نيران الإرهاب من الداخل وأطواق الفوضى من الخارج، في سيناء كانت الجماعات التكفيرية تحلم بتحويلها إلى إمارة دموية، وعلى حدودها كانت النيران تشتعل شرقًا وغربًا وجنوبًا، لكن رغم كل العواصف وقفت مصر شامخة مدافعة عن أرضها، وحافظت على كيانها وسط عالم يتهاوى.

فكيف نجت مصر من هذا الطوق الملتهب؟ وما الدور الذي لعبه الجيش والشعب في هذه الملحمة؟ وكيف كان يمكن أن يصبح المشهد لو انتصر الإرهاب؟ وهل نمتلك الشجاعة ونقول بصوت عال إن سيناء الأرض المقدسة التي رفضت السقوط؟ الإجابة هي نعم نستطيع.

 تعالوا نسترجع معاً الأحداث التاريخية التي شاهدناها بأعيننا، منذ عام 2013 ومع نجاح ثورة الشعب فى إسقاط حكم جماعة الإخوان اندفعت قوى الظلام لتحاول أن تنتزع سيناء من جسد الوطن، مستغلة الفراغ الأمني في سنوات الاضطراب.. تنظيم "أنصار بيت المقدس"، الذي تحول لاحقًا إلى "ولاية سيناء" عقب مبايعته لتنظيم داعش في 2014 بدأ بشن عمليات وحشية، مستهدفًا الجنود والمواطنين على حد سواء.

لم يكن الإرهاب في سيناء مجرد عمليات متفرقة بل كان مخططًا مكتمل الأركان، يراد له أن يحول الأرض الطاهرة إلى وكر للمتطرفين، ويفرض على المصريين أمرًا واقعًا لا يمكن تغييره، وفي 2015 بلغت ذروة الهجمات مداها، عندما استهدفت الجماعات الإرهابية مقر الكتيبة 101 في العريش، في واحدة من أشرس العمليات التي شهدتها سيناء، راح ضحيتها العشرات.

لكن مصر لم تنتظر أن تُفرض عليها المعركة، بل أخذت زمام المبادرة وأطلق القائد الأعلى للقوات المسلحة، رئيس الجمهورية عبد الفتاح السيسى عملية "حق الشهيد"، التي لم تكن مجرد حملة عسكرية، بل كانت إعلانًا بأن الدولة لن تتهاون في حماية أرضها، وجاءت العملية على أربع مراحل من 2015 حتى 2018، توّجت لاحقًا بعملية "سيناء 2018"، التي كانت الضربة القاضية للجماعات التكفيرية، حيث تم تمشيط البؤر الإرهابية، وتدمير مخازن الأسلحة، والقضاء على قيادات التنظيمات المسلحة.

لم تكن حربنا ضد الإرهاب على عاتق الجيش وحده ولكن الشعب المصري كان في قلب المعركة وكان هو الحصن الذي لم ينكسر.. لم تكن حربنا سلاحًا وحيدًا فقط، بل كانت إرادةً وصمودًا، وكان للشعب دوره الذي لا يقل أهمية عن دور الجيش، لم يكن المصريون متفرجين على المعركة بل كانوا شركاء فيها. في سيناء دفعت القبائل ثمناً غالياً من دماء أبنائها، حيث انخرطت في مواجهات مباشرة مع الإرهاب، ورفضت أن تكون بيئتها حاضنة للتطرف.

في المدن، لم تنجح التنظيمات المتطرفة في كسب أي تعاطف، رغم محاولاتها المستميتة لإحداث فتنة بين الشعب والدولة، لعب الإعلام دورًا في كشف زيف دعاوى الإرهابيين، بينما ظل المواطن البسيط، الذي فقد قريبًا أو صديقًا في هجمات الغدر، مدركًا أن عدوه الحقيقي هو من يرفع السلاح في وجه وطنه.

وحتى نعرف طعم حلاوة النصر علينا أن نتخيل لا قدر الله لو سقطت سيناء كيف كان سيبدو المشهد؟ ماذا لو نجح الإرهابيون في بسط سيطرتهم على سيناء؟

المؤكد هو أن خريطة مصر كانت ستتغير إلى الأبد. كان الملايين سينزحون من مدنهم وقراهم، وسيتحول جزء من التراب المصري إلى معسكر مفتوح للموت والتدمير. كان يمكن للإرهاب أن يتمدد، متحالفًا مع جماعات أخرى في غزة وليبيا، ليشكل تهديدًا يتجاوز مصر إلى المنطقة بأسرها.

كانت قناة السويس هذا الشريان التجاري العالمي ستصبح تحت رحمة جماعات لا تعرف سوى لغة السلاح، وهو ما يهدد حركة التجارة العالمية، كانت الاستثمارات ستهرب، والسياحة ستنهار، وستدخل مصر في نفق اقتصادي لا يعلم أحد مداه.

لكن هذا السيناريو الكارثي لم يحدث، لأن هناك من دافعوا عن الأرض، ومن رفضوا أن يُسرق الوطن أمام أعينهم.

وما بين الحروب والحصار.. كيف نجت مصر من الطوق الملتهب؟ لأننا نعرف أن سيناء لم تكن وحدها ساحة المعركة، ففي كل الاتجاهات، كانت النيران تقترب من الحدود جنوبًا، كانت الحرب الأهلية السودانية تشتد، وتحول السودان إلى ساحة دمار ونزوح، لكن مصر استطاعت الحفاظ على حدودها، واستيعاب اللاجئين دون السماح بتسلل الفوضى إليها، غربًا، كانت ليبيا تغرق في مستنقع الميليشيات والصراعات القبلية، لكن مصر تعاملت بحزم، فأغلقت حدودها أمام تهريب السلاح، ودعمت استقرار ليبيا دون التورط في فوضاها.

شمالًا شرقًا، كانت غزة تعيش في أتون حرب طاحنة، ومع ذلك، تمكنت مصر من أن تحافظ على توازن دقيق، فدعمت الفلسطينيين إنسانيًا، دون أن تسمح بامتداد الحرب إلى أراضيها.

الدرس الأكبر هو أن مصر التي لا تسقط هي مصر المتماسكة جيشاً وشعباً، عشر سنوات من النار، لكن مصر لم تحترق. دفعت الثمن غاليًا، فقدمت مئات الشهداء، لكنها كسبت معركة البقاء. لم تسمح للإرهاب بأن يتمدد، ولم تترك للفوضى ثغرة تنفذ منها.

اليوم، وقد بدأت سيناء في استعادة نبض الحياة، يبقى الدرس الأهم لا يمكن لأمة أن تنهار وفيها جيش يحميها، وشعب يدرك قيمتها، وقائد يدرك حجم التحديات.

مصر لم تخرج من هذا العقد كما دخلته، بل خرجت أكثر قوةً وصلابة، وأثبتت للعالم أن من يُراهن على سقوطها، يخسر الرهان دائمًا.

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: مصر سيناء لکن مصر مصر من لم تکن بل کان

إقرأ أيضاً:

فريق حوكمة الصحة يتفقد مستشفيات شمال سيناء.. ماذا وجد؟

كتب - أحمد جمعة:

استكملت وزارة الصحة والسكان، تنفيذ المرحلة الرابعة من حملة المرور الميداني على المنشآت الطبية في جميع المحافظات، وذلك تنفيذًا لتوجيهات الدكتور خالد عبد الغفار، نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الصحة والسكان، سعيًا نحو التواصل المباشر مع المواطنين، ورفع كفاءة المنشآت الطبية وتقديم خدمة طبية ذات جودة.

وقال الدكتور حسام عبد الغفار، المتحدث الرسمي لوزارة الصحة والسكان، إن المرحلة الرابعة من حملة المرور الميداني، استهدفت محافظة شمال سيناء، وتضمنت مرور فريق الحوكمة والمراجعة الداخلية، على مستشفى العريش العام، ومستشفى بئر العبد التخصصي، ومعبر رفح، لمتابعة سير العمل ورصد أي قصور في مستوى الخدمة الطبية المقدمة للمواطنين، واتخاذ الإجراءات التصحيحية على رأس العمل.

وأشار المتحدث الرسمي، إلى أن الفريق بدأ جولته بالمرور على مستشفى العريش العام، حيث تفقد جميع أقسام المستشفى، وتلاحظ وجود عجز في بعض التخصصات الطبية "قلب وأوعية دموية، قلب أطفال، أمراض مناعية، مسالك، سمعيات، أشعة تشخيصية" وتم التواصل مع المديرية لزيادة عدد القوى البشرية في هذه التخصصات، لضمان انتظام العمل، كما اتخذ الفريق إجراءات فورية أثناء المرور لتفعيل منظومة ميكنة الغسيل الكلوي.

وأضاف "عبد الغفار"، أنه تبين وجود عدد من الأجهزة المعطلة، ومنها جهاز الماموجرام، وكذلك أنظمة الرفع الميكانيكية لعدد من الأسرة، وتم التوجيه باتخاذ ما يلزم من إجراءات لإصلاح الأجهزة المعطلة، كما أكد الفريق، إجراء الصيانة الدورية للأجهزة في مواعيدها المقررة، مضيفًا أن الفريق تابع بدء تشغيل جهاز أشعة مقطعية جديد بشكل تجريبي، كما تم التنسيق مع القطاعات المعنية لإمداد المستشفى باحتياجاتها من التجهيزات المختلفة.

وأوضح "عبد الغفار"، أن الفريق قام بمراجعة توافر الأدوية والمستلزمات الطبية، وتم التنسيق مع المديرية لإمداد المستشفى بالأصناف غير المتوفرة، كما تلاحظ عدم اتباع معايير مكافحة العدوى داخل بعض الأقسام، وتم التوجيه بتدريب الفرق الطبية على معايير وأساسيات مكافحة العدوى داخل أقسام المستشفى المختلفة ومتابعتها.

واستطرد "عبد الغفار"، أن الفريق استكمل جولته بالمرور على مستشفى بئر العبد التخصصي، وأثناء المرور قام الفريق بمراجعة مستوى الخدمات الطبية المقدمة للمرضى، كما تم التنسيق بين قطاع الطب العلاجي بالوزارة ومديرية الشئون الصحية بشمال سيناء لزيادة عدد الأطباء في تخصصات "أشعة تشخيصية، أطفال حديثي الولادة، صدر، رعاية أطفال".

واستكمل "عبد الغفار"، أن الفريق راجع توافر الأدوية والمستلزمات الطبية، وتم التنسيق مع المديرية لإمداد المستشفى بالأصناف غير الكافية وغير المتوفرة، كما تم التنسيق بين قطاعات الوزارة المختلفة ومديرية الشئون الصحية بشمال سيناء لإمداد المستشفى باحتياجاته من التجهيزات الضرورية لمواجهة أي أزمة طارئة وبخاصة تجهيزات قسم المعمل وتجهيزات مناظير جراحة المسالك وقسم الرمد.

ولفت إلى أن الفريق اختتم جولته بالمرور على معبر رفح للتأكد من توافر الاحتياجات الطبية واللوجستية لفرق الحجر الصحي والرعاية العاجلة والإسعاف بالمعبر، وتم التأكد من توافر جميع الأدوية والتطعيمات والمستلزمات، كما تم التأكد من حسن سير عملية تنسيق تحويل المرضى إلى المستشفيات المختلفة داخل أنحاء الجمهورية.

وذكر "عبد الغفار"، أن المرور تم بالتعاون مع القطاعات المعنية في الوزارة، وبمشاركة القطاع العلاجي، وقطاع الرعاية الأساسية، وإدارة الصيدلة، وتنظيم الأسرة، ومكافحة العدوى، والمشروعات، لاتخاذ إجراءات فورية لتحسين الخدمات المقدمة للمواطنين.

اقرأ أيضًا:

تحذير من الشبورة.. الأرصاد تعلن طقس الساعات المقبلة

زاهي حواس: التحنيط لم يعد لغزًا.. ولعنة الفراعنة مجرد أسطورة

لمعرفة حالة الطقس الآن اضغط هنا

لمعرفة أسعار العملات لحظة بلحظة اضغط هنا

وزارة الصحة والسكان مستشفيات شمال سيناء خالد عبد الغفار حسام عبد الغفار محافظة شمال سيناء

تابع صفحتنا على أخبار جوجل

تابع صفحتنا على فيسبوك

تابع صفحتنا على يوتيوب

فيديو قد يعجبك:

الأخبار المتعلقة حدث في 8ساعات| تحرير المصريين المختطفين في السودان.. وإجراءات حكومية جديدة أخبار الصحة: افتتاح وحدة علاج طبيعي بالإسماعيلية.. وتجهيز عيادتين لذوى الهمم أخبار الصحة تعلن إجراءات الحصول على جلسات الغسيل الكلوي بمنظومة "نفرو مصر" أخبار

مقالات مشابهة

  • العراق بالمرتبة 13 على مؤشر الإرهاب العالمي لعام 2024
  • حرب العاشر من رمضان | كيف استعادت مصر سيناء من الاحتلال الإسرائيلي
  • مستشار بالأكاديمية العسكرية: حرب أكتوبر كانت ثمرة سنوات من الكفاح العسكري والعلمي
  • العاشر من رمضان.. كيف استعدت مصر لحربها المقدسة لتحرير سيناء
  • كانت 50 وأصبحت 5.. أحمد عمر هاشم يكشف أسرار فرض الصلاة على المسملين
  • بدء أعمال اجتماع دول الجوار السوري في الأردن
  • شاهد.. حطام صاروخ ستارشيب الملتهب يشل حركة الطيران
  • بتهمة الإرهاب.. اعتقال شاب سوري لنشره صورة أبو وطن في كربلاء
  • فريق حوكمة الصحة يتفقد مستشفيات شمال سيناء.. ماذا وجد؟